هاني أبو أسعد: أسدد ثمن دفاعي عن القضية الفلسطينية

وصف التعامل مع إدريس ألبا بـ«الصعب»

هاني أبو أسعد خلال الندوة (إدارة المهرجان)
هاني أبو أسعد خلال الندوة (إدارة المهرجان)
TT

هاني أبو أسعد: أسدد ثمن دفاعي عن القضية الفلسطينية

هاني أبو أسعد خلال الندوة (إدارة المهرجان)
هاني أبو أسعد خلال الندوة (إدارة المهرجان)

أكد المخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد، ترحيبه بسداد ثمن دفاعه عن القضية الفلسطينية في أعماله ومشروعاته السينمائية، عادّاً أن ما يدفعه هو ثمن بسيط أمام ما يقدمه الفلسطينيون على الأرض.

وخلال الندوة الحوارية التي احتضنتها النسخة السابعة من مهرجان «الجونة السينمائي»، السبت، أكد المخرج الفلسطيني الذي قدم تجارب كثيرة في هوليوود، أن كونه شخصاً صاحب قضية يدافع عنها ويناضل من أجلها، يجعله يتعرض لعقبات في أعماله الفنية المختلفة، من بينها منعه من الظهور الإعلامي والتضييق في التوزيع على الأفلام التي يُخرجها، وغيرها من الأمور التي يتقبلها بصدر رحب، وفق قوله.

الندوة التي أدارها الناقد المصري أحمد شوقي، رئيس الاتحاد الدولي للنقاد، تحدث فيها أبو أسعد عن استمراره في الانخراط بوطنه فلسطين حتى مع إقامته في الخارج، وقال: «أحرص على السفر والإقامة بفلسطين لفترات وصلت إلى عامين في بعض الأحيان ولشهور طويلة، مع استمرار التواصل بيني وبين أبناء وطني من مختلف الفئات وعلى مستويات عدّة، بداية من مجتمعات المخيمات وصولاً إلى المسؤولين في السلطة».

هاني أبو أسعد خلال الحديث (إدارة المهرجان)

وأضاف أن «هذا الوجود المستمر يجعل لدي قدرة على تقديم قصص وموضوعات سينمائية مختلفة بحكم الخبرة الحياتية التي أدركها جيداً، والواقعية التي أكتب بها الأعمال المختلفة التي أقدمها عن فلسطين».

ووصف هاني أبو أسعد نفسه بـ«الجندي المحارب الساعي لمواجهة مشروع تدمير الهوية العربية»، مشيراً إلى أنه يسعى للنضال بالفن من خلال أعماله المختلفة التي يقدمها وتتناول القضية الفلسطينية.

وتطرّق للصعوبات التي تواجه تسويق الأفلام الفلسطينية في المهرجانات والمحافل الدولية، مؤكداً أن «تحالفات شركات التوزيع ضد الترويج للسردية الفلسطينية في الأعمال تقف عائقاً أساسياً، رغم أن هذه الأفلام مرحب بها، ونجحت بالفعل في إحداث تأثير بالمجتمعات الغربية على مستوى الشعوب».

وشهدت الندوة حضور عدد كبير من الفنانين منهم يسرا اللوزي، وتارا عماد، وكريم قاسم، وأحمد حاتم، ورانيا يوسف، والمخرج محمد شاكر خضير، والمخرج هاني خليفة.

جانب من الحضور (إدارة المهرجان)

وتحدث المخرج الفلسطيني عن تجربة لم تكتمل لمسلسل مع شبكة «نتفليكس»، عقب اتفاقه على تقديم عمل تدور أحداثه في 6 حلقات، عن مملكة خيالية بها صراع داخلي حول المستقبل، وهو المشروع الذي تحمست له الشبكة، وعمل عليه لفترة قبل أن يطلبوا حذف الصراع السياسي من الأحداث والاكتفاء بالصراعات الاجتماعية.

وأوضح أنه رفض شروط «نتفليكس» رغم الحماس الذي أبدوه في البداية للفكرة وإعجابهم بها وانطلاق التحضير للتصوير، مشيراً إلى أن «طلبهم حذف الصراع السياسي جرى قبل التصوير بشهر واحد».

وعن تجربة العمل مع الوجوه الجديدة والنجوم العالميين، أكد هاني أبو أسعد تفضيله العمل مع الوجوه الجديدة التي يختارها عن طريق «الكاستينغ» خلال التحضير، خصوصاً مع اعتياده على كتابة نسخة أولى من الحوار عند التحضير لفيلم جديد، وكتابة النسخة النهائية بعد اختيار الممثلين، حتى يضفي على السيناريو جانباً مرتبطاً بهم في الأحداث، حسب قوله.

وأضاف أن «التعامل مع الممثلين العالميين يختلف من ممثل لآخر، كما يختلف تعاملهم من مخرج لآخر، فهناك مخرجون لا يوجّهون الممثلين، وممثلون لديهم طريقة في العمل مختلفة عن تصورات المخرج»، واصفاً تجربته في التعامل مع الممثل العالمي إدريس ألبا بـ«الصعبة جداً».

وكان هاني أبو أسعد قد أخرج فيلم «الجبل بيننا» الذي تقاسمت بطولته كيت وينسليت وإدريس ألبا، والمأخوذ عن رواية الكاتب الأميركي تشارلز مارتن وعرض عام 2017.


مقالات ذات صلة

«القاهرة السينمائي» يوزّع جوائزه: رومانيا وروسيا والبرازيل تحصد «الأهرامات الثلاثة»

يوميات الشرق المخرج المصري بسام مرتضى يرفع بجوائز فيلمه «أبو زعبل 89» (إدارة المهرجان)

«القاهرة السينمائي» يوزّع جوائزه: رومانيا وروسيا والبرازيل تحصد «الأهرامات الثلاثة»

أثار الغياب المفاجئ لمدير المهرجان الناقد عصام زكريا عن حضور الحفل تساؤلات، لا سيما في ظلّ حضوره جميع فعاليات المهرجان.

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق عمرو سعد يتحدث عن مشواره الفني (إدارة المهرجان)

عمرو سعد: أعود للشاشة بفيلم «الغربان»... وأحل ضيفاً على «الست»

قال الفنان المصري عمرو سعد إن غيابه عن السينما في السنوات الأخيرة جاء لحرصه على تقديم أعمال قوية بإمكانات مادية وفنية مناسبة.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق مشهد من الفيلم السعودي «ثقوب» (القاهرة السينمائي)

المخرج السعودي عبد المحسن الضبعان: تُرعبني فكرة «العنف المكبوت»

تدور الأحداث حول «راكان» الذي خرج إلى العالم بعد فترة قضاها في السجن على خلفية تورّطه في قضية مرتبطة بالتطرُّف الديني، ليحاول بدء حياة جديدة.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق حفل ختام مهرجان شرم الشيخ المسرحي شهد غياب مشاهير الفن (شرم الشيخ المسرحي)

«شرم الشيخ المسرحي» يُختتم بعيداً عن «صخب المشاهير»

اختتم مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي فعاليات دورته التاسعة، مساء الأربعاء، بعيداً عن صخب المشاهير.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق الفنانة السورية سُلاف فواخرجي والمخرج جود سعيد مع فريق الفيلم (القاهرة السينمائي)

«سلمى» يرصد معاناة السوريين... ويطالب بـ«الكرامة»

تدور أحداث الفيلم السوري «سلمى» الذي جاء عرضه العالمي الأول ضمن مسابقة «آفاق عربية» بمهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ45، وتلعب بطولته الفنانة سلاف فواخرجي.

انتصار دردير (القاهرة)

دياموند بو عبود: «أرزة» لسانُ نساء في العالم يعانين الحرب والاضطرابات

«أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)
«أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)
TT

دياموند بو عبود: «أرزة» لسانُ نساء في العالم يعانين الحرب والاضطرابات

«أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)
«أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)

أعربت الفنانة اللبنانية دياموند بو عبود عن سعادتها لفوز فيلم «أرزة» بجائزتين في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، مؤكدةً أنّ سعادتها تظلّ ناقصة جرّاء ما يشهده لبنان، ولافتةً إلى أنّ الفيلم عبَّر بصدق عن المرأة اللبنانية، وحين قرأته تفاعلت مع شخصية البطلة المتسلّحة بالإصرار في مواجهة الصعوبات والهزائم.

وقالت، في حوار مع «الشرق الأوسط»، إنّ «الوضع في لبنان يتفاقم سوءاً، والحياة شبه متوقّفة جراء تواصُل القصف. كما توقّف تصوير بعض الأعمال الفنية»، وذكرت أنها انتقلت للإقامة في مصر بناء على رغبة زوجها الفنان هاني عادل، وقلبها يتمزّق لصعوبة ظروف بلدها.

وفازت بو عبود بجائزة أفضل ممثلة، كما فاز الفيلم بجائزة أفضل سيناريو ضمن مسابقة «آفاق السينما العربية»، وتشارك في بطولته بيتي توتل، والممثل السوري بلال الحموي، وهو يُعدّ أول الأفلام الطويلة لمخرجته ميرا شعيب، وإنتاج مشترك بين لبنان ومصر والسعودية، وقد اختاره لبنان ليمثّله في منافسات «الأوسكار» لعام 2025.

في الفيلم، تتحوّل البطلة «أرزة» رمزاً للبنان، وتؤدّي بو عبود شخصية امرأة مكافحة تصنع فطائر السبانخ بمهارة ليتولّى نجلها الشاب توصيلها إلى الزبائن. وضمن الأحداث، تشتري دراجة نارية لزيادة دخلها في ظلّ ظروف اقتصادية صعبة، لكنها تُسرق، فتبدأ رحلة البحث عنها، لتكتشف خلالها كثيراً من الصراعات الطائفية والمجتمعية.

دياموند بو عبود والمؤلّف لؤي خريش مع جائزتَي «القاهرة السينمائي» (إدارة المهرجان)

تظهر البطلة بملابس بسيطة تعكس أحوالها، وأداء صادق يعبّر عن امرأة مكافحة لا تقهرها الظروف ولا تهدأ لتستعيد حقّها. لا يقع الفيلم في فخّ «الميلودراما»، وإنما تغلُب عليه روح الفكاهة في مواقف عدة.

تصف بو عبود السيناريو الذي جذبها من اللحظة الأولى بأنه «ذكي وحساس»، مضيفة: «حين عرض عليَّ المنتج المصري علي العربي الفيلم، وقرأت السيناريو، وجدت أنّ كاتبيه لؤي خريش وفيصل شعيب قد قدّماه بشكل مبسَّط. فالفيلم يطرح قضايا عن لبنان، من خلال (أرزة) التي تناضل ضدّ قسوة ظروفها، وتصرّ على الحياة». وتتابع: «شعرت بأنني أعرفها جيداً، فهي تشبه كثيرات من اللبنانيات، وفي الوقت عينه تحاكي أي امرأة في العالم. أحببتها، وأشكر صنّاع الفيلم على ثقتهم بي».

عملت بو عبود طويلاً على شخصية «أرزة» قبل الوقوف أمام الكاميرا، فقد شغلتها تفاصيلها الخاصة: «قرأتُ بين سطور السيناريو لأكتشف من أين خرجت، وما تقوله، وكيف تتحرّك وتفكر. فهي ابنة الواقع اللبناني الذي تعانيه، وقد حوّلت ظروفها نوعاً من المقاومة وحبّ الحياة».

واستطاعت المخرجة الشابة ميرا شعيب قيادة فريق عملها بنجاح في أول أفلامها الطويلة، وهو ما تؤكده بو عبود قائلة: «تقابلنا للمرّة الأولى عبر (زووم)، وتحدّثنا طويلاً عن الفيلم. وُلد بيننا تفاهم وتوافق في الرؤية، فنحن نرى القصص بالطريقة عينها. تناقشتُ معها ومع كاتبَي السيناريو حول الشخصية، وقد اجتمعنا قبل التصوير بأسبوع لنراجع المَشاهد في موقع التصوير المُفترض أن يكون (بيت أرزة). وعلى الرغم من أنه أول أفلام ميرا، فقد تحمّستُ له لإدراكي موهبتها. فهي تعمل بشغف، وتتحمّل المسؤولية، وتتمتع بذكاء يجعلها تدرك جيداً ما تريده».

دياموند بو عبود على السجادة الحمراء في عرض فيلم «أرزة» في القاهرة (إدارة المهرجان)

صُوِّر فيلم «أرزة» قبل عامين عقب الأزمة الاقتصادية وانفجار مرفأ بيروت و«كوفيد-19»، وشارك في مهرجانات، ولقي ردود فعل واسعة: «عُرض أولاً في مهرجان (بكين السينمائي)، ثم مهرجان (ترايبكا) في نيويورك، ثم سيدني وفرنسا وكاليفورنيا بالولايات المتحدة، وكذلك في إسبانيا. وقد رافقتُه في بعض العروض وشهدتُ تفاعل الجمهور الكبير، ولمحتُ نساء وجدن فيه أنفسهنّ. فـ(أرزة)، وإنْ كانت لبنانية، فهي تعبّر عن نساء في أنحاء العالم يعانين ظروف الحرب والاضطرابات. وقد مسَّ الجميع على اختلاف ثقافتهم، فطلبوا عروضاً إضافية له. وأسعدني استقبال الجمهور المصري له خلال عرضه في (القاهرة السينمائي)».

كما عُرض «أرزة» في صالات السينما لدى لبنان قبل الحرب، وتلقّت بطلته رسائل من نساء لبنانيات يُخبرنها أنهن يشاهدنه ويبكين بعد كل ما يجري في وطنهنّ.

تتابع بتأثر: «الحياة توقّفت، والقصف في كل الأماكن. أن نعيش تحت التهديد والقصف المستمر، في فزع وخوف، فهذا صعب جداً. بقيتُ في لبنان، وارتبطتُ بتدريس المسرح في الجامعة والإشراف على مشروعات التخرّج لطلابه، كما أدرّس مادة إدارة الممثل لطلاب السينما. حين بدأ القصف، أصررتُ على البقاء مع عائلتي، لكن زوجي فضَّل المغادرة إلى مصر مع اشتداده».

وشاركت بو عبود العام الماضي في بطولة فيلم «حسن المصري» مع الفنان أحمد حاتم، وقد صُوّرت معظم المَشاهد في لبنان؛ وهو إنتاج مصري لبناني. كما تكشف عن ترقّبها عرض مسلسل «سراب» مع خالد النبوي ويسرا اللوزي، وبمشاركة زوجها هاني عادل، وإخراج أحمد خالد. وتلفت إلى أنه لم تجمعها مشاهد مشتركة مع زوجها بعد مسلسل «السهام المارقة»، وتتطلّع إلى التمثيل معه في أعمال مقبلة.