أدباء شباب من دول عربية يصافحون جمهورهم في معرض الرياض

«الفنتازيا» و«الجريمة» تجتذبان الجيل الجديد من الكتّاب والعين على «الدراما»

جانب من معرض الرياض الدولي للكتاب 2024 الذي تنظمه هيئة «الأدب والنشر والترجمة» السعودية تحت شعار «الرياض تقرأ» (واس)
جانب من معرض الرياض الدولي للكتاب 2024 الذي تنظمه هيئة «الأدب والنشر والترجمة» السعودية تحت شعار «الرياض تقرأ» (واس)
TT

أدباء شباب من دول عربية يصافحون جمهورهم في معرض الرياض

جانب من معرض الرياض الدولي للكتاب 2024 الذي تنظمه هيئة «الأدب والنشر والترجمة» السعودية تحت شعار «الرياض تقرأ» (واس)
جانب من معرض الرياض الدولي للكتاب 2024 الذي تنظمه هيئة «الأدب والنشر والترجمة» السعودية تحت شعار «الرياض تقرأ» (واس)

مثّل معرض «الرياض الدولي للكتاب 2024»، فرصة لعشرات المبدعين من الشباب، السعوديين والخليجيين والعرب، حيث وفرّ لهم المعرض منصة للإطلالة على جمهورهم الأدبي والثقافي.

وسجّل الشباب حضوراً لافتاً في أروقة المعرض، وفي أجنحة دور النشر المشاركة، ومن بين الكُتّاب الشباب: الروائية الأردنية نجاح سلامة، والروائي العماني معن الهنائي، والروائي الكويتي أحمد التميمي، حيث كان الثلاثة يستقبلون القراء أمام إحدى دور النشر التي تعرض مؤلفاتهم، وأمامهم وَقَفَ عدد من القراء يتطلعون لاقتناء أعمالهم الروائية والتوقيع عليها.

نجاح سلامة (روائية أردنية) (الشرق الأوسط)

نجاح سلامة: الفنتازيا

الروائية الأردنية الشابة نجاح سلامة، طالبة جامعية في تخصص إدارة الأعمال، قدّمت 3 روايات رغم حداثة سنها، وهي: «انتريستا (لعنة الحروب)»، ورواية «دمو أسرار الدجى»، ورواية «لاراسيا أسطورة مندثرة»، وكلها أعمال تحلّق في عالم الميتافيزيقا، تستعين كما في روايتها الأولى بالتخيلات التي ينغمس فيها الإنسان «متوجهاً لعالم شاسع، داخل عقله آلاف المغامرات والمشاهد المشوقة، أسرار عالم لم يذكر اسمه، وشعوب تعلم بوجودنا ولكن لا نعلم بوجودها».

تقول نجاح سلامة لـ«الشرق الأوسط»: «عوالم الفنتازيا أو الأدب الفنتازي يعد من أصعب الآداب في الروايات، لذلك يجب الأخذ بالحسبان في تخيّل عالم كامل غير موجود، عدم الوقوع في التكرار وتقليد الأفكار الأخرى، لهذا يواجه كُتّاب الفنتازيا تحدياً كبيراً، أما بالنسبة لي فهويت اختلاق الأحداث الجديدة وابتكار أفكار مميزة، فالكتابة في الفنتازيا تعد بالنسبة لي رحلة من التشويق والإثارة أكثر من تحدٍ وصعوبات».

وتضيف الروائية الأردنية: «على الصعيد الشخصي لديَّ شغفٌ بكتابة هذا النوع الخيالي من الأدب أو الفنتازيا، وهو يتيح لي المجال لكي أطلق الخيال في عقلي بكل حرية».

تقول نجاح سلامة، إنها واجهت في بداية مشوارها الأدبي صعوبات كبيرة في اختيار دار النشر، وكيفية التواصل مع الناشرين، وتضيف: «تواصلت مع دار نشر كانت قريبة من منزلي، ولكنهم أخبروني بأنهم لا ينشرون روايات خيالية، وأغلب الدور كانت ترفض نشر أعمال لا تمتّ للواقع».

وجدت الروائية الأردنية ضالتها في دار نشر سعودية، تقول: «تواصلتُ مع دار (مركز الأدب العربي)، وخلال أيام قليلة اتفقنا على كل الإجراءات، وتم البدء بطباعة الرواية التي استغرقت قرابة الشهرين حتى صدرت لأول مرة».

معن الهنائي (روائي عماني) (الشرق الأوسط)

معن الهنائي: روايات بوليسية

الكاتب العماني الشاب معن بن هلال الهنائي، بدأ الكتابة في عام 2021، وحتى الآن قدّم 5 روايات: «بيت الخناس»، و«أجسادهم»، و«مثل بعضهم البعض»، و«وجبة العشاء الأخير»، وأخيراً «ليس هو».

يقول لـ«الشرق الأوسط»: «الذي شدني نحو الكتابة أنني كنتُ باحثاً لغوياً، وأردتُ أن أكتب كتاباً لغوياً، ولكن عرفتُ أن الإقبال سيكون ضعيفاً، وقررت بعد ذلك أن أكتب روايات تدمج بين الرعب والإثارة وإحياء لغات قديمة».

يعشق الهنائي هو الآخر، الكتابة عن عوالم متخيلة تحفّها الجريمة، فروايته «ليس هو با أوسو»، تنقّب عن جرائم قتل بشعة وغامضة حيرت المفتشين، حيث لا يملك القاتل أي سجل إجرامي، ولكنه يختار الضحايا من أسرته وبعد ذلك ينتحر.

يقول الهنائي عن هذه الرواية: «كانت محاولة للبحث عن لغة كانت موجودة في نهاية العصر الجليدي، تمت استعادتها وإدخالها في نسق الرواية مع كتابة تحليلات لغوية متعلقة بها، وتوجد لها مصادر».

في روايته البوليسية «وجبة العشاء الأخير»، أيضاً يخوض الروائي العماني معن الهنائي، بوصفه محققاً في حوادث انتحار استثنائية تتم بشكل غريب وغامض يتم بعضها في مجتمع مثقف وثري، يقوم فيه بعض الرجال بالانتحار بشكل مثير وبشع (..) وبسبب نقص الأدلة تزداد القضية تعقيداً، حيث تتّم إدانة بعض المتهمين الذين كانوا في الواقع مجرد ضحايا.

وبعيداً عن الجانب البوليسي الذي يطغى على أعمال الهنائي، فإن إصدار 5 روايات في 3 سنوات، يمثلُ جهداً استثنائياً، يقول لـ«الشرق الأوسط»: «الزخم السردي يأتي من كمية المعلومات المتراكمة التي قمتُ بالبحث عنها منذ سنوات طويلة، بالإضافة إلى الأفكار العميقة والمتعددة الموجودة في رأسي، وبسبب هذا الكم الهائل من الأفكار والمعلومات؛ استطعت أن أكتب 4 كتب في غضون عامين».

ويضيف: «أستلهم أفكاري من الحياة نفسها، ومعظم أفكار رواياتي استلهمته من أبحاثي اللغوية، ثمَّ بعد ذلك قمتُ بربطها مع سيناريو رواية سينمائية».

يرى الهنائي، أن الإقبال على اقتناء أعماله الأدبية في معرض «الرياض الدولي للكتاب» كان جيداً منذ أول يوم، وتوقع أن الإقبال سيكون أكثر في الأيام المقبلة.

أحمد التميمي (روائي كويتي) (الشرق الأوسط)

أحمد التميمي: من الخيال إلى الدراما

يشارك الكاتب والروائي الكويتي أحمد خريمي التميمي، في معرض «الرياض الدولي للكتاب»، بعشر روايات، يغلب عليها طابع الفنتازيا والخيال، بالإضافة إلى الأعمال البوليسية وعالم الجريمة.

درس أحمد التميمي الحقوق بكندا، وتخصص في القانون الجنائي الجزائي في تورونتو، ثم تخرج في كلية الشرطة التابعة لمقاطعة أونتاريو في كندا، كما عمل أيضاً بالتجارة والأعمال الحرة في المجال الطبي، كتب عدداً من المقالات في الأدب العربي، نُشر في صحف عربية وأجنبية، كما قدّم 10 روايات أدبية، ومن أعماله الأدبية المنشورة: «رسالة في البريد الخاص»، و«بائع المعجزات» و«رئبال»، و«فرسان العهد»، و«خازن الأسرار»، و«طيور من لهب».

ويقول أحمد التميمي لـ«الشرق الأوسط»: «بدأتُ الكتابة منذ الصغر بخربشات طفولية، نَمَت مع الوقت تحت مطرقة الحياة وسندان التحديات، وكنت أكتب حباً للكتابة، وبقيت مدوناتي حبيسة الأدراج، ولم أتجه للنشر إلا في السنين الماضية».

ويضيف: «عشقت التاريخ العربي بأساطيره وخرافاته، وتلك الحكايات التي كانت الجدات تسردها علينا قبل النوم، لذا امتهنت الكتابة في المجال الخيالي أو ما يعرف بالمصطلح الروائي (عالم الفنتازيا)، ومن إصداراتي في هذا المجال (سلسلة ضروس)، و(سلسلة بائع المعجزات)، و(ملحمة فرسان العهد) التي لاقت رواجاً كبيراً في محيطي العربي، وتحديداً الخليج وأخص المملكة العربية السعودية».

كما كتب التميمي في الجريمة والغموض، رواية «دمية الصبر» و«سلسلة طيور من لهب»، وبعض أعماله لاقت قبولاً من مؤسسات الإنتاج الدرامي، ويقول التميمي: «تمّ التواصل معي من قِبَل جهات منتجة للدراما، أهمها مجموعة (إم بي سي)، التي أبدت رغبتها في تحويل بعض أعمالي لعمل درامي مصور، كما تواصل معي المخرج المعروف سعيد الماروق، الذي أبدى رغبته في إخراج (طيور من لهب) لشدّة إعجابه بالنصّ، ولا نزال في طور المباحثات ولم نتوصل إلى اتفاق بعد».

يتحدث عن غزارة النشر، قائلاً: «أنا أكتب منذ سنين عديدة، وكلما فرغت من نص شرعت في آخر، ولكن كانت مصيرها أدراج مكتبي لتقبع حبيسة هناك، ولم أتوجه للنشر إلا منذ خمس سنوات أو أكثر بقليل، بتشجيع من الصديق الروائي المعروف أسامة المسلم، الذي كان له الفضل في قراري بنشر أعمالي تباعاً، ولأنها كانت مكتوبة سابقاً، فقد جاء النشر بزخم واضح بمعدل ثلاثة إصدارات كل عام».

ويصفّ التميمي معرض «الرياض الدولي للكتاب»، بأنه «أعظم عرس ثقافي يُقام على مستوى العالم العربي، لذا أحرص على حضوره والوجود بين جمهور القراء (...)، فالقارئ السعودي قارئ مثقف وصاحب ذائقة رفيعة في الأدب، ويعرف جيداً كيف ينتقي الأعمال الأدبية، وكيف يفرق بين الغث والسمين من مبدأ نقدي متزن».

وعن إقبال القراء على رواياته في معرض «الرياض الدولي للكتاب»، يقول التميمي: «الإقبال فاق التوقعات، وفي ازدياد عن العام السابق، وأتوقّع هذا العام أن يحقق زخم الحضور أرقاماً تكسر الأعوام السابقة، لذا أستطيع القول إن معرض (الرياض الدولي للكتاب) هو العرس الثقافي الأول في العالم العربي».



مصر لاستقبال قطع فرعونية نادرة بعد إحباط بيعها في أميركا

وزير الخارجية المصري يتفقد القطع الأثرية بنيويورك قبل إرسالها إلى القاهرة (وزارة الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يتفقد القطع الأثرية بنيويورك قبل إرسالها إلى القاهرة (وزارة الخارجية المصرية)
TT

مصر لاستقبال قطع فرعونية نادرة بعد إحباط بيعها في أميركا

وزير الخارجية المصري يتفقد القطع الأثرية بنيويورك قبل إرسالها إلى القاهرة (وزارة الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يتفقد القطع الأثرية بنيويورك قبل إرسالها إلى القاهرة (وزارة الخارجية المصرية)

تترقب مصر استقبال قطع آثار فرعونية «نادرة» أحبطت السلطات الأميركية بالتعاون مع نظيرتها في القاهرة محاولات لبيعها أخيراً؛ إذ يجري حالياً إنهاء الإجراءات الخاصة بعملية شحنها وإعادتها إلى البلاد.

وزار وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، مساء السبت، مقر قنصلية بلاده في نيويورك، لتفقد القطع الأثرية التي تم استردادها أخيراً، في سياق تعاون بين القنصلية ووزارة السياحة والآثار ومكتب النائب العام في القاهرة من جانب، والمدعي العام الأميركي في مانهاتن من جانب آخر.

وتضمنت مجموعة الآثار المستردة «قطعاً تعود إلى العصر الفرعوني القديم، والعصر البطلمي، من بينها قناع خشبي مذهّب، وقدم من الجرانيت الأحمر، ومزهرية مصرية من الألباستر، وغيرها»، بحسب إفادة رسمية للمتحدث باسم الخارجية المصرية السفير تميم خلاف.

وأكد وزير الخارجية المصرية «ضرورة سرعة إنهاء كافة الإجراءات اللازمة لشحن القطع الأثرية إلى مصر بالتعاون مع الجهات المعنية في الدولة»، منبّهاً إلى «الأهمية التي توليها بلاده لملف استرداد الآثار المهربة إلى الخارج»، ومشيداً في هذا الصدد بـ«الجهود الحثيثة التي تبذلها السفارات والقنصليات المصرية بالخارج بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار ومكتب النائب العام المصري وأجهزة الدولة المعنية لاسترداد القطع الأثرية المصرية حفاظاً على ثروات البلاد».

وكان القانون المصري يسمح بإهداء وتصدير الآثار حتى عام 1983، من خلال قانون القسمة لعام 1912، وقانون تنظيم بيع الآثار عام 1951. لكن رغم تجريم القانون الحالي الاتجار في الآثار، لا تزال عمليات التهريب مستمرة، لا سيما لما يتم الكشف عنه خلال أعمال «الحفر خلسة» بطريقة غير قانونية.

وتسعى مصر لاسترداد آثارها المهربة للخارج، أو تلك التي خرجت من البلاد بطريقة «غير مشروعة»، عبر توقيع اتفاقيات تعاون ثنائي مع عدد من دول العالم، من بينها أميركا وسويسرا وإيطاليا وإسبانيا، أو التفاوض مع الجهات الحائزة للآثار. وتمكنت منذ عام 2014 وحتى الآن من استرداد نحو 30 ألف قطعة أثرية.

وكانت وزارة السياحة والآثار المصرية أعلنت في سبتمبر (أيلول) عام 2022 عن «استرداد 16 قطعة أثرية من الولايات المتحدة الأميركية»، كانت قد خرجت من البلاد بصورة «غير شرعية»، بينها 6 قطع كانت السلطات الأميركية قد صادرتها من متحف «المتروبوليتان للفنون»؛ إذ تم مصادرتها من قبل مكتب المدعي الأميركي في مدينة مانهاتن بنيويورك، في القضية الكبرى التي شملت تهريب عدد من القطع الأثرية إلى الولايات المتحدة الأميركية، وفرنسا.

ويأتي التعاون مع واشنطن في إطار اتفاقية ثنائية بشأن استيراد وتصدير المواد الأثرية، تم توقيعها عام 2016، وجُدّدت في 2021 لمدة خمس سنوات أخرى، وبموجبها استردت القاهرة عدداً كبيراً من القطع الأثرية من أميركا، من أبرزها تابوت الكاهن «نجم عنخ».