جولة دولية لفنون السعودية المعاصرة وإنتاج مبدعيها

أعمال 15 فناناً سعودياً تجوب عواصم العالم

بينالي البندقية استضاف معرضاً عن وادي الفن بالعُلا في أبريل الماضي (واس)
بينالي البندقية استضاف معرضاً عن وادي الفن بالعُلا في أبريل الماضي (واس)
TT

جولة دولية لفنون السعودية المعاصرة وإنتاج مبدعيها

بينالي البندقية استضاف معرضاً عن وادي الفن بالعُلا في أبريل الماضي (واس)
بينالي البندقية استضاف معرضاً عن وادي الفن بالعُلا في أبريل الماضي (واس)

أعلنت هيئة المتاحف السعودية بدء استعداداتها لإطلاق المعرض الفنّي المتجوّل «فنّ المملكة» الذي يهدف إلى تقديم الفن السعودي على الساحة الدولية في عدد من عواصم العالم، وإطلاع متذوقي الفن على المشهد الفني المعاصر في السعودية، وتمكين الفنانين السعوديين من تقديم مساهماتهم الفنية الفريدة لتعزيز المكانة الثقافية للمملكة خارج حدودها الجغرافية.

وكشفت هيئة المتاحف عن مسار رحلة المعرض المتجوّل الذي سيتنقّل بين دول عدّة لتعريف الجمهور العالمي بالمشهد الفني المعاصر في المملكة، وعرض الإبداعات الفنية السعودية على الخريطة الدولية.

ومن المقرر أن ينطلق المعرض في جمهورية البرازيل في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، بالتزامن مع قمة مجموعة العشرين، ليقدّم تشكيلة مميّزة من الأعمال لأبرز الفنانين السعوديين المعاصرين، ثمّ سينتقل بعدها إلى العاصمة السعودية الرياض، ليستضيفه المتحف السعودي للفن المعاصر في حي جاكس مطلع عام 2025، قبل أن يشد رحاله إلى المتحف الوطني الصيني في بكين نهاية العام نفسه.

مشهد فني متطور تشهده السعودية خلال السنوات الأخيرة (واس)

ازدهار قطاع الفنون البصرية

ويشهد قطاع الفنون البصرية في السعودية ازدهاراً لافتاً منذ إطلاق هيئة متخصصة للقطاع في شهر فبراير (شباط) من عام 2020 ضمن هيئات وزارة الثقافة السعودية، لرعاية المواهب الفنية للهواة والممارسين والمهنيين في المملكة، ودعم عملية إنتاج وعرض الأعمال الفنية السعودية بجميع أشكالها محلياً ودولياً.

وأبرزَ آخر تقرير للحالة الثقافية في السعودية، حجم الحراك الذي شهده القطاع من خلال معارض نوعية، نُظِّمت عام 2023، واستكشفت أجناساً فنية جديدة تتواءم مع التطورات الفنية والتقنية في القطاع، مثل الفنون الضوئية، والرقمية، والصناعية.

ومن أبرز ما رصده التقرير الذي صدر في سبتمبر (أيلول) الماضي، النشاط الملحوظ في إقامة المعارض الفنية الذي أظهرته أندية الهواة والجمعيات المتخصصة في قطاع الفنون البصرية، حيث نُظِّم ما مجموعه 39 معرضاً، تصدرتها معارض الفنون البصرية والتصوير الضوئي والمعارض المختلطة التي تركزت غالبيتها في منطقتي الرياض ومكة المكرمة.

15 فناناً من أجيال مختلفة

ويشارك في المعرض المتجوّل الذي يستهل مسيرته من البرازيل في نوفمبر المقبل، 15 فناناً سعودياً من أجيال مختلفة يعرضون ممارسات مختلفة تعكس حجم الاستجابة الفنية الواعية من فناني المملكة لمشهد الفنون البصرية في العالم.

وتحت عنوان «إضاءات شاعريّة»، سيضّم المعرض الذي تُركز أعماله على وسائط عدّة منها (تركيبات فنية، ومنحوتات، ولوحات زيتية، ورسومات)، أعمال الفنّانين السعوديين على اختلاف تجاربهم، مما سيعكس صورة تنوّع المشهد الفني والثقافي في المملكة.

وتسعى هيئة المتاحف من خلال معرض «فنّ المملكة» إلى تمكين الفنانين السعوديين والتعريف بهم من خلال عرض إبداعاتهم للجمهور العالمي، وذلك إلى جانب الإسهام في تعزيز المكانة الثقافية للمملكة على الساحة الدولية.

تجدر الإشارة إلى أنه خلال السنوات الأخيرة، ضاعفت السعودية اهتمامها بتعزيز الهوية والثقافة والتراث الذي تكتنزه أراضيها، كونها ملتقى حضارات لبعضها تاريخ يمتد لعشرات آلاف من السنين، وهو ما جعل مدّ جسور إلى العالم وتعريف الثقافات الأخرى بالتجربة الثقافية السعودية هدفاً استراتيجياً من صميم عمل وزارة الثقافة بهيئاتها المختلفة.


مقالات ذات صلة

وزير الخارجية السعودي يناقش مع نظيره الإيراني تداعيات التصعيد في المنطقة

الخليج الأمير فيصل بن فرحان وعباس عراقجي استعرضا العلاقات الثنائية هاتفياً الاثنين (الشرق الأوسط)

وزير الخارجية السعودي يناقش مع نظيره الإيراني تداعيات التصعيد في المنطقة

ناقش الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية السعودي، مع نظيره الإيراني عباس عراقجي، الاثنين، آخر التطورات في المنطقة وتداعيات التصعيد.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق المعامل الصحية تنتشر في نحو ٢٢ جهة تشمل الجامعات والمختبرات ومراكز الأبحاث في مناطق المملكة (واس)

36 معملاً سعودياً لتعزيز الابتكارات في «صحة الإنسان»

يعمل ‏36 معملاً صحياً في السعودية على دعم العقول المبتكرة الطامحة إلى تقديم حلول نوعية تضمن جودة حياة صحية، وتعزيز البنية التحتية البحثية.

عمر البدوي (الرياض)
الخليج وزير الخارجية السعودي يتحدث إلى الصحافيين في نيويورك سبتمبر الماضي (د.ب.أ)

الرياض تحتضن اجتماعاً رفيعاً لتحالف «حل الدولتين»

تحتضن الرياض يومَي الأربعاء والخميس المقبلين، اجتماعاً رفيع المستوى للتحالف العالمي لتنفيذ حل الدولتين، يضم دبلوماسيين ومبعوثين من دول عدة.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
الخليج الأمير فيصل بن فرحان خلال استقباله أحمد معلم فقي في مقر وزارة الخارجية السعودية في الرياض الأحد (واس)

وزير الخارجية السعودي يناقش مع نظيره الصومالي المستجدات الإقليمية والدولية

ناقش الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، ونظيره الصومالي أحمد معلم فقي أحمد، المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، والموضوعات ذات الاهتمام المشترك.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج الطائرة السعودية الإغاثية حملت مواد غذائية وطبية وإيوائية (واس)

المساعدات السعودية تواصل التدفق إلى لبنان

وصلت إلى مطار رفيق الحريري الدولي في مدينة بيروت، الأحد، الطائرة الإغاثية الـ14 ضمن الجسر الجوي السعودي، الذي يسيّره مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية

«الشرق الأوسط» (بيروت)

حين تتفاهم الحضارات بلغة الألوان والفنون

الخط العربي حاضر (من المعرض)
الخط العربي حاضر (من المعرض)
TT

حين تتفاهم الحضارات بلغة الألوان والفنون

الخط العربي حاضر (من المعرض)
الخط العربي حاضر (من المعرض)

إنه مكان فريد عابق بتاريخ أوروبا يستقبل تاريخاً فريداً آخر زاخراً بروائع الشرق. ففي القصر التاريخي لفندق «البحرية» المُطل على ساحة «الكونكورد» في باريس، بمواجهة المسلة المصرية، يُقام معرض لمجموعة مقتنيات آل ثاني القطرية من تحف تعود للعصور القديمة حتى يومنا هذا. إنها واحدة من المجموعات الخاصة المرموقة في العالم، تستقر في عاصمة النور لعام كاملٍ، حتى خريف 2025، لكي تُتاح رؤيتها لأكبر عدد من عشاق الفنون والصناعات التقليدية القديمة.

الخزف بأحلى تجلياته (من المعرض)

ويقدم المعرض مروحة واسعة مفتوحة على عدد من الثقافات والحضارات. إنها مقتنيات تعكس مهارة الإنسان المبدع وروعة المخيلة البشرية والنفوذ الكوني للفن على مرّ القرون. وهي تُدار من مؤسسة تعنى بالترويج لثراء الفنون وتنوع الثقافات. كما تشجع مشروعات إقامة المتاحف وتنظيم المعارض. وسبق لهذه المقتنيات النادرة أن عُرضت في قاعات مرموقة، مثل متحف «متروبوليتان» في نيويورك، و«فكتوريا وألبرت» في لندن، ومتحف «الأرميتاج» في سان بطرسبرغ، والمتحف الوطني في طوكيو.

وريقات هبطت من الشجرة (من المعرض)

استفاد فندق «البحرية» من مجموعة آل ثاني الضخمة لتقديم كنوزٍ من جميع أنحاء العالم تفتّحت عبر العصور. ولهذا فإن المعرض يحمل عنوان: «الألوان تتكلم كل اللغات». إنها 80 قطعة تنتمي إلى 5 قارات مختلفة، يعود تاريخ أقدمها إلى الألفية الأولى قبل الميلاد. وبما أن الألوان هي العنوان، فقد صُمّم أسلوب العرض وفق هذا التقسيم: القطع التي يطغى عليها اللون الأزرق، ثم الأحمر والأصفر والأخضر والأبيض والأسود. إن استخدام اللون لا يأتي عبثاً. وهناك مفاهيم تتعلق بكل لون حسب الحضارات والمعتقدات.

ثوبها يروي حكايتها (من المعرض)

وقد تختلف الاستخدامات والرموز باختلاف الفترة الزمنية والبلد الذي استُخدمت فيه. ويرى القائمون على المعرض أن هذه المختارات تشكل ما يشبه «صندوق العجائب» بالنسبة للجيل الحالي. فهي فرائد من أزمان ماضية تُبهر المشاهد وتدفعه للتفكير في مدى المهارة التي بلغها الصانع القديم والسعة التي وصل إليها خياله.

من أجواء معرض مجموعة آل ثاني (من المعرض)

وفندق «البحرية» مكان فريد أيضاً، وهو قصر شُيّد في القرن الـ18 ليكون شاهداً على عصر الملك لويس الخامس عشر. ويجاور المبنى قصر مشابه له تماماً يقع على الرصيف المقابل، يشغله اليوم فندق «كريون» العريق. ومنذ 3 سنوات بدأ فندق «البحرية» فتح صالاته لعرض المجموعات الأثرية الخاصة، وأيضاً معارض مؤقتة تُنظّم بالتعاون مع متاحف عالمية ترافقها ندوات لمتخصصين في الآثار ومختلف ميادين الفنون التشكيلية.