فوهة الوعبة في جدة ضمن أجمل المعالم الجيولوجية عالمياً

تنسيق لتحويلها وُجهةً تُسهم في تنوُّع الخيارات السياحية

اختيار فوهة الوعبة ضمن أفضل 100 موقع للتراث الجيولوجي عالمياً (هيئة المساحة الجيولوجية)
اختيار فوهة الوعبة ضمن أفضل 100 موقع للتراث الجيولوجي عالمياً (هيئة المساحة الجيولوجية)
TT

فوهة الوعبة في جدة ضمن أجمل المعالم الجيولوجية عالمياً

اختيار فوهة الوعبة ضمن أفضل 100 موقع للتراث الجيولوجي عالمياً (هيئة المساحة الجيولوجية)
اختيار فوهة الوعبة ضمن أفضل 100 موقع للتراث الجيولوجي عالمياً (هيئة المساحة الجيولوجية)

يترقَّب قطاع السياحة في السعودية تحويل فوهة الوعبة بغرب البلاد وجهةً سياحية، بُعيد اختيارها الأفضل بين 100 موقع للتراث الجيولوجي العالمي، لتُضاف إلى خيارات عدّة ضمن خريطة التنوّع السياحي.

وعلمت «الشرق الأوسط» أنّ تنسيقاً يجري بين هيئة المساحة الجيولوجية ووزارة السياحة في المملكة للاستفادة من الموقع الذي يتجاوز عمره 1.1 مليون عام، ويتحلّى بخصائص جمالية وتاريخية تُسهم في زيادة استقطاب السياح عموماً والمهتمّين بالتراث الجيولوجي خصوصاً.

العمل يتواصل لاكتشاف مزيد من المواقع الجيولوجية (هيئة المساحة الجيولوجية)

وكان الاتحاد الدولي للعلوم الجيولوجية (IUGS) ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو) قد أعلنا، الثلاثاء، عن اختيار فوهة الوعبة، أو ما يعرف علمياً بـ«بركان المار»، ضمن الـ100 موقع للتراث الجيولوجي، ما يعزّز دور هيئة المساحة في عمليات التنقيب والبحث عن مثل هذه الاكتشافات، وتهيئتها على المستويَيْن المحلّي والدولي لتشكِّل رافداً اقتصادياً.

الرئيس التنفيذي لهيئة المساحة الجيولوجية المهندس عبد الله الشمراني

وقال الرئيس التنفيذي لهيئة المساحة الجيولوجية في السعودية، المهندس عبد الله بن مفطر الشمراني، لـ«الشرق الأوسط»، إنّ الهيئة تعمل مع وزارة السياحة على استغلال هذا المَعْلم التاريخي لتحويله وغيره من المواقع، معالمَ سياحية جيولوجية تستقطب المهتمّين والزوار.

تحرُّك لجعلها خياراً سياحياً بارزاً (هيئة المساحة الجيولوجية)

وتحدّث عن مميّزات الفوهة، قائلاً إنها «واحدة من أكبر وأروع الفوهات البركانية في العالم، تقع في حرة كشب على بعد نحو 270 كيلومتراً شمال شرقي مدينة جدة جيولوجياً، كما أنها واحدة من أكبر براكين المار الجافة عالمياً، وهي جزء من حقل بركاني أحادي المنشأ يضمّ 175 بركاناً صغيراً، أعمارها بين مليونَي إلى بضع مئات الآلاف من السنوات»، لافتاً إلى أنها تغطّي مساحة بنحو 6000 كيلومتر مربّع، وتتميّز بعمق يصل إلى نحو 250 متراً وقِطر يبلغ 2.3 كيلومتر، وهو ما يقارب 3 أضعاف متوسّط أقطار البراكين الأخرى، كما تحتوي على حوض ملحيّ أو بحيرة ضحلة تشكّلت بسبب تجمع مياه الأمطار.

اختيار فوهة الوعبة ضمن أفضل 100 موقع للتراث الجيولوجي عالمياً (هيئة المساحة الجيولوجية)

ودعَّمت هذه العوامل والمميّزات فرصة الفوهة لحصولها على نسب عالية من المُقيّمين المتخصّصين، وفق الشمراني، الذي قال إنّ العلماء الذين حضروا إلى السعودية درسوها من جميع جوانبها، بعدما رُفعت المعلومات التاريخية والجيولوجية عنها. وبعد ذلك جرى التصويت بمشاركة أكثر من 174 موقعاً من مختلف دول العالم تقدَّمت للمنافسة.

وشدَّد الرئيس التنفيذي على أنّ هذه المعالم المرتبطة بالجيولوجيا تحظى بنشأة طبيعية لحظة اكتشافها، أو قد تكوَّنت عبر العصور من خلال عوامل التعرية، ما يمنحها بُعداً تاريخياً يُضاف إلى جمالياتها، موضحاً أنّ فوهة الوعبة ليست أول اكتشاف للفوهات البركانية، بل اكتُشفت سابقاً فوهة أخرى في المدينة المنورة غرب البلاد.

تاريخ الفوهة وجمالها عاملان يستقطبان السياح (واس)

يُضاف هذا الإنجاز إلى «جبل القدر» الذي اختير سابقاً ضمن أجمل المعالم الجيولوجية العالمية، وفق تصنيف الاتحاد الدولي للعلوم الجيولوجية (IUGS) ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو).

ويتميّز هذا الجبل الواقع في حرة خيبر التابعة لمنطقة المدينة المنورة، بارتفاعه الذي يصل إلى نحو 400 متر، كما أنه من أكبر الحقول البركانية، وآخر البراكين التي ثارت قبل 1000 عام.

«جبل القدر» تحوَّل معلماً سياحياً (واس)

وتُعدّ حرة خيبر أكبر حرات السعودية بمساحة تُقدَّر بنحو 21.500 كيلومتر مربّع، إذ تشغل الحرات في المملكة نحو 89.720 كيلومتر، ما نسبته نحو 4.6 في المائة من مساحة البلاد، ما يجعلها أكثر الدول العربية في عددها، بـ23 حرة رئيسة كبيرة، وأعداد مختلفة من الحرات الصغيرة.

إلى ذلك، أكّد المتحدّث الرسمي لهيئة المساحة الجيولوجية السعودية، طارق أبا الخيل، أنّ فوهة الوعبة - بجانب المواقع الجيولوجية الأخرى المختارة على مستوى العالم - تُعد وجهات مُلهمة تُسهم في تعزيز السياحة الجيولوجية وتطوير العلوم الجيولوجية، ما يوفر فرصاً مميّزة لنشر المعرفة في مجال علوم الأرض.

وتابع أنّ اختيارها جاء بعد تقويم لجنة من 89 خبيراً عالمياً، فاختيرت من بين 174 موقعاً قدّمتها 64 دولة. منها السعودية، والولايات المتحدة الأميركية، وإيطاليا، وكندا، ونيوزيلندا، والصين، وآيسلندا، ومصر، وفنلندا، بالإضافة إلى دول أخرى.


مقالات ذات صلة

القطاعات الاقتصادية واللوجيستيات تدفع جدة السعودية لمنافسة المدن العالمية

الاقتصاد جانب من جلسات غرفة جدة حول ريادة الأعمال (الشرق الأوسط)

القطاعات الاقتصادية واللوجيستيات تدفع جدة السعودية لمنافسة المدن العالمية

تشهد مدينة جدة، غرب السعودية، حراكاً كبيراً في القطاعات الاقتصادية والسياحية كافة، فيما يدفع قطاع اللوجيستيات المدينة للوصول لمستويات عالية في تقديم هذه الخدمة.

سعيد الأبيض (جدة)
الخليج الأمير عبد العزيز بن سعود خلال مشاركته في الاجتماع الـ41 لوزراء الداخلية بدول الخليج في قطر (واس)

تأكيد سعودي على التكامل الأمني الخليجي

أكد الأمير عبد العزيز بن سعود وزير الداخلية السعودي، الأربعاء، موقف بلاده الراسخ في تعزيز التواصل والتنسيق والتكامل بين دول الخليج، خصوصاً في الشأن الأمني.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)
يوميات الشرق التنوع البيئي وجماليات الشعب المرجانية في البحر الأحمر (واس)

ابيضاض الشعب المرجانية يضرب العالم... والبحر الأحمر الأقل تضرراً

تعدّ الشُّعَب المرجانية رافداً بيئياً واقتصادياً لكثير من الدول؛ فقد نمت فيها عوائدها لمليارات الدولارات؛ بسبب تدفّق السياح للاستمتاع بسواحلها وبتنوع شعبها.

سعيد الأبيض (جدة)
الاقتصاد هيئة المنافسة السعودية توافق على 116 طلباً للاستحواذ

هيئة المنافسة السعودية توافق على 116 طلباً للاستحواذ

أصدرت الهيئة العامة للمنافسة في السعودية، قرارات بتحريك الدعوى الجزائية بحق 24 منشأة، منذ بداية العام، في حين بلغ عدد الشكاوى الواردة للهيئة 299 شكوى.

سعيد الأبيض (جدة)
أوروبا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (رويترز)

«الإليزيه»: ماكرون يزور السعودية بين 2 و4 ديسمبر القادم

يزور الرئيس إيمانويل ماكرون السعودية في الفترة بين الثاني والرابع من ديسمبر المقبل، حسبما أعلن قصر الإليزيه.

«الشرق الأوسط» (باريس)

تعزيزاً للتواصل مع المقيمين... العاصمة السعودية تحتضن «أيام بنغلاديش»

فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)
فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)
TT

تعزيزاً للتواصل مع المقيمين... العاصمة السعودية تحتضن «أيام بنغلاديش»

فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)
فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)

تقام «أيام بنغلاديش» في حديقة السويدي بالعاصمة السعودية الرياض، والتي انطلقت لياليها، الثلاثاء، ضمن مبادرة تعزيز التواصل مع المقيمين التي أطلقتها وزارة الإعلام السعودية، بالشراكة مع الهيئة العامة للترفيه، تحت شعار «انسجام عالمي»، وتستمر حتى السبت، بهدف تعزيز التواصل الثقافي بين المجتمع السعودي والمقيمين، وإبراز التنوع الثقافي الغني الذي تحتضنه السعودية.

وتشهد الفعاليات عروضاً فنية متنوعة تقدمها الفرقة الشعبية، حيث تألق المشاركون بتقديم عروض موسيقية واستعراضية تمثل مختلف ألوان الفلكلور البنغالي، إلى جانب أغنيات مستوحاة من أعمال أبرز شعراء بنغلاديش.

عروض موسيقية واستعراضية تمثل مختلف ألوان الفلكلور البنغالي (الشرق الأوسط)

كما يضم الحدث منطقة مخصصة لعرض التراث البنغالي، حيث تُتيح للزوار فرصة استكشاف الجوانب الغنية للثقافة البنغالية عن قرب؛ إذ تشمل المنطقة معروضات للأزياء التقليدية المزينة بالزخارف اليدوية التي تعكس المهارة الحرفية والفنية المتميزة، حيث يتم عرض الساري البنغالي المصنوع من أقمشة الحرير والقطن الفاخرة، إضافة إلى الملابس التقليدية للرجال مثل البنجابي والدوتي، كما تعرض الإكسسوارات اليدوية التي تشتهر بها بنغلاديش، بما في ذلك المجوهرات التقليدية المصنوعة من المعادن والأحجار الكريمة، والحقائب والمطرزات التي تعكس ذوقاً فنياً عريقاً.

الفعاليات شملت استكشاف التراث البنغالي (الشرق الأوسط)

واشتملت الفعاليات على قسم مخصص للأطعمة من بنغلاديش؛ إذ يٌقدم للزوار فرصة تذوق أشهى الأطباق التقليدية التي تمثل المطبخ البنغالي المعروف بنكهاته الغنية وتوابله المميزة، وتشمل الأطباق المقدمة أكلات شهيرة مثل البرياني البنغالي، والداكا كاكوري كباب، وسمك الهيلشا المطهو بطرق تراثية، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من الحلويات التقليدية مثل الروشا غولا والميزان لادّو.

وتضيف هذه المنطقة بعداً مميزاً للفعالية، حيث لا تقتصر التجربة على الفنون والعروض، بل تمتد لتشمل استكشاف التراث البنغالي بشكل متكامل يعكس الحياة اليومية والعادات والتقاليد، مما يجعلها تجربة غنية تُثري التفاعل الثقافي بين الزوار.

معروضات للأزياء التقليدية (الشرق الأوسط)

وحظيت الفعاليات منذ انطلاقها بإقبال واسع من الزوار الذين عبروا عن إعجابهم بجمال الفلكلور البنغالي وتنوع العروض الفنية المقدمة، كما أبدى العديد من الحاضرين تقديرهم لهذه المبادرات التي تسهم في تعزيز التفاهم والتفاعل بين الثقافات.

وأكّد المسؤولون أن هذه المبادرة تأتي جزءاً من سلسلة برامج ثقافية تهدف إلى تعزيز المشهد الثقافي في المملكة، بما يتماشى مع «رؤية السعودية 2030» التي تدعم التنوع والانفتاح الثقافي.