«آسف لأنني مت»... لماذا تُعتبر «مذكرة الوفاة» بنفس أهمية الوصية؟

مذكرة الوفاة قد تحتوي على جميع الحسابات المالية للمتوفى - المدخرات وبطاقات الائتمان والاستثمارات (رويترز)
مذكرة الوفاة قد تحتوي على جميع الحسابات المالية للمتوفى - المدخرات وبطاقات الائتمان والاستثمارات (رويترز)
TT

«آسف لأنني مت»... لماذا تُعتبر «مذكرة الوفاة» بنفس أهمية الوصية؟

مذكرة الوفاة قد تحتوي على جميع الحسابات المالية للمتوفى - المدخرات وبطاقات الائتمان والاستثمارات (رويترز)
مذكرة الوفاة قد تحتوي على جميع الحسابات المالية للمتوفى - المدخرات وبطاقات الائتمان والاستثمارات (رويترز)

«آسف لأنني مت»، بهذه الكلمات يبدأ دوج بونيبارث، وهو مخطط وخبير مالي معتمد، ما يسميه «مذكرة وفاة» لزوجته هيذر.

يقول إن مثل هذه الوثيقة تختلف عن الوصية الأساسية التي تقوم بتقسيم الأموال والممتلكات، حيث إن مذكرة الوفاة أقل رسمية - فهي ليست ملزمة قانوناً بالضرورة - ولكنها لا تقل أهمية، كما أكد بونيبارث، رئيس ومؤسس Bone Fide Wealth، ومقرها نيويورك، وعضو مجلس مستشاري في شبكة «سي إن بي سي».

يهدف محتوى المذكرة إلى تسهيل العمل الإداري الذي يتولاه الأحباء عند وفاتك.

يوضح بونيبارث: «هذه الرسالة تهدف إلى مساعدتك على السيطرة في وقت يبدو فيه كل شيء خارجاً عن السيطرة... فهي تملأ الفجوات وتوفر وصولاً فورياً إلى المعلومات التي لا تتضمنها عادةً الوصية الخاصة بك».

ما الذي يجب تضمينه في مذكرة الوفاة؟

قد تحتوي مذكرة الوفاة على جميع الحسابات المالية للمتوفى - المدخرات وبطاقات الائتمان والاستثمارات والتأمين، على سبيل المثال - إلى جانب أرقام الحسابات المرتبطة ومعلومات تسجيل الدخول.

وبالمثل بالنسبة للحسابات المرتبطة بفواتير المنزل العادية: الرهن العقاري والمرافق (مثل الكهرباء والمياه والغاز والإنترنت والهاتف) وملفات تأمين السيارة وعضويات الصالة الرياضية وخدمات البث، على سبيل المثال.

قد يشمل ذلك أيضاً المزيد من المعلومات غير المعروفة: نقاط اتصال مهمة مثل المحامي، والمحاسب، وجهات الاتصال التجارية والأصدقاء المقربين - أي شخص قد يكون مفيداً في مساعدة أحبائك خلال الخطوات الأولى بعد وفاتك، كما يوضح بونيبارث.

ومن المرجح أن يحتاج هؤلاء الأحباء أيضاً إلى الوصول إلى جهاز الكومبيوتر والهاتف الخاص بك إذا مت. ويشير الخبير المالي إلى أنه يمكن التغلب على مثل هذه «المعضلة الرقمية» من خلال الكشف عن معلومات تسجيل الدخول للأجهزة، وكلمات المرور الرئيسية.

وأوضح الخبير أن الوجود على الإنترنت يشكل أيضاً عنصراً مهماً في مذكرة الوفاة. على سبيل المثال، كيف تود إدارة حساباتك على مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع الويب المهنية بعد وفاتك؟ هل يجب أن تظل موجودة إلى الأبد أم يتم حذفها؟ كل هذه المعلومات يمكن تضمينها في مذكرة الوفاة، بحسب التقرير.

ويوصي التقرير بتحديث مذكرتك مرة واحدة في السنة أو عندما يحدث تغيير كبير في حياتك (فتح حساب مصرفي جديد، أو شراء عقار، أو الحصول على قرض جديد، على سبيل المثال).

من المهم ألا تخفي مذكرتك - أخبر أحباءك أنك قمت بصياغتها، والمكان الذي يمكنهم العثور عليها فيه.



أعمال الفنان محمد المليحي تميمة حظ لغاليري «لوفت»

لوحة بدون عنوان للفنان محمد المليحي (لوفت غاليري)
لوحة بدون عنوان للفنان محمد المليحي (لوفت غاليري)
TT

أعمال الفنان محمد المليحي تميمة حظ لغاليري «لوفت»

لوحة بدون عنوان للفنان محمد المليحي (لوفت غاليري)
لوحة بدون عنوان للفنان محمد المليحي (لوفت غاليري)

عبر عرض مخصّص لأعمال الفنان المغربي محمد المليحي، يسجّل غاليري «لوفت» اسمه بصفته أول غاليري مغربي يشارك في سوق الفن العالمي «آرت بازل باريس».

وجاء اختيار الغاليري الفنانَ المليحي لما له من مكانة رائدة في الفن المغربي الحديث، وبوصفه أحد مؤسسي مدرسة «كازابلانكا للفنون»، وبشكل خاص لكونه اسماً رافق غاليري «لوفت» الذي كان يمثّله لمدة 10 أعوام.

كانت تجارب المليحي الهندسية الجذرية محورية في تشكيل جماليات المغرب بعد الاستقلال، ويمكن النظر للأعمال التي يقدّمها المعرض له في «آرت بازل باريس» على أنها تجسيد لسعي الفنان للوصول إلى الحداثة في التصوير، ودراسة تفاعلها مع الثقافة المحلية؛ للوصول إلى لغة جمالية عالمية.

لوحة بدون عنوان للفنان محمد المليحي (لوفت غاليري)

تتحدّث ياسمين برادة، الشريك المؤسس لغاليري «لوفت»، عن أهمية المشاركة كأول غاليري مغربي في محفل فني عالمي، وتقول لـ«الشرق الأوسط»، إن «المشاركة في (آرت بازل باريس) أمر يبعث على الفخر، ونعدّه خطوةً هامة لنا منذ انطلاقنا منذ 15 عاماً، شاركنا فيها في عدد من المناسبات الفنية العالمية».

وتستكمل برادة: «عملنا لسنوات على أن يكون الغاليري بمثابة جسر بين الثقافة المغربية والقارة الأفريقية من جهة، والعالم الغربي من جهة أخرى، فإن ذلك يولّد مساحة للحوار بين الفنانين من مناطق مختلفة، الفنانون الأفارقة يقدّمون بلادهم وثقافتهم، ولكن هناك عالمية في لغتهم، من هذه العالمية نسعى إلى خلق حوارات مع فنانين آخرين ومع الغرب».

ياسمين برادة (لوفت غاليري)

الغاليري يمثّل قصة نجاح شخصية لياسمين برادة، تتحدث عنها قائلة: «عندما قررتُ أنا وشقيقتي مريم افتتاح الغاليري قبل 15 عاماً، واجهنا الكثير من المنتقدين الذين رأوا أننا بوصفنا شابّات لا نملك المهارات والأسس المتينة للبقاء في هذا العالم. توقع كثيرون أن نتوقف بعد 6 أشهر، وأن نختفي من عالم الفن، كل يوم أشكر هؤلاء الأشخاص الذين لم يؤمنوا بنا؛ لأنني أعتقد أن هذا ما أعطانا القوة والعزيمة للاستمرار، اليوم أعتقد أنني ما زلت أكافح دون وعي من أجل تلك الشابة التي أطلقت معرضاً قبل 15 عاماً، ويتجلّى هذا أيضاً في حقيقة أن العديد من الفنانين الذين نمثّلهم اليوم هم من النساء، وأن الفريق من حولي يتكوّن أيضاً من النساء».

من لوحات الفنان المغربي محمد المليحي المشاركة في «آرت بازل باريس» (لوفت غاليري)

تقول إن اختيار الفنان محمد المليحي ليكون الفنان الوحيد في العرض «أمر له أهميته ورمزيته، فهو رائد الفن الحديث في المغرب، ورافقَتنا أعماله منذ أنشأنا الغاليري، بشكلٍ ما أردنا أن نحكي عن قصتنا الشخصية، وأيضاً عن صداقتنا معه التي بدأت مع إنشاء الغاليري، واستمرت حتى وفاته، فقد عرضنا أعماله بشكل حصري لأكثر من 10 أعوام، أردنا أيضاً أن نحتفل ونُشيد بهذه الشخصية الرئيسية في الفن المغربي، التي كان لديها الكثير لتقوله، والتي يشهد ثراؤها أيضاً على هذه الثقافة المغربية الجميلة».

من أعمال الفنان المليحي التي يعرضها الغاليري قطع نادرة من الخمسينات والستينات، منها إحدى تجارب الفنان المبكرة على نبات الجوت «بوري بي، 1958»، بالإضافة إلى عمل أحدث كثيراً، يعود إلى أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. وهناك أيضاً قطع نفّذها أثناء إقامته في نيويورك، وبعض الأعمال التي تمثل بداية استخدامه لشكل الموجة المميزة لأعماله، «أردنا أن نتتبّع رحلة كاملة من حياته الفنية».

«بوري بي 1958» من أعمال الفنان المغربي محمد المليحي (لوفت غاليري)

ما الذي يميّز أعمال المليحي عن غيره ضمن سياق الفن المغربي الحديث برأي ياسمين برادة؟ تقول: «أعتقد أنه في بداية الستينات، ابتكر المليحي لغة فنية جاءت للإجابة عن أسئلة حول الهوية المغربية، وكيفية خلق أشكال التجريد المغربي في سياق دولي، مع الحفاظ على جذوره المغربية. كل هذه أسئلة أجابت عنها مجموعة فناني مدرسة الدار البيضاء للفنون.

وبالنسبة للمليحي أعتقد أنه أجاب عن هذه الأسئلة، من خلال موتيف يتكرر كثيراً؛ موتيف الموجة، لكن ما يميّزه هو أنه عرف كيف يُعيد استخدام هذا الموتيف، ويُعيد اختراعه على مرّ السنين للإجابة، في كل مرة، عن أسئلة في سياق جديد يتطور، في شكل معاصر عاشه. وفي الواقع، فهو فنان يعرف حقاً كيف يتطور مع عصره ومع أسئلة عصره».

الفنان محمد المليحي في الاستديو (لوفت غاليري)

تشير برادة إلى أنه خلال تعامل الغاليري مع الفنان كان هناك أمر يرتبط به بشكل خاص، وهو التعبير عن مواضيع قوية تتعلق بالفترة الزمنية التي يعيش فيها، وتضرب المثل بمعرضه الأخير «مليحي والطوفان»، وتضيف: «كان السؤال يدور حول قضايا تغيُّر المناخ، وكان هناك سؤال حول نهاية العالم، تنبّأ الفنان تقريباً بحدوث شيء دراماتيكي، وكان ذلك عشية (كوفيد)، لذلك أعتقد أنه كان يتمتع بحساسية وحاسة سادسة كبيرة».

وتُنهي حديثها بالقول: «المليحي فنان كان يجلب لنا الحظ دائماً، وأتمنى أن يجلب لنا الحظ مرة أخرى في هذا المعرض في (آرت بازل باريس)، إنه تكريم نقدّمه للرجل العظيم الذي عرفناه، نحن فخورون جداً بتمثيله وتمثيل فنون المغرب في هذا الحدث».

من لوحات الفنان المغربي محمد المليحي المشاركة في «آرت بازل باريس» (لوفت غاليري)