استقبلت مدينة إسطنبول بتركيا، الأسبوع الماضي، محبي الفنون من تركيا وخارجها، لحضور افتتاح الدورة الجديدة من معرض وسوق إسطنبول للفن المعاصر في نسخته التاسعة عشرة الذي ضم 50 صالة عرض من 14 دولة.
أقيم معرض هذا العام، في منطقة ترسانة إسطنبول التاريخية، وعرض 809 قطع فنية من أعمال 503 فنانين من مختلف أنحاء العالم، وإن كان ملاحظاً غلبة أعمال الفنانين الأتراك وتنوعها الغني ما بين الفن الحديث والمعاصر، وتنوع الوسائل ما بين اللوحات القماش والأعمال التركيبية والفيديو.
وتوزعت عروض الصالات الفنية المشاركة ما بين قاعة ترسانة إسطنبول (أ) والمساحات المفتوحة المطلة على إسطنبول والقرن الذهبي من ناحية، وقاعة ترسانة إسطنبول (ب) الواقعة في قاعة حفلات فندق ريكسوس ترسانة إسطنبول والمساحات المفتوحة على الواجهة البحرية، من ناحية أخرى.
في لقاء مع الصحافيين قبيل افتتاح المعرض الأسبوع الماضي، حمل حديث علي جوريلي، رئيس مجلس إدارة معرض إسطنبول للفن المعاصر، نبرة تفاؤل بالمستقبل حين أشار إلى النمو المطرد في حركة سوق الفن على الرغم من انخفاض مبيعات الأعمال الفنية، وأشاد جوريلي بالتعاون ما بين الصالات الفنية لتمثيل الفنانين. وعن أهداف المعرض قال جوريلي: «معرض إسطنبول للفن المعاصر هو العلامة التجارية الرائدة للقوة الناعمة في تركيا. ونرى أيضاً أنه من المهم نشر الفن المعاصر في جميع الأماكن العامة في إسطنبول».
يأخذنا حديث جوريلي إلى معرض «The Yard» لعرض المنحوتات، المقام ضمن فعاليات «إسطنبول للفن المعاصر»، وهو من إشراف مارك أوليفييه والير، المستشار الفني لمعرض إسطنبول للفن المعاصر ومدير متحف الفن والتاريخ في جنيف. ضم «The Yard» 19 عملاً نحتياً لمجموعة متنوعة من الفنانين الناشئين والراسخين اختير لها مكانا جذابا على الواجهة البحرية للقرن الذهبي، وقدم من خلالها عرضاً خارجياً ممتعاً بصرياً ومثيراً للتفكير، سلط الضوء على التنوع الغني والروح المبتكرة للفن المعاصر اليوم.
وسلط برنامج الدول الضيفة هذا العام في معرض إسطنبول للفن المعاصر الضوء على إسبانيا والدول الناطقة بالإسبانية وأميركا اللاتينية، عبر استضافة عدد كبير من الصالات القادمة من دول أميركا الجنوبية، إضافة إلى معرض مخصص للفن الإسباني واللاتيني بعنوان «ولدوا في السبعينات».
وخلال حفل إطلاق المعرض، وللحديث عن مشاركة الفنانين الناطقين بالإسبانية، أكدت السفيرة الإسبانية في إسطنبول كريستينا لاتوري سانشو أهمية الفنون في الوقت الحالي قائلة: «في أوقات الحروب والفظائع يأتي الفن ليكرم أرواحنا». أما خوان مانويل، منسق معرض «ولدوا في السبعينات»، فأكد دور إسبانيا المهم في سوق الفنون والحيوية التي يتمتع بها المناخ الفني في الدول الناطقة بالإسبانية. قدم المعرض أكثر من 21 عملاً استثنائياً من 15 صالة عرض رائدة من جميع أنحاء إسبانيا، بهدف تسليط الضوء على المشهد المتنوع والمتطور للفن الإسباني المعاصر، وتقديم منظور فريد من نوعه حول تقاطع التقاليد والحداثة في البلدان الناطقة بالإسبانية.