الترجمة الآلية والذكاء الاصطناعي... منافسان شرسان يواجههما المترجمون

معرض الرياض للكتاب يحتفي باليوم العالمي للترجمة بفعاليات ناقشت الإشكالية

من ورشة تطرّقت إلى أثر التقنية الحديثة في الترجمة (واس)
من ورشة تطرّقت إلى أثر التقنية الحديثة في الترجمة (واس)
TT

الترجمة الآلية والذكاء الاصطناعي... منافسان شرسان يواجههما المترجمون

من ورشة تطرّقت إلى أثر التقنية الحديثة في الترجمة (واس)
من ورشة تطرّقت إلى أثر التقنية الحديثة في الترجمة (واس)

ضمن احتفائه باليوم العالمي للترجمة، الذي حمل هذا العام شعار «عالم بلا حدود»، خصّص معرض الرياض الدولي للكتاب 2024 ضمن برنامجه الثقافي، 5 فعاليات تناولت موضوعات متعلّقة بهذه الإشكالية.

من بين الفعاليات، أُقيمت ورشة عمل بعنوان «جودة الترجمة السمع بصرية في الأعمال السينمائية»، قدّمتها عضو هيئة التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الدكتورة عبير القحطاني، ركزت على أهمية الترجمة السمع بصرية في ضمان تجربة مُشاهدة متكاملة وشاملة للجمهور مع مراعاة الفوارق العمرية في الترجمة من صغار السنّ إلى البالغين، كما استعرضت عناصر الترجمة، مثل دقة النصوص، والتزامن المثالي مع الحوار، ووضوح الخطوط، وسهولة القراءة، وأهمية الترجمة الثقافية في نقل المعاني بين الثقافات المختلفة.

وتطرّقت القحطاني إلى الوصف الصوتي للمَشاهد المتعلّقة بالصورة بالنسبة إلى الأشخاص ذوي الإعاقات البصرية، وإلى أهمية الحرص على نقل المشاعر والنبرة العاطفية بدقّة، مؤكدة أنّ تحقيق جودة الترجمة يتطلّب تعاوناً بين المترجمين والمخرجين والفنّيين؛ لضمان توافقها مع العناصر الصوتية والبصرية للأفلام. وعن بعض الأخطاء التي تمارَس، ذكرت بعضها مثل عدم التزامن بين الترجمة والحوار، مبيّنة أنّ ظهور الترجمة قبل الحوار الفعلي أو بعده، يؤثر سلباً في تجربة المشاهدة، ويشوّش على المتابعين.

ورشة العمل الثانية حملت عنوان «الترجمة الفورية: كيفية التعامل مع المصطلحات المتخصّصة»، استعرض فيها عضو الاتحاد الدولي للمترجمين المعتمدين، مازن الحربي، مهارات المترجمين الفوريين، وكيفية تغلّبهم على التحدّيات التي تواجههم؛ وأهمها الترجمة الفورية، مشيراً إلى المشكلات الفنية المتعلّقة بالمعدّات والأجهزة الصوتية والسمعية، مثل الضوضاء، أو تداخل الأصوات، أو ابتعاد الميكروفون عن المتحدِّث، وتجهيز قمرة الترجمة.

من جلسة ناقشت جودة الترجمة السمع بصرية في الأعمال السينمائية (واس)

وفي الورشة الثالثة «أثر التقنية الحديثة في الترجمة»، أكّد الدكتور عبد الرحمن الشبيب، الأكاديمي بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، أنّ المترجمين يواجهون اليوم منافسة شرسة من برامج الترجمة الآلية، وتلك المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، في ظلّ انفتاح العالم ثقافياً، وانتعاش الحاجة للوصول إلى المعرفة وتبادل المحتوى العالمي.

بدورها، أكدت المترجمة والمستشارة في الإنتاج والتواصل المعرفي، نهى الحجي، أنّ المجالات كافة تشهد اليوم تطوّرات متسارعة ناجمة عن الانفجار المعرفي والتقني الذي أسهم في تحوّل الترجمة نحو «الترجمة الذكية» القائمة على مزيج من قدرات البشر وقدرات الآلة، وذكاء الإنسان والذكاء الاصطناعي.

وفي ورشة العمل الرابعة التي جاءت بعنوان «الترجمة في المجال السياحي»، بيّنت المترجمة السعودية عزة الغامدي أهمية الترجمة السياحية في المملكة، في ظلّ حضور السياحة ضمن ركائز «رؤية السعودية»، واستهداف الوصول إلى 100 مليون زائر للبلاد عام 2030، مشدّدة على أهمية الترجمة السياحية مع النمو الهائل لقطاع السياحة في المملكة وحول العالم، ومبيّنة ما تمثّله الترجمة من قيمة وضرورة في نقل الصورة الصحيحة عن الدولة، وتوصيل تراثها وثقافتها وتاريخها للسياح بشكل سليم.

واختُتمت الفعاليات بندوة حوارية نظّمتها «جمعية الترجمة» تناولت «الترجمة وصناعة الهوية الوطنية»، تحدّثت فيها رئيسة قسم الترجمة في جامعة الأميرة نورة، الدكتورة فادية الشهري، والباحثة في الترجمة السمع بصرية عبير الفيفي؛ وأدارتها أستاذة الأدب الإنجليزي الدكتورة مشاعل الحماد. وخلالها جرى التركيز على ضرورة استثمار التقنية للوصول إلى الشعوب الأخرى والتركيز على المحتوى السمع بصري، والدعوة إلى عدم الاكتفاء بالترجمة إلى لغة وحيدة، مع التأكيد على أهمية الانتقائية في اختيار الأعمال الصالحة للترجمة، والتعامل الممنهج مع وسائل الذكاء الاصطناعي، واعتزاز الشباب والشابات بالهوية الوطنية.


مقالات ذات صلة

مترجمة سعودية تفتح نوافذ المعرفة لجمهور الصمّ بـ«معرض الرياض للكتاب»

يوميات الشرق ترتبط نورة بعالم لغة الإشارة بشكل شخصي بسبب قصة شقيقتها الكبرى (تصوير: أمنية البوحسون) play-circle 02:39

مترجمة سعودية تفتح نوافذ المعرفة لجمهور الصمّ بـ«معرض الرياض للكتاب»

تقوم مترجمة لغة إشارة سعودية بنقل ما يرِد فيها على لسان متخصصين كبار تباينت مشاربهم وخلفياتهم الثقافية إلى جمهور من الصمّ يتطلع لزيادة معارفه وإثراء مداركه.

عمر البدوي (الرياض)
يوميات الشرق يعود تاريخ طباعة بعض نوادر المكتبة إلى أكثر من قرن تقريباً (تصوير: أمنية البوحسون) play-circle 02:29

مبادرة سعودية تعيد آلاف الكتب النادرة إلى أرفف المكتبات العربية

في معرض كتاب الرياض تلفت انتباهك دار تملأ رفوفها كتب تفرّدت بتصميمها التراثي اللافت، وأنت تقف وسط الدار يملأك إحساس بالتراث العربي.

عمر البدوي (الرياض)
يوميات الشرق جانب من معرض «نهر ليس نهراً ببيت السناري (بيت السناري - مكتبة الإسكندرية»

«نهر ليس نهراً»... رحلة تمزج أساطير مصر القديمة بالواقع

بين ضفاف النيل، وفي حضرة الآثار المصرية التي يعود تاريخها لآلاف السنين، قضت الفنانة الإسبانية ماريا بريمو فترة إقامة فنية في مدينة الأقصر (جنوب مصر).

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق تواجه الدور اللبنانية تحديات في الصناعة بسبب الحرب (الشرق الأوسط)

أحداث لبنان تخيّم على مشاركة دُور نشره في «معرض الرياض للكتاب»

ألقت الأحداث التي تعصف بلبنان بظلالها على دُور النشر اللبنانية المشارِكة في معرض الرياض الدولي للكتاب، الذي انطلق (الخميس) الماضي.

عمر البدوي (الرياض)
يوميات الشرق الروائي القطري د. أحمد عبد الملك في معرض الرياض الدولي للكتاب

الروائي القطري د. أحمد عبد الملك: المبيت في صندوق التاريخ لن يصنعَ كاتباً ناجحاً

يجمع الأكاديمي والروائي القطري الدكتور أحمد عبد الملك، بين الإعلام والأدب.

ميرزا الخويلدي (الرياض)

الجراحة الروبوتية لسرطان القولون تقلّل الألم وتسرّع التعافي

طبيب يُجري جراحة روبوتية (جامعة تينيسي)
طبيب يُجري جراحة روبوتية (جامعة تينيسي)
TT

الجراحة الروبوتية لسرطان القولون تقلّل الألم وتسرّع التعافي

طبيب يُجري جراحة روبوتية (جامعة تينيسي)
طبيب يُجري جراحة روبوتية (جامعة تينيسي)

أظهرت دراسة جديدة أن الجراحة الروبوتية توفر العديد من المزايا، مقارنةً بالجراحات التي تعتمد على المنظار لاستئصال سرطان القولون والمستقيم.

وقارنت الدراسة بين المرضى الذين خضعوا لاستئصال أورام القولون والمستقيم باستخدام الروبوت، وآخرين خضعوا لاستئصالها بالمنظار، وفُحِصت آلامهم ومتطلباتهم من المواد الأفيونية المخدّرة بعد الجراحة، ووقت العودة إلى العمل.

ووفق نتائج الدراسة المنشورة في دورية «الجراحة الروبوتية» (Robotic Surgery)، «تفوّق النهج الروبوتي على النهج المنظاري في جميع الحالات».

وهو ما علّق عليه الدكتور أوموت ساربيل، رئيس قسم جراحة الأورام في كلية الطب بجامعة هارفارد الأميركية، وأحد باحثي الدراسة، قائلاً: «يُدرك معظم المرضى والأطباء أن الجراحة الأقل توغلاً التي تشمل الجراحة بالمنظار والجراحة الروبوتية، أفضل من الجراحة المفتوحة، عندما يكون ذلك ممكناً».

وأضاف في بيان، الاثنين: «توضح ورقتنا البحثية بشكل جيد ما اشتبه فيه جرّاحو الروبوتات لبعض الوقت، وهو أن المرضى يعانون من ألم أقل مع الجراحة الروبوتية».

ويُعدّ استئصال أورام القولون والمستقيم إجراءً جراحياً يتطلّب إزالة جزءٍ أو كل القولون (الأمعاء الغليظة) و/ أو المستقيم، وغالباً ما يتم إجراؤه لعلاج حالات مثل سرطان القولون والمستقيم، أو مرض التهاب الأمعاء.

والهدف من الجراحة هو إزالة الجزء المصاب أو التالف من القولون أو المستقيم، وفي بعض الحالات يُعاد توصيل الأطراف السليمة للجهاز الهضمي.

واعتماداً على عدد من المتغيرات قد يستخدم الجرّاح أحد هذه الخيارات الثلاثة: الجراحة المفتوحة، أو منظار البطن، أو تقنيات بمساعدة الروبوتات، حيث يُجري الجرّاح العملية باستخدام عصي التحكم لإدارة الأذرع الروبوتية، وإجراء عملية الاستئصال.

ووصفت الدراسة حالات 578 مريضاً خضعوا لجراحة القولون والمستقيم الروبوتية أو بالمنظار بين عامَي 2018 و 2022، حيث أفاد المرضى في المجموعة الروبوتية بأنهم شعروا بألم أقل أثناء وجودهم في المستشفى، وبعد أسبوع واحد من خروجهم، مقارنةً بالمجموعة المنظارية.

وأظهرت النتائج أن استخدام المرضى في المجموعة الروبوتية للمواد الأفيونية المخدّرة أقل بكثير من مجموعة المنظار. وأخيراً، بين المرضى الذين عادوا إلى العمل ذهب أولئك الذين خضعوا للجراحة الروبوتية إلى العمل في وقت أبكر من المجموعة المنظارية.

ويقول باحثو الدراسة إن المفاصل الدّاخلية المتعدّدة للذراع الروبوتية ومستوى الثّبات المعزّز آلياً عند إجراء الجراحة يقلّلان من الاضطرابات التي تحدث في أنسجة جدار البطن، مما يؤدي إلى تسريع الشفاء بعد الجراحة.