وُلدت في الجو... ممرضة تنقذ حياة طفلة خديجة خلال رحلة إلى بكين

طائرة تابعة لـ«خطوط جنوب الصين الجوية» (رويترز)
طائرة تابعة لـ«خطوط جنوب الصين الجوية» (رويترز)
TT

وُلدت في الجو... ممرضة تنقذ حياة طفلة خديجة خلال رحلة إلى بكين

طائرة تابعة لـ«خطوط جنوب الصين الجوية» (رويترز)
طائرة تابعة لـ«خطوط جنوب الصين الجوية» (رويترز)

حازت ممرضة في الصين إعجاباً وثناءً واسعين بسبب سرعة بديهتها التي أنقذت حياة طفلة خديجة وُلدت في الجو داخل مرحاض طائرة.

أنجبت امرأة حامل في الأسبوع السادس والعشرين طفلة، وزنها 820 غراماً فقط، في مرحاض طائرة تابعة لشركة Southern Airlines (خطوط جنوب الصين الجوية) في طريقها إلى بكين في 3 أغسطس (آب)، وفقاً لصحيفة «إندبندنت».

استجابت تشين شانشان، ممرضة ضمن قسم حديثي الولادة في مستشفى هاينان الإقليمي، على الفور لنداء الطوارئ من المضيفات.

ذكرت قناة حكومية أن الممرضة وجدت الأم، التي تدعى تشانغ، وهي تحمل طفلة بحجم راحة اليد في يدها، ولم تكن تتنفس.

كانت الطفلة لا تزال ملفوفة بالغشاء الجنيني، الذي مزّقته تشين لمساعدة الطفلة على التنفس. وقد ساعدها طبيبان آخران على متن الطائرة التي غادرت من هايكو في مقاطعة هاينان.

بعد فشلها في الشعور بنبضها، أجرت تشين الإنعاش القلبي الرئوي (سي بي آر) للمولودة وأعطتها الأكسجين الإضافي. وطلبت من أفراد الطاقم إحضار زجاجة ماء ساخن وحقيبة لإبقاء الطفلة دافئة لمنع خطر الوفاة.

وقالت تشين: «يجب إبقاء الأطفال الخدج دافئين. حتى درجة واحدة من انخفاض درجة حرارة الجسم يمكن أن تؤدي إلى تعفن الدم، وقد ترتفع احتمالية الوفاة».

هبطت الطائرة اضطرارياً في تشانغشا بمقاطعة هونان بوسط البلاد؛ من أجل سلامة الأم ومولودتها الجديدة.

واستمرت تشين في إجراء الإنعاش القلبي الرئوي لأكثر من ساعة، حتى تم إدخال الطفلة إلى غرفة الطوارئ، وفقاً لصحيفة «تشاينا ديلي». وأوضحت الممرضة: «لم أدرك أنني لا أشعر بذراعي إلا عندما رأيت الطفلة تُنقل إلى غرفة الإنقاذ».

هرع والد الطفلة إلى مستشفى تشانجشا عندما علم بولادة ابنته الثانية. وقال إن الرضيعة اكتسبت 50 غراماً من الوزن خلال إقامتها في المستشفى لمدة أسبوعين.

وأعرب عن امتنانه للممرضة من خلال رسالة فيديو، قائلاً: «شكراً لك على وجودك في اللحظة الحرجة. سنخبر طفلتنا بذلك وستتذكرك إلى الأبد».

بدورها، شكرت تشين الطبيبين في تعليق كتبته على إحدى وسائل التواصل الاجتماعي. وقالت: «لولا مساعدتهما، لما كنت لأتمكن من إنهاء هذه المهمة الطارئة بسلاسة».

وقدمت شركة الطيران لتشين خطاب شكر لمساعدتها في الوقت المناسب.


مقالات ذات صلة

«الأمم المتحدة» تنتقد سياسات حقوق الإنسان «الإشكالية» في شينجيانغ

العالم الناطقة باسم مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان رافينا شامداساني (الأمم المتحدة)

«الأمم المتحدة» تنتقد سياسات حقوق الإنسان «الإشكالية» في شينجيانغ

أكدت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أن السياسات «الإشكالية» لا تزال مستمرة في الصين بعد عامين من تقريرها الرئيسي الذي أشار إلى «جرائم ضد الإنسانية» محتملة.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
آسيا وزير الخارجية الصيني وانغ يي يتحدث للإعلام وبجانبه المستشار الأميركي جايك سوليفان في بكين الثلاثاء (رويترز) play-circle 00:37

سوليفان ووانغ يتطلعان لمحادثات «مثمرة» في بكين

أعرب مستشار الأمن القومي الأميركي، جايك سوليفان ووزير الخارجية الصيني، وانغ يي، الثلاثاء، عن أملهما في إجراء محادثات مثمرة خلال لقائهما في بكين.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد شعار شركة البترول الوطنية الصينية (CNPC) بمؤتمر الغاز العالمي في باريس (رويترز)

شركة النفط الصينية تعتزم إحياء صفقات الاستحواذ العالمية

قال رئيس ذراع الأبحاث في شركة النفط الوطنية الصينية إن أكبر منتج للنفط في آسيا تراجع استراتيجيتها العالمية في إطار سعيها لإحياء صفقات الاستحواذ العالمية.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الولايات المتحدة​ مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان يتحدث خلال الإحاطة اليومية بالبيت الأبيض في مايو 2024 (أ.ب)

سوليفان إلى الصين في مهمة صعبة لخفض التوترات

تصاعدت التوترات بين الولايات المتحدة والصين قبل زيارة مستشار الأمن القومي جيك سوليفان الذي سيقوم بزيارة لبكين يبدأها الثلاثاء وتستمر إلى الخميس.

هبة القدسي (واشنطن)
العالم الرئيس الصيني شي جينبينغ (إ.ب.أ)

الرئيس الصيني يزور روسيا في أكتوبر المقبل

نقلت «وكالة الإعلام الروسية»، السبت، عن المبعوث الصيني إلى موسكو قوله إن الرئيس الصيني شي جينبينغ سيحضر قمة دول مجموعة «بريكس» في مدينة كازان الروسية.

«الشرق الأوسط» (موسكو- بكين)

أعمال «الأسود والضوء» تحضّ على التأمل

عمل للدكتور أشرف سعد جلال (الشرق الأوسط)
عمل للدكتور أشرف سعد جلال (الشرق الأوسط)
TT

أعمال «الأسود والضوء» تحضّ على التأمل

عمل للدكتور أشرف سعد جلال (الشرق الأوسط)
عمل للدكتور أشرف سعد جلال (الشرق الأوسط)

خيط رفيع يربط بين أعمال 50 فناناً فوتوغرافياً يتمثّل في رصد «الأسود والضوء» (Black & Light)، وهو العنوان الذي اختاره «نادي عدسة» ليقيم تحته معرضاً بالإسكندرية (شمال مصر)، يتضمن نحو 120 عملاً فوتوغرافياً.

ويضم المعرض صوراً فوتوغرافية متباينة التفاصيل والأحجام، التقطها الفنانون في أماكن متنوعة بدول مختلفة خلال العام الماضي، تتمركز حول فكرة التنويع بين اللون الأسود وتوظيف الضوء في الصورة الفوتوغرافية، حسب علاء الباشا مدير «نادي عدسة»، ومنسق المعرض.

ويقول الباشا لـ«الشرق الأوسط»: «المشاركون في الحدث فنانون لهم توجهات وطرق اشتغال مختلفة، ممن نطلق عليهم (حاصدي الجوائز)؛ فهم دوماً يحصلون على الجوائز المحلية والعالمية، ومنهم الفنانون منى حسن أبو عبدة، وهشام رجب، وياسمين القاسم، وداليا فريد».

عمل للفنانة آمال عجلان (الشرق الأوسط)

ويتكون المعرض، المستمر إلى نهاية أغسطس (آب) الحالي، من قسمين رئيسيين؛ «القسم الأول: أعمال تجمع ما بين الأسود والضوء، و القسم الآخر يتضمّن أعمالاً هي نتاج ورشة فنية استمرت شهرين نظّمها النادي للمشاركين في الفعالية»، وفق منظم المعرض.

وتقوم «فكرة الورشة على التقنية القديمة المعروفة باسم (التلوين اليدوي للفوتوغرافيا)، التي كانت مستخدمة قبل تحميض الصور الملونة؛ فداخل الورشة قام الفنانون بتلوين صور الأبيض والأسود بأيديهم عبر مختلف طرق وتقنيات التلوين». وفق منسق المعرض.

عمل مفاهيمي استخدمت فيه الفنانة منى أبو عبدة تقنية التلوين اليدوي (الشرق الأوسط)

ويُعدّ التأمل هو السمة الغالبة على أعمال الفنان هشام رجب الذي وظّف الضوء للإيحاء بالروحانية والعبادة؛ ففي إحدى لوحاته ينقل الإحساس بالتفكر في مخلوقات الله، عبر صورة رجل يتأمل الطيور في السماء، وتجمع الصورة بين الضوء والظلال بشكل مكثّف.

وجعل الفنان الأجزاء السوداء قاتمة للغاية في الصورة نفسها؛ لتضخيم التأثير، حتى ليتساءل المتلقّي: هل من الممكن أن يكون نظر الإنسان في هذه المخلوقات، وتأمله في حكمة إيجادها، وفي بديع صنعها؛ سبباً في انتقاله من مشاعر ظلامية إلى رؤى كشفية نورانية؟

فوتوغرافيا بتقنية التلوين اليدوي في عمل للفنانة جهاد مكي (الشرق الأوسط)

ويدرك معظم المصوّرين أن الساعة الذهبية أو السحرية (بعد شروق الشمس مباشرة أو قبل غروبها) هي أفضل وقت في اليوم للإضاءة «المزاجية» اللافتة، حيث يكون الضوء أقوى بكثير عندما تكون الشمس أعلى في السماء، وغير مناسب عادةً لتصوير المناظر الطبيعية، لكنه يكون مناسباً لتصوير المباني، وذلك ما فعلته المصوّرة أمينة حسن في تصويرها لمسجد أثري بالقاهرة.

واعتاد المهندس في العمارة الإسلامية تصميم كل من المساحات الداخلية والخارجية؛ للاستفادة من أشعة الشمس القوية، وفي العمل الذي شاركت به هذه الفنانة في المعرض نجدها تُطوّع الطريقة التي تسقط بها الظلال عبر المشهد مع الهندسة الصلبة في إنشاء تركيبة موحية، تجعل المشاهد يستشعر جمال الزخارف والتفاصيل المعمارية للمبنى.

عمل للفنان هشام رجب يبرز بطولة الضوء (الشرق الأوسط)

وتقول حسن لـ«الشرق الأوسط»: «تستفيد الصور ذات الظلال القوية بشكل جيد من الأسود والضوء، كما أن الأجواء الدرامية التي عملت على تحقيقها عبر اللعب بالأسود والضوء تؤكد عمق وقوة الظلال، وتساهم في إضافة الدراما إلى التكوين الفوتوغرافي».

وتشارك الفنانة منى حسن أبو عبدة في المعرض بعملين؛ الأول يبرز التضادّ ما بين الضوء والظل، والآخر تم تلوينه يدوياً في الورشة التي سبقت المعرض، وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «هو معرض مميّز غير تقليدي بالنسبة لأي فنان فوتوغرافي».

صورة تعبيرية للفنانة منى أبو عبدة في المعرض (الشرق الأوسط)

وترجع ذلك إلى أن «الأعمال التي يضمها تقوم على تقنية (الأسود والضوء)، وليس (الأسود والأبيض) كما هو معتاد، وبذلك تُبرز الأعمال كيف يمكن أن تكون البطولة للضوء في الصور الفوتوغرافية».

ويكتسب الحدث خصوصيته أيضاً بسبب ورشة الـ«الهاند كلر»، حسب أبو عبدة، «فقد أتاحت للمشاركين التجريب، والعمل بمختلف تقنيات التلوين، وكان ذلك مهماً للغاية؛ لأنه يتيح لنا الخروج من مساحاتنا المعتادة في الفن، وأن نجرب طرقاً وأساليب جديدة».

عمل للفنانة ياسمين القاسم (الشرق الأوسط)

واستخدم الفنانون في الورشة الألوان المائية والإكريلك والزيت، فضلاً عن الاستعانة بخامات مختلفة في طباعة الصور، ومن ذلك ورق (الكانسون)، وورق الفوتوغرافيا، والتوال، والخشب الـ(MDF)، وغير ذلك.

وما بين التعبيرية والمفاهيمية جاءت اللوحتان لمنى أبو عبدة في المعرض تحملان رؤية مغايرة؛ فبينما جاء العمل الأول معبّراً عن رجل في حالة ترقّب ومحاولة لكشف ما هو قادم من المجهول، فإن الصورة الأخرى اتسمت بالمفاهيمية، وأضفى استعانتها بريش الطاووس والتلوين اليدوي عليها أجواءً سريالية.