السعودية تحتفي بخريجي أول برنامج ابتعاث ثقافي في تاريخها

157 خريجاً من المبدعين السعوديين في عدد من المجالات

تضمّن الحفل عرضاً مرئياً يحكي قصة برنامج الابتعاث منذ إطلاقه وإنجازاته المتلاحقة (واس)
تضمّن الحفل عرضاً مرئياً يحكي قصة برنامج الابتعاث منذ إطلاقه وإنجازاته المتلاحقة (واس)
TT

السعودية تحتفي بخريجي أول برنامج ابتعاث ثقافي في تاريخها

تضمّن الحفل عرضاً مرئياً يحكي قصة برنامج الابتعاث منذ إطلاقه وإنجازاته المتلاحقة (واس)
تضمّن الحفل عرضاً مرئياً يحكي قصة برنامج الابتعاث منذ إطلاقه وإنجازاته المتلاحقة (واس)

احتفت السعودية بخريجي أول دفعة من برنامج الابتعاث الثقافي، الذي فتح آفاقاً جديدة لنحو 157 خريجاً من المبدعين في عدد من المجالات، وقدّم فرصاً استثنائية لخلق جيل مميز من روّاد الثقافة، وتأهيلهم للتوافق مع مرحلة ثقافية وحيوية جديدة تشهدها المملكة.

وكرّمت وزارة الثقافة، الخميس، الدفعة الأولى من خريجي البرنامج، وذلك في حفلٍ أُقيم بمركز الملك فهد الثقافي بالرياض، بحضور قيادات من المنظومة الثقافية إلى جانب الطلاب المبتعثين وأولياء أمورهم وعائلاتهم.

انطلق برنامج الابتعاث الثقافي ضمن الاستراتيجية الوطنية للثقافة تحت مظلة «رؤية السعودية 2030» (وزارة الثقافة)

وقال حامد بن محمد فايز، نائب وزير الثقافة السعودي، إن تنمية القدرات الثقافية تُسهم في تعزيز الحوار الفعّال بين الثقافات والشعوب، وتبادل المعرفة عبر الأجيال، والمنافسة عالمياً في الصناعات الإبداعية بمختلف المجالات.

وأكد فايز لخريجي برنامج الابتعاث الثقافي، في كلمته التي ألقاها بينما تنتظم صفوف الخريجين على مسرح المناسبة، أن رحلتهم للمساهمة في ازدهار المملكة بمختلف ألوان الثقافة قد بدأت، ودعا الشغوفين بالتخصصات الثقافية المتاحة في البرنامج إلى التسجيل لإثراء تجربتهم ومسيرتهم.

وفي ردهة مسرح مركز الملك فهد الثقافي، شارك بعض الخريجين بنماذج من أعمالهم، التي لامست مجموعة من التخصصات الثقافية، وأظهرت الأبعاد الجديدة التي أُضيفت إلى وعيهم ومهارتهم وإدراكهم، تضمّنت أفلاماً قصيرة، وأعمالاً فنية وموسيقية، وبورتريهات، ومنحوتات إبداعية.

وتضمّن الحفل عرضاً رئيسياً مقسماً على جزئين، تَمثّل الأول في مسرحية بعنوان «أثر الأجداد يقتفيه الأحفاد»، والثاني في عرض غنائي للأوركسترا بعنوان «نبني فوق ما فعلوا»، بالإضافة إلى عرضٍ مرئي يحكي قصة برنامج الابتعاث منذ إطلاقه، وإنجازاتِه المتلاحقة، ومقابلاتٍ مع الطلبة الخريجين يستعرضون فيها تجاربهم في بلدان الابتعاث، وبعد ذلك صعد الخريجون إلى منصة الحفل لتكريمهم.

وانطلق برنامج الابتعاث الثقافي ضمن الاستراتيجية الوطنية للثقافة، تحت مظلة «رؤية السعودية 2030» خلال عام 2019، لتمكين المبدعين والمبدعات في السعودية من الالتحاق بأبرز المؤسسات التعليمية التي تضم التخصصات الثقافية في مختلف دول العالم.

وأتاح البرنامج فرصاً تعليمية فريدة للطلاب والطالبات مكّنتهم من دراسة التخصصات الثقافية والفنية في أبرز الجامعات العالمية، في مجالات منها: علم الآثار، والتصميم، والمتاحف، والموسيقى، والمسرح، وصناعة الأفلام، والآداب، والفنون البصرية، وفنون الطهي.



مهرجان «إضافة» يكرِّم مواهب من ذوي الحاجات الخاصة

مجموعة من أصحاب الحاجات الخاصة يكرّمهم «إضافة» (صور سام سعد)
مجموعة من أصحاب الحاجات الخاصة يكرّمهم «إضافة» (صور سام سعد)
TT

مهرجان «إضافة» يكرِّم مواهب من ذوي الحاجات الخاصة

مجموعة من أصحاب الحاجات الخاصة يكرّمهم «إضافة» (صور سام سعد)
مجموعة من أصحاب الحاجات الخاصة يكرّمهم «إضافة» (صور سام سعد)

المكرَّمون في مهرجان «إضافة»، كما في كل نسخة، يتميّزون باختلافهم عن غيرهم. فهم من أصحاب الحاجات الخاصة الذين لم يسبق أن سُلِّط الضوء على قدراتهم ومواهبهم. يأتي هذا الحدث ليزوّدهم بجرعات أمل تحضّهم على إكمال مشوار الحياة بإرادة صلبة.

وفي نسخة هذا العام، سيُكرَّم نحو 17 شخصاً، من بينهم مكفوفون أو مصابون بالشلل والصمّ وذوو حاجات خاصة أخرى، فيطلّون على خشبة الحفل في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. فـ«إضافة» لمسة حنان تحيي لديهم حبّ الحياة والتفوّق.

مؤسِّس المهرجان مع جورجيت جبارة عضوة لجنة «إضافة» (صور سام سعد)

جديد نسخة هذا العام، مشاركة عدد من الأطفال، بعد اقتصار التكريمات في الماضي على البالغين. ولأنّ الطفولة تحتاج أيضاً إلى مَن يُنمّي لديها حبّ المثابرة وتعزيز الثقة بالنفس، قرّر صاحب هذا الحدث تخصيص مساحة لهم. يقول سام سعد لـ«الشرق الأوسط»: «سيشكّلون مفاجأة المهرجان بمواهبهم وتميّزهم. هناك جمعيات ومؤسسات كثيرة في لبنان تعتني بأطفال من أصحاب الحاجات الخاصة. ورغبنا بدورنا في إعطائهم فرصة إبراز مواهبهم وتقديرها. متابعتهم وتشجيعهم يثمران بناء مجتمع سليم، وتنمية قدرات لا بدّ أن تؤدّي إلى نتائج أفضل لمستقبلهم».

المكرَّمون من أصحاب الحاجات الخاصة لهذا العام يأتون من بلدان عربية وأجنبية، من بينها البرازيل وأميركا وإندونيسيا ومصر والإمارات العربية، إضافة إلى عدد من اللبنانيين. ومعظمهم يتميّزون بقدراتهم في الرياضة والفنون على أنواعها. يوضح سعد: «لكلٍّ قصته مع الحياة وكيفية تعامله مع إعاقته الجسدية ليحوّلها إلى ميزة».

مع الفنان كارلوس عازار المُشارك في لجنة «إضافة» (صور سام سعد)

تتألّف اللجنة المُشرفة على تقييم إبداعات المُشاركين في المهرجان من فنانين وإعلاميين ورياضيين، من بينهم الفنانات جورجيت جبارة، وبيتي توتل، وتقلا شمعون، والرياضي مكسيم شعيا. يعلّق سام سعد: «نجتمع مثل عائلة بسيطة تنظر إلى تقدير أفرادها من ذوي الحاجات الخاصة. دفء التعامل بيننا ينعكس إيجاباً على خياراتنا حول المكرَّمين».

واجه المهرجان في بداياته مصاعب عدّة. فلم يلقَ الدعم والتشجيع: «لم يستسغ كثيرون الفكرة بدايةً، ففوجئوا بها ولم يستوعبوها سريعاً. لكنه اليوم أصبح موعداً ينتظره الجميع. فذوو الحاجات الخاصة حاضرون في عائلاتنا وفي الحلقات الاجتماعية القريبة منا. لا تخلو دار أو مؤسسة اجتماعية منهم. لذا، نشهد تشجيعاً ملحوظاً من وسائل إعلامية وشخصيات ومؤسسات. وقد ذاع صيت المهرجان بعيداً، وسهُلت عملية البحث عن هؤلاء المميّزين، وأصبحت مدعومة من كثيرين. وقريباً ننظّم حلقات نقاشية حول هذا الموضوع ننتقل فيها بين بلدان عربية، نستهلها من الإمارات».

التقدُّم الإيجابي الذي يحقّقه المهرجان، تقابله سلبية من نوع آخر، فيتابع سام سعد: «في بلدنا، مع الأسف، يلزمنا الكثير لنتقدَّم في هذا المجال. بلدان عربية، منها السعودية والإمارات العربية، سبقتنا بأشواط في إدراك أهمية مساندة هؤلاء وإعطائهم الفرص لخوض حياة كريمة. يفتقد لبنان هذا الجانب الإنساني في أجندته الاجتماعية. وبعض أصحاب محطات التلفزيون يطالبوننا بمبالغ هائلة لقاء نقل الحدث عبر شاشاتهم. وبدل أن يُسهّلوا مهماتنا الإنسانية، يعرقلون طريقنا. تلزمنا سنوات لنلحق ببلدان عربية أخرى تعزّز مكانة أصحاب الحاجات الخاصة».

من القصص الإنسانية التي سيُضيء عليها «إضافة»، قصة مكفوفة في الرابعة من عمرها: «مبدعة وتملك موهبة فنية رائعة، فتغنّي كما المحترفات. ثمة أيضاً نماذج أخرى من لبنان والعالم العربي ستشكّل مفاجآت للحضور».

مبادرة أخرى ينوي سام سعد إطلاقها بموازاة الحفل، هي نادٍ خاص لذوي الحاجات الخاصة: «أطلقنا عليه اسم (النادي اللبناني لأصحاب الهمم)، وهو نسخة عن نوادٍ موجودة في السعودية وبلدان عربية أخرى، سنفتتحه بحفل خاص ومباراة (تيرو). كما ستتخلله طوال أيام السنة نشاطات مختلفة تعزّز قدرات هؤلاء الأشخاص. أبواب هذا النادي ستكون مفتوحة أمام جميع اللبنانيين. فلا شروط تُفرَض على أعضائه بل سيكون بقعة ضوء ورجاء بالنسبة إليهم».

ويرى سعد ضرورة التفات اللبنانيين إلى حالات الاختلاف هذه: «يجب أن يتحلّوا برؤية مستقبلية بعيدة الأمد حول هذا الموضوع. فكل منّا معرّض لذلك. علينا تقديرهم، فنشدّ على أياديهم لئلا يشعروا بالفراغ»، متمنّياً أن «يكفّ المسؤولون عن مجرّد الكلام، فيُقدموا على أفعال تهيّئ أرض الواقع لمستقبل أفضل لأصحاب الهمم».

يختم: «تقدّمنا يسير ببطء، وأحياناً نشعر بأننا على وشك الاستسلام في غياب الدعم. لكنني سأبقى متمسكاً بهذه المبادرة حتى النفس الأخير».