9 طرق لتوقف عقلك عن التفكير المفرط

أدوات تمكِّنك من وقف إفراط التفكير (رويترز)
أدوات تمكِّنك من وقف إفراط التفكير (رويترز)
TT

9 طرق لتوقف عقلك عن التفكير المفرط

أدوات تمكِّنك من وقف إفراط التفكير (رويترز)
أدوات تمكِّنك من وقف إفراط التفكير (رويترز)

يعيش العديد من الأشخاص «داخل رؤوسهم»، يستمعون إلى «ثرثرة أفكارهم الدائمة»: «ماذا حدث؟ ماذا قد يحدث؟ ماذا لو فعلت هذا؟ ماذا لو لم أفعل ذلك؟».

بعض الأشخاص تعيد عقولهم تشغيل الأحداث، ويتنبأون بالأحداث وبالنتائج المحتملة، وهذا ليس مفيداً دائماً، حسب تقرير لصحيفة «التليغراف».

ما اجترار الأفكار؟

ببساطة، اجترار الأفكار هو التفكير بعمق أو التفكير المفرط. إنها حالة نفسية معروفة وشائعة لدى كثير من الأشخاص.

والتفكير المفرط شائع في عديد من مشكلات الصحة العقلية بما في ذلك اضطرابات القلق والاكتئاب والصدمات، على سبيل المثال لا الحصر. من الشائع أيضاً التأمل في تحديات الحياة اليومية: الماضي والحاضر والمستقبل.

المشكلة هي أن الناس ينظرون إلى عقولهم على أنها صوت الحكمة؛ يعتقدون أنها حقيقة بينما ليس هذا هو الحال دائماً.

عندما يدرك الدماغ أنك منزعج أو مضطرب، فإنه يبدأ في خلق قصص لحل أو فهم أو منع أو تجنب أو حتى تحييد التجربة. وبينما تبدو الأفكار عقلانية، إلا أنها غالباً ما تكون مجرد سلسلة من الأحداث المعرفية العشوائية التي غالباً ما لا تحمل أهمية أعمق.

على سبيل المثال، في حالة شعور شخص ما بالحزن بعد فقدان أحد أحبائه، قد يعيد الدماغ تشغيل الأحداث بشكل متكرر، كأنه يأمل تقريباً أن يكون هناك في مكان ما داخل القصص إجابة عن حجم الخسارة.

عندما يشعر شخص ما بالقلق، فإنه سيفكر مرة أخرى، ويخلق سلسلة كاملة من الأفكار حول ما قد يحدث خطأ أو ما قد يفعله أكثر أو أقل أو يتجنبه لمنع حدوث كارثة.

الدماغ مثل الحارس الذي يقدم كل الاحتمالات، «فقط في حالة» حدوث خطأ ما. لكن الحقيقة هي أنه في معظم الأحيان لا يحدث خطأ.

ما الذي يسبب التفكير المتكرر؟

هذا هو السؤال الذي يبلغ قيمته مليون دولار، ويمكن أن يكون متعدد العوامل، حسب التقرير.

قد تشمل الأسباب النشأة في عائلة، حيث كان الوالد والوالدة عُرضة للإفراط في التفكير. أو المرور بفترة صعبة في الحياة أو وجود نوع من الشخصية يجعل صاحبها عرضة للقلق أو الإفراط في التفكير.

بعض الناس لديهم «أسلاك مختلفة» ببساطة ويعملون بطرق مختلفة، على سبيل المثال أولئك الذين يعانون اضطراب الوسواس القهري أو اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. يمكن أن يؤدي تعاطي الكحول أو المخدرات أيضاً إلى ظهور أفكار متكررة أو تدخلية لدى الأشخاص.

الخبر السار هو أنه يجب ألا يكون الأمر على هذا النحو. هناك عديد من الأشياء التي يمكنك فعلها لتحسين الحالة المزاجية أو تقليل القلق ببساطة عن طريق إدارة الإفراط في التفكير.

وفي ما يلي أفضل تسعة اقتراحات:

1. التعرف على النمط

غالباً ما يكون الإفراط في التفكير آلية وقائية -يقوم عقلك بما يعتقد أنه يجب أن يفعله، فهو يريد إيجاد حل.

ولكن بغض النظر عن عدد المرات التي تمر فيها بهذه العملية، فلن تغير أي شيء. في اللحظة التي يمكنك فيها التوقف والتعرف على الإفراط في التفكير على حقيقته، تكون متقدماً بخطوة على اللعبة.

بدلاً من الانخراط بشكل مفرط في الأفكار، أقترح عليك أن تقول بصوت عالٍ لنفسك: «عقلي يفكر كثيراً. لست بحاجة للاستماع». إنها وسيلة فورية لتحييد وتعطيل النمط.

2. أدرك أن الأمر ليس شخصياً

التفكير المفرط هو أحد الأعراض، وليس أكثر من ذلك. قد يكون عقلك في حالة نشاط زائد. قد يسأل: هل يمكنني التأقلم؟ هل هذا خطئي؟ قد يخبرك حتى بأنك لست محبوباً، وأنك عاجز أو أن كل شيء ميؤوس منه.

عندما تدرك أنك تفكر كثيراً، فمن الجدير دائماً أن تتذكر: «هذا ليس شخصياً»، إنه مجرد عقلك يقوم بعمله ولا داعي للاستماع إليه. إذا تمكنت من إعادة صياغته كعقل يعمل بجدية شديدة لحمايتك، فسوف تشعر أنه أكثر قابلية للتحكم.

3. لا تحاول إيقاف أفكارك: راقبها بدلاً من ذلك

إن القول بأننا نستطيع إيقاف أفكارنا هو مجرد خرافة: لا يمكنك «إيقاف» فكرة ما -فهي ستأتي وتذهب بغض النظر عن إرادتك.

ومع ذلك، يمكنك إبطاء أفكارك وتقليل شدتها. إحدى الطرق القوية لفعل ذلك هي تعلم مراقبتها بإحساس بالحياد. يجب على الناس أن ينظروا إليها مثل السحب التي تأتي وتذهب. «ها هي تأتي فكرة غاضبة. ها هي تأتي فكرة قلق. ها هي تأتي فكرة شفقة على الذات».

راقب الفكرة وهي تأتي. لا تنخرط فيها. دعها تمر.

4. اطلب مساعدة جسدك

في الأساس، هدفك هو تهدئة أفكارك من خلال البدء بالجسد. المثل العام هو أنه عندما يسترخي الجسد، يتبعه العقل.

هناك عدة طرق لفعل ذلك، ولكل شخص طريقته الخاصة. ولكن يمكن أن تشمل: التأمل، واليوغا، والجري، والتمدد، والبيلاتس، والرقص، أو حتى المشي. وتذكر أن إحدى أكثر الطرق فاعلية للحد من التفكير المفرط هي التحرك بأي قدرة يمكنك إدارتها.

5. تنفس بطريقة تجعلك أكثر هدوءاً

يعد التنفس إحدى أكثر التقنيات شيوعاً في علم النفس وعلم الأعصاب والروحانية الشرقية للمساعدة في التعامل مع عقولنا المفرطة النشاط.

تقنية التنفس المفضلة لديَّ تُعرف باسم «التنفس الصندوقي»، وهي تعمل بشكل رائع.

اجلس بهدوء لبضع لحظات في مكان خاص ومن الأفضل عدم المقاطعة. استنشق من خلال أنفك لمدة أربع عدات؛ احبس أنفاسك لمدة أربع عدات؛ أطلق أنفاسك لمدة أربع عدات؛ احبس أنفاسك لمدة أربع عدات؛ استنشق لمدة أربع عدات... كرر هذه العملية ثلاث أو أربع مرات ولاحظ كيف سيهدأ عقلك.

6. كرر «مانترا»

إن تكرار «مانترا» أو عبارة لنفسك بهدوء لبضع دقائق هو وسيلة قوية للحد من التفكير. عندما تعطي العقل اتجاهاً لتكرار عبارة مراراً وتكراراً، فلن يكون لديه مساحة لإنشاء أفكار جديدة.

من الناحية الواقعية، ستحدث مقاطعات، وستحاول أفكار جديدة الدخول. ومع ذلك، في كل مرة يحدث هذا، تعود ببساطة إلى تكرار «المانترا»، والتي يمكن أن تكون أي شيء تختاره، ويمكن تغييرها كل يوم. على سبيل المثال، يمكن أن تكون «أنا هادئ وقوي»، أو «سأتعامل مع هذا».

7. جرِّب «التركيز الواعي»

يتضمن التركيز الواعي توجيه انتباهك بالكامل نحو شيء مثل شمعة مضاءة، أو صورة، أو صوت، أو حتى رائحة. في كل مرة يعيد فيها التشتيت عقلك إلى التركيز المختار. مرة أخرى، يمكن أن تكون هذه طريقة قوية جداً للتعامل مع الإفراط في التفكير.

8. اسأل نفسك: هل أنا متشبث، أم أقاوم، أم أقاتل؟

إن الإفراط في التفكير هو ما نتمسك به في كثير من الأحيان في تعاملنا مع الحياة. إننا كثيراً ما نتشبث بالأشياء لأننا نجد صعوبة في التخلي عنها؛ فنحن نقاوم الحياة ونعتقد أنها يجب أن تكون مختلفة عمّا هي عليه، أو نحارب الحياة ونحاول تغيير ما لا يتغير.

إذا كنت تشعر بالضيق، ولاحظت أنك تفكر كثيراً، فاطرح ثلاثة أسئلة بسيطة على نفسك:

هل أنا متمسك بالماضي؟

هل أنا أقاوم الحياة كما هي؟

هل أنا أحارب الحياة بالغضب والاستياء؟

إذا كانت الإجابة عن أيٍّ من هذه الأسئلة بنعم، فمن المرجح أنك تغذي التأمل.

الحل هو تجربة البديل. لا تتشبث. لا تقاوم. لا تقاتل.

9. لا تلم نفسك

إننا جميعاً نفكر كثيراً في بعض الأحيان ونقع في أنماط معينة. لا تعذب نفسك بهذا الأمر. كلما كنت أكثر تعاطفاً مع نفسك، أصبح عقلك أكثر هدوءاً.


مقالات ذات صلة

أمران لا يتجاهلهما أطباء النوم أبداً

صحتك أمران متعلقان بالنوم لا يجب تجاهلهما (رويترز)

أمران لا يتجاهلهما أطباء النوم أبداً

ليس من السهل معرفة ما إذا كان الجسم يحصل بالفعل على الراحة المناسبة أثناء النوم.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك مريضة بالسرطان (رويترز)

علاجات سرطان الثدي الشائعة تسرع الشيخوخة

كشفت دراسة جديدة أن جميع العلاجات الشائعة لسرطان الثدي قد تسرع عملية الشيخوخة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الفاصوليا مصدر غني بالألياف (أرشيفية - رويترز)

4 أطعمة تمنح عقلك قوة مذهلة

يحتاج الدماغ إلى نوعيات محددة من الطعام للتركيز والإبداع

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق يوفر الهواء الطلق عدداً من الأمثلة الإبداعية التي يمكن للبشر ملاحظتها والتأثر بها (أرشيفية - رويترز)

6 عادات يمارسها الأشخاص الأكثر إبداعاً باستمرار

يمكن لعادات صغيرة ومستمرة أن تُحدث فرقاً حقيقياً في إبداعك، وخصوصاً إذا ترسخت مبكراً لدى الشخص.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك أقراص دوائية (أرشيفية - رويترز)

حبة دواء تحاكي الفوائد الصحية للجري لمسافة 10 كيلومترات

أكد عددٌ من الباحثين أنهم ابتكروا حبة دواء تحاكي الفوائد الصحية للجري لمسافة 10 كيلومترات بسرعات عالية.

«الشرق الأوسط» (كوبنهاغن)

«سرابيوم الإسكندرية» يوثق اندماج «الإغريق» في الحضارة المصرية القديمة

فيلم «سرابيوم الإسكندرية» (مكتبة الإسكندرية)
فيلم «سرابيوم الإسكندرية» (مكتبة الإسكندرية)
TT

«سرابيوم الإسكندرية» يوثق اندماج «الإغريق» في الحضارة المصرية القديمة

فيلم «سرابيوم الإسكندرية» (مكتبة الإسكندرية)
فيلم «سرابيوم الإسكندرية» (مكتبة الإسكندرية)

يوثق فيلم «سرابيوم الإسكندرية» حالة الاندماج بين الحضارة المصرية القديمة والحضارة الإغريقية، خصوصاً فترة الحكم اليوناني لمصر التي بدأت في عهد خلفاء الإسكندر الأكبر من الحكام البطالمة.

الفيلم الذي أطلقته مكتبة الإسكندرية، الأربعاء، هو الحدث ضمن سلسلة «عارف/ أصلك ... مستقبلك» التي تضم عدداً من الأفلام الوثائقية القصيرة من إنتاج المكتبة، وصل إلى 41 فيلماً، تتناول جوانب متعددة من الحضارة المصرية القديمة والحديثة والشخصيات العامة والتاريخ الطبيعي وعديد من الموضوعات الأخرى.

ويستعرض فيلم «سرابيوم الإسكندرية» تاريخ معبد السرابيوم، ودوره في التواصل بين الحضارتين المصرية واليونانية، التي تعد امتداداً تاريخياً لحضارة الإغريق، ويسرد الفيلم قصة دخول الإسكندر المقدوني إلى مصر، ثم ما حدث بعد رحيله من تقسيم إمبراطوريته على قادة جيشه.

يركز الفيلم على اختيار القائد سوتير (بطليموس الأول) مصر لتكون مقراً لحكم الأسرة البطلمية، ليبدأ عصر البطالمة اليونانيين، الذي استمر نحو 300 عام، وتميز بالتفاعل الثقافي بين اليونانيين والمصريين.

مكتبة الإسكندرية (صفحة المكتبة على «فيسبوك»)

واستطاع بطليموس الأول مد جسور التآخي بين الحضارتين المصرية واليونانية، خصوصاً في مسألة الدين، من خلال توحيد معبود مشترك عُرف باسم «سيرابيس»، الذي دمج بين المعبودات المصرية مثل أوزيريس وأبيس، والمعبودات اليونانية مثل ديونيسوس وإسكليبيوس، وفق بيان لمكتبة الإسكندرية.

ولتحقيق الدمج والتآخي والصلح بين اليونانيين والمصريين شيّد بطليموس معابد سيرابيس، الشهيرة باسم «السرابيوم»، وكان من أهمها سرابيوم الإسكندرية، الذي اكتشفه آلان رو عام 1942، ويقع المعبد على التل المعروف باسم «أكروبول الإسكندرية»، في منطقة راكوتيس، (كرموز حالياً)، ويشتهر بالوصول إليه عبر سلالم عديدة.

وكان يحتوي على معبد مستطيل مكون من ثلاثة أروقة، ويضم معبداً لسرابيس وإيزيس وحوربوقراط، بالإضافة إلى مكتبة الإسكندرية الصغرى وهي جزء من مكتبة الإسكندرية القديمة التي كانت تضم نحو 40 ألف مخطوط، وتعرضت المعابد للتدمير عام 391 ميلادي مع الاعتراف بالمسيحية ديانة رسمية للإمبراطورية الرومانية.

وأوضح الدكتور أيمن سليمان، مدير مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي التابع لمكتبة الإسكندرية أن «سلسلة (أفلام عارف) هي سلسلة لتقديم القصص التراثية في صورة أفلام قصيرة تصدرها مكتبة الإسكندرية وصدر من السلسة حتى الآن 41 فيلماً من خلال منظور غير تقليدي يستهدف النشء والشباب عبر أسلوب سهل ومبسط ولا تتعدى الفترة الزمنية لكل فيلم من 2-3 دقائق باللغة العربية والإنجليزية والفرنسية».

وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «فيلم (السرابيوم) آخر إصدارات السلسلة، و(السرابيوم) يعد الحلقة التي تم فيها الانتقال من الحضارة المصرية القديمة إلى الحضارة اليونانية، فبوصول البطالمة للحكم كان لابد من وجود أرضية مشتركة يمكن من خلالها إدماج الحضارتين على الأرض المصرية، وهنا تم بناء السرابيوم كمعبد يجمع بين رموز المعتقدات المصرية القديمة ورموز المعتقدات اليونانية».

وتعمل سلسلة الأفلام الوثائقية «عارف... أصلك ومستقبلك» على تقديم مختلف أبعاد التراث الثقافي والطبيعي بمصر، عبر محتوى بصري مدعم بالمؤثرات الجرافيكية والرسوم ثلاثية الأبعاد.

وأشار سليمان إلى أن السلسلة تستهدف إنتاج 100 فيلم مع نهاية عام 2025، مضيفاً: «من بين الأفلام التي يتم إعدادها حالياً أفلام عن مسجد عمرو بن العاص ومسجد أحمد بن طولون والسيرة الهلالية وصناعة الفخار».

وتستهدف السلسلة التعريف بالحضارة المصرية على مر الأزمان، على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، فبالإضافة إلى اللغة العربية التي تعتمدها الأفلام، تُتيح الترجمة إلى اللغتين الإنجليزية والفرنسية.

وتضم السلسلة الوثائقية 41 فيلماً من بينها: «توت عنخ آمون» و«رحلة مسلة» و«الألعاب في مصر القديمة» و«هيباتيا» و«بورتريهات الفيوم» و«الأقصر» و«الجلف الكبير» و«القاهرة الخديوية» و«الكنيسة المعلقة».