التدخين الإلكتروني يعرّض ركاب الطائرات للخطر... ما العلاقة؟

السجائر الإلكترونية تأتي في المرتبة الثانية فيما يرتبط بحوادث بطاريات الليثيوم على متن الطائرات (رويترز)
السجائر الإلكترونية تأتي في المرتبة الثانية فيما يرتبط بحوادث بطاريات الليثيوم على متن الطائرات (رويترز)
TT

التدخين الإلكتروني يعرّض ركاب الطائرات للخطر... ما العلاقة؟

السجائر الإلكترونية تأتي في المرتبة الثانية فيما يرتبط بحوادث بطاريات الليثيوم على متن الطائرات (رويترز)
السجائر الإلكترونية تأتي في المرتبة الثانية فيما يرتبط بحوادث بطاريات الليثيوم على متن الطائرات (رويترز)

أصبح التدخين الإلكتروني رائجاً بين الناس، بحيث يستخدم المزيد من المدخنين هذه الأجهزة في السنوات الأخيرة. في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2013، أفاد 1.3 في المائة فقط من سكان المملكة المتحدة باستخدامها بانتظام. وبحلول عام 2023، ارتفع الرقم إلى 10 في المائة، وفقاً لتقرير المجلة الطبية البريطانية، بحسب صحيفة «التليغراف».

يجلب الاستخدام المتزايد مشكلة جديدة لركاب الطائرات والموظفين؛ إذ يمكن للأجهزة التي تعمل ببطاريات ليثيوم أيون - بما في ذلك السجائر الإلكترونية وأجهزة الكومبيوتر المحمولة والهواتف - أن تسخن. في أسوأ السيناريوهات، يمكن أن يتسبب ذلك في نشوب حرائق أو انفجارات، حيث أصبحت أجهزة التدخين الإلكتروني مشكلة بشكل خاص - كما ثبت يوم الثلاثاء، عندما انفجرت حقيبة تضم سجائر إلكترونية، مما تسبب في إخلاء رحلة «إيزي جيت» من جزيرة كريت إلى لندن.

يشير تقرير جديد من «UL Standards and Engagement (ULSE)»، وهي منظمة أميركية غير ربحية، إلى أن السجائر الإلكترونية كانت مسؤولة عن 35 في المائة من جميع الحوادث الخاصة بارتفاع حرارة الأجهزة ضمن الرحلات الأميركية المبلَّغ عنها من خلال نظامها عام 2023.

وارتفعت هذه الحوادث بنسبة 28 في المائة بين عامي 2019 و2023، وفقاً للتقرير. ومع تزايد شعبية أجهزة التدخين الإلكتروني، فإن فرص ارتفاع درجة حرارة أحدها أثناء الرحلات تزيد أيضاً.

ولكن هناك عاملاً مساهماً آخر، قد يكون الافتقار المستمر إلى الوعي بمخاطر بطاريات الليثيوم أيون، على الرغم من المعلومات الصادرة عن شركات الطيران عند شراء التذاكر، وعند تسجيل الوصول وأثناء إعلانات السلامة على متن الطائرة.

قال ديفيد روث، مدير التكنولوجيا والأنظمة في «ULSE»: «غالباً ما يجهل الركاب أن العديد من الأجهزة التي يحملونها على متن الطائرة تعمل ببطاريات الليثيوم أيون، ناهيك بالمخاطر التي تحملها، ومن الصعب جداً حل مشكلة لا يعرفون أنها موجودة».

لماذا ترتفع حرارة بطاريات الليثيوم أيون؟

يمكن أن يعني الفشل في خلية الليثيوم أيون ارتفاع درجة حرارتها، مما يؤدي إلى إطلاق عملية تسمى الهروب الحراري. مع ارتفاع درجة حرارة البطارية أثناء العملية، يمكن أن تطلق غازات قابلة للاشتعال أو تشتعل فيها النيران أو تنفجر. ولأن هذه البطاريات تحترق عند درجات حرارة عالية (تصل إلى 900 درجة مئوية)، فقد يكون من الصعب احتواء المشكلات الناتجة.

تزداد المخاطر مع الأجهزة الرخيصة، بسبب معايير التصنيع المنخفضة. يقول ريتشارد بيلي، المدير الإداري لشركة «Environmental Defence Systems»، الذي صمَّم حقيبة احتواء الحرائق «AvSax»، التي تستخدمها أكثر من 100 شركة طيران: «من الأفضل دائماً إنفاق المزيد واستخدام الشاحن الصحيح، وعلامة تجارية تلبي لوائح السلامة، وفقاً لتوصيات الشركة المصنعة للجهاز».

يقول أندرو ماكونيل، المتحدث باسم هيئة الطيران المدني في بريطانيا (CAA): «التعامل الصحيح يقلل من المخاطر... يجب وضع بطاريات الليثيوم في أمتعتك المحمولة. ويجب أيضاً وضع بنوك الطاقة والبطاريات الاحتياطية في حقيبة المقصورة، وإيقاف تشغيلها تماماً».

مخاطر السجائر الإلكترونية بالتحديد

تأتي السجائر الإلكترونية في المرتبة الثانية بعد شواحن الطاقة فيما يرتبط بحوادث بطاريات الليثيوم على متن الطائرات، على الرغم من أن الناس لا يستطيعون استخدامها هناك. لا يمكننا إلا أن نعتقد أن هذا يرجع إلى أن بعض السجائر الإلكترونية يمكن التخلص منها وتعمل ببطاريات رخيصة، وفقاً لبيلي.

يقول جون دون، المدير العام لجمعية صناعة السجائر الإلكترونية في المملكة المتحدة: «من الممكن أن يلقي بعض الأشخاص أجهزتهم في أمتعتهم المحمولة باليد. وبذلك، قد يحفزون الأمر. نوصي دائماً بأن يحتفظ الناس بأجهزتهم في حقائب صلبة مناسبة تتوفر في المتاجر المتخصصة، وأن يزيلوا البطاريات من الأجهزة قبل السفر حيثما أمكن، حتى لا يتمكن الجهاز من التنشيط أثناء الرحلة».

احتفظ بالأجهزة في متناول اليد، بدلاً من وضعها في أسفل الحقيبة حيث يمكن تشغيلها عن غير قصد. وإذا بدا الجهاز ساخناً بشكل غير طبيعي عند الاستخدام، فتخلص منه بأمان قبل الذهاب في إجازة.

يقول دون: «بعض المستخدمين لا يدركون أن هذه البطاريات لها عمر محدود. لذا يتعين عليهم التأكد من عدم تعرضها للتلف بأي شكل من الأشكال واستبدالها بشكل منتظم. كما يتعين عليهم التحقق من وجود أي ضرر خارجي، مثل الأغلفة المتشققة».

ماذا تفعل إذا ارتفعت حرارة جهازك على متن الطائرة؟

يشرح بيلي: «إذا ارتفعت حرارة جهاز إلكتروني فيجب على الأشخاص تنبيه الطاقم على الفور. إذا حرك الركاب مقاعدهم لمحاولة استعادته، فقد يسحقونه، مما يؤدي إلى تسرب حراري».

تم تدريب طاقم المقصورة على تقنيات مكافحة الحرائق المتعلقة بهذه الأجهزة، ويستخدم البعض أكياس إخماد الحرائق مثل «AvSax» لاحتواء الأجهزة ومساعدة البطاريات على التبريد.

يوضح بيلي: «كل ما يجب على طاقم المقصورة فعله هو صب لترين على الأقل من الماء في كيس احتواء بطارية الليثيوم (AvSax) ثم إسقاط الجهاز الذي يسخن فيه. ينشِّط الماء هلام البوليمر داخل الكيس مما يجعله يتمدد حول الجهاز. إذا استمر الجهاز في التهوية، أو حتى انفجر، فإن كيس تخفيف الحرائق (AvSax) قوي بما يكفي لامتصاص الصدمة».


مقالات ذات صلة

فريق ترمب ينظر إيجابياً إلى اتفاق وقف النار في لبنان

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب في اجتماع مؤتمر الحزب الجمهوري 13 نوفمبر 2024 في واشنطن (أ.ب)

فريق ترمب ينظر إيجابياً إلى اتفاق وقف النار في لبنان

ذكرت شبكة «سي بي إس نيوز» الإخبارية الأميركية، اليوم الثلاثاء، أن فريق الرئيس المنتخب دونالد ترمب اطلع على خطة وقف إطلاق النار في لبنان وينظر إليها بشكل إيجابي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
رياضة عالمية الأرجنتيني خافيير ماسكيرانو مدرباً لإنتر ميامي (أ.ب)

الأرجنتيني ماسكيرانو مدرباً لإنتر ميامي

أعلن إنتر ميامي المنافس في الدوري الأميركي للمحترفين لكرة القدم تعيين الأرجنتيني خافيير ماسكيرانو مدرباً للفريق.

«الشرق الأوسط» (ميامي)
العالم طائرتان مقاتلتان من طراز «ميغ - 31» تابعتان للقوات الجوية الروسية تحلّقان في تشكيل خلال عرض فوق الساحة الحمراء في موسكو بروسيا في 9 مايو 2018 (رويترز)

مقاتلتان روسيتان تعترضان قاذفتين أميركيتين قرب مدينة كالينينغراد الروسية

اعترضت مقاتلتان روسيتان من طراز «سوخوي 27» قاذفتين أميركيتين من طراز «بي - 52 ستراتوفورتريس» بالقرب من مدينة كالينينغراد الروسية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يعقد مؤتمراً صحافياً في ختام اجتماع وزراء خارجية «مجموعة السبع» في فيوجي بوسط إيطاليا في 26 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب) play-circle 01:03

بلينكن: محادثات اتفاق إطلاق النار في لبنان «في مراحلها الأخيرة»

أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الثلاثاء، أنّ الجهود الرامية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في لبنان «في مراحلها النهائية».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ جنود من الجيش الأميركي من الفرقة 82 يسيرون باتجاه قاعدة جوية أميركية بالقرب من أرلاموف في بولندا 5 أبريل 2022 (رويترز)

الجيش الأميركي يرصد طائرات مسيرة قرب قوات له في بريطانيا

قال الجيش الأميركي، اليوم الثلاثاء، إنه تم رصد طائرات مسيرة فوق ثلاث منشآت عسكرية تستضيف قوات أميركية في بريطانيا وبالقرب منها منذ أسبوع.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

«بيروت ترنم» يفتتح نسخته الـ17 مع موزارت ويختمها مع بوتشيني

فريق «سيستيما» يشارك في إحياء «بيروت ترنّم» (بيروت ترنم)
فريق «سيستيما» يشارك في إحياء «بيروت ترنّم» (بيروت ترنم)
TT

«بيروت ترنم» يفتتح نسخته الـ17 مع موزارت ويختمها مع بوتشيني

فريق «سيستيما» يشارك في إحياء «بيروت ترنّم» (بيروت ترنم)
فريق «سيستيما» يشارك في إحياء «بيروت ترنّم» (بيروت ترنم)

«لسنا بخير في لبنان ولكننا سنكمل رسالتنا حتى النفس الأخير». بهذه الكلمات تستهل ميشلين أبي سمرا حديثها مع «الشرق الأوسط»، تُخبرنا عن برنامج النسخة الـ17 من مهرجان «بيروت ترنّم». فهي تتمسّك بتنظيم المهرجان في قلب المدينة؛ ما جعله بمثابة تقليدٍ سنوي في فترة أعياد الميلاد. طيلة السنوات الماضية ورغم كل الأزمات التي مرّ بها لبنان بقيت متشبثة بإحيائه.

كارلا شمعون من نجمات لبنان المشاركات في «بيروت ترنّم» (بيروت ترنم)

ينطلق «بيروت ترنّم» في 4 ديسمبر (كانون الأول) المقبل ويستمر لغاية 23 منه. وتتجوّل الفرق الفنية المشاركة فيه بين مناطق مونو والتباريس والجميزة في بيروت، وكذلك في جامعة الألبا في سن الفيل، وصولاً إلى زوق مصبح ودير البلمند في شمال لبنان.

وبالنسبة لميشلين أبي سمرا فإن النسخة 17 من المهرجان تتجدد هذا العام من خلال أماكن إحيائه. وتتابع: «يزخر لبنان بأماكن مقدسة جمّة يمكننا مشاهدتها في مختلف مناطقه وأحيائه. وهذه السنة تأخذ فعاليات المهرجان منحى روحانياً بامتياز، فيحط رحاله في أكثر من دار عبادة وكنيسة. وبذلك نترجم العلاج الروحاني الذي نطلبه من الموسيقى. جراحنا وآلامنا لا تحصى، ونحتاج هذه المساحة الروحانية الممزوجة بالموسيقى كي نشفى».

أمسية «تينور يواجه تينور» مع ماتيو خضر ومارك رعيدي (بيروت ترنم)

يفتتح «بيروت ترنّم» أيامه بأمسية موسيقية مع الأوركسترا اللبنانية الوطنية، وتتضمن مقاطع موسيقية لموزارت بمشاركة السوبرانو ميرا عقيقي. ويحضر زملاء لها منهم الميزو سوبرانو غريس مدوّر، وعازف الباريتون سيزار ناعسي مع مواكبة جوقة كورال الجامعة الأنطونية. وبقيادة المايسترو الأب توفيق معتوق ستتجلّى موسيقى موزارت في كنيسة مار يوسف في مونو.

وبالتعاون مع السفارة السويسرية واليونيسكو في بيروت، يقدم فريق «سيستيما» حفله في جامعة «الألبا». وتقول ميشلين أبي سمرا: «أسسنا هذا الفريق منذ سنوات عدّة، وهو ملحق بـ(بيروت ترنّم)، ويتألف من نحو 100 عازف ومنشدٍ من الأولاد. ونحن فخورون اليوم بتطوره وإحيائه عدة حفلات ناجحة في مناطق لبنانية. سنكون على موعد معه في (بيروت ترنمّ) في 8 ديسمبر».

ومن الفنانين اللبنانيين المشاركين في برنامج الحفل الموسيقي زياد الأحمدية، الذي يحيي في 11 ديسمبر حفلاً في جامعة «الألبا» للفنون الجميلة. ويؤلف مع عازفي الساكسوفون و«الدوبل باس» نضال أبو سمرا ومكرم أبو الحصن الثلاثي الموسيقي المنتظر.

«مقامات وإيقاعات» أمسية موسيقية شرقية مع فراس عنداري (بيروت ترنم)

وتحت عنوان «سبحان الكلمة» تحيي غادة شبير ليلة 13 ديسمبر من المهرجان في كنيسة مار بولس وبطرس في بلدة قرنة شهوان، في حين تشارك كارلا شمعون في هذه النسخة من «بيروت ترنّم» في 15 ديسمبر، فتقدّم حفلاً من وحي عيد الميلاد بعنوان «نور الأمل».

تشير ميشلين أبي سمرا في سياق حديثها إلى أن عقبات كثيرة واجهتها من أجل تنفيذ المهرجان. «إننا في زمن حرب قاسية ولاقينا صعوبات مادية شكّلت عقبة، لولا دعمنا من قبل رعاة متحمسين مثلنا لاستمرارية لبنان الثقافة. كما أن نجوماً أجانب أصرّوا على المشاركة والمجيء إلى لبنان رغم ظروفه اليوم».

عازف العود زياد الأحمدية يحيي ليلة 11 ديسمبر (بيروت ترنم)

من بين هؤلاء النجوم الإسبانيان عازف الكمان فرانشيسكو فولانا وعازفة البيانو ألبا فينتورا. ومن بلجيكا يحلّ كلٌ من عازفة التشيللو ستيفاني هوانغ وعازف البيانو فلوريان نواك ضيفين على المهرجان، ويقدمان معاً حفلهما الموسيقي في 18 ديسمبر في كنيسة مار مارون في شارع الجميزة.

ومن الحفلات المنتظرة في هذه النسخة «تينور يواجه تينور». وتوضح ميشلين أبي سمرا: «يتجدّد برنامج المهرجان مع هذا الحفل. فهو يحدث لأول مرة ويشارك فيه كل من ماتيو خضر ومارك رعيدي، فيتباريان بصوتهما الرنان بعرض أوبرالي استثنائي». ويقام هذا الحفل في 9 ديسمبر في كنيسة مار مارون في الجميزة.

عازف الكمان الإسباني فرانسيسكو فولانا (بيروت ترنم)

ومن الفِرق اللبنانية المشاركة أيضاً في «بيروت ترنّم» كورال الفيحاء الوطني بقيادة المايسترو باركيف تاسلاكيان. وكذلك هناك مقامات وإيقاعات مع فراس عينداري ومحمد نحاس ومجدي زين الدين وهاشم أبو الخاضر، يقدّمون عرضاً غنائياً شرقياً، يتخلّله عزف على العود والقانون والكمان. ويقام الحفلان ليلتي 19 و20 ديسمبر في الجميزة. ويختتم «بيروت ترنّم» فعالياته في 23 ديسمبر في كنيسة مار مارون في الجميزة. وذلك ضمن حفل موسيقي في الذكرى المئوية للإيطالي بوتشيني، ويحييها التينور بشارة مفرّج وجوقة الجامعة الأنطونية بقيادة الأب خليل رحمة.