في محاولة لتطوير وتنويع الخدمات السياحية، انطلقت، مساء الأحد، أولى حفلات «الصوت والضوء» بقلعة قايتباي بالإسكندرية، وسط ترحيب شعبي وأثري.
وقال وزير قطاع الأعمال العام المصري، محمد شيمي، في كلمته خلال الحفل، إن «المشروع يأتي في إطار خطة للارتقاء بجودة ومستوى الخدمات المقدمة للمواطنين، وتقديم منتجات جديدة ومتنوعة»، إضافة إلى «خلق مقاصد سياحية جديدة ضمن توجه لزيادة حركة السياحة الوافدة إلى مصر، ما يستتبعه حدوث زيادة في العائدات الاقتصادية للبلاد».
وعدّ وزير قطاع الأعمال العام، عرض الصوت والضوء في قلعة قايتباي بمنزلة «تجربة سياحية جديدة لزائري القلعة ومحافظة الإسكندرية من المصريين والأجانب». وقال: «العرض يبرهن على قدرة مصر على تقديم تاريخها العريق بطريقة حديثة تواكب العصر وتتيح للزائرين فرصة فريدة لاكتشاف هذا الإرث الحضاري الممتد عبر العصور».
والعرض تحت عنوان «الإسكندرية الخالدة»، ويحكي، باللغتين العربية والإنجليزية، تاريخ مدينة الإسكندرية، مستخدماً تقنيات ثلاثية الأبعاد تبرز تاريخ القلعة وجمالها المعماري. وتنفذه شركة «مصر للصوت والضوء» التابعة لوزارة قطاع الأعمال العام، بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار.
بدوره، قال محافظ الإسكندرية، الفريق أحمد خالد، في كلمته خلال الحفل، إن «مشروع الصوت والضوء بقلعة قايتباي يجمع في حدث واحد عظمة التاريخ وتكنولوجيا المستقبل، حيث يحكي تاريخ الإسكندرية وحضارتها العريقة المختلفة الرومانية واليونانية والقبطية والإسلامية، باستخدام التقنيات الحديثة في الصوت والإضاءة».
وقال المحافظ: «تسهم هذه المشروعات وغيرها بشكل كبير في جعل الإسكندرية على قائمة المزارات السياحية الدولية».
وتستهدف مصر الوصول بعدد السياح الوافدين إليها إلى 30 مليون سائح بحلول عام 2028، واستقبلت نحو 15 مليون سائح خلال 2023؛ وفق الإحصاءات الرسمية.
ورحب عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، الدكتور عبد الرحيم ريحان، بتنفيذ مشروع الصوت والضوء في قلعة قايتباي. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «عروض الصوت والضوء تجعل الأثر ناطقاً، وتقربه من الزائر المصري والأجنبي، وتضيف له زخماً، كما أنها تحفز على زيارة مواقع أثرية أخرى».
وطالب ريحان باستنساخ المشروع في أماكن أخرى مثل سانت كاترين في سيناء، ومواقع «مسار العائلة المقدسة»، وغير ذلك من الأماكن «كونها تسهل في زيادة الإقبال السياحي».
وتقدم مصر عروض الصوت والضوء في عدد من المواقع الأثرية من بينها الأهرامات ومعابد الكرنك ومعبد فيلة، لكن هذه هي المرة الأولى التي تقدم فيها العروض في موقع من التاريخ الإسلامي.
وأوضح رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية بالمجلس الأعلى للآثار بمصر، الدكتور جمال مصطفى، أن «مشروع الصوت والضوء في قلعة قايتباي يأتي في إطار محاولة توظيف المواقع الأثرية وفقاً لما يتناسب مع طبيعة كل موقع، بحيث يتم استغلالها في الفترة المسائية بعد الخامسة عصراً».
وقال مصطفى لـ«الشرق الأوسط» إن «الفترة المقبلة ستشهد إضافة بعض الخدمات في قلعة قايتباي لاستكمال التجربة السياحية عند مشاهدة عرض الصوت والضوء». ولفت إلى أنه «يجري الإعداد لتوظيف مواقع أثرية أخرى في رشيد والقاهرة وغيرها، كل موقع حسب طبيعته، وما يسمح به الموقع من خدمات سياحية».
وأضاف أن «جميع هذه المشروعات تستهدف تلبية احتياجات السائح الذي يأتي لزيارة مصر فترة قصيرة، ويحتاج لزيارة أماكن متعددة صباحاً ومساءً».
وتقع قلعة قايتباي على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وبناها السلطان المملوكي الأشرف أبو النصر في الفترة ما بين (882 - 884هـ- 1477 - 1479م) على أنقاض فنار الإسكندرية القديم بالطرف الشرقي لجزيرة فاروس، بهدف تحصين مدينة الإسكندرية وحمايتها من الغزوات البحرية؛ وفق موقع وزارة السياحة والآثار.