منذ سبعينات القرن الماضي تزود شركة تصنيع العطور «أروما برايم» دور الرعاية بـ«مكعبات عطرية»، وهي أدوات تستخدم في فن العلاج بالرائحة.
ويهدف ذلك إلى إثارة الحديث والمشاعر، واستدعاء الخبرات من الماضي. وبالنسبة للأشخاص المصابين بالخرف، يمكن أن يكون العلاج بالرائحة وسيلة ذات قيمة كبيرة للراحة المستدامة، ومشاعر الأمن والدفء.
ويعمل ليام فيندلاي مستشاراً للعطور ذات الطابع الخاص منذ عام 2018، وتتمثل وظيفته في التقاط الروائح المرغوب فيها بأكبر دقة ممكنة، حتى لو كانت، نظرياً، غير معتادة إلى حد ما. ويقول فيندلاي وابتسامة تعلو وجهه: «كان لدي مقيم بدار الرعاية يتوق لتذكر الأيام التي كان يعمل فيها صياداً».
لحُسن الحظ، يوفر فيندلاي أيضاً روائح للمناطق السياحية ذات الطابع المخيف، واعتقد أن رائحة نفاذة مثل رائحة السمك، كان ينتجها بالفعل، يمكن أن تؤدي المهمة. وأوضح قائلاً: «يضحكني أن يجد شخص المتعة في شمّ صندوق قد يثير اشمئزاز معظم الناس، لكن هذا بالضبط ما كان يبحث عنه. وقد نقلته تلك الرائحة إلى داخل سوق سمك مباشرة».
ووفقاً للدكتورة كامار أمين علي، الخبيرة في مرض الخرف، يمكن للروائح أن تؤثر بشكل كبير على كيفية عمل أذهاننا. وأوضحت قائلة: «الذكريات المتسلسلة هي ذكريات للأحداث الماضية في حياتنا، مثل يوم زواجك أو تخرجك، فهي تعتمد بشكل كبير على مؤشرات السياق، التي يمكن أن تشمل أصواتا محددة أو روائح مرتبطة بالوقت الذي يتم فيه ترميز ذكريات معينة. وهذا يعني أنه عندما تتم إعادة مواجهة مؤشرات السياق هذه، فإنه يمكنها أن تساعد على التذكر».