أنف اصطناعي يكتشف الأغذية الفاسدة

الأنف الاصطناعي يمكنه اكتشاف الفواكه المتضررة بدقة (الجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا)
الأنف الاصطناعي يمكنه اكتشاف الفواكه المتضررة بدقة (الجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا)
TT

أنف اصطناعي يكتشف الأغذية الفاسدة

الأنف الاصطناعي يمكنه اكتشاف الفواكه المتضررة بدقة (الجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا)
الأنف الاصطناعي يمكنه اكتشاف الفواكه المتضررة بدقة (الجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا)

تمكن باحثون من الجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا من تطوير «أنف اصطناعي» قادر على اكتشاف الفواكه المتضررة واللحوم الفاسدة.

وأوضح الباحثون أن الأنف المزود بتكنولوجيا مستوحاة من حاسة الشم البشرية، يمكّن أيضاً من الكشف عن الأمراض غير المشخصة والغازات الخطرة، وكل ذلك باستخدام تقنيات موجودة بالفعل في حياتنا اليومية، ونشرت النتائج، الاثنين، في دورية (Sensors and Actuators B Chemical).

ورغم أن حاسة الشم كانت لها أهمية تاريخية في مكافحة الأمراض مثل الطاعون والسل، فإن حاسة الشم البشرية ليست حساسة بما يكفي لتكون أداة تشخيصية موثوقة. لكن الأنف الاصطناعي الجديد يعد بإمكانية تحسين هذا المجال.

وتعتمد فكرة الأنف الاصطناعي على استخدام الهوائيات التي تحيط بنا في الأجهزة اليومية مثل الجوالات وأجهزة التلفاز لتمييز الروائح والغازات.

وتقنية الهوائيات هي نظام يُستخدم لنقل واستقبال الإشارات الكهرومغناطيسية، وتُستخدم هذه التقنية في العديد من الأجهزة مثل الجوالات، وأجهزة التلفاز، وأجهزة الكمبيوتر.

و يتم استخدام هذه التقنية بطريقة مبتكرة، حيث يعمل الأنف عن طريق إرسال إشارات راديوية على مجموعة من الترددات المختلفة، ثم تحليل كيفية انعكاس هذه الإشارات. وتتغير أنماط الإشارات بناءً على الغازات الموجودة، مما يتيح الربط بينها وبين المركبات العضوية المتطايرة المحددة.

وتستطيع المركبات العضوية المتطايرة، التي تنبعث من جميع الكائنات الحية، أن تعطي فكرة عن جودة الأطعمة، حيث تُستخدم هذه التقنية في الكشف عن الفواكه المتضررة واللحوم الفاسدة.

وتكشف التغيرات في أنماط الإشارات عن نوع الغاز الموجود، ما يُمكّن الجهاز من التعرف على المركبات المختلفة بدقة عالية في البيئة المحيطة.

وتتمثل الفائدة الرئيسية للأنف الاصطناعي في استخدام هوائي واحد بدلاً من عدة حساسات، مما يجعله أكثر كفاءة وأقل تكلفة.

وأشار الباحثون إلى أن الأنف الاصطناعي يمكنه تمييز الغازات بنسبة دقة تصل إلى 96.7 في المائة، متجاوزاً أداء أفضل الأنوف الإلكترونية المستخدمة حالياً.

إضافة إلى كشف فساد الأغذية، يشير الباحثون إلى أن هذه التقنية قد تساهم في الكشف المبكر عن الأمراض مثل السرطان عبر تتبع الغازات العضوية المتطايرة التي تفرزها أجسام المرضى، على غرار الكلاب المدربة.

ونوّه الفريق إلى أن هذه التقنية تتميز بأنها لا تتطلب أشهراً من التدريب أو متخصصين لاستخدامها، ما يجعلها متاحة وسهلة الاستخدام.

ومن المتوقع أن تسهم هذه الابتكارات في تعزيز السلامة الغذائية والصحة العامة، ومن ثمّ تقليل المخاطر المرتبطة بالمنتجات الغذائية التالفة.


مقالات ذات صلة

رائدة أعمال سعودية تبتكر أول بروتوكول لعملة رقمية حصينة من الانخفاض

خاص تسعى المنصة لتحقيق قفزة نوعية كبيرة في سوق العملات الرقمية مع وضع مبادئ مبتكرة لاقتصاد تلك العملات (كونتس)

رائدة أعمال سعودية تبتكر أول بروتوكول لعملة رقمية حصينة من الانخفاض

تهدف رائدة الأعمال السعودية رند الخراشي لإرساء معايير جديدة لعالم التمويل اللامركزي «DeFi».

نسيم رمضان (لندن)
صحتك الحبوب تستهدف الأغنياء فقط نظراً لتكلفتها المرتفعة (رويترز)

مليارديرات يطوِّرون حبوباً لـ«إطالة عمر الأثرياء»

يعمل عدد من المليارديرات على تطوير حبوب لإطالة العمر، يقول الخبراء إنها تستهدف الأغنياء فقط، نظراً لتكلفتها المرتفعة المتوقعة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
تكنولوجيا فعالية «بلاك هات 2024» تهدف لتمكين خبراء الأمن السيبراني عالمياً عبر ورش وتحديات تقنية مبتكرة (بلاك هات)

فعالية «بلاك هات» تعود في نسختها الثالثة بالرياض بجوائز تفوق مليوني ريال

بمشاركة عدد كبير من الشركات السعودية والعالمية والشخصيات الرائدة في المشهد السيبراني.

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
يوميات الشرق إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

«الشرق الأوسط» (برلين)
تكنولوجيا شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)

شركات الذكاء الاصطناعي التوليدي تلجأ إلى الكتب لتطوّر برامجها

مع ازدياد احتياجات الذكاء الاصطناعي التوليدي، بدأت أوساط قطاع النشر هي الأخرى في التفاوض مع المنصات التي توفر هذه التقنية سعياً إلى حماية حقوق المؤلفين.

«الشرق الأوسط» (باريس)

الخفافيش تتكيف مع فقدان السمع بخطة بديلة

الخفافيش تعتمد على حاسة السمع للتنقل والتواصل (رويترز)
الخفافيش تعتمد على حاسة السمع للتنقل والتواصل (رويترز)
TT

الخفافيش تتكيف مع فقدان السمع بخطة بديلة

الخفافيش تعتمد على حاسة السمع للتنقل والتواصل (رويترز)
الخفافيش تعتمد على حاسة السمع للتنقل والتواصل (رويترز)

كشفت دراسة أميركية عن استراتيجية بديلة تلجأ إليها الخفافيش عندما تفقد قدرتها على السمع، وهي حاسة أساسية تستخدمها للتوجيه عبر تقنية الصدى الصوتي.

وأوضح الباحثون من جامعة جونز هوبكنز أن النتائج تثير تساؤلات في إمكانية وجود استجابات مشابهة لدى البشر أو الحيوانات الأخرى، مما يستدعي إجراء مزيد من الدراسات المستقبلية، ونُشرت النتائج، الاثنين، في دورية (Current Biology).

وتعتمد الخفافيش بشكل أساسي على حاسة السمع للتنقل والتواصل عبر نظام تحديد المواقع بالصدى (Echolocation)، إذ تُصدر إشارات صوتية عالية التّردد وتستمع إلى صدى ارتدادها عن الأشياء المحيطة لتحديد موقعها واتجاهها. وتعد هذه القدرة إحدى الحواس الأساسية لها.

وشملت الدراسة تدريب الخفافيش على الطيران في مسار محدد للحصول على مكافأة، ومن ثم تكرار التجربة بعد تعطيل مسار سمعي مهمٍّ في الدماغ باستخدام تقنية قابلة للعكس لمدة 90 دقيقة.

وعلى الرغم من تعطيل السمع، تمكنت الخفافيش من إتمام المسار، لكنها واجهت بعض الصعوبات مثل التصادم بالأشياء.

وأوضح الفريق البحثي أن الخفافيش تكيفت بسرعة بتغيير مسار طيرانها وزيادة عدد وطول إشاراتها الصوتية، مما عزّز قوة الإشارات الصدوية التي تعتمد عليها. كما وسّعت الخفافيش نطاق الترددات الصوتية لهذه الإشارات، وهي استجابة عادةً ما تحدث للتعويض عن الضوضاء الخارجية، لكنها في هذه الحالة كانت لمعالجة نقص داخلي في الدماغ.

وأظهرت النتائج أن هذه الاستجابات لم تكن مكتسبة، بل كانت فطرية ومبرمجة في دوائر الدماغ العصبية للخفافيش.

وأشار الباحثون إلى أن هذه المرونة «المذهلة» قد تعكس وجود مسارات غير معروفة مسبقاً تعزّز معالجة السمع في الدماغ.

وقالت الباحثة الرئيسية للدراسة، الدكتورة سينثيا موس، من جامعة جونز هوبكنز: «هذا السلوك التكيفي المذهل يعكس مدى مرونة دماغ الخفافيش في مواجهة التحديات».

وأضافت عبر موقع الجامعة، أن النتائج قد تفتح آفاقاً جديدة لفهم استجابات البشر والحيوانات الأخرى لفقدان السمع أو ضعف الإدراك الحسي.

ويخطط الفريق لإجراء مزيد من الأبحاث لمعرفة مدى تطبيق هذه النتائج على الحيوانات الأخرى والبشر، واستكشاف احتمال وجود مسارات سمعية غير معروفة في الدماغ يمكن أن تُستخدم في تطوير علاجات مبتكرة لمشكلات السمع لدى البشر.