مصر تسترد 3 قطع أثرية من ألمانيا

بينها رأس مومياء كان يُعرض في متحف هامبورغ منذ 30 عاماً

يد المومياء التي استردتها مصر من ألمانيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)
يد المومياء التي استردتها مصر من ألمانيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)
TT

مصر تسترد 3 قطع أثرية من ألمانيا

يد المومياء التي استردتها مصر من ألمانيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)
يد المومياء التي استردتها مصر من ألمانيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)

يد وجمجمة مومياء مطلية بالذهب والعلامة المصرية القديمة «عنخ»... ثلاث قطع أثرية أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية عن استردادها من ألمانيا بالتعاون مع وزارة الخارجية المصرية، إذ قام وفدٌ من قطاع الثقافة والإعلام بوزارة الخارجية الألمانية بتسليم هذه القطع للسفارة المصرية في برلين.

وأوضح مدير الإدارة العامة لاسترداد الآثار والمشرف على الإدارة المركزية للمنافذ الأثرية بمصر، شعبان عبد الجواد، أن القطع المستردة تتضمن يداً ورأساً لمومياء مطلية بالذهب، كانتا معروضتين في متحف الفن بمدينة هامبورغ منذ أكثر من 30 عاماً، وبعد الكشف عليهما تبين أن عمرهما يزيد على ألفي عام قبل الميلاد، وأنهما تعودان للحضارة المصرية القديمة، وما زالت ملابسات وصولهما إلى ألمانيا مجهولة. وأضاف في بيان للوزارة، السبت: «أما التميمة فتعود لعام 600 قبل الميلاد، وكانت سلطات مطار فرانكفورت قد قامت بمصادرتها عند محاولة إدخالها بشكل غير شرعي قادمة من بريطانيا».

وأكد وزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي أن «هذا الحدث يعد إنجازاً يضاف إلى سجل الإنجازات على صعيد العلاقات الثنائية المصرية الألمانية في مكافحة الاتجار غير المشروع في الممتلكات الثقافية وتهريب الآثار».

رأس المومياء المطلي بالذهب المسترد من ألمانيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وذكر الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار الدكتور محمد إسماعيل خالد أن عملية استرداد هذه القطع بدأت عندما قام متحف مدينة هامبورغ بألمانيا بالتواصل مع السفارة المصرية ببرلين معلناً رغبته في تسليم يد وجمجمة مومياء أثريتين. وفي الوقت نفسه قامت سلطات الجمارك بمطار فرانكفورت بمصادرة تميمة على هيئة العلامة المصرية القديمة «عنخ»، خلال محاولة دخول البلاد بطريقة غير شرعية من بريطانيا.

ولفت إلى أنه «في ضوء الالتزام بمعاهدة اليونسكو لعام 1970 المتعلقة بمكافحة ومنع الاتجار أو نقل الممتلكات الثقافية، تمت الموافقة على تسليمها لمصر بناء على تقديم الحكومة المصرية طلباً رسمياً يفيد رغبتها فى استعادتها».

ويرى عالم الآثار المصري الدكتور حسين عبد البصير أن «استرداد مصر ثلاث قطع أثرية من ألمانيا، يمثل خطوة مهمة ضمن جهود مستمرة لاستعادة التراث الثقافي المصري المنهوب»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «هذا الإنجاز يبرز أهمية التعاون الدولي في مجال استرداد الآثار، إذ تعمل مصر بالتنسيق مع دول عدة لاستعادة القطع الأثرية التي خرجت من البلاد بطرق غير شرعية».

وثمّن جهود وزارة السياحة والآثار واللجنة القومية لاسترداد الآثار، في تعقب وملاحقة القطع الأثرية المصرية بالخارج، واصفاً رأس المومياء المسترد بأنه «يمثل أهمية تاريخية وثقافية لا تُقدر بثمن».

علامة «عنخ» المصرية تم استردادها بعد ضبطها في ألمانيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وكان المشرف العام على الإدارة المركزية للآثار المستردة قد صرح من قبل بأن مصر استعادت نحو 30 ألف قطعة آثار من الخارج خلال الخمس سنوات الأخيرة، لافتاً في تصريحات متلفزة إلى أن الإدارة ترصد حركة الآثار، سواء في المزادات، أو مواقع البيع المباشر، أو ما يتم عرضه عبر «السوشيال ميديا»، وما يتم ضبطه في المطار، وكذلك القطع التي يتم عرضها حديثاً في المتاحف العالمية.

ويوضح خبير الآثار المصري الدكتور عبد الرحيم ريحان، عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، أن «عودة هذه القطع تأتي في إطار المجهودات الكبرى التي تبذلها الدولة منذ عام 2014 حتى الآن، فقد تم استرداد 29 ألف قطعة أثرية من عدة دول».

وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «من القطع المهمة التي تم استردادها غطاءان لتابوتين على شكل آدمي استردتهما مصر من إسرائيل، كما تم استرداد 3 قطع من ألمانيا في 2014، و8 قطع من الدنمارك من منبر جامع أثري، كما تم استرداد لوحة الزيوت السبعة المقدسة من سويسرا».

ولفت إلى أن الجهود المصرية نجحت في استرداد العديد من القطع الأثرية المهمة في عام 2022، من بينها «16 قطعة من الولايات المتحدة الأميركية، كما استردت تمثالين من بلجيكا وآخر من الخشب الملون».

وأشار إلى أن «هذه القطع معظمها خرجت من مصر نتيجة الحفر خلسةً، وهذا يصعّب عملية الاسترداد إلا بالعلاقات الجيدة بين الدول».


مقالات ذات صلة

أصداء الزمن... القصص الكامنة في قلب الصحراء تمد جسورها للواقع

يوميات الشرق المفارقة بين الظاهر والمخفي في عمل لدانية الصالح من المعرض (الفنانة)

أصداء الزمن... القصص الكامنة في قلب الصحراء تمد جسورها للواقع

قامت الفنانتان دانية الصالح وسوزان كريمان بمرافقة البعثة الألمانية في رحلة عمل بمدينة تيماء السعودية، ثم قُدّمت نتائج تلك التجربة في معرض فني بالرياض.

عبير مشخص (لندن)
يوميات الشرق قاعة «مرايا» تستضيف مجموعة تحف فنية مأخوذة من عدة مواقع أثرية إيطالية (واس)

روائع متحف نابولي في «مرايا» العُلا

تحتضن قاعة «مرايا» في العلا (شمال غرب السعودية) معرض «روائع متحف نابولي الوطني للآثار» الذي يقدم مجموعة تحف فنية مأخوذة من عدة مواقع أثرية إيطالية.

«الشرق الأوسط» (العلا)
يوميات الشرق المتحف المصري الكبير (وزارة السياحة والآثار)

مصر تستعد لافتتاح المتحف الكبير تجريبياً الأربعاء المقبل

أعلن رئيس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي، عن بدء التشغيل التجريبي للمتحف المصري الكبير، الأربعاء المقبل.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق قلعة بعلبك الأثرية في لبنان وعواميد معبد جوبيتر (موقع اليونيسكو)

قلعة بعلبك صمدت في وجه الغُزاة والهزّات... فماذا عن الغارات؟

قلعة بعلبك اللبنانية، تاريخٌ من الصمود في وجه أطماع البشر وتحديات الطبيعة والزمن... فهل ينجو الحصن المصنّف عالمياً مرةً جديدة من المخاطر الإسرائيلية؟

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق المتحف الكبير (وزارة السياحة والآثار المصرية)

مصر تتأهب لافتتاح المتحف الكبير

تتأهب مصر خلال الفترة القليلة المقبلة لافتتاح المتحف الكبير المطل على أهرامات الجيزة (غرب القاهرة).

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

الميكروفون الذهبي لـ«العندليب» يجدد التساؤلات حول «ميراث الفنانين»

عبد الحليم حافظ في شرفة منزله (أرشيفية)
عبد الحليم حافظ في شرفة منزله (أرشيفية)
TT

الميكروفون الذهبي لـ«العندليب» يجدد التساؤلات حول «ميراث الفنانين»

عبد الحليم حافظ في شرفة منزله (أرشيفية)
عبد الحليم حافظ في شرفة منزله (أرشيفية)

جدّد إعلان عائلة الفنان الراحل عبد الحليم حافظ إهداء «الميكروفون الذهبي» الذي غنى به «العندليب الأسمر» في حفله الأخير بسوريا، للمطرب الشاب محمود راتب التساؤلات حول «ميراث الفنانين» وكيفية التعامل معه والاحتفاظ به.

وكان «العندليب الأسمر» قد حصل على الميكروفون الذهبي من إحدى الشخصيات المرموقة عربياً، واستخدمه خلال الغناء في حفله بمعرض دمشق الدولي عام 1976 في واحدة من الحفلات الأخيرة التي أحياها قبل رحيله في العام التالي.

ولا يوجد متحف في مصر يضم مقتنيات عبد الحليم حافظ حتى الآن، بينما توجد متاحف لمقتنيات بعض الفنانين؛ منهم أم كلثوم، وموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، وهي المتاحف التي تتضمّن عرض مقتنياتهم، وتشرف عليها وزارة الثقافة مع جهات أخرى.

ويصف الناقد الفني المصري أحمد سعد الدين إهداء الميكروفون الذهبي لمطرب صاعد بـ«الأمر الخاطئ». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن إرث عبد الحليم حال خروجه من أسرته يجب أن يوضع في متحف، ولا يتم التعامل معه بهذه الطريقة»، مشيراً إلى أن «فكرة وجود وجه للشبه بين المطرب الشاب و(العندليب الأسمر) ليست مبرراً على الإطلاق».

وأضاف: «عبد الحليم مطرب لا يمكن مقارنته بأي مطرب آخر حتى مع اختلاف الزمن، وليس من اللائق أن يتم تشبيه مطرب لم يقدم سوى أغنيتين فقط بمطرب له تاريخ فني طويل، واستطاع الاستمرار بغنائه وألحانه بعد 47 عاماً من رحيله»، مشيراً إلى أن الأسرة كان يجب عليها الحفاظ على مقتنياته، وإهداؤها للدولة وليس لأفراد.

في حين يرى الناقد الموسيقي مصطفى حمدي أن «عدم اهتمام الدولة بمقتنيات الفنانين، مثل عدم الحرص على إقامة متاحف لهذه المقتنيات والتسويق لها، أمر يجعل من حق الورثة الاحتفاظ بها، واستثمار تقديمها بالطريقة المثلى».

وأوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «ما قام به شبانة (نجل شقيق عبد الحليم حافظ) بمثابة استمرار لمحاولته استثمار اسم عبد الحليم، وتحقيق مكاسب من ورائه بصفته مَن يتحرك باسم الورثة باستمرار، وبالفعل حصل في السنوات الماضية على مكتسبات كبيرة، وقد يكون لجأ لهذه الخطوة بوصفها نوعاً من الدعاية للمطرب الشاب الذي سيتبناه إنتاجياً؛ لإدراكه أن اسم عبد الحليم قادر على جذب الجمهور».

محمود راتب (حسابه على «فيسبوك»)

ونشرت وسائل إعلام محلية أن علاقة نسب تجمع بين محمد شبانة نجل شقيق عبد الحليم، والمطرب الشاب محمود راتب شقيق زوجته، وهو مَن قام بإنتاج الأغنيتين اللتين قدمهما المطرب الشاب في الفترة الماضية، وحاولت «الشرق الأوسط» التواصل مع شبانة وراتب لكن لم تحصل على رد من أي منهما.

وتحرص عائلة عبد الحليم حافظ على فتح منزله باستمرار في ذكرى ميلاده وذكرى وفاته؛ لاستقبال الجمهور الراغب في زيارة منزله بالعقار الكائن بحي الزمالك، والمطل على النيل، وهو المنزل الذي أقام فيه خلال سنواته الأخيرة ولا يزال يتضمّن الأثاث الذي عاش عليه كله.