فرح علامة لـ«الشرق الأوسط»: هذا الكليب فتح شهيّتي لأعمال أخرى

وقّعت أغنية راغب علامة الجديدة «بيروت ولا روما»

راغب علامة حمّلها مسؤولية كبيرة (مكتب راغب علامة)
راغب علامة حمّلها مسؤولية كبيرة (مكتب راغب علامة)
TT

 فرح علامة لـ«الشرق الأوسط»: هذا الكليب فتح شهيّتي لأعمال أخرى

راغب علامة حمّلها مسؤولية كبيرة (مكتب راغب علامة)
راغب علامة حمّلها مسؤولية كبيرة (مكتب راغب علامة)

ثقة عمياء أولاها الفنان راغب علامة للمخرجة فرح علامة، لتوقيع أغنيته الجديدة «بيروت ولا روما»، وهو ما حضّها على خوض هذه التجربة بعطاء كبير، ليست المرة الأولى التي تتعاون فيها فرح مع صاحب لقب «السوبر ستار»، فقد سبق وأخرجت كليب أغنيته «التقيل تقيل»، وفي التجربتين انعكس فيهما أسلوبها المُشبع بالطاقة الإيجابية والفرح، فالمخرجة اللبنانية -كما تقول لـ«الشرق الأوسط»- فتح كليب «بيروت ولا روما» شهيّتها للعمل في هذا المجال.

إثر تخرّجها الجامعي في الإخراج والسينما نفّذت فرح أفلاماً وثائقية وإعلانات تجارية، وكذلك وقّعت مسلسلاً درامياً لتلفزيون «الآن»، يحكي عن الثورة السورية، وفي عالم الفيديو كليب خاضت تجربة لم تستسِغها في بداياتها، ففضّلت الابتعاد عن هذا المجال.

فرح علامة تلحق بحدسها دائماً (مكتب راغب علامة)

وتروي لـ«الشرق الأوسط»: «اليوم تبدّلت رؤيتي لهذا الموضوع، وصار عندي النضج الكافي لأخوضه على طريقتي، وصرت أعرف مع من أتعامل من الفنانين، وكيف أختار مشاريعي التصويرية معهم».

اعتقد البعض للوهلة الأولى أن فرح هي ابنة أحد أشقاء راغب، بسبب كُنيتها التي تحمل نفس الاسم، وتوضح: «بالفعل هناك قرابة بيننا، ولكنها أبعد من ذلك، فجدّي ووالد راغب علامة هما أولاد العم، وهو يعرفني منذ كنت طفلة صغيرة بفضل العلاقة الوطيدة بين العائلتين، رغبت دائماً في التعاون معه، ولم أستطع البوح له بذلك، لم أكن أريد فرض نفسي عليه وإحراجه».

في عام 2020 جاءتها الفرصة، عندما اتصلت بها إحدى شركات الإعلان في مصر، تقول: «طلبوا مني تنفيذ إعلان لمشروع (مدينتي) السياحي، وأخبروني أن نجماً رفيع المستوى يشارك فيه، من دون ذكر اسمه، وقّعت على العقد، وبعدها تفاجأت بأن راغب علامة هو النجم الذي حدثوني عنه، كانت سعادتي كبيرة، سيما أن الإعلان لاقى الانتشار والصدى الطيبين».

من كليب «بيروت ولا روما» (مكتب راغب علامة)

لقاءات بالصدفة جمعتها بخضر شقيق راغب، وكانا في كل مرة يجتمعان سوياً، حيث يتحدثان عن تعاون مع راغب، وبالفعل حصل ذلك في أغنية «التقيل تقيل»، وعندما عرض عليها مؤخراً إخراج أغنية «بيروت ولا روما» دفعها الحماس الكبير لتنفيذها.

لحن الأغنية وتنوّعه بين ريغاتون ولاتينو وإيقاعات أفريقية وغيرها ولّدت خلطة أفكار عند فرح، كما أن اسم الأغنية أوحى لها بثقافتين مختلفتين. وتُضيف: «لحقت بحدسي الفني، سيما أن بيروت مدينتي تدخل مباشرةً في موضوع الأغنية، شعرتُ وكأنها تفتح لي يديها لتحتضنني من جديد، فأنا تركتها منذ سنوات وصرت مقيمة في دبي، كل ذلك زادني حماسةً، ودفعني للقيام بهذا التحدي».

تقول فرح إنها بعد تجربتها الأولى المتعثّرة في عالم الفيديو كليب فضّلت الابتعاد عنه، ولكنها اليوم تشعر بأنها صارت جاهزة، بعد مرور وقت، وإحساسها بالنضج العملي والمهني، «لقد حدّدت رؤيتي وقواعدي لدخول هذا المجال من جديد».

تمثّل فرح علامة نبضاً شبابياً، وإخراجياً جديداً، وتنضم إلى لائحة صنّاع الفيديو كليب.

فقد تجاوزت القواعد الكلاسيكية والتقليدية، وقدّمت أسلوباً جديداً، فكيف جازفت بدخول هذا العالم، في ظل ظهور مواهب شبابية أخرى سبقتها إليه؟ تجيب: «أُدرك تماماً بأن الساحة تنبض اليوم بمواهب إخراجية لافتة، كما دان حداد، كذلك يلفتني سمير سرياني وغيرهما، والجيّد في الموضوع هو أن لكلٍّ منهما هويته الإخراجية التي يشتهر بها».

وتعتب فرح على بعض الفنانين الذين لا يحبون التغيير ويخافونه، فيحاولون التمسك بصورتهم الكلاسيكية التي يعرفها عنهم المُشاهد: «السوشيال ميديا بدّلت من هذه المعايير، وإذا بقوا في أماكنهم فلن يلقوا التطور في مشوارهم».

راغب علّمها معرفة متى تقول كلمة «لا» (مكتب راغب علامة)

الثقة التي زوّدها بها راغب علامة زادت من مسؤوليتها تجاه هذا التعاون. وتتابع: «تصوري أنه جاء موقع التصوير وهو يجهل تماماً محتوى السكريبت الذي حضّرته، أولاني مسؤولية لا يُستهان بها، وقد انطلقت في فكرتي من الطاقة الإيجابية التي يتحلّى بها، فهو أينما حضر يعرف نشر الفرح والبهجة بين الكبار والصغار، فترجمت طاقته هذه على طريقتي، ولفتني تجاوب الناس وتفاعلهم مع الكليب».

تقول فرح إن حدسها عنصر رئيسي في حياتها: «تسلحت دائماً بموهبتي، وعملت بكدّ وصمت، فلا أجاهر بما أقوم به، وأشعر بأنني محظوظة بالفرص التي أتيحت لي، وبتعاوني مع اسم كبير هو راغب علامة».

وعمّا إذا كانت هي من ارتأت إطلالة راغب في الكليب، تردّ: «هناك فريق متكامل يعمل مع راغب، وفيما يخص شكله الخارجي فهو يستشير دائماً ابنه خالد، ولكنني رغبت بالطبع بأن يطلّ كما أعرفه في حياته اليومية، فتسري كيمياء بينه وبين الناس العاديين، بصفته نجماً مشهوراً وله تاريخه في الغناء، فالمُشاهد سيحبه على أي حال».

وتقول إن راغب علامة لقّنها درساً أساسياً في حياتها، «لقد علّمني معرفة متى أقول (لا)، هذه كانت هدية راغب لي بحيث أرفض أي عمل لا يناسب تطلعاتي».

وعن الفنانين الذين تحب التعاون معهم، تعدّ بينهم نانسي عجرم، وناصيف زيتون، والشامي. وعن مشاريعها المستقبلية تختم: «(بيروت ولا روما) فتح شهيّتي للعمل في إخراج الفيديو كليب، ولكن هناك أيضاً مشاريع قيد الدرس لتصوير أعمال درامية، ويبقى الحلم الأكبر هو العمل في مجال السينما».


مقالات ذات صلة

دراسة تحذّر الحوامل: المكياج وصبغة الشعر يزيدان مستويات المواد السامة بحليب الثدي

صحتك استخدام الحوامل لمنتجات العناية الشخصية يؤدي إلى ارتفاع مستويات «المواد الكيميائية الأبدية» السامة في دمائهن (رويترز)

دراسة تحذّر الحوامل: المكياج وصبغة الشعر يزيدان مستويات المواد السامة بحليب الثدي

حذرت دراسة جديدة من الاستخدام الزائد لمنتجات العناية الشخصية مثل المكياج وخيط تنظيف الأسنان وصبغة الشعر بين النساء الحوامل.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الرجال المتزوجون يتقدمون في العمر أبطأ من الرجال العزاب (رويترز)

الزواج يبطئ شيخوخة الرجال

أظهرت دراسة جديدة أن الرجال المتزوجين يتقدمون في العمر أبطأ من الرجال العزاب، إلا إن الشيء نفسه لا ينطبق على النساء.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق النجم الشجاع أنقذ الموقف (مواقع التواصل)

نجم «ديزني» يتخلّص من أفعى على الطائرة... ويتلقّى مكافأة

نجح نجم «ديزني»، الأسترالي أندري ريريكورا، في التخلُّص من ثعبان على طائرة «فيرجين إيرلاينز»... فماذا كانت مكافأته؟

«الشرق الأوسط» (سيدني)
يوميات الشرق إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

«الشرق الأوسط» (برلين)
يوميات الشرق جمال لوتشيا بونتي من نوع مختلف عن جدّتها (موقع الحفل)

حفيدة صوفيا لورين «مختلفة الجمال» تخرج إلى المجتمع في «حفل المبتدئات»

جرتْ العادة أن تحضُر كل مُشاركة بصحبة فتى من أبناء المشاهير والأثرياء، وأن ترقص معه «الفالس» كأنهما في حفل من حفلات القصور في عهود ملوك أوروبا.

«الشرق الأوسط» (باريس)

محمد رحيم... رحيل يستدعي حزن جيل التسعينات

الملحن المصري محمد رحيم (حساب رحيم على فيسبوك)
الملحن المصري محمد رحيم (حساب رحيم على فيسبوك)
TT

محمد رحيم... رحيل يستدعي حزن جيل التسعينات

الملحن المصري محمد رحيم (حساب رحيم على فيسبوك)
الملحن المصري محمد رحيم (حساب رحيم على فيسبوك)

ما أن تم الإعلان عن خبر الرحيل المفاجئ للملحن المصري محمد رحيم، حتى سيطرت أجواء حزينة على الوسط الفني عامة والموسيقي خاصة بمصر، كما أعرب عدد كبير من متابعي «السوشيال ميديا» من جيل التسعينات والثمانينات عن حزنهم العميق لرحيل ملحنهم «المحبوب» الذي يعتبرونه أفضل من عبّر عن أحلامهم وصدماتهم، مشيرين إلى أن رحيله «خسارة فادحة» لعالم الموسيقى والغناء عربياً.

وبدأ الملحن المصري محمد رحيم مسيرته المهنية مبكراً، إذ تعاون مع نخبة كبيرة من النجوم بمصر والعالم العربي، وكان قاسماً مشتركاً في تألقهم، كما صنع لنفسه ذكرى داخل كل بيت عبر أعماله التي تميزت بالتنوع ووصلت للعالمية، وفق نقاد.

الشاعر فوزي إبراهيم والمطربة آية عبد الله والملحن محمد رحيم (حساب رحيم على فيسبوك)

ومن بين النجوم الذين تعاون معهم رحيم عمرو دياب، ونانسي عجرم، ومحمد منير، وأصالة، وإليسا، ونوال الزغبي، وأنغام، وآمال ماهر، وروبي، ومحمد حماقي، وتامر حسني، وغيرهم.

وقدم رحيم أول ألحانه مع الفنان عمرو دياب أواخر تسعينات القرن الماضي، قبل أن يكمل عامه الـ20، من خلال أغنية «وغلاوتك» ضمن شريط «عودوني»، التي حققت نجاحاً كبيراً وكانت بداية الطريق لأرشيف غنائي كبير صنع اسم رحيم في عالم الفن.

وقدم رحيم، الذي رحل السبت عن عمر يناهز الـ45 عاماً، مع عمرو دياب أغنية «حبيبي ولا على باله»، التي حصد عنها دياب جائزة «ميوزك أورد» العالمية عام 2001.

بدأ رحيم في عصر ازدهار «شرائط الكاسيت»، التي كانت الملاذ الوحيد لمحبي الأغاني وخصوصاً في مواسم الإجازات، وانتظار محلات وأكشاك بيع الشرائط في الشوارع والميادين بمصر كي تعلن عبر صوت صاخب طرح «شريط جديد».

الملحن محمد رحيم والمطربة جنات (حساب رحيم على فيسبوك)

ووفق موسيقيين؛ فإن الملحن الراحل قد نجح في صناعة ألحان يعتبرها جيل التسعينات والثمانينات «نوستالجيا»، على غرار «أنا لو قلت» لمحمد فؤاد، و«الليالي» لنوال الزغبي، و«يصعب علي» لحميد الشاعري، و«ياللي بتغيب» لمحمد محيي، و«أحلف بالله» لهيثم شاكر، و«جت تصالحني» لمصطفى قمر، و«مشتاق» لإيهاب توفيق، و«أنا في الغرام» لشيرين، وغيرهم. لذلك لم يكن مستغرباً تعليقات نجوم الغناء على رحيل رحيم بكلمات مؤثرة.

ويرى الشاعر والناقد الموسيقى المصري فوزي إبراهيم أن «محمد رحيم ملحن كان يتمتع بموهبة فريدة، وألحانه تميزت بالبساطة والقرب من ذائقة الجمهور التي يعرفها بمجرد سماعها، لذلك اقتربت موسيقاه من أجيال عدة».

لم يقم الموسيقار الراحل باستعارة أو اقتباس جمل موسيقية مطلقاً خلال مشواره، بل اعتمد على موهبته الإبداعية، برغم ترجمة أعماله للغات عدة، وفق إبراهيم، الذي أشار في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى «أن محمد منير وصف رحيم بأنه (أمل مصر في الموسيقى)، مثلما قالها عبد الحليم حافظ للموسيقار بليغ حمدي».

محمد حماقي ومحمد رحيم (حساب رحيم على فيسبوك)

«بدأ شاباً وكان يعي متطلبات الشباب»، على حد تعبير الناقد الموسيقى المصري أمجد مصطفى، الذي يقول في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «ارتباط جيل التسعينات بأعماله يرجع لكونه نجح في القرب منهم والتعبير عن أحلامهم ومشاعرهم، بجانب ثقافته الموسيقية المبكرة التي حملت أبعاداً مختلفة».

ولفت مصطفى إلى أن «رحيم كان تلميذاً للملحن الليبي ناصر المزداوي، الذي يتمتع بتجارب عالمية عديدة، كما أن رحيم كان متميزاً في فن اختيار الأصوات التي تبرز ألحانه، بجانب إحساسه الفني الذي صنع شخصيته وميزته عن أبناء جيله».

الملحن محمد رحيم والفنان محمد منير (حساب رحيم على فيسبوك)

وكان للملحن المصري بصمة واضحة عبر أشهر شرائط الكاسيت مثل «الحب الحقيقي» لمحمد فؤاد، و«عودوني» لعمرو دياب، و«غزالي» لحميد الشاعري، و«أخبارك إيه» لمايا نصري، و«صورة ودمعة» لمحمد محيي، و«شوق العيون» لرجاء بلمليح، و«وحداني» لخالد عجاج، و«حبيب حياتي» لمصطفى قمر، و«عايشالك» لإليسا، و«جرح تاني» لشيرين، و«قوم أقف» لبهاء سلطان، و«ليالي الشوق» لشذى، و«ليلي نهاري» لعمرو دياب، و«طعم البيوت» لمحمد منير، وغيرها من الألحان اللافتة.

الملحن محمد رحيم والفنانة نانسي عجرم (حساب رحيم على فيسبوك)

من جانبها قالت الشاعرة المصرية منة القيعي إنها من جيل التسعينات وارتباطها بأغاني رحيم لم يكن من فراغ، خصوصاً أغنية «غلاوتك»، التي أصرت على وجودها خلال احتفالها بخطبتها قبل عدة أشهر، رغم مرور ما يقرب من 26 عاماً على إصدارها.

وتوضح منة لـ«الشرق الأوسط» أن «رحيم كان صديقاً للجميع، ولديه حس فني وشعور بمتطلبات الأجيال، ويعرف كيف يصل إليهم بسهولة، كما أن اجتماع الناس على حبه نابع من ارتباطهم بأعماله التي عاشت معهم ولها ذكرى لن تزول من أذهانهم».

الملحن محمد رحيم والموسيقار الراحل حلمي بكر (حساب رحيم على فيسبوك)

وتؤكد منة أن «ألحان رحيم جزء لا يتجزأ من الهوية المصرية، والقوى الناعمة التي تملكها مصر، وفنه الراسخ هو (تحويشة) عمره، فقد بدأ صغيراً ورحل صغيراً، لكن عمره الفني كان كبيراً، وأثر في أجيال عديدة». على حد تعبيرها.