فادي شربل لـ«الشرق الأوسط»: نحن بأمسّ الحاجة للأعمال الكوميدية

عودة «عيلة ع فرد ميلة» ضمن خطٍ اجتماعي يواكب اليوم

فادي وكارين يعودان من جديد في «عيلة ع فرد ميلة» (إنستغرام)
فادي وكارين يعودان من جديد في «عيلة ع فرد ميلة» (إنستغرام)
TT

فادي شربل لـ«الشرق الأوسط»: نحن بأمسّ الحاجة للأعمال الكوميدية

فادي وكارين يعودان من جديد في «عيلة ع فرد ميلة» (إنستغرام)
فادي وكارين يعودان من جديد في «عيلة ع فرد ميلة» (إنستغرام)

انتشار خبر عودة البرنامج التلفزيوني «عيلة ع فرد ميلة» كان له وقعه الإيجابي على الساحة. فهذا المسلسل التلفزيوني الذي أُنتج في عام 2007 يحضّر لسلسلة جديدة منه، وسيجمع من جديد بين كارين رزق الله وفادي شربل رغم انفصالهما زوجين. فهما يتشاركان من جديد في كتابته ويقدمان المحتوى الذي يواكب عصرنا.

مع الفنان زين العمر في أحد برامجه التلفزيونية (إنستغرام)

يقول شربل لـ«الشرق الأوسط»: «لا أستطيع التحدث عن البرنامج بالتفاصيل، إلا بعد توقيع عقد تنفيذه مع الشركة المنتجة. ولكن ما يمكنني ذكره هو أنه يتألف من حلقات عدة تحكي عن حياتنا العائلية اليوم. ويجتمع فيه كل العناصر من ممثلين سبق وشاركوا فيه. لا شك أن بينهم من رحل، ولكننا آثرنا إكماله مع الممثلين الذين شكلوا أساساً له».

ويشير شربل إلى أن الموضوعات ستتلوّن بتلك الخاصة بتطور التكنولوجيا. كما سيطلّ على موضوعات عائلية تشبه واقعنا اليوم. وعمّا إذا المسلسل سيأخذ بعين الاعتبار الانتقادات التي وُجهّت له في تلك الحقبة منها الصراخ في الحوارات يردّ: «لم يتعرّض المسلسل يومها إلى انتقادات تُذكر. وما كانوا يردّدونه عن طبيعة الصراخ في بعض حواراته لم يكن صحيحاً. جميعنا نصرخ أحياناً، في مواقف معينة. وبين حين وآخر أسمع جارتي تصرخ على أولادها. فهو أمر طبيعي في علاقاتنا، في حالات معينة».

يرى أن الناس اليوم بأمسّ الحاجة إلى الضحكة (إنستغرام)

حالياً يستمر فادي شربل في تقديم مسرحيته «كتير سلبي برو». ومع فريقه المؤلف من الممثلين فادي شربل، وحسين مقدّم، ودوللي الحلو، ينظم حفلاته الكوميدية. وهي من نوع «الشانسونييه»، ويتناول الأزمات المعيشية والحياتية.

وبالنسبة له فإن اللبنانيين اليوم بأمسّ الحاجة إلى الضحكة والابتسامة. ويتابع: «الشعوب عادة تهتم بالكوميديا، وأُعدّها محبوبة أكثر من الأعمال الدرامية بشكل عام. ولكن في بلدنا لا اهتمام بها، ولا يعوّلون عليها بسبب غياب إنتاجها. حالياً، نعيش ندرة إنتاجات على جميع الأصعدة، وليس فيما يخص الكوميديا فقط. فبعد الأزمة الاقتصادية التي ألمّت بنا، أصبح من الصعب الإقدام على إنتاجات فنية بشكل عام».

وعما إذا هناك قلّة في عدد كتّاب الدراما حالياً في لبنان، يوضح في سياق حديثه: «ليس هناك من قلّة كُتّاب ولا ممثلين كوميديين. كل ما في الموضوع أن جميع المجالات الفنية تشهد تراجعاً، تماماً كما في الإنتاجات الدرامية المحلية. ويعود ذلك إلى غياب الميزانية المادية اللازمة».

ينقل في اسكتشاته الواقع اللبناني بأسلوب ساخر (إنستغرام)

في رأي فادي شربل، فإن مزاج اللبنانيين تجاه المادة التي تضحكهم لم تتبدّل. «إنهم لا يزالون يضحكون على المواضيع نفسها من سياسية وحياتية. ولدينا كمٌّ كبيرٌ منها في خضّم مشاكلنا وأزمات نعيشها، فيتم تناولها بسخرية وكأننا نضحك على واقعنا. والأسوأ أن طبيعة مشاكلنا لا تزال هي نفسها. فكما انقطاع التيار الكهربائي، والمياه وزحمة السير، نعرّج على فوضى الدوائر الرسمية وغيرها».

يقول إنه عندما يكتب عملاً كوميدياً، يأخذ في عين الاعتبار جميع الشرائح الاجتماعية، ويستلهم من لبنان كل الحوارات والاسكتشات الطريفة. وأحياناً، ينقل بعض المواقف التي تواجهه وهو في الخارج. «إنها الكوميديا السّاخرة المستوحاة من يوميات لبناني».

الخط الذي رسمه فادي شربل لنفسه في الكوميديا يخرج فيه عمّا يقدّمه غيره. «كل ما في الموضوع هو أني أقدم نماذج لبنانية. أنقل واقعاً نعيشه وردود فعل اللبناني تجاهها. وأحياناً يستخدم المواطن في خضمّ غضبه وعصبيته كلاماً ثقيلاً. فإضافة إلى مشاكله اليومية، يُحارب بفرض غرامات مالية عليه من قبل دولته. وهو أمر يستفزّه ويدعوه إلى استخدام هذا النوع من الكلام. فأنقل بذلك ما أواجهه شخصياً إلى أرض الواقع. فعندما يتحوّل بلدنا إلى دولة حقيقية قد تخف وطأة الغضب عندنا».

إلى جانب المسرح يقدّم فادي شربل برنامجاً إذاعياً «يا عالم يا هو» عبر «صوت الغد». ويعلّق: «سعيد جداً بهذه التجربة، سيما أن المستمعين يتفاعلون معي بشكل جيّد».

يفكر فادي شربل بتقديم مسرحية كوميدية استناداً إلى فيلمه السينمائي «مدام بامبينو». الفيلم لا يزال حتى اليوم يتذكره الناس ويحبّون مشاهدته. «وكوني درست الإخراج والمسرح، سأنقله إلى عمل مسرحي».


مقالات ذات صلة

لماذا يضع الناس أموالاً داخل علب طعام الأطفال في أميركا وبريطانيا؟

يوميات الشرق متسوق في سوبر ماركت بلندن بريطانيا (إ.ب.أ)

لماذا يضع الناس أموالاً داخل علب طعام الأطفال في أميركا وبريطانيا؟

سلّطت شبكة «سكاي نيوز» البريطانية الضوء على ظاهرة جديدة بدأت تنتشر بالمتاجر البريطانية وهي أن الناس يضعون أموالاً داخل علب طعام الأطفال والحفاضات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق تتعدّد أشكال رفع الصوت (غيتي)

دفاع فنّي عن ناشطتَيْن لطّختا لوحة فان غوخ بحساء الطماطم

لم يحدُث أي تلف أو ضرر للوحة، التي تُعدّ إحدى أشهر لوحات الرسام الهولندي، وتُقدَّر بملايين الجنيهات الإسترلينية، بل مجرّد ضرر بسيط أصاب إطارها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق بعض الرسائل لا يصل (إكس)

طفل عملاق يُخيف بريطانيين

وصف مارّة مذهولون دمية طفل عملاقة ظهرت وسط بلدتهم بأنها «مخيفة» و«أبشع طفل» شاهدوه على الإطلاق... فما القصة؟

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الباحثون أكدوا أهمية الجلوس أقل والتحرك أكثر (رويترز)

هل يساعد الوقوف على حرق السعرات الحرارية؟

كثيراً ما نقف خلال نشاطنا اليومي لأداء بعض المهام، سواء في المنزل أو العمل، و يطرح البعض سؤالاً: هل الوقوف يساعد في عملية حرق السعرات الحرارية أم لا؟ ووفق…

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك قيام الشخص بعناق نفسه أو لمس ذاته برقّة وحنان يمكن أن يخلّصه من التوتر (رويترز)

للتخلص من التوتر والقلق... عانق نفسك 20 ثانية يومياً

كشفت دراسة جديدة أن قيام الشخص بعناق نفسه أو لمس ذاته برقّة وحنان، لمدة 20 ثانية يومياً، يمكن أن يخلّصه من التوتر والقلق.

«الشرق الأوسط» (كاليفورنيا)

داليا البحيري لـ«الشرق الأوسط»: لن أطرق باب أحد من أجل العمل

داليا تشدّد على أنها لن تطلب العمل من أحد (الشرق الأوسط)
داليا تشدّد على أنها لن تطلب العمل من أحد (الشرق الأوسط)
TT

داليا البحيري لـ«الشرق الأوسط»: لن أطرق باب أحد من أجل العمل

داليا تشدّد على أنها لن تطلب العمل من أحد (الشرق الأوسط)
داليا تشدّد على أنها لن تطلب العمل من أحد (الشرق الأوسط)

قالت الفنانة المصرية داليا البحيري، إن التكريم الذي يحظى به الفنان له وقع رائع على معنوياته لما يُشعره بأنه يسير في الطريق الصحيح، مؤكدة في حوار مع «الشرق الأوسط» أنها تعتز بتكريم مهرجان «سلا الدولي لفيلم المرأة» في المغرب، لا سيما أنها قدّمت أعمالاً عديدة طرحت قضايا المرأة، لافتة إلى أنها تجد صعوبة في الاختيار خلال الآونة الأخيرة بسبب مركزية الإنتاج الدرامي في مصر. مُشدّدة على أنها لن تطرق باب أحد حتى لو بقيت في بيتها بلا عمل. معربة عن تحمّسها لتقديم جزء خامس من مسلسل «يوميات زوجة مفروسة أوي»، وترقُبها عرض مسلسل «بدون مقابل» الذي تظهر فيه بشكل جديد تماماً.

داليا تشدّد على أنها لن تطلب العمل من أحد (الشرق الأوسط)

وبدت داليا البحيري سعيدة لدى تلقيها التهاني التي تقبلتها بالترحيب من الجمهور المغربي قائلة: «حين يأتي التكريم من بلد مثل المغرب به جمهور كبير يُقدر الفنان والفن المصري يكون له وقع آخر، كما أنه مهرجان يعنى بإبداع المرأة السينمائي ويعرض قضاياها، وقد حضرته قبل 11 عاماً وشاركت في لجنة التّحكيم، لذا تزداد سعادتي بوجودي فيه على منصة التكريم خلال دورته الحالية».

وتستطرد داليا: «كنا نُعيب تكريم الفنان بعد وفاته، ومن ثَمّ حدثت طفرة، وأصبح التكريم يأتي مبكراً، وأنا أعتبره نوعاً من الطبطبة والتشجيع والإشادة، لذا يكون له وقع جميل ويؤثر على الفنان بشكل إيجابي.

وطرحت داليا قضايا المرأة في أعمال فنية عدة، تتذكرها قائلة: «قدّمتُ مسلسل (القاصرات) الذي تصدى لظاهرة زواج الأطفال، ومسلسل (صرخة أنثى) وفيلم (للحب قصة أخيرة) الذي أدّيتُ به شخصية امرأة لا تعمل، بل تعيش في كنف رجل هو مصدر دخلها الوحيد وتضطر لقبول حياة قاسية تتعرض فيها للإيذاء البدني والنفسي لأنها ليس لديها بديل، كما مسلسل (يوميات زوجة مفروسة أوي) الذي ناقش قضايا المرأة والبيت المصري في إطار(لايت كوميدي)».

وتنفي داليا البحيري أن يكون هذا المسلسل قد استنفد أغراضه، مؤكدة أنه عبارة عن يوميات تستمد أحداثها من متغيرات الواقع، وكل يوم هناك تحديات جديدة في حياة الأسرة، مشيرة إلى أن هناك جزءاً خامساً لدى الكاتبة أماني ضرغام وقد وضعت له خطوطاً رئيسية وأن فريق العمل متحمس له لأن الناس تحبه وارتبطت به، وتسألهم عنه حين تلتقيهم.

داليا البحيري تعتزّ بعملها مع عادل إمام (الشرق الأوسط)

وتواجه داليا صعوبة في تقديم موضوعات تحقّق طموحها لطرح نماذج مختلفة للمرأة حالياً، مبرّرة ذلك بأنه لم تعد لديها فرص للاختيار لوجود مركزية في الإنتاج الفني تحدّد من يعمل ومن لا يعمل، مؤكدة أنها لا تجيد الطَّرق على الأبواب، فقد اعتادت أن تُعرض عليها أعمالٌ عدة تختار من بينها.

وتشدد: «أنا فنانة لديّ كرامة لن أطلب أن أعمل، ولن أقول سأعتزل الفن، ليسارع البعض للتعاقد معي، فأنا ممثلة مصرية وعندي تاريخ أعتز به، لم يعتمد في أي وقت على الكمّ، بل اخترت أعمالاً لها صدى كبير لدى الجمهور، ورصيدي 14 فيلماً و12 مسلسلاً بخلاف المسرحيات، وأصوّر مسلسلاً واحداً في العام، أعطيه مجهودي ووقتي. وأتذكر أنه في عام 2005 شاركت في بطولة 4 أفلام عندما كان الإنتاج غزيراً، كما أن تصوير الفيلم لا يستغرق أكثر من 4 أسابيع عكس المسلسل الذي يستغرق أشهراً، وقد اعتذرت عن تقديم أعمالٍ أشبه بأفلام المقاولات، ورأيتها فشلت فشلاً ذريعاً ما جعلني أثق في قرارتي».

وتعترف داليا أنها محظوظة بالعمل مع الفنان الكبير عادل إمام في فيلم «السفارة في العمارة»، ومسلسل «فلانتينو»، مؤكدة أن العمل مع فنان كبير بمكانته وجماهيريته الواسعة يُعدّ فرصة رائعة خاصة، غير أنها تؤكد أنه رغم النجاح الكبير في الفيلم فلم تقدّم بعده مباشرة أعمالاً سينمائية، لأن المنتجين خافوا من التعاون معها بعض الوقت كونها باتت بطلة أمام أكبر نجم مصري، وفق تعبيرها.

وعن علاقتها بالفنان عادل إمام حالياً، تقول: «أطمئن عليه من نجله المخرج رامي إمام، وأرى أن من حقه أن يستريح طالما أراد ذلك، وأن يَسعَد بأسرته بعدما رفع مكانة الفن المصري عالياً على مدى عقود».

خلال تكريمها في مهرجان «سلا» (الشرق الأوسط)

وتترقّب الفنانة عرض أحدث أعمالها الدرامية عبر مسلسل «بدون مقابل» الذي تقوم ببطولته أمام هاني رمزي، قائلة: «لقد أنهينا التّصوير تقريباً، ويبقى أمامنا 5 أيام لمشاهد معدودة وقد جذبني العمل لأن موضوعه قائم على حبكة درامية جيدة، وهو ليس عملاً كوميدياً بل اجتماعي، كما أن الدور جديد عليَّ تماماً، وبالطبع أسعد بالعمل مع الفنان هاني رمزي، كما تحمّست له لأنه يشهد عودة المنتج الكبير محمد فوزي، وهو من المنتجين المحترمين الذين قدموا أعمالاً كبيرة ومهمة».

وأهدت داليا تكريمها في «سلا» للمرأة الفلسطينية ولوالديها وزوجها وابنتها قِسمت التي كتبت داليا اسمها على ذراعها، وقد تغيرت لأجلها مثلما تقول: «قِسمت غيَرت كل شيء داخلي، وقد كنت قبل مجيئها أنزل لأشتري ما أريده بلا حسابات، وبعدما صرت مسؤولة عن ابنتي لا بدّ أن أؤمّن حياتها، وأن أفكر في احتياجاتها ودراستها وأنشغل بمستقبلها».

وتتمتع قِسمت بجينات الفن حسبما تؤكد داليا التي أخذتها من جدّة والدها الفنانة الراحلة هدى سلطان، والفنان محمد فوزي، وجدها الفنان فريد شوقي، وهي تلحّن منذ طفولتها، وإذا اتجهت للتمثيل تقول داليا: «لن أرفض ذلك، لكن سأقول لها إنه مهنة شاقة جداً».

داليا وزوجها على السجادة الحمراء في مهرجان «سلا» المغربي (الشرق الأوسط)

ورغم سعي كثيرين للشهرة، فإن داليا البحيري ترى أنها تنزع عن الفنان الخصوصية وتحرمه من أشياء بسيطة يكتمل بها طعم الحياة «أتمنى التجوّل بحُرية في منطقة (خان الخليلي) في القاهرة الفاطمية وهذا صعب بالتأكيد».

ورافق داليا خلال تكريمها زوجها رجل الأعمال حسن سامي، وقد أهدته هذا التكريم مؤكدة أن وراء نجاح كل امرأة رجلاً عظيماً أيضاً، قائلة إنها تحب أن يشاركها لحظات سعادتها.