أميركية تقاضي مستشفى أهمل إبلاغها بوفاة ابنتها

توفيت وظل جثمانها بالمشرحة طوال عام

كانت جثة بيترسون المتحللة منسية على الرف رقم 22 في ثلاجة التخزين خارج المستشفى (أرشيفية - رويترز)
كانت جثة بيترسون المتحللة منسية على الرف رقم 22 في ثلاجة التخزين خارج المستشفى (أرشيفية - رويترز)
TT

أميركية تقاضي مستشفى أهمل إبلاغها بوفاة ابنتها

كانت جثة بيترسون المتحللة منسية على الرف رقم 22 في ثلاجة التخزين خارج المستشفى (أرشيفية - رويترز)
كانت جثة بيترسون المتحللة منسية على الرف رقم 22 في ثلاجة التخزين خارج المستشفى (أرشيفية - رويترز)

بعد أن أبلغ مستشفى في كاليفورنيا أفراد عائلة جيسي بيترسون بأن مريضة السكري البالغة من العمر 31 عاماً خرجت من المستشفى رغم نصيحة الأطباء بعكس ذلك، قضت والدتها وشقيقتاها عاماً في البحث عنها وأبلغن الشرطة عن اختفائها ونشرن منشورات تبلغ عن ذلك، واتصلن بالأصدقاء وبحثن عنها في الأماكن التي كانت تتردد عليها، وفق ما أوردته وكالة «رويترز».

لكن تبين أن بيترسون لم تغادر مركز ميرسي سان خوان الطبي في ساكرامنتو. وتشير شهادة وفاتها التي راجعتها كاتبة هذا التقرير إلى أنها توفيت في المستشفى بسبب سكتة قلبية في الثامن من أبريل (نيسان) 2023، أي قبل عام كامل من توقيع الشهادة.

ووفقاً لقانون ولاية كاليفورنيا، من المفترض استكمال شهادات الوفاة في غضون 15 ساعة من وفاة الشخص.

وخلال ذلك العام، كانت جثة بيترسون المتحللة منسية على الرف رقم 22 في ثلاجة التخزين خارج المستشفى، وفقاً لدعوى إهمال بقيمة 15 مليون دولار رفعتها عائلتها. وزعمت الدعوى القضائية أن عاماً مرّ قبل أن يخطر محققو ساكرامنتو أقرب أقارب بيترسون بأنه تم العثور على رفاتها في المشرحة وسوار الهوية لا يزال على معصمها.

وقال متحدث باسم شركة «ديجنتي هيلث»، مالكة مستشفى ميرسي سان خوان في بيان: «نعبر عن خالص تعازينا للعائلة في هذا الوقت العصيب. لا يمكننا التعليق على الدعاوى القضائية قيد النظر». و«ديجنتي هيلث» هي جزء من منظمة «كومن سبيريت هيلث» غير الربحية التي تدير 140 مستشفى في 24 ولاية، وفقاً لموقعها على الإنترنت.

وقال كريستوفر أوجولا، الأستاذ في كلية الحقوق بجامعة باري في أورلاندو بولاية فلوريدا، إن هذه الاتهامات قد تكون صادمة، لكنها «ليست نادرة... قد تكون الحقائق مختلفة قليلاً في كل حالة، لكن حالات سوء تعامل المستشفيات مع الجثث كثيرة».

وكتب أوجولا مقالة قانونية عام 2022 استعرض فيها أكثر من 240 دعوى قضائية يمتد تاريخ بعضها إلى عام 1905 وتتعلق بسوء التعامل مع الجثث البشرية في جميع الولايات الخمسين.



دراسة: تصفح مواقع التواصل بدافع الملل يفاقمه

تصفح مواقع التواصل الاجتماعي عندما نصاب بنوبات ملل يزيدها (رويترز)
تصفح مواقع التواصل الاجتماعي عندما نصاب بنوبات ملل يزيدها (رويترز)
TT

دراسة: تصفح مواقع التواصل بدافع الملل يفاقمه

تصفح مواقع التواصل الاجتماعي عندما نصاب بنوبات ملل يزيدها (رويترز)
تصفح مواقع التواصل الاجتماعي عندما نصاب بنوبات ملل يزيدها (رويترز)

جِرَاء لطيفة، وأطفال يرقصون، ومقاطع صوتية للمشاهير، ومقالب مضحكة، ونصائح للبشرة... وغيرها؛ كلها لقطات نتابعها على مواقع التواصل الاجتماعي عندما نُصاب بنوبات ملل، فنتصفح المنصات المفضلة لدينا. ولكن هذه العادة من المرجح أن تجعل مشكلة الملل أسوأ، وفقاً لبحث جديد نشرته شبكة «سي إن إن».

وقالت الدكتورة كاتي تام، مؤلفة الدراسة الرئيسية، وهي «زميلة ما بعد الدكتوراه» في علم النفس بجامعة تورونتو في سكاربورو: «أظهر بحثنا أنه بينما يسرّع الناس مقاطع الفيديو أو يتخطونها لتجنب الملل، فإن هذا السلوك في الواقع يزيد من الملل». وأضافت: «كما أنه يجعل تجربة المشاهدة أقل إرضاءً وأقل جاذبية وأقل مغزى».

وأوضحت تام أنه «في الوقت الذي يمتلك فيه الأشخاص مجموعة واسعة من وسائل الترفيه في متناول اليد، فمن السهل أن نفترض أنهم الآن أقل مللاً من أي وقت مضى»، لكنها أشارت إلى أنه منذ عام 2008 إلى عام 2020، أظهرت الأبحاث اتجاهاً مزداداً نحو الملل بين الشباب.

وتابعت: «هذا أمر مقلق؛ لأن الملل مرتبط بالصحة العقلية السلبية، والتعلم، والنتائج السلوكية، مثل الأعراض الاكتئابية، والدرجات الأكاديمية السيئة، وحتى العدوان السادي».

التوقعات مقابل واقع الملل

للتحقق من الدور الذي يلعبه التصفح السريع والتبديل بين مقاطع الفيديو في لحظات الملل، أجرى الباحثون تجربتين على نحو 1200 شخص، وفقاً للدراسة التي نُشرت يوم الاثنين في مجلة علم النفس التجريبي «جنرال».

داخل التجربة الأولى، خاض المشاركون في الدراسة تجربتي مشاهدة. شاهد المشاركون مقطع فيديو مدته 10 دقائق من دون خيار التصفح أو التقديم السريع، ثم حصلوا على فترة 10 دقائق حيث يمكنهم التبديل بين 7 مقاطع فيديو مدتها 5 دقائق، وفقاً للدراسة.

في التجربة الثانية، شاهد المشاركون مقطع فيديو مدته 10 دقائق في جولة واحدة، وفي الجولة الأخرى سُمح لهم بالتقديم السريع أو الرجوع عبر مقطع فيديو مدته 50 دقيقة.

وتوقع المشاركون أنهم سيشعرون بملل أقل مع خيار التبديل أو التقديم السريع لكلتا التجربتين، لكنهم أفادوا بعد ذلك بأنهم وجدوا أن مشاهدة مقطع فيديو واحد حتى النهاية كان أكثر جاذبية وإرضاءً ومعنى، وفقاً للدراسة.

وأوضحت تام أن «الملل مرتبط ارتباطاً وثيقاً باهتمامنا. نشعر بالملل عندما تكون هناك فجوة بين مدى انخراطنا وكم نريد أن ننخرط. عندما يستمر الأشخاص في التبديل بين مقاطع الفيديو، فإنهم لا ينخرطون بشكل كامل في أي واحد، ويبحثون بدلاً من ذلك عن شيء أكثر إثارة للاهتمام».

الخير والشر في الملل

لفهم ما يجب أن تأخذه من هذه الدراسة، من المهم أن ننظر بشكل أعمق في ماهية الملل حقاً، وفقاً للدكتورة باميلا راتليدغ، مديرة «مركز أبحاث علم النفس الإعلامي»، وهو منظمة بحثية مستقلة لم تشارك في البحث.

وقالت راتليدغ: «من السهل تفسير دراسة مثل هذه بشكل خاطئ على أنها علامة أخرى ضد وسائل التواصل، بدلاً من فهم الملل بشكل أكثر فائدة بوصفه إشارة تحفيزية».

وأشارت إلى أن الملل، مثل الغضب أو الحزن، عاطفة غير سارة، وغالباً ما يُساء فهمها.

وأضافت: «بينما يقارن بعض الناس الملل بالكسل أو الافتقار إلى الطموح، فإنه يمكن أن تكون له تأثيرات إيجابية وسلبية. الملل، مثل كل المشاعر السلبية، هو إشارة تحفزنا على تغيير ما نقوم به. وبهذا المعنى فهو صحي وقابل للتكيف».

ورأت أنه «إذا كنت تفكر في الملل بوصفه عيباً وليس أداة تحفيزية، فستتفاعل معه بشكل مختلف».

كيف تظل منخرطاً؟

إذا كنت تريد الخروج من حلقة التصفح بداعي الملل، فإن القصد هو المفتاح.

وقالت تام: «خذ وقتك قبل الضغط على زر التقديم السريع أو التخطي، وابحث عن طرق للبقاء مركزاً خلال مشاهدة مقاطع الفيديو، تماماً كما ندفع مقابل تجربة في دار سينما، فإن المتعة غالباً ما تأتي من التفاعل مع المحتوى بدلاً من تصفحه فقط».

من جهتها، أشارت راتليدغ إلى أن معرفة وجود المزيد دائماً يمكن أن تعزز الخوف من تفويت المحتوى وأن تكون على طريق «التقييم العقلاني»، إذا لم تكن متعمداً بشأن كيفية عرض المحتوى.

وأضافت تام أنه من المهم أيضاً التفكير في ما تحاول تجنبه عند مشاهدة مقاطع الفيديو؛ لأنه ليس كل شيء يمكن أن يكون مثيراً طوال الوقت.

وأكدت راتليدغ أنه «ينبغي ألا تشعر بالذنب والخجل عندما تشعر بالملل، ولكن يمكنك استخدامه فرصةً للتفكير في الأنشطة التي تمنحك المعنى والتحدي»، موضحة أن «الأبحاث تُظهر أن الأنشطة التي تشغل مهارة بطريقة صعبة ولكنها ذات مغزى تمنح شعوراً أفضل بالرضا من تلك التي تبقيك مشغولاً أو تساعدك على الاسترخاء».