أعلنت هيئة المتاحف السعودية بدء استعداداتها لإطلاق المعرض الفنّي المتجوّل «فنّ المملكة» الذي يهدف إلى تقديم الفن السعودي على الساحة الدولية في عدد من عواصم العالم، وإطلاع متذوقي الفن على المشهد الفني المعاصر في السعودية، وتمكين الفنانين السعوديين من تقديم مساهماتهم الفنية الفريدة لتعزيز المكانة الثقافية للمملكة خارج حدودها الجغرافية.
وكشفت هيئة المتاحف عن مسار رحلة المعرض المتجوّل الذي سيتنقّل بين دول عدّة لتعريف الجمهور العالمي بالمشهد الفني المعاصر في المملكة، وعرض الإبداعات الفنية السعودية على الخريطة الدولية.
ومن المقرر أن ينطلق المعرض في جمهورية البرازيل في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، بالتزامن مع قمة مجموعة العشرين، ليقدّم تشكيلة مميّزة من الأعمال لأبرز الفنانين السعوديين المعاصرين، ثمّ سينتقل بعدها إلى العاصمة السعودية الرياض، ليستضيفه المتحف السعودي للفن المعاصر في حي جاكس مطلع عام 2025، قبل أن يشد رحاله إلى المتحف الوطني الصيني في بكين نهاية العام نفسه.
ازدهار قطاع الفنون البصرية
ويشهد قطاع الفنون البصرية في السعودية ازدهاراً لافتاً منذ إطلاق هيئة متخصصة للقطاع في شهر فبراير (شباط) من عام 2020 ضمن هيئات وزارة الثقافة السعودية، لرعاية المواهب الفنية للهواة والممارسين والمهنيين في المملكة، ودعم عملية إنتاج وعرض الأعمال الفنية السعودية بجميع أشكالها محلياً ودولياً.
وأبرزَ آخر تقرير للحالة الثقافية في السعودية، حجم الحراك الذي شهده القطاع من خلال معارض نوعية، نُظِّمت عام 2023، واستكشفت أجناساً فنية جديدة تتواءم مع التطورات الفنية والتقنية في القطاع، مثل الفنون الضوئية، والرقمية، والصناعية.
ومن أبرز ما رصده التقرير الذي صدر في سبتمبر (أيلول) الماضي، النشاط الملحوظ في إقامة المعارض الفنية الذي أظهرته أندية الهواة والجمعيات المتخصصة في قطاع الفنون البصرية، حيث نُظِّم ما مجموعه 39 معرضاً، تصدرتها معارض الفنون البصرية والتصوير الضوئي والمعارض المختلطة التي تركزت غالبيتها في منطقتي الرياض ومكة المكرمة.
#هيئة_المتاحف تعلن إطلاق معرض «فن المملكة» المتنقل، إبتداءً من نوفمبر 2024، حيث سيقدّم الفن السعودي المعاصر في ريو دي جانيرو والرياض وبكين، وذلك دعماً للفنانين السعوديين وتعزيزاً للمكانة الثقافية للمملكة على الساحة الدولية. pic.twitter.com/c9m9yh8lXs
— هيئة المتاحف (@MOCMuseums) October 20, 2024
15 فناناً من أجيال مختلفة
ويشارك في المعرض المتجوّل الذي يستهل مسيرته من البرازيل في نوفمبر المقبل، 15 فناناً سعودياً من أجيال مختلفة يعرضون ممارسات مختلفة تعكس حجم الاستجابة الفنية الواعية من فناني المملكة لمشهد الفنون البصرية في العالم.
وتحت عنوان «إضاءات شاعريّة»، سيضّم المعرض الذي تُركز أعماله على وسائط عدّة منها (تركيبات فنية، ومنحوتات، ولوحات زيتية، ورسومات)، أعمال الفنّانين السعوديين على اختلاف تجاربهم، مما سيعكس صورة تنوّع المشهد الفني والثقافي في المملكة.
وتسعى هيئة المتاحف من خلال معرض «فنّ المملكة» إلى تمكين الفنانين السعوديين والتعريف بهم من خلال عرض إبداعاتهم للجمهور العالمي، وذلك إلى جانب الإسهام في تعزيز المكانة الثقافية للمملكة على الساحة الدولية.
تجدر الإشارة إلى أنه خلال السنوات الأخيرة، ضاعفت السعودية اهتمامها بتعزيز الهوية والثقافة والتراث الذي تكتنزه أراضيها، كونها ملتقى حضارات لبعضها تاريخ يمتد لعشرات آلاف من السنين، وهو ما جعل مدّ جسور إلى العالم وتعريف الثقافات الأخرى بالتجربة الثقافية السعودية هدفاً استراتيجياً من صميم عمل وزارة الثقافة بهيئاتها المختلفة.