«الثقافة السعودية» تتوّج الروّاد والمبدعين في 16 قطاعاً ثقافياً

سعد الصويان يفوز بجائزة شخصية العام الثقافية

الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان يلقي كلمته خلال الحفل (وزارة الثقافة)
الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان يلقي كلمته خلال الحفل (وزارة الثقافة)
TT

«الثقافة السعودية» تتوّج الروّاد والمبدعين في 16 قطاعاً ثقافياً

الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان يلقي كلمته خلال الحفل (وزارة الثقافة)
الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان يلقي كلمته خلال الحفل (وزارة الثقافة)

احتفت وزارة الثقافة السعودية، مساء الاثنين، بالمبدعين من الأفراد والمؤسسات، في الدورة الرابعة من مبادرة «الجوائز الثقافية الوطنية»، وتوّجت الباحث السعودي الرصين الدكتور سعد الصويان «شخصية العام الثقافية»، تقديراً لجهوده البحثية وإنتاجه الذي أثرى به المكتبة العربية، وسلط من خلاله الضوء على تراث الجزيرة العربية الغنيّ.

وفي عرس ثقافي وفني احتضنه مركز الملك فهد الثقافي بالرياض، أشاد الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، وزير الثقافة، بجهود كل من ثابر واجتهد وأثرى القطاعات الثقافية، وقال، خلال كلمته بالحفل، إن السعودية تعيش نهضة ثقافية كبيرة تحت مظلة «رؤية 2030»، مؤكداً حرص الوزارة على تبني استراتيجية لتنمية القدرات الثقافية، في رحلة ممتدة ومتكاملة مع الشركاء بجميع القطاعات.

وأضاف الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان: «تحت رعاية كريمة من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، الداعم والممكن لمنظومتنا الثقافية، وفي هذه الليلة المميزة نحتفي بالمبدعين والمبدعات في ختام مبادرة الجوائز الثقافية الوطنية لعام 2024»، التي تكون داعمة ومشجعة للمواهب.

الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان لدى تسليمه الدكتور سعد الصويان جائزة شخصية العام الثقافية في منزله (وزارة الثقافة)

وأعلن وزير الثقافة السعودي عن استحداث جائزتين جديدتين ضمن المبادرة، تمنح ابتداءً من الدورة المقبلة، في قطاعي الإعلام الثقافي، والحِرف اليدوية، ضمن مساعي الوزارة لفتح منافذ جديدة للإبداع والتعبير الثقافي.

وخلال الحفل، احتفى عرض غنائي بالشاعر الراحل الأمير بدر بن عبد المحسن بن عبد العزيز، في نافذة فنية للتذكير بدوره في إثراء المشهد الفني والثقافي السعودي، قدّمت العمل الفنانة زينة عماد الفائزة بجائزة الموسيقى خلال دورتها الأولى، بمشاركة الفرقة الموسيقية التي يقودها الموسيقار أمير عبد المجيد.

وفي حفل توزيع الجوائز، نال الدكتور سعد الصويان جائزة شخصية العام الثقافية، تقديراً لجهوده البحثية في علم الاجتماع، إذ أخذ على عاتقه البحث والتدوين في التاريخ الشفهي، والشعر النبطي والتاريخ الاجتماعي في الجزيرة العربية. وتقديراً لظروفه الخاصة، توجّه وزير الثقافة السعودي إلى منزل الباحث الصويان لتتويجه بالجائزة، وتسليمها بين يديه تثميناً لما أفناه من جهد ووقت في سبيل أعماله البحثية الرصينة.

ونالت عائلة رجل الأعمال المهندس محمد بن سعد البواردي جائزة سيدات ورجال الأعمال الداعمين للنشاط الثقافي، ومؤسسة جبل الفيروز جائزة التميز الثقافي الدولي، أمّا جائزة «الثقافة للشباب» فقد فازت بها ضياء اليوسف.

وعلى مستوى جائزة المؤسسات الثقافية، فقد ذهبت جائزة مسار المؤسسات الربحية إلى مجموعة «إم بي سي» التي قدمت نموذجاً فريداً للعمل الإعلامي المؤسسي بالمنطقة، والمؤسسات غير الربحية لمؤسسة الملك فيصل الخيرية، التي انطلقت قبل أكثر من أربعة عقود.

ومُنحت الجوائز المقدمة في فروعها الثقافية، لـ11 فائزاً؛ حيث فاز بجوائز «الأدب الروائي» أسامة المسلم، و«النشر» دار التربية القيادية، و«الترجمة» المترجم الدكتور وليد العمري، و«الأزياء» الباحثة الدكتورة ليلى البسام، و«التراث الوطني» الباحث الدكتور عبد الله الشارخ، و«فنون الطهي» الدكتور محمد المنصوري، و«الفنون البصرية» الفنان التشكيلي طه الصبان، فيما نال الفنان محمد الطويان جائزة المسرح والفنون الأدائية، و«الموسيقى» الفنان عبادي الجوهر، و«الأفلام» المخرج والمنتج توفيق الزايدي، و«فنون العمارة والتصميم» الدكتور خالد عزام.

واستعرضت الأفلام المصاحبة لإعلان الفائزين بجوائز الفروع الثقافية، حكاية كل متوج بها، ودوره في إثراء كل قطاع ثقافي، وأشادت بجهودهم التي التقت في تطوير المحتوى الثقافي السعودي، ورعاية مراحل من العطاء والأداء والإبداع والتألق.


مقالات ذات صلة

السعودية تحتفي بإبداعات الثقافة العراقية في مهرجان «بين ثقافتين»

يوميات الشرق يسعى مهرجان «بين ثقافتين» إلى إثراء المعرفة الثقافية عبر تجاربَ فنيّةٍ مبتكرة (الشرق الأوسط)

السعودية تحتفي بإبداعات الثقافة العراقية في مهرجان «بين ثقافتين»

تحتفي وزارة الثقافة السعودية بنظيرتها العراقية في النسخة الثانية من مهرجان «بين ثقافتين» خلال الفترة من 18 إلى 31 ديسمبر (كانون الأول) المقبل في الرياض.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج الأمير فيصل بن فرحان خلال مشاركته بالجلسة الموسعة للاجتماع الثاني لوزراء خارجية دول مجموعة السبع في إيطاليا (واس)

السعودية تدعو المجتمع الدولي للتحرك لوقف إطلاق النار في غزة ولبنان

شددت السعودية، الاثنين، خلال الجلسة الموسعة للاجتماع الثاني لوزراء خارجية دول مجموعة السبع (G7)، على ضرورة تحرك المجتمع الدولي لوقف إطلاق النار في غزة ولبنان.

«الشرق الأوسط» (فيوجي)
الخليج الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي (الشرق الأوسط)

ولي العهد السعودي يتلقى رسالة خطية من رئيس جنوب أفريقيا

تلقى الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، رسالة خطية، من سيريل رامافوزا رئيس جنوب أفريقيا، تتصل بالعلاقات الثنائية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق جانب من حضور الجلسات الحوارية في اليوم الأخير من «المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة»... (تصوير: تركي العقيلي)

عقود من الرّيادة السعودية في فصل التوائم

«مؤتمر التوائم الملتصقة»، الذي يُسدل الستار على أعماله الاثنين، ينتشر في مقرّه وبالمعرض المصاحب له عدد من الزوايا التي تسلّط الضوء على تاريخ عمليات فصل التوائم.

غازي الحارثي (الرياض)
الاقتصاد الأمير سعود بن مشعل نائب أمير منطقة مكة المكرمة خلال تكريمه الفائزين في الجائزة العالمية في جدة (إمارة منطقة مكة المكرمة)

14 مشروعاً تحقق جوائز الابتكار العالمية للمياه في السعودية

حقق 14 مبتكراً في 6 مسارات علمية جوائز النسخة الثانية من «جائزة الابتكار العالمية في تحلية المياه».

«الشرق الأوسط» (جدة)

انطلاق «بيروت للأفلام الفنية» تحت عنوان «أوقفوا الحرب»

انطلاق مهرجان بيروت للأفلام الفنية (المهرجان)
انطلاق مهرجان بيروت للأفلام الفنية (المهرجان)
TT

انطلاق «بيروت للأفلام الفنية» تحت عنوان «أوقفوا الحرب»

انطلاق مهرجان بيروت للأفلام الفنية (المهرجان)
انطلاق مهرجان بيروت للأفلام الفنية (المهرجان)

تُثابر أليس مغبغب منظمة مهرجان «بيروت للأفلام الفنية» (باف) على تجاوز أي مصاعب تواجهها لتنظيم هذا الحدث السنوي، فترفض الاستسلام أمام أوضاع مضطربة ونشوب حرب في لبنان. وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «علينا الانتصاب دائماً ومواجهة كل من يرغب في تشويه لبنان الثقافة. نعلو فوق جراحنا ونسير بثباتٍ للحفاظ على نبض وطن عُرف بمنارة الشرق. كان علينا أن نتحرّك وننفض عنّا غبار الحرب. ندرك أن مهمتنا صعبة، ولكننا لن نستسلم ما دمنا نتنفس».

الصورة وأهميتها في معرض العراقي لطيف الآني (المهرجان)

انطلقت في 25 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي فعاليات مهرجان «بيروت للأفلام الفنية»، ويحمل في نسخته العاشرة عنوان «أوقفوا الحرب»، وتستمر لغاية 6 ديسمبر (كانون الأول). يعرض المهرجان 25 فيلماً، ويقيم معرض صور فوتوغرافية. ويأتي هذا الحدث بالتوازي مع الذكرى الـ50 للحرب الأهلية اللبنانية، وتجري عروضه في المكتبة الشرقية في بيروت.

وتتابع مغبغب: «رغبنا في لعب دورنا على أكمل وجه. صحيح أن كل شيء حولنا يتكسّر ويُدمّر بفعل حرب قاسية، بيد أننا قررنا المواجهة والمقاومة على طريقتنا».

تقع أهمية النسخة الـ10 بتعزيزها لدور الصورة الفوتوغرافية. ويحمل افتتاحه إشارة واضحة لها. فأُطلق في 25 نوفمبر معرض هادي زكاك عن صالات السينما في مدينة طرابلس، يحمل عنوان «سينما طرابلس والذاكرة الجماعية»، وذلك في المكتبة الشرقية في العاصمة بيروت. ويسلّط المعرض الضوء على هذه المدينة الثقافية بأسلوبه. كما عرض المهرجان في اليوم نفسه الوثائقي «أسرار مملكة بيبلوس» لفيليب عرقتنجي. وقد نال عنه مؤخراً جائزة لجنة التحكيم الكبرى في الدورة الـ24 لمهرجان السينما الأثرية (FICAB) في مدينة بيداسوا الإسبانية.

يُختتم المهرجان بالفيلم اللبناني «وعاد مارون بغدادي إلى بيروت»

وفي السابعة مساءً، اختُتم أول أيام الافتتاح بعرض المهرجان لفيلم هادي زكاك «سيلّما»، ويوثّق فيه سيرة صالات السينما في طرابلس، يومَ كانت السينما نجمة شعبيّة في المدينة الشماليّة.

وكما بداية المهرجان كذلك ختامه يحمل النفحة اللبنانية، فيعرض في 6 ديسمبر (كانون الأول) فيلم فيروز سرحال «وعاد مارون بغدادي إلى بيروت»، وذلك في الذكرى الـ30 لرحيله. في الفيلم زيارة أماكن عدّة شهدت على حياة بغدادي وأعماله، والتقاء بالمقربين منه لتمضية يوم كامل معهم في بيروت، حيث يسترجعون مسيرة بغدادي المهنية في ذكريات وصور.

وتشير مغبغب، في سياق حديثها، إلى أن المهرجان ولّد حالة سينمائية استقطبت على مدى نسخاته العشر صنّاع أفلام عرب وأجانب. وتضيف: «تكثر حالياً الإنتاجات الوثائقية السينمائية. في الماضي كانت تقتصر على إنتاجات تلفزيونية، توسّعت اليوم وصار مهرجان (باف) خير عنوان لعرضها».

فيلم فؤاد خوري يُوثّق الحرب اللبنانية (المهرجان)

ومن النشاطات التي تصبّ في تعزيز الصورة الفوتوغرافية أيضاً، معرضٌ للعراقي لطيف الآني، يحكي قصة العراق منذ 50 سنة ماضية، ينقل معالمه ويومياته كما لم نعرفها من قبل. وتعلّق مغبغب: «أهمية الصورة الفوتوغرافية تأتي من حفاظها على الذاكرة. ولذلك سنشاهد أيضاً فيلم فؤاد خوري عن ذاكرة الحرب اللبنانية».

ويغوص فيلم خوري في مسار هذا الفنان الذي أخذ دور موثّق الحرب، والشاهد على النّزاعات في الشرق الأوسط.

مغبغب التي تأمل بأن تجول بالمهرجان في مناطق لبنانية بينها بعلبك وصور، تقول: «الناس متعطشة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى الموضوعات الفنية. إنها تشكّل لهم متنفساً ليتخلصوا من همومهم ولو لبرهة. وهذه الأفلام الواقعية والموثقة بكاميرات مخرجين كُثر، تجذبهم بموضوعاتها الاجتماعية والجمالية».

تقول أليس مغبغب إن عملها في المهرجان كشف لها عدد أصدقاء لبنان من دول أجنبية وعربية. ولذلك نتابع عروضاً لأفلام أجنبية من بينها مشاركة من إنجلترا بعد غياب عن المهرجان لـ4 سنوات. وسيُعرض بالمناسبة «الرجل المقاوم» و«شكسبيرز ماكبث» ثاني أيام المهرجان في 26 نوفمبر.

ويُخصّص «بيروت للأفلام الفنية» أيام عرضٍ خاصة ببلدان أجنبية، من بينها الإيطالي والبلجيكي والسويسري والبرازيلي والإسباني والألماني.

«أسرار مملكة بيبلوس» لفيليب عرقتنجي (المهرجان)

ويبرز فيلما «لاماتوري» و«أخضر على رمادي» للإيطاليين ماريا موتي وإميليا أمباسز في المهرجان. وفي ذكرى مئوية الفن السوريالي تشارك إسبانيا من خلال المخرجَين بالوما زاباتا وكانتين ديبيو، فيُعرض «لا سينغالا» و«دالي»، ويُعدّ هذا الأخير من أهم الأفلام الوثائقية عن الفنان الإسباني الراحل والشهير.

وفي 5 ديسمبر (كانون الأول) سيُعرض فيلم خاص بالمكتبة الشرقية مستضيفة المهرجان. وتوضح مغبغب: «عنوانه (المكتبة الشرقية إن حكت) من إخراج بهيج حجيج، ويتناول عرَاقة هذه المكتبة وما تحويه من كنوز ثقافية».

ومن الأفلام الأجنبية الأخرى المعروضة «إيما بوفاري» وهو من إنتاج ألماني، ويتضمن عرض باليه للألماني كريستيان سبوك مصمم الرقص الشهير، وهو يقود فرقة «ستانس باليه» المعروفة في برلين.

وفي فيلم «جاكوميتي» للسويسرية سوزانا فانزون تتساءل هل يمكن لمكانٍ ما أن يكون مصدر موهبة عائلة بأسرها. وتحت عنوان «من الخيط إلى الحبكة» يتناول مخرجه البلجيكي جوليان ديفو، فنّ النّسيج وما تبقّى منه حتى اليوم، فينقلنا إلى مصانع بروكسل وغوبلان مروراً بغوادا لاخارا في المكسيك.