هند صبري: صُنّاع السينما العربية يخشون المجازفة ببطولات نسائية

قالت في جلسة حوارية بـ«الجونة» إنها تقدّم أدوارها بإحساس فطري

صبري تُعدّ نفسها ممثلة عصامية (الجونة السينمائي)
صبري تُعدّ نفسها ممثلة عصامية (الجونة السينمائي)
TT

هند صبري: صُنّاع السينما العربية يخشون المجازفة ببطولات نسائية

صبري تُعدّ نفسها ممثلة عصامية (الجونة السينمائي)
صبري تُعدّ نفسها ممثلة عصامية (الجونة السينمائي)

قالت الفنانة التونسية هند صبري إنها تُعدُّ نفسها ممثلة عصامية، فهي لم تدرس التمثيل بيد أنها تؤدي مشاهدها بإحساس فطري، لذا تُقدم أفضل أداء من المرة الأولى. وأضافت خلال حوارها، الأحد، في الدورة السابعة لمهرجان «الجونة السينمائي»، الذي أداره الإعلامي اللبناني شادي زين الدين، أن السينما صناعة ذكورية تخشي المجازفة ببطولات نسائية، مؤكدة أنها «محظوظة بمجيئها في وقت كانت أوضاع السينما فيه مختلفة، ما أتاح لها رصيداً تعتزّ به من الأفلام والمخرجين»، مشيرة إلى أنها «لا تعرف أين سيكون موقعها الفني بعد 10 سنوات، وأنها تحتاج لإجازة لتتمكن من رؤية الصورة بشكل أوضح».

وأبدت هند اعتراضها على مَن يطالبون بوقف المهرجانات السينمائية في الظروف الحالية، قائلة: «أنا ضد أن نترك كل شيء ونجلس للبكاء. ومَن يطالبون بذلك يريدون محوَ آثارنا، وأنا مؤمنة بتأثير الفنون في كل الأزمنة والظروف».

هند صبري انتقدت سيطرة الرجال على السينما (الجونة السينمائي)

وأضافت هند أنها من عائلة «مهرجان الجونة» وعضو في اللجنة الاستشارية العليا مع الفنانة يسرا والمخرج يسري نصر الله، معبّرة عن سعادتها بالنجاح الذي حققه المهرجان.

وتطرّق الحوار إلى أهم أفلامها فقالت: «كنت محظوظة لأنني قدمت عدداً كبيراً من الأفلام خلال 10 سنوات بين 2000 و2010، من بينها أفلام تجارية ومستقلة، وكنا محظوظين لأنه كان زمناً جميلاً في تاريخ السينما المصرية»، وأشارت هند إلى أن فيلم «مواطن ومخبر وحرامي» من أكثر الأفلام التي حقّقت لها شعبية في مصر، لأنه يطرح صورة صادقة عن المجتمع، كما يطرح من خلاله المخرج الكبير داود عبد السيد كثيراً من الأسئلة الوجودية كما في كل أفلامه.

وروت هند أنها قضت 10 سنوات منذ بدأت التمثيل في مصر، لم تفتح فمها مع أي مخرج ولم يكن لها رأي تعلنه حسبما تقول: «لم يكن لديَّ تجربة كافية لأشارك بوجهة نظري، الآن أرى ممثلين صغاراً في السّن والتجربة يدخلون في مناقشات مع الكبار، لذا أنصحهم بأن يتعلّموا أولاً ليكون لديهم مخزون من الخبرة والإحباطات والجهد المُضني ليجدوا بالتالي من يُنصت إليهم بجدّية حين يعبّرون عن آرائهم».

هند صبري والإعلامي اللبناني شادي زين الدين خلال الحوار (الجونة السينمائي)

وتحدثت هند عن فيلم «أحلى الأوقات» الذي شاركت بطولته مع مِنّة شلبي وحنان ترك، مشيدة بجُرأة منتجه محمد العدل لتقديم فيلمٍ من بطولة 3 ممثلات، كما أشادت بذكاء المخرجة هالة خليل التي اختارتها لأداء شخصية «يسرية» المرأة التي تعيش في منطقة شعبية، مؤكدة أنه من أكثر الأفلام المفضلة لديها.

جانب من حضور جلسة هند صبري (الجونة السينمائي)

وأشارت إلى أن صناعة السينما ذكورية تخشى المجازفة ببطولات نسائية.

ورحّبت هند بالعمل في السينما السعودية مشيدة بالانفتاح الذي تشهده، وعدّت ذلك بأنه «وقت رائع لصناعة السينما العربية»، مضيفة: «أحب العمل مع مخرجين من المنطقة العربية وليس مع مصريين وتونسيين فقط»، وأنها تفضّل العمل مع مخرجين يقدمونها في شخصيات بعيدة عنها، تمثل تحدياً لها.

ووصفت هند صبري فيلم «عمارة يعقوبيان» بأنه «حلم»؛ لأنه جمع بين عدد كبير من النجوم، وعن رواية ناجحة وكتابة مبدعة لوحيد حامد، ومخرج واعد هو مروان حامد، وذكرت أنها كانت خائفة حينما ذهبت مع فريق العمل للقاء الفنان عادل إمام في بيته، مؤكدة التزامه: «لم أجد التزاماً من فنان مثله، فمهما وصلت التصويرَ مبكّراً أجده قد سبقني، وكان يعرف أسماء العمال وأبنائهم، لذا فإن لقب (الزعيم) الذي حازه لم يأتِ من فراغ».

صبري تُعدّ نفسها ممثلة عصامية (الجونة السينمائي)

كما عدَت فيلم «الجزيرة» عملاً تجارياً جيدَ الصُّنع بفضل مخرجه شريف عرفة، كما أثنت على فيلمها التونسي الأخير «بنات ألفة» مع المخرجة كوثر بن هنية، الذي حقّق نجاحاً كبيراً وحازَ جوائز دولية عدة.

ونفت النجمة هند صبري أن تكون قد حقّقت المعادلة الصّعبة بين نجاحها ممثلة ومنتجة وزوجة وأماً، وقالت إنه كثيراً ما يأتي ذلك على حساب نفسها، وتابعت: «عندي أجزاءٌ مضيئةٌ وأخرى مظلمةٌ، وأحياناً أعتذر عن أدوارٍ حتى لا أزيد من حجم الضّغوط عليَّ، ولا أعرف كيف سأكون ممثلة بعد 10 سنوات من الآن، لذا أحتاج لإجازة أستريح خلالها وأفكر بهدوء».


مقالات ذات صلة

دياموند بو عبود: «أرزة» لسانُ نساء في العالم يعانين الحرب والاضطرابات

يوميات الشرق «أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)

دياموند بو عبود: «أرزة» لسانُ نساء في العالم يعانين الحرب والاضطرابات

تظهر البطلة بملابس بسيطة تعكس أحوالها، وأداء صادق يعبّر عن امرأة مكافحة لا تقهرها الظروف ولا تهدأ لتستعيد حقّها. لا يقع الفيلم اللبناني في فخّ «الميلودراما».

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق المخرج المصري بسام مرتضى يرفع بجوائز فيلمه «أبو زعبل 89» (إدارة المهرجان)

«القاهرة السينمائي» يوزّع جوائزه: رومانيا وروسيا والبرازيل تحصد «الأهرامات الثلاثة»

أثار الغياب المفاجئ لمدير المهرجان الناقد عصام زكريا عن حضور الحفل تساؤلات، لا سيما في ظلّ حضوره جميع فعاليات المهرجان.

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق معابد الأقصر تحتضن آثار الحضارة القديمة (مكتبة الإسكندرية)

«تسجيلي» مصري يوثّق تاريخ الأقصر «أقوى عواصم العالم القديم»

لم تكن قوة الأقصر ماديةً فحسب، إنما امتدّت إلى أهلها الذين تميّزوا بشخصيتهم المستقلّة ومهاراتهم العسكرية الفريدة، فقد لعبوا دوراً محورياً في توحيد البلاد.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق مشهد من الفيلم السعودي «ثقوب» (القاهرة السينمائي)

المخرج السعودي عبد المحسن الضبعان: تُرعبني فكرة «العنف المكبوت»

تدور الأحداث حول «راكان» الذي خرج إلى العالم بعد فترة قضاها في السجن على خلفية تورّطه في قضية مرتبطة بالتطرُّف الديني، ليحاول بدء حياة جديدة.

أحمد عدلي (القاهرة )
سينما  مندوب الليل (آسيا وورلد فيلم فيستيڤال)

«مندوب الليل» لعلي الكلثمي يفوز في لوس أنجليس

في حين ينشغل الوسط السينمائي بـ«مهرجان القاهرة» وما قدّمه وما نتج عنه من جوائز أو أثمر عنه من نتائج وملاحظات خرج مهرجان «آسيا وورلد فيلم فيستيڤال» بمفاجأة رائعة

محمد رُضا‬ (القاهرة)

«دماغ السحلية»... أسباب انشغالنا بآراء الآخرين عنا

صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)
صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)
TT

«دماغ السحلية»... أسباب انشغالنا بآراء الآخرين عنا

صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)
صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)

وجدت دراسة جديدة، أجراها فريق من الباحثين في كلية الطب بجامعة نورث وسترن الأميركية، أن الأجزاء الأكثر تطوراً وتقدماً في الدماغ البشري الداعمة للتفاعلات الاجتماعية -تسمى بالشبكة المعرفية الاجتماعية- متصلة بجزء قديم من الدماغ يسمى اللوزة، وهي على اتصال باستمرار مع تلك الشبكة.

يشار إلى اللوزة تُعرف أيضاً باسم «دماغ السحلية»، ومن الأمثلة الكلاسيكية لنشاطها الاستجابة الفسيولوجية والعاطفية لشخص يرى أفعى؛ حيث يصاب بالذعر، ويشعر بتسارع ضربات القلب، وتعرّق راحة اليد.

لكن الباحثين قالوا إن اللوزة تفعل أشياء أخرى أكثر تأثيراً في حياتنا.

ومن ذلك ما نمر به أحياناً عند لقاء بعض الأصدقاء، فبعد لحظات من مغادرة لقاء مع الأصدقاء، يمتلئ دماغك فجأة بأفكار تتداخل معاً حول ما كان يُفكر فيه الآخرون عنك: «هل يعتقدون أنني تحدثت كثيراً؟»، «هل أزعجتهم نكاتي؟»، «هل كانوا يقضون وقتاً ممتعاً من غيري؟»، إنها مشاعر القلق والمخاوف نفسها، ولكن في إطار اجتماعي.

وهو ما علّق عليه رودريغو براغا، الأستاذ المساعد في علم الأعصاب بكلية فاينبرغ للطب، جامعة نورث وسترن، قائلاً: «نقضي كثيراً من الوقت في التساؤل، ما الذي يشعر به هذا الشخص، أو يفكر فيه؟ هل قلت شيئاً أزعجه؟».

وأوضح في بيان صحافي صادر الجمعة: «أن الأجزاء التي تسمح لنا بالقيام بذلك توجد في مناطق الدماغ البشري، التي توسعت مؤخراً عبر مسيرة تطورنا البشري. في الأساس، أنت تضع نفسك في عقل شخص آخر، وتستنتج ما يفكر فيه، في حين لا يمكنك معرفة ذلك حقّاً».

ووفق نتائج الدراسة الجديدة، التي نُشرت الجمعة في مجلة «ساينس أدفانسز»، فإن اللوزة الدماغية، بداخلها جزء محدد يُسمى النواة الوسطى، وهو مهم جدّاً للسلوكيات الاجتماعية.

كانت هذه الدراسة هي الأولى التي أظهرت أن النواة الوسطى للوزة الدماغية متصلة بمناطق الشبكة المعرفية الاجتماعية التي تشارك في التفكير في الآخرين.

لم يكن هذا ممكناً إلا بفضل التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI)، وهي تقنية تصوير دماغ غير جراحية، تقيس نشاط الدماغ من خلال اكتشاف التغيرات في مستويات الأكسجين في الدم.

وقد مكّنت هذه المسوحات عالية الدقة العلماء من رؤية تفاصيل الشبكة المعرفية الاجتماعية التي لم يتم اكتشافها مطلقاً في مسوحات الدماغ ذات الدقة المنخفضة.

ويساعد هذا الارتباط باللوزة الدماغية في تشكيل وظيفة الشبكة المعرفية الاجتماعية من خلال منحها إمكانية الوصول إلى دور اللوزة الدماغية في معالجة مشاعرنا ومخاوفنا عاطفياً.

قالت دونيسا إدموندز، مرشح الدكتوراه في علم الأعصاب بمختبر «براغا» في نورث وسترن: «من أكثر الأشياء إثارة هو أننا تمكنا من تحديد مناطق الشبكة التي لم نتمكن من رؤيتها من قبل».

وأضافت أن «القلق والاكتئاب ينطويان على فرط نشاط اللوزة الدماغية، الذي يمكن أن يسهم في الاستجابات العاطفية المفرطة وضعف التنظيم العاطفي».

وأوضحت: «من خلال معرفتنا بأن اللوزة الدماغية متصلة بمناطق أخرى من الدماغ، ربما بعضها أقرب إلى الجمجمة، ما يسهل معه استهدافها، يمكن لتقنيات التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة استهداف اللوزة الدماغية، ومن ثم الحد من هذا النشاط وإحداث تأثير إيجابي فيما يتعلق بالاستجابات المفرطة لمشاعر الخوف والقلق».