اختبار منزلي جديد يُشخّص النوبات القلبية في دقائق

الاختبار مزود بشريحة للكشف عن العلامات البيولوجية للنوبة القلبية بالدم (جامعة جونز هوبكنز)
الاختبار مزود بشريحة للكشف عن العلامات البيولوجية للنوبة القلبية بالدم (جامعة جونز هوبكنز)
TT

اختبار منزلي جديد يُشخّص النوبات القلبية في دقائق

الاختبار مزود بشريحة للكشف عن العلامات البيولوجية للنوبة القلبية بالدم (جامعة جونز هوبكنز)
الاختبار مزود بشريحة للكشف عن العلامات البيولوجية للنوبة القلبية بالدم (جامعة جونز هوبكنز)

طوَّر باحثون بجامعة جونز هوبكنز الأميركية، اختبار دم جديداً يُمكنه تشخيص النوبات القلبية في غضون دقائق بدلاً من ساعات؛ ما يتيح استجابة طبية سريعة للمرضى في مراحل إصابتهم المبكرة.

وأوضح الباحثون أن اختبار الدم المتقدم قادر على تحديد أولى العلامات البيولوجية للنوبة القلبية بدقة عالية، ويمكن استخدامه في المنزل، ونُشِرت النتائج، الأربعاء، في دورية (Advanced Science).

وتحدث النوبات القلبية عندما يتوقف تدفق الدم إلى عضلة القلب بسبب انسداد الشرايين التاجية، عادة نتيجة تراكم الدهون أو الكوليسترول. وتشمل الأعراض ألماً في الصدر وضيقاً في التنفس، وقد تترافق مع التعرق والدوار.

ورغم أن نحو 800 ألف شخص في الولايات المتحدة يتعرضون للنوبات القلبية كل عام، فإن تشخيص هذه الحالات يظل تحدياً بسبب تنوع الأعراض والإشارات البيولوجية الدقيقة التي يصعب اكتشافها مبكراً؛ حيث يكون التدخل الطبي أكثر فعالية.

وتتطلب النوبات القلبية تدخلاً طبياً سريعاً لتحسين فرص النجاة والحد من الأضرار، وقد يؤدي التأخر في التشخيص لتفاقم الحالة وزيادة مخاطر الوفاة. لذا، فإن تطوير تقنيات مثل الاختبارات الدموية السريعة التي تكشف عن العلامات البيولوجية في دقائق يعد خطوة حيوية لتحسين نتائج المرضى وتقليل الوفيات.

وعادة يخضع الأشخاص المشتبه في تعرضهم لنوبات قلبية لمزيج من الاختبارات لتأكيد التشخيص، بدءاً من تخطيط القلب الكهربائي الذي يستغرق نحو 5 دقائق، بالإضافة إلى اختبارات الدم للكشف عن العلامات الحيوية للنوبة القلبية؛ حيث قد يستغرق التحليل المخبري ساعة على الأقل وغالباً ما يحتاج إلى تكرار.

لكن الاختبار الجديد الذي طوره الفريق، يعمل بشكل مستقل، ولا يحتاج لاختبارات أخرى مُساعدة، ويُعطي النتائج في غضون 5 إلى 7 دقائق. كما أنه أكثر دقة وأقل تكلفة من الطرق الحالية، وفقاً للباحثين.

ووفق الباحثين، يعتمد الاختبار على تقنية تستخدم الضوء للكشف عن العلامات البيولوجية في الدم، وهي استجابات الجسم للأمراض. ويستخدم الاختبار شريحة صغيرة ذات سطح نانوي مُبتكر، ما يزيد من قوة الإشارات الكهربائية والمغناطيسية خلال تحليل «رامان» الطيفي.

ويمكن لهذه الشريحة الكشف عن العلامات البيولوجية للنوبة القلبية حتى في تركيزات منخفضة جداً، وهي حساسة بما يكفي لالتقاط إشارات قد لا تكتشفها الاختبارات الحالية.

ورغم أن الاختبار صُمِّم للعمل بسرعة في بيئة سريرية، فإن الفريق أشار إلى إمكانية تكييفه ليصبح أداة محمولة يمكن للمسعفين استخدامها في الميدان، أو حتى يمكن للأفراد استخدامها في منازلهم. وإلى جانب تشخيص النوبات القلبية، يشير الباحثون إلى أن هذه التقنية يمكن تكييفها لاكتشاف الأمراض السرطانية والأمراض المعدية أيضاً.


مقالات ذات صلة

رحلة التحول الصحي السعودي في ملتقى عالمي

صحتك «ملتقى الصحة العالمي» يستعرض الفرص الواعدة للاستثمار في القطاع بالسعودية (واس)

رحلة التحول الصحي السعودي في ملتقى عالمي

يشهد «ملتقى الصحة العالمي»، الذي تستضيفه الرياض خلال الفترة بين 21 و23 أكتوبر الحالي، تحت شعار «استثمر في الصحة»، استعراض مستجدات القطاع، ومناقشة أبرز موضوعاته.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك السعودية على أبواب ثورة في التشخيص الطبي المتقدم

السعودية على أبواب ثورة في التشخيص الطبي المتقدم

يشهد القطاع الصحي في العالم تطوراً ملحوظاً، مدفوعاً بالتقدم التكنولوجي السريع والابتكارات المستمرة في مجالات التشخيص والعلاج.

د. عبد الحفيظ يحيى خوجة (الرياض)
صحتك الصداقة أثناء المراهقة تعزز الصحة النفسية

الصداقة أثناء المراهقة تعزز الصحة النفسية

لا شك أن فترة المراهقة تُعد من أهم وأخطر مراحل الحياة نتيجة لتعرض المراهق لضغوط متعددة على المستويين العضوي والنفسي نتيجة للانتقال من مرحلة الطفولة إلى البلوغ.

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك «طلاق النوم» سبيل الرومانسيين للسعادة الزوجية

«طلاق النوم» سبيل الرومانسيين للسعادة الزوجية

عندما يفسد أحد الزوجين على الآخر نومه الجيد ليلاً في السرير وبشكل متكرر؛ فقد نتساءل عما إذا كان من الأفضل لهما النوم منفصلين.

د. عبير مبارك (الرياض)
صحتك الفيروس التنفسي المخلوي

استشارات: لقاح الفيروس التنفسي المخلوي... وجراحة ورم في المخيخ لطفل

هل يجدر بكبار السن أخذ لقاح الفيروس التنفسي المخلوي؟

د. حسن محمد صندقجي

مصر: اعتذارات مطربين تربك مهرجان الموسيقى العربية

أنغام خلال لقاء وزير الثقافة المصري (وزارة الثقافة المصرية)
أنغام خلال لقاء وزير الثقافة المصري (وزارة الثقافة المصرية)
TT

مصر: اعتذارات مطربين تربك مهرجان الموسيقى العربية

أنغام خلال لقاء وزير الثقافة المصري (وزارة الثقافة المصرية)
أنغام خلال لقاء وزير الثقافة المصري (وزارة الثقافة المصرية)

تشهد الدورة الـ32 من مؤتمر ومهرجان الموسيقى العربية المقام في مصر خلال الفترة من 11 إلى 24 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، ارتباكاً بسبب اعتذارات بعض المطربين في اللحظات الأخيرة، كان أحدثها اعتذار الفنان المصري أحمد سعد، وقيام إدارة المهرجان بالاستعانة بالفنان تامر عاشور ليحيي حفلاً ثانياً بديلاً عن زميله.

وأرجع أحمد سعد اعتذاره عن إحياء الحفل إلى اضطراره للخضوع لجراحة في الفك بشكل عاجل خلال الأسبوع المقبل، معلناً اعتذاره عن ارتباطاته الفنية بشكل كامل لمدة أسبوعين بناءً على تعليمات الأطباء.

وجاء اعتذار سعد بعد وقت قصير من إلغاء حفل الفنان المغربي فؤاد زبادي، الذي كان من المفترض إقامته في الإسكندرية، وهو الحفل الذي أعلن عنه قبل موعد بدء المهرجان بساعات قليلة بديلاً لحفل الفنان اللبناني عاصي الحلاني، الذي اعتذر عن حفلي القاهرة والإسكندرية على خلفية تطورات الأحداث في لبنان برفقة زميله وائل جسار.

وعدَّلت إدارة المهرجان جدول الحفلات ليشهد حضور نسمة محجوب وعزيز مرقة في حفل غنائي ليكون بديلاً للحفلات الملغاة بسبب الاعتذارات.

الإعلان الإضافي عن حفل تامر عاشور (وزارة الثقافة المصرية)

وعدَّ عضو اللجنة التحضيرية العليا الناقد الموسيقي أمجد مصطفى الاعتذارات التي حدثت «مقبولة» لكونهم تفهموا اعتذارات وائل جسار وعاصي الحلاني بسبب الظروف التي يمر بها لبنان، وكذلك الظرف الطارئ الذي أعلن عنه أحمد سعد، والذي تضمن ليس فقط إلغاء حفله في المهرجان، بل نشاطه الفني بشكل عام خلال الفترة المقبلة، مشيراً لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «التعديل على برنامج الحفلات أمر وارد ويحدث سواء لأسباب مرتبطة بالفنانين أو لأسباب مرتبطة بالإقبال».

وأرجع مصطفى اختيار تامر عاشور ليحيي حفلاً إضافياً في المهرجان إلى «كونه يشارك في المهرجان للمرة الأولى، وقد نفدت تذاكر حفلته الأولى، لافتاً إلى أن الدورة الحالية منحت الفرصة لأصوات عدة ليكونوا النجوم الرئيسيين في الحفلات على غرار مي فاروق وريهام عبد الحكيم، بما يدعم رسالة المهرجان بتقديم أجيال جديدة من المطربين.

نادية مصطفى في حفل بالمهرجان (وزارة الثقافة المصرية)

ويبدي الناقد المصري أحمد سعد الدين، تفهماً لاعتذارات الفنانين اللبنانيين عن حفلاتهم، لكنه في الوقت نفسه ينتقد ما وصفه بـ«حالة الارتباك» التي تسود ترتيبات المهرجان، ليس فقط بسبب الاعتذارات، لكن أيضاً لعدم وضوح الرؤية من البداية بشأن فعاليات المهرجان وغياب الكثير من الأصوات العربية التي كانت تشارك في الدورات السابقة.

ووصف سعد الدين النسخة الحالية بأنها «واحدة من أسوأ الدورات التي أقيمت في تاريخ المهرجان»، مؤكداً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «ضرورة التحقيق في أسباب غياب النجوم والإرباك الحادث في تنظيم الحفلات حتى اللحظات الأخيرة؛ وهو ما انعكس حتى في الحضور الجماهيري الذي يمكن رصد تراجعه في الحفلات المذاعة على الشاشات، وهو أمر لم يكن يحدث من قبل في المهرجان»، على حد تعبيره.

وشهدت الدورة الحالية غياب عدد من الفنانين الذين اعتادوا المشاركة في حفلات المهرجان، منهم أنغام التي أعلنت بالتزامن مع انعقاد المهرجان عن زيارتها لوزير الثقافة المصري، والاتفاق على إحياء حفل كبير خلال الشهر المقبل.

ويشير عضو اللجنة التحضيرية العليا إلى حرصهم على التواصل مع عدد كبير من الفنانين وتفهمهم وجود بعض الارتباطات لدى الفنانين في نفس توقيت المهرجان، ومنهم أنغام التي تصادف وجود حفلين لها متفقة على إحيائهما بالتزامن مع افتتاح المهرجان في القاهرة، وبالتالي كان من الصعب أن تحيي حفلاً ثالثاً في فترة زمنية قريبة جداً.

لكن سعد الدين لا يرى أن هذه الحفلات مبرر كافٍ لعدم اشتراك المطربة المصرية في المهرجان، منتقداً عدم التحضير المبكر للمهرجان كما كان يحدث من قبل، باعتبار أن المهرجان من أهم الفعاليات المعنية بالموسيقى العربية في المنطقة.