مصر: عرض كنوز نادرة اكتشفتها بعثة «كليوباترا» بالإسكندرية

تضم تماثيل وأقنعة وأواني فخارية وأدوات زينة

لوحة «ماجنا» وعدد من الأواني الفخارية ومراود ضمن المعروضات (مكتبة الإسكندرية)
لوحة «ماجنا» وعدد من الأواني الفخارية ومراود ضمن المعروضات (مكتبة الإسكندرية)
TT

مصر: عرض كنوز نادرة اكتشفتها بعثة «كليوباترا» بالإسكندرية

لوحة «ماجنا» وعدد من الأواني الفخارية ومراود ضمن المعروضات (مكتبة الإسكندرية)
لوحة «ماجنا» وعدد من الأواني الفخارية ومراود ضمن المعروضات (مكتبة الإسكندرية)

اكتشفت البعثة المصرية - الدومينيكية التي تعمل بالإسكندرية 163 قطعة أثرية تمثل كنوزاً نادرة، تضمّنها معرض «تابوزيريس ماجنا... بحثاً عن كليوباترا» المقام حالياً داخل قاعة الأوديتوريوم بمكتبة الإسكندرية، ويستمر لمدة 6 أشهر.

وتتنوع المعروضات بين عدد من الألواح التوثيقية توضح العصر الذي ينتمي إليه المجمع المعبدي «تابوزيريس ماجنا»، والملوك التي توافدوا عليه، ويسميها الآثاريون ألواح أساسات المعبد، فضلاً عن عدد كبير من التمائم ورؤوس التماثيل والأواني الفخارية التي تكشف كثيراً من الخفايا، من بينها أسرار عبادة الإلهة إيزيس، والعناصر المعمارية التي كانت سائدة في العصر البطلمي.

يذكر أن القطع الأثرية اكتشفها آثاريون في منطقة أبو صير (47 كيلومتراً غرب مدينة الإسكندرية) في منطقة برج العرب، من خلال بعثة آثارية مصرية دومينيكية، ترأستها عالمة الأبحاث الدكتورة كاثلين مارتينيز ـ نزار، التي تعتقد أن الموقع مرتبط بعبادة الإلهة إيزيس، وتنظر لكليوباترا على أنها تساوي إيزيس، فيما ترى مارك أنطونيو أنه يساوي أوزيريس، وتعتقد أنهما مدفونان داخل «معبد تابوزيريس ماجنا».

افتتاح المعرض الأثري بمتحف مكتبة الإسكندرية (مكتبة الإسكندرية)

ويقول الدكتور حسين عبد البصير، مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية: «إن موقع (تابوزيريس ماجنا) يضم معبداً وجبانة من الحجر الجيري، وتطور اسمه من اللغة المصرية القديمة من (بير أوزير)، وصار باليونانية بوسيرس، ومعناها مكان أوزيريس، ثم أصبح بالعربية أبو صير».

ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «يتوقع بعض الآثاريين أن تقود الاكتشافات التي تم العثور عليها في (تابوزيريس ماجنا) إلى قصر الملكة كليوباترا والمقبرة التي تضم جثمانها، وهي الأسباب الرئيسية التي دفعت البعثة المصرية الدومينيكية للقيام بعمل مخطط حفائرها في المنطقة منذ عام 2005».

ويضم المعرض قطعة أثرية تشبه لوحة التأسيس التي توضع في المشروعات، توضح الفترة الزمنية التي يعود إليها المشروع، وفي عصر أي من الحكام، هذه القطعة عبارة عن لوحة من الحجر الجيري، كانت موجودة داخل المعبد الذي يعدّ منطقة سكن وعبادة في الوقت نفسه، وتعود اللوحة، حسب عبد البصير، لعهد الملك بطليموس الرابع، وهناك عدد من القطع الأثرية والفخار، ومسلة عليها نقوش تشير إلى أن الملك بطليموس الخامس كان أهداها لكهنة إيزيس.

جانب من المعروضات (مكتبة الإسكندرية)

وكان القسم الثاني من الاكتشاف في منطقة أبو صير عبارة عن مقبرة كبيرة تضم رفات عدد من النبلاء اليونانيين والرومان، ومومياوات مغطاة بالذهب، وسلسلة من الأنفاق تمتد لخارج المعبد، بعضها يصل لعمق 25 متراً، ويشير مدير متحف الآثار إلى أن «معبد (تابوزيرس ماجنا) كان يمتد داخل البحر، ويتوقع الآثاريون أن تكون هناك أنفاق داخل مياهه، وهو ما جعل عمل البعثة يمتد إلى داخل الأعماق أملاً في اكتشافات جديدة، وقاموا إثر ذلك بتكوين فريق عمل، والبدء في إجراء حفائر تحت المياه، وقد وجّهت رئيسة البعثة الدعوة للعالم روبرت بالارد، الذي اكتشف السفينة الغارقة (تايتانيك) للمشاركة في عمليات التنقيب».

ويوضح عبد البصير أن «هذه الاكتشافات سوف تكون خطوة على الطريق لدراسة المميزات المعمارية التي اكتشفت داخل الموقع، أما بخصوص (لوحة ماجنا) فقد تم اكتشافها عام 2006، وتأتي أهميتها من كونها تؤكد على تكريس المزار المركزي في المعبد والمقصورة الرئيسية لعبادة الإلهة إيزيس».

منطقة المذابح داخل معبد وجبانة «تابوزريرس ماجنا» (مكتبة الإسكندرية)

وإلى جانب هذه الاكتشافات، هناك «لوحة ماجنا الكبرى»، وهي مصنوعة من الحجر الجيري، اكتشفت عام 2011، وهي عبارة عن مرسوم كهنوتي يؤكد النص المكتوب عليها الوضع الإلهي للملك البطلمي وزوجته الملكة، وتشير إلى ما قاما به من أعمال، ومن خلال هذه اللوحة وقراءتها تمكن الآثاريون من معرفة تاريخ المعبد والعصر الذي ينتمي إليه.

ولفت عبد البصير إلى أن «الاكتشافات، سواء أكانت مجموعة الفخاريات أو التماثيل، تؤكد أهمية المعبد، وانتسابه للفترة المتأخرة، بدءاً من 664 قبل الميلاد حتى 332 قبل الميلاد، وهي فترة تشير إلى نهاية العصر المتأخر لمصر القديمة وبداية دخول الإسكندر الأكبر مصر، حتى بداية الفترة الإسلامية في 642 ميلادية».

وتؤكد المجموعات الفخارية والخزفية، حسب عبد البصير، «على أهمية منطقة أبو صير كبوابة تجارية لمصر، كما تبرز أهمية المعبد كمركز لعبادة الثالوث؛ المكون من إيزيس وأوزيريس وحورس، ومن خلال هذا كله يمكننا القول إننا أمام مجمع تعبدي يسهم في دراسة المنطقة والحفاظ عليها وعلى التراث الغني الخاص بها».


مقالات ذات صلة

مصر: الكشف عن صرح معبد بطلمي في سوهاج

يوميات الشرق المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)

مصر: الكشف عن صرح معبد بطلمي في سوهاج

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، السبت، عن اكتشاف صرح لمعبد بطلمي في محافظة سوهاج بجنوب مصر.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق جزء من التجهيز يظهر مجموعة الرؤوس (جناح نهاد السعيد)

«نشيد الحب» تجهيز شرقي ضخم يجمع 200 سنة من التاريخ

لا شيء يمنع الفنان الموهوب ألفريد طرزي، وهو يركّب «النشيد» المُهدى إلى عائلته، من أن يستخدم ما يراه مناسباً، من تركة الأهل، ليشيّد لذكراهم هذا العمل الفني.

سوسن الأبطح (بيروت)
يوميات الشرق مشهد من جامع بيبرس الخياط الأثري في القاهرة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

بعد 5 قرون على إنشائه... تسجيل جامع بيبرس الخياط القاهري بقوائم الآثار الإسلامية

بعد مرور نحو 5 قرون على إنشائه، تحوَّل جامع بيبرس الخياط في القاهرة أثراً إسلامياً بموجب قرار وزاري أصدره وزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي.

فتحية الدخاخني (القاهرة )
المشرق العربي الضربات الجوية الإسرائيلية لامست آثار قلعة بعلبك تسببت في تهديم أحد حيطانها الخارجية وفي الصورة المعبد الروماني
(إ.ب.أ)

«اليونيسكو» تحذر إسرائيل من استهداف آثار لبنان

أثمرت الجهود اللبنانية والتعبئة الدولية في دفع منظمة اليونيسكو إلى تحذير إسرائيل من تهديد الآثار اللبنانية.

ميشال أبونجم (باريس)
يوميات الشرق هضبة الأهرامات في الجيزة (هيئة تنشيط السياحة المصرية)

غضب مصري متصاعد بسبب فيديو «التكسير» بهرم خوفو

نفي رسمي للمساس بأحجار الهرم الأثرية، عقب تداول مقطع فيديو ظهر خلاله أحد العمال يبدو كأنه يقوم بتكسير أجزاء من أحجار الهرم الأكبر «خوفو».

محمد عجم (القاهرة )

3 سيّدات يروين لـ«الشرق الأوسط» رحلة الهروب من عنف أزواجهنّ

في عام 2023 قُتلت امرأة كل 10 دقائق على يد شريكها أو فرد من عائلتها (أ.ف.ب)
في عام 2023 قُتلت امرأة كل 10 دقائق على يد شريكها أو فرد من عائلتها (أ.ف.ب)
TT

3 سيّدات يروين لـ«الشرق الأوسط» رحلة الهروب من عنف أزواجهنّ

في عام 2023 قُتلت امرأة كل 10 دقائق على يد شريكها أو فرد من عائلتها (أ.ف.ب)
في عام 2023 قُتلت امرأة كل 10 دقائق على يد شريكها أو فرد من عائلتها (أ.ف.ب)

كل 10 دقائق تُقتل امرأةٌ عمداً في هذا العالم، على يد شريكها أو أحد أفراد عائلتها. هذا ليس عنواناً جذّاباً لمسلسل جريمة على «نتفليكس»، بل هي أرقام عام 2023، التي نشرتها «هيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة» عشيّة اليوم الدولي لمناهضة العنف ضد المرأة، الذي يحلّ في 25 نوفمبر (تشرين الثاني) من كل عام.

ليس هذا تاريخاً للاحتفال، إنما للتذكير بأنّ ثلثَ نساء العالم يتعرّضن للعنف الجسدي، على الأقل مرة واحدة خلال حياتهنّ، وذلك دائماً وفق أرقام الهيئة الأمميّة. وفي 2023، قضت 51100 امرأة جرّاء التعنيف من قبل زوجٍ أو أبٍ أو شقيق.

كل 10 دقائق تُقتَل امرأة على يد شريكها أو فرد من عائلتها (الأمم المتحدة)

«نانسي» تخلّت عن كل شيء واختارت نفسها

من بين المعنَّفات مَن نجونَ ليشهدن الحياة وليروين الحكاية. من داخل الملجأ الخاص بمنظّمة «أبعاد» اللبنانية والحاملة لواء حماية النساء من العنف، تفتح كلٌ من «نانسي» و«سهى» و«هناء» قلوبهنّ المجروحة لـ«الشرق الأوسط». يُخفين وجوههنّ وأسماءهنّ الحقيقية، خوفاً من أن يسهل على أزواجهنّ المعنّفين العثور عليهنّ.

جسدُ «نانسي» الذي اعتادَ الضرب منذ الطفولة على يد الوالد، لم يُشفَ من الكدمات بعد الانتقال إلى البيت الزوجيّ في سن الـ17. «هذا التعنيف المزدوج من أبي ثم من زوجي سرق طفولتي وعُمري وصحّتي»، تقول الشابة التي أمضت 4 سنوات في علاقةٍ لم تَذُق منها أي عسل. «حصل الاعتداء الأول بعد أسبوع من الزواج، واستمرّ بشكلٍ شبه يوميّ ولأي سببٍ تافه»، تتابع «نانسي» التي أوت إلى «أبعاد» قبل سنتَين تقريباً.

تخبر أنّ ضرب زوجها لها تَركّزَ على رأسها ورجلَيها، وهي أُدخلت مرّتَين إلى المستشفى بسبب كثافة التعنيف. كما أنها أجهضت مراتٍ عدة جرّاء الضرب والتعب النفسي والحزن. إلا أن ذلك لم يردعه، بل واصل الاعتداء عليها جسدياً ولفظياً.

غالباً ما يبدأ التعنيف بعد فترة قصيرة من الزواج (أ.ف.ب)

«أريد أن أنجوَ بروحي... أريد أن أعيش»، تلك كانت العبارة التي همست بها «نانسي» لنفسها يوم قررت أن تخرج من البيت إلى غير رجعة. كانا قد تعاركا بشدّة وأعاد الكرّة بضربها وإيلامها، أما هي فكان فقد اختمر في ذهنها وجسدها رفضُ هذا العنف.

تروي كيف أنها في الليلة ذاتها، نظرت حولها إلى الأغراض التي ستتركها خلفها، وقررت أن تتخلّى عن كل شيء وتختار نفسها. «خرجتُ ليلاً هاربةً... ركضت بسرعة جنونيّة من دون أن آخذ معي حتى قطعة ملابس». لم تكن على لائحة مَعارفها في بيروت سوى سيدة مسنّة. اتّصلت بها وأخبرتها أنها هاربة في الشوارع، فوضعتها على اتصالٍ بالمؤسسة التي أوتها.

في ملجأ «أبعاد»، لم تعثر «نانسي» على الأمان فحسب، بل تعلّمت أن تتعامل مع الحياة وأن تضع خطة للمستقبل. هي تمضي أيامها في دراسة اللغة الإنجليزية والكومبيوتر وغير ذلك من مهارات، إلى جانب جلسات العلاج النفسي. أما الأهم، وفق ما تقول، فهو «أنني أحمي نفسي منه حتى وإن حاول العثور عليّ».

تقدّم «أبعاد» المأوى والعلاج النفسي ومجموعة من المهارات للنساء المعنّفات (منظمة أبعاد)

«سهى»... من عنف الأب إلى اعتداءات الزوج

تزوّجت «سهى» في سن الـ15. مثل «نانسي»، ظنّت أنها بذلك ستجد الخلاص من والدٍ معنّف، إلا أنها لاقت المصير ذاته في المنزل الزوجيّ. لم يكَدْ ينقضي بعض شهورٍ على ارتباطها به، حتى انهال زوجها عليها ضرباً. أما السبب فكان اكتشافها أنه يخونها واعتراضها على الأمر.

انضمّ إلى الزوج والدُه وشقيقه، فتناوبَ رجال العائلة على ضرب «سهى» وأولادها. نالت هي النصيب الأكبر من الاعتداءات وأُدخلت المستشفى مراتٍ عدة.

أصعبُ من الضرب والألم، كانت تلك اللحظة التي قررت فيها مغادرة البيت بعد 10 سنوات على زواجها. «كان من الصعب جداً أن أخرج وأترك أولادي خلفي وقد شعرت بالذنب تجاههم، لكنّي وصلت إلى مرحلةٍ لم أعد قادرة فيها على الاحتمال، لا جسدياً ولا نفسياً»، تبوح السيّدة العشرينيّة.

منذ شهرَين، وفي ليلةٍ كان قد خرج فيها الزوج من البيت، هربت «سهى» والدموع تنهمر من عينَيها على أطفالها الثلاثة، الذين تركتهم لمصيرٍ مجهول ولم تعرف عنهم شيئاً منذ ذلك الحين. اليوم، هي تحاول أن تجد طريقاً إليهم بمساعدة «أبعاد»، «الجمعيّة التي تمنحني الأمان والجهوزيّة النفسية كي أكون قوية عندما أخرج من هنا»، على ما تقول.

في اليوم الدولي لمناهضة العنف ضد المرأة تحث الأمم المتحدة على التضامن النسائي لفضح المعنّفين (الأمم المتحدة)

«هناء» هربت مع طفلَيها

بين «هناء» ورفيقتَيها في الملجأ، «نانسي» و«سهى»، فرقٌ كبير؛ أولاً هي لم تتعرّض للعنف في بيت أبيها، ثم إنها تزوّجت في الـ26 وليس في سنٍ مبكرة. لكنّ المشترك بينهنّ، الزوج المعنّف الذي خانها وضربها على مدى 15 سنة. كما شاركت في الضرب ابنتاه من زواجه الأول، واللتان كانتا تعتديان على هناء وطفلَيها حتى في الأماكن العامة.

«اشتدّ عنفه في الفترة الأخيرة وهو كان يتركنا من دون طعام ويغادر البيت»، تروي «هناء». في تلك الآونة، كانت تتلقّى استشاراتٍ نفسية في أحد المستوصفات، وقد أرشدتها المعالجة إلى مؤسسة «أبعاد».

«بعد ليلة عنيفة تعرّضنا فيها للضرب المبرّح، تركت البيت مع ولديّ. لم أكن أريد أن أنقذ نفسي بقدر ما كنت أريد أن أنقذهما». لجأت السيّدة الأربعينية إلى «أبعاد»، وهي رغم تهديدات زوجها ومحاولاته الحثيثة للوصول إليها والطفلَين، تتماسك لتوجّه نصيحة إلى كل امرأة معنّفة: «امشي ولا تنظري خلفك. كلّما سكتّي عن الضرب، كلّما زاد الضرب».

باستطاعة النساء المعنّفات اللاجئات إلى «أبعاد» أن يجلبن أطفالهنّ معهنّ (منظمة أبعاد)

«حتى السلاح لا يعيدها إلى المعنّف»

لا توفّر «أبعاد» طريقةً لتقديم الحماية للنساء اللاجئات إليها. تؤكّد غيدا عناني، مؤسِسة المنظّمة ومديرتها، أن لا شيء يُرغم المرأة على العودة إلى الرجل المعنّف، بعد أن تكون قد أوت إلى «أبعاد». وتضيف في حديث مع «الشرق الأوسط»: «مهما تكن الضغوط، وحتى تهديد السلاح، لا يجعلنا نعيد السيّدة المعنّفة إلى بيتها رغم إرادتها. أما النزاعات الزوجيّة فتُحلّ لدى الجهات القضائية».

توضح عناني أنّ مراكز «أبعاد»، المفتوحة منها والمغلقة (الملاجئ)، تشرّع أبوابها لخدمة النساء المعنّفات وتقدّم حزمة رعاية شاملة لهنّ؛ من الإرشاد الاجتماعي، إلى الدعم النفسي، وتطوير المهارات من أجل تعزيز فرص العمل، وصولاً إلى خدمات الطب الشرعي، وليس انتهاءً بالإيواء.

كما تصبّ المنظمة تركيزها على ابتكار حلول طويلة الأمد، كالعثور على وظيفة، واستئجار منزل، أو تأسيس عملٍ خاص، وذلك بعد الخروج إلى الحياة من جديد، وفق ما تشرح عناني.

النساء المعنّفات بحاجة إلى خطط طويلة الأمد تساعدهنّ في العودة للحياة الطبيعية (رويترز)

أما أبرز التحديات التي تواجهها المنظّمة حالياً، ومن خلالها النساء عموماً، فهي انعكاسات الحرب الدائرة في لبنان. يحلّ اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة في وقتٍ «تتضاعف فيه احتمالات تعرّض النساء للعنف بسبب الاكتظاظ في مراكز إيواء النازحين، وانهيار منظومة المساءلة». وتضيف عناني أنّ «المعتدي يشعر بأنه من الأسهل عليه الاعتداء لأن ما من محاسبة، كما أنه يصعب على النساء الوصول إلى الموارد التي تحميهنّ كالشرطة والجمعيات الأهليّة».

وممّا يزيد من هشاشة أوضاع النساء كذلك، أن الأولويّة لديهنّ تصبح لتخطّي الحرب وليس لتخطّي العنف الذي تتعرّضن له، على غرار ما حصل مع إحدى النازحات من الجنوب اللبناني؛ التي لم تمُت جرّاء غارة إسرائيلية، بل قضت برصاصة في الرأس وجّهها إليها زوجها.