اكتشاف كوكب عملاق فائق البرودةhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/5061229-%D8%A7%D9%83%D8%AA%D8%B4%D8%A7%D9%81-%D9%83%D9%88%D9%83%D8%A8-%D8%B9%D9%85%D9%84%D8%A7%D9%82-%D9%81%D8%A7%D8%A6%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B1%D9%88%D8%AF%D8%A9
الكوكب المُكتشف يعادل وزنه 11 ضعف كتلة كوكب المشتري (جامعة نيكولاس كوبرنيكوس)
القاهرة:«الشرق الأوسط»
TT
القاهرة:«الشرق الأوسط»
TT
اكتشاف كوكب عملاق فائق البرودة
الكوكب المُكتشف يعادل وزنه 11 ضعف كتلة كوكب المشتري (جامعة نيكولاس كوبرنيكوس)
كشف فريق من علماء الفلك بجامعة نيكولاس كوبرنيكوس في بولندا بالتعاون مع باحثين من الولايات المتحدة وإسبانيا، عن وجود كوكب عملاق فائق البرودة.
وأوضح الباحثون أن الكوكب المُكتشف الواقع في كوكبة الدب الأكبر، يعادل وزنه 11 ضعف كتلة كوكب المشتري، ونشرت النتائج، الجمعة، في دورية (Astronomy and Astrophysics).
وكوكبة الدب الأكبر هي مجموعة نجوم لامعة في سماء الليل، تُعرف بكونها تحمل شكل الدب الكبير، وتقع في نصف الكرة الشمالي، وتحتوي على مجموعة من النجوم اللامعة، أبرزها «النجوم السبعة» التي تشكل ما يُعرف بـ«المجموعة الكبيرة».
وتعد كوكبة الدب الأكبر من الكوكبات القديمة والمشهورة في مختلف الثقافات، حيث استخدمت بوصفها نقطة إرشادية في تحديد الاتجاهات والمواسم عبر التاريخ.
ويُعد الكوكب المُكتشف من أضخم الكواكب الغازية المكتشفة حتى الآن، ويدور حول نجمه في مدار يبعد عنه ستة أضعاف المسافة بين الأرض والشمس، مع فترة دوران تستغرق نحو 14 عاماً.
وعلى الرغم من أن الكوكب، الذي يُعرف بالرمز (HD 118203) لا يمكن رؤيته بشكل مباشر، فإن العلماء تمكنوا من رصد النجم الذي يدور حوله باستخدام تلسكوبات صغيرة نسبياً يبلغ قطرها 10 سم.
وتشير المعطيات الأولية إلى أن النجم يتميز بخصائص فيزيائية مشابهة للشمس، لكنه أكثر منها كتلة بنسبة 20 في المائة، وأكبر حجماً بمرتين من الشمس.
والأمر المثير للاهتمام هو أن النجم قد أنهى مرحلة التطور التي تمر بها شمسنا حالياً، ويحتمل أن يكون عمر النظام الكوكبي بأسره يقارب 5 مليارات سنة.
وكانت هناك محاولات سابقة لاكتشاف كواكب أخرى في هذا النظام، وقد استمر العمل نحو 20 عاماً حتى تمكن العلماء من تحديد طبيعة هذا الكوكب الضخم.
وأظهرت النتائج الأخيرة، التي جُمعت في مارس (آذار) 2023 أن الكوكب يدور في مدار طويل الأمد حول نجمه، مما سمح للعلماء ببناء نموذج كامل للنظام الكوكبي ودراسة سلوكياته الديناميكية.
ويعد هذا النظام الكوكبي المكتشف من بين الأنظمة النادرة، حيث يتكون من كوكبين عملاقين يدوران في مدارات بيضاوية طويلة، مما يجعلهما يؤثران على بعضهما بعضاً بجاذبية دون أن يؤدي ذلك إلى زعزعة استقرار النظام عبر ملايين السنين.
وقال الباحثون إن هذا الاكتشاف يُمثل خطوة مهمة في فهم تكوين الأنظمة الكوكبية الضخمة وتطورها.
ولا يزال العلماء يواصلون الملاحظات وتحليل البيانات حول هذا النظام الكوكبي، مع آمال في اكتشاف كواكب جديدة.
تجري «سبيس إكس» اختباراً سادساً لصاروخ «ستارشيب» العملاق، الثلاثاء، في الولايات المتحدة، في محاولة جديدة لاستعادة الطبقة الأولى منه عن طريق أذرع ميكانيكية.
«المرايا» رؤية جديدة لمعاناة الإنسان وقدرته على الصمودhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/5084909-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%A7%D9%8A%D8%A7-%D8%B1%D8%A4%D9%8A%D8%A9-%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%A7%D9%86%D8%A7%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%86%D8%B3%D8%A7%D9%86-%D9%88%D9%82%D8%AF%D8%B1%D8%AA%D9%87-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%85%D9%88%D8%AF
«المرايا» رؤية جديدة لمعاناة الإنسان وقدرته على الصمود
شخوص اللوحات تفترش الأرض من شدة المعاناة (الشرق الأوسط)
في النسيج الواسع لتاريخ الفن التشكيلي، تبرز بعض الأعمال الفنية وتكتسب شهرة عالمية، ليس بسبب مفرداتها وصياغاتها الجمالية، ولكن لقدرتها العميقة على استحضار المشاعر الإنسانية، وفي هذا السياق تُعدّ لوحات الفنان السوري ماهر البارودي بمنزلة «شهادة دائمة على معاناة الإنسان وقدرته على الصمود»، وهي كذلك شهادة على «قوة الفن في استكشاف أعماق النفس، وصراعاتها الداخلية».
هذه المعالجة التشكيلية لهموم البشر وضغوط الحياة استشعرها الجمهور المصري في أول معرض خاص لماهر البارودي في مصر؛ حيث تعمّقت 32 لوحة له في الجوانب الأكثر قتامة من النفس البشرية، وعبّرت عن مشاعر الحزن والوحدة والوجع، لكنها في الوقت ذاته أتاحت الفرصة لقيمة التأمل واستكشاف الذات، وذلك عبر مواجهة هذه العواطف المعقدة من خلال الفن.
ومن خلال لوحات معرض «المرايا» بغاليري «مصر» بالزمالك، يمكن للمشاهدين اكتساب فهم أفضل لحالتهم النفسية الخاصة، وتحقيق شعور أكبر بالوعي الذاتي والنمو الشخصي، وهكذا يمكن القول إن أعمال البارودي إنما تعمل بمثابة تذكير قوي بالإمكانات العلاجية للفن، وقدرته على تعزيز الصحة النفسية، والسلام، والهدوء الداخلي للمتلقي.
إذا كان الفن وسيلة للفنان والمتلقي للتعامل مع المشاعر، سواء كانت إيجابية أو سلبية، فإن البارودي اختار أن يعبِّر عن المشاعر الموجعة.
يقول البارودي لـ«الشرق الأوسط»: «يجد المتلقي نفسه داخل اللوحات، كل وفق ثقافته وبيئته وخبراته السابقة، لكنها في النهاية تعكس أحوال الجميع، المعاناة نفسها؛ فالصراعات والأحزان باتت تسود العالم كله». الفن موجود إذن بحسب رؤية البارودي حتى يتمكّن البشر من التواصل مع بعضهم بعضاً. يوضح: «لا توجد تجربة أكثر عالمية من تجربة الألم. إنها تجعلهم يتجاوزون السن واللغة والثقافة والجنس لتعتصرهم المشاعر ذاتها».
لكن ماذا عن السعادة، ألا تؤدي بالبشر إلى الإحساس نفسه؟، يجيب البارودي قائلاً: «لا شك أن السعادة إحساس عظيم، إلا أننا نكون في أقصى حالاتنا الإنسانية عندما نتعامل مع الألم والمعاناة». ويتابع: «أستطيع التأكيد على أن المعاناة هي المعادل الحقيقي الوحيد لحقيقة الإنسان، ومن هنا فإن هدف المعرض أن يفهم المتلقي نفسه، ويفهم الآخرين أيضاً عبر عرض لحظات مشتركة من المعاناة».
وصل الوجع بشخوص لوحاته إلى درجة لم يعد في استطاعتهم أمامه سوى الاستسلام والاستلقاء على الأرض في الشوارع، أو الاستناد إلى الجدران، أو السماح لعلامات ومضاعفات الحزن والأسى أن تتغلغل في كل خلايا أجسادهم، بينما جاءت الخلفية في معظم اللوحات مظلمةً؛ ليجذب الفنان عين المشاهد إلى الوجوه الشاحبة، والأجساد المهملة الضعيفة في المقدمة، بينما يساعد استخدامه الفحم في كثير من الأعمال، وسيطرة الأبيض والأسود عليها، على تعزيز الشعور بالمعاناة، والحداد على العُمر الذي ضاع هباءً.
وربما يبذل زائر معرض البارودي جهداً كبيراً عند تأمل اللوحات؛ محاولاً أن يصل إلى أي لمسات أو دلالات للجمال، ولكنه لن يعثر إلا على القبح «الشكلي» والشخوص الدميمة «ظاهرياً»؛ وكأنه تعمّد أن يأتي بوجوه ذات ملامح ضخمة، صادمة، وأحياناً مشوهة؛ ليعمِّق من التأثير النفسي في المشاهد، ويبرز المخاوف والمشاعر المكبوتة، ولعلها مستقرة داخله هو نفسه قبل أن تكون داخل شخوص أعماله، ولمَ لا وهو الفنان المهاجر إلى فرنسا منذ نحو 40 عاماً، وصاحب تجربة الغربة والخوف على وطنه الأم، سوريا.
وهنا تأخذك أعمال البارودي إلى لوحات فرنسيس بيكون المزعجة، التي تفعل كثيراً داخل المشاهد؛ فنحن أمام لوحة مثل «ثلاث دراسات لشخصيات عند قاعدة صلب المسيح»، نكتشف أن الـ3 شخصيات المشوهة الوحشية بها إنما تدفعنا إلى لمس أوجاعنا وآلامنا الدفينة، وتفسير مخاوفنا وترقُّبنا تجاه ما هو آتٍ في طريقنا، وهو نفسه ما تفعله لوحات الفنان السوري داخلنا.
ولا يعبأ البارودي بهذا القبح في لوحاته، فيوضح: «لا أحتفي بالجمال في أعمالي، ولا أهدف إلى بيع فني. لا أهتم بتقديم امرأة جميلة، ولا مشهد من الطبيعة الخلابة، فقط ما يعنيني التعبير عن أفكاري ومشاعري، وإظهار المعاناة الحقيقية التي يمر بها البشر في العالم كله».
الخروف يكاد يكون مفردة أساسية في أعمال البارودي؛ فتأتي رؤوس الخرفان بخطوط إنسانية تُكسب المشهد التصويري دراما تراجيدية مكثفة، إنه يعتمدها رمزيةً يرى فيها تعبيراً خاصاً عن الضعف.
يقول الفنان السوري: «الخروف هو الحيوان الذي يذهب بسهولة لمكان ذبحه، من دون مقاومة، من دون تخطيط للمواجهة أو التحدي أو حتى الهرب، ولكم يتماهى ذلك مع بعض البشر»، لكن الفنان لا يكتفي بتجسيد الخروف في هذه الحالة فقط، فيفاجئك به ثائراً أحياناً، فمن فرط الألم ومعاناة البشر قد يولد التغيير.