نسخة نادرة من مخطوطة «الأمير الصغير» للبيع

كتبها أنطوان دو سانت إكزوبيري في نيويورك بعد نفيه من فرنسا المحتلّة

«شيء مثير للاهتمام جداً» (رويترز)
«شيء مثير للاهتمام جداً» (رويترز)
TT

نسخة نادرة من مخطوطة «الأمير الصغير» للبيع

«شيء مثير للاهتمام جداً» (رويترز)
«شيء مثير للاهتمام جداً» (رويترز)

ستُطرح نسخة نادرة من المخطوطة الأصلية لرواية «الأمير الصغير» للكاتب أنطوان دو سانت أكزوبيري، للبيع؛ وهي التي تحتوي على تصحيحات وتعليقات مكتوبة بخطّ المؤلّف.

ووفق «الغارديان»، تُعدّ هذه النسخة واحدة من 3 معروفة فقط؛ وهي المرّة الأولى التي تُعرض فيها مخطوطة لهذه القصة الكلاسيكية للبيع للجمهور.

وتحتوي الوثيقة على ما يُعتقد أنه الظهور الأول المكتوب للجملة الشهيرة: «إننا لا نرى بشكل صحيح إلا بالقلب، فالجوهر لا تراه العين».

تُعدّ هذه النسخة واحدة من 3 معروفة فقط (رويترز)

وفي مسودات سابقة، كان سانت إكزوبيري يعبث بهذه العبارة ويغيّرها، وفق المتخصّص البارز في الأدب بدار الكتب البريطانية، «بيتر هارينغتون»، سامي جاي، مشيراً إلى أنه في النسخة المطبوعة «يمكن بالفعل مشاهدة المؤلّف وهو يحقّق هذا الاكتشاف ويكتب تلك الجملة الكاملة للمرّة الأولى».

وستُعرض النسخة المطروحة للبيع بمبلغ 1.25 مليون دولار في «معرض أبوظبي للفنون» السنوي المُقام في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني).

ونُشرت رواية «الأمير الصغير» في الولايات المتحدة عام 1943، وفي فرنسا عام 1946، وتُعدُّ الأكثر ترجمةً في العالم، باستثناء النصوص الدينية.

وتُروى القصة من وجهة نظر طيّار يلتقي بالأمير الصغير الذي، كما يتّضح لاحقاً، جاء إلى الأرض من كوكب بعيد حيث كان صديقه الوحيد هو وردة. وكتب سانت إكزوبيري الرواية في نيويورك بعد نفيه من فرنسا المحتلّة.

وتتضمّن النسخة أيضاً رسوماً أصلية بالقلم الرصاص للأمير، بما فيها تصميم أولي للرسم النهائي الذي يُظهره وهو يعود إلى وطنه، بالإضافة إلى شيك موقَّع من سانت إكزوبيري.

واستحوذت دار نشر «بيتر هارينغتون» على المخطوطة من مجموعة خاصة من المواد المتعلّقة بسانت إكزوبيري، ويصف جاي هذه النسخة بأنها «شيء مثير للاهتمام جداً»، وذلك رغم أنها كانت «لا تبدو كذلك» من الخارج، فهي محفوظة داخل مجلّد أسود بلا كلام على الغلاف، ومربوطة بدبابيس في بعض الأماكن. أما داخل المجلّد، فثمة كثير من «الرسوم العشوائية والملاحظات».

المتخصّص في الأدب بدار «بيتر هارينغتون» سامي جاي يحمل المخطوطة (رويترز)

وتوجد واحدة من النسخ الأخرى للمخطوطة في «مركز هاري رانسوم» بأوستن، تكساس؛ بينما يمكن العثور على النسخة الأخرى في المكتبة الوطنية الفرنسية بباريس. ويبدو أنّ النسخة المعروضة للبيع هي الوحيدة التي احتفظ بها سانت إكزوبيري بوصفها نسخة عمل خاصة به.

وتابع جاي: «ملأ النصّ بملاحظاته الخاصة المكتوبة بخط اليد، وتصحيحاته، وإضافاته من أجل تحسينه وتطويره»، إذ تحتوي معظم الصفحات على تصحيحات يدوية. ومن بين التغييرات، أُزيلت الإشارات إلى نيويورك واستُبدلت بصور أكثر عمومية.

ويبدو أنّ الشيك البالغة قيمته 100 دولار، المرفق في المخطوطة، ربما أضافه جامع الكتاب إلى المجلّد، وفق جاي.

وصدر الشيك في 26 فبراير (شباط) 1943، وكان موجَّهاً إلى شركة «بروكس يونيفورك كو» مقابل «تقدير لزيّ القوات الجوية الفرنسية» الذي كان قد طلبه، وفقاً لسيرته الذاتية التي كتبتها الكاتبة ستايسي شيف.

وارتدى الزيّ في آخر زيارة له إلى شقة حبيبته سيلفيا هاملتون، قبل أن يعود إلى الحرب. وفي تلك المناسبة، ترك لها النسخة الأصلية المكتوبة بخط اليد من رواية «الأمير الصغير»، التي تُحفظ الآن في مكتبة «مورغان» بنيويورك، وغادر أنطوان دو سانت الولايات المتحدة في أبريل (نيسان) 1943، ويُعتقد أنه توفي خلال مَهمّة استطلاعية في يوليو (تموز) 1944.


مقالات ذات صلة

نجم «ديزني» يتخلّص من أفعى على الطائرة... ويتلقّى مكافأة

يوميات الشرق النجم الشجاع أنقذ الموقف (مواقع التواصل)

نجم «ديزني» يتخلّص من أفعى على الطائرة... ويتلقّى مكافأة

نجح نجم «ديزني»، الأسترالي أندري ريريكورا، في التخلُّص من ثعبان على طائرة «فيرجين إيرلاينز»... فماذا كانت مكافأته؟

«الشرق الأوسط» (سيدني)
يوميات الشرق إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

«الشرق الأوسط» (برلين)
يوميات الشرق جمال لوتشيا بونتي من نوع مختلف عن جدّتها (موقع الحفل)

حفيدة صوفيا لورين «مختلفة الجمال» تخرج إلى المجتمع في «حفل المبتدئات»

جرتْ العادة أن تحضُر كل مُشاركة بصحبة فتى من أبناء المشاهير والأثرياء، وأن ترقص معه «الفالس» كأنهما في حفل من حفلات القصور في عهود ملوك أوروبا.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق مبهجة ودافئة (جامعة «أبردين»)

أقدم آلة تشيللو أسكوتلندية تعزف للمرّة الأولى منذ القرن الـ18

خضعت آلة تشيللو يُعتقد أنها الأقدم من نوعها في أسكوتلندا لإعادة ترميم، ومن المقرَّر أن تعاود العزف مرّة أخرى في عرض خاص.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق جزء من التجهيز يظهر مجموعة الرؤوس (جناح نهاد السعيد)

«نشيد الحب» تجهيز شرقي ضخم يجمع 200 سنة من التاريخ

لا شيء يمنع الفنان الموهوب ألفريد طرزي، وهو يركّب «النشيد» المُهدى إلى عائلته، من أن يستخدم ما يراه مناسباً، من تركة الأهل، ليشيّد لذكراهم هذا العمل الفني.

سوسن الأبطح (بيروت)

سلوفينية تبلغ 12 عاماً تُنقذ مشروعاً لإعادة «الزيز» إلى بريطانيا

أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)
أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)
TT

سلوفينية تبلغ 12 عاماً تُنقذ مشروعاً لإعادة «الزيز» إلى بريطانيا

أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)
أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)

عندما سافر علماء بيئة بريطانيون إلى سلوفينيا هذا الصيف على أمل التقاط ما يكفي من صراصير «الزيز» المغرِّدة لإعادة إدخال هذا النوع إلى غابة «نيو فورست» في بريطانيا، كانت تلك الحشرات صعبة المنال تطير بسرعة كبيرة على ارتفاع بين الأشجار. لكنَّ فتاة تبلغ 12 عاماً قدَّمت عرضاً لا يُفوَّت.

وذكرت «الغارديان» أنّ كريستينا كيندا، ابنة الموظّف في شركة «إير بي إن بي»؛ الموقع الذي يتيح للأشخاص تأجير واستئجار أماكن السكن، والذي وفَّر الإقامة لمدير مشروع «صندوق استعادة الأنواع» دوم برايس، ومسؤول الحفاظ على البيئة هولي ستانوورث، هذا الصيف؛ اقترحت أن تضع شِباكاً لالتقاط ما يكفي من صراصير «الزيز» لإعادتها إلى بريطانيا.

قالت: «سعيدة للمساعدة في هذا المشروع. أحبّ الطبيعة والحيوانات البرّية. الصراصير جزء من الصيف في سلوفينيا، وسيكون جيّداً أن أساعد في جَعْلها جزءاً من الصيف في إنجلترا أيضاً».

كان صرصار «نيو فورست» الأسود والبرتقالي هو النوع الوحيد من الصراصير الذي وُجِد في بريطانيا. في الصيف، يصدح الذكور بأغنية عالية النغمات لجذب الإناث التي تضع بيضها في الأشجار. وعندما يفقس الصغار، تسقط إلى أرض الغابة وتحفر في التربة، حيث تنمو ببطء تحت الأرض لمدّة 6 إلى 8 سنوات قبل ظهورها على شكل كائنات بالغة.

صرصار «نيو فورست» الأسود والبرتقالي (صندوق استعادة الأنواع)

اختفى هذا النوع من الحشرات من غابة «نيو فورست»، فبدأ «صندوق استعادة الأنواع» مشروعاً بقيمة 28 ألف جنيه إسترليني لإعادته.

نصَّت الخطة على جمع 5 ذكور و5 إناث من متنزه «إيدريا جيوبارك» في سلوفينيا بتصريح رسمي، وإدخالها في حضانة صراصير «الزيز» التي تضمّ نباتات محاطة في أوعية أنشأها موظّفو حديقة الحيوانات في متنزه «بولتون بارك» القريب من الغابة.

ورغم عدم تمكُّن برايس وستانوورث من التقاط صراصير «الزيز» البالغة، فقد عثرا على مئات أكوام الطين الصغيرة التي صنعها صغار «الزيز» وهي تخرج من الأرض بالقرب من مكان إقامتهما، وتوصّلا إلى أنه إذا كانا يستطيعان نصب خيمة شبكية على المنطقة قبل ظهور صراصير «الزيز» في العام المقبل، فيمكنهما إذن التقاط ما يكفي منها لإعادتها إلى بريطانيا. لكنهما أخفقا في ترك الشِّباك طوال فصل الشتاء؛ إذ كانت عرضة للتلف، كما أنهما لم يتمكنا من تحمُّل تكلفة رحلة إضافية إلى سلوفينيا.

لذلك، عرضت كريستينا، ابنة مضيفيهما كاتارينا وميتشا، تولّي مهمّة نصب الشِّباك في الربيع والتأكد من تأمينها. كما وافقت على مراقبة المنطقة خلال الشتاء لرصد أي علامات على النشاط.

قال برايس: «ممتنون لها ولعائلتها. قد يكون المشروع مستحيلاً لولا دعمهم الكبير. إذا نجحت هذه الطريقة، فيمكننا إعادة أحد الأنواع الخاصة في بريطانيا، وهو الصرصار الوحيد لدينا وأيقونة غابة (نيو فورست) التي يمكن للسكان والزوار الاستمتاع بها إلى الأبد».

يأمل الفريق جمع شحنته الثمينة من الصراصير الحية. الخطة هي أن تضع تلك البالغة بيضها على النباتات في الأوعية، بحيث يحفر الصغار في تربتها، ثم تُزرع النباتات والتربة في مواقع سرّية في غابة «نيو فورست»، وتُراقب، على أمل أن يظهر عدد كافٍ من النسل لإعادة إحياء هذا النوع من الحشرات.

سيستغرق الأمر 6 سنوات لمعرفة ما إذا كانت الصغار تعيش تحت الأرض لتصبح أول جيل جديد من صراصير «نيو فورست» في بريطانيا.