مراهق صنع صابوناً للوقاية من سرطان الجلد يحظى بلقب «طفل العام»

هيمان بيكيلي «تايم»
هيمان بيكيلي «تايم»
TT

مراهق صنع صابوناً للوقاية من سرطان الجلد يحظى بلقب «طفل العام»

هيمان بيكيلي «تايم»
هيمان بيكيلي «تايم»

اُختير مراهق من أصل إثيوبي ابتكر صابوناً يمكنه «تحويل علاج سرطان الجلد»، ليكون طفل العام 2024 من مجلة «تايم» والنسخة من المجلة المخصصة للأطفال.

وذكرت مجلة «تايم» أن هيمان بيكيلي، من أنانديل بولاية فيرجينيا الأميركية، هو عالم يبلغ من العمر 15 عاماً «يمكنه تغيير كيفية علاجنا لسرطان الجلد».

وقال بيكيلي لمجلة «تايم»: «إنه لأمر لا يصدق تماماً أن نفكر في أنه في يوم من الأيام سيكون بإمكان قطعة الصابون الخاصة بي إحداث تأثير مباشر على حياة شخص آخر». وتابع: «هذا هو السبب الذي جعلني أبدأ كل هذا في المقام الأول».

وقالت المجلة في بيان صحافي إن المراهق جرى اختياره بعد أن ابتكر صابوناً يمكن أن يكون «طريقة أكثر سهولة لتقديم الأدوية لعلاج سرطانات الجلد، بما في ذلك الورم الميلانيني».

في عام 2023، أطلقت شركة «ديسكفري إديوكيشن» و«ثري إم» على بيكيلي لقب أفضل عالم شاب في أميركا عندما كان يبلغ من العمر 14 عاماً فقط بعد أن تنافس مع تسعة متأهلين آخرين في النهائيات، وفق ما ذكرته وسائل إعلام أميركية.

وطوَّر بيكيلي قطعة صابون يمكنها يوماً ما علاج ومنع أشكال متعددة من سرطان الجلد. وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، فاز بيكيلي بتحدي العلماء الشباب «ثري إم»، وحصل على منحة قدرها 25000 دولار بعد تقديم عرضه أمام لجنة من الحكام. ويقول بيكيلي إن المنحة ستساعد على تطوير البحث عن قطعة الصابون والمساهمة في تعزيز تعليمه.

هيمان بيكيلي «تايم»

وُلد بيكيلي، الذي يعيش الآن في أميركا، في إثيوبيا وعاش حتى سن الرابعة، عندما هاجر إلى الولايات المتحدة مع عائلته. كان لديه شغف بالعلم، ويقول: «حسبما أتذكر. لقد كان لديَّ حب كبير لمجرد معرفة أشياء عن هذا العالم والفضول وطرح الأسئلة حقاً». وقد أدى هذا الفضول إلى إجراء عديد من التجارب، وبفضل حرصه على الملاحظة، تمكن من التوصل إلى هذا العمل الرائد في سن مبكرة.

وحسب وسائل إعلام أميركية، نشأ بيكيلي جزئياً في إثيوبيا، وشاهد الناس يعملون لساعات طويلة تحت أشعة الشمس الحارقة، وكثير منهم يرتدون طبقات قليلة من الملابس أو ربما من دون ملابس، وقد ظل هذا الأمر معه منذ ذلك الحين.

كما شدد والداه عليه وعلى إخوته أهمية عدم البقاء لفترة طويلة تحت أشعة الشمس المباشرة دون استخدام واقي الشمس أو الملابس الجيدة. وبعد أن اكتشف الفرق بين معدلات البقاء على قيد الحياة من سرطان الجلد في أفريقيا والأماكن التي تتمتع بموارد علاجية أفضل، بدأ يفكر في طرق لابتكار علاج متاح وأرخص ولكنه فعال.

قال بيكيلي بعد فوزه بمسابقة تحدي العلوم للشباب العام الماضي: «يُصاب معظم الناس بسرطان الجلد في البلدان النامية. لكن متوسط ​​تكلفة العملية الجراحية 40 ألف دولار. لقد أصابتني صدمة شديدة عندما فكرت في أن الناس مضطرون للاختيار بين العلاج وتوفير الطعام لأسرهم. هناك عديد من الوفيات التي يمكن الوقاية منها».

خلال بحثه، اكتشف عقار إيميكويمود، وهو كريم للجسم يوصف عادة كجزء من علاج سرطان الجلد. وبناءً على ذلك، بدأ في محاولة صنع صابون يمكن استخدامه لتوصيل الأدوية اللازمة لمرضى سرطان الجلد. وبعد أشهر من العمل مع حمض الساليسيليك وحمض الجليكوليك والتريتينوين، طوَّر بيكيلي صابون علاج سرطان الجلد.

واعتقد الشاب أن قطعة الصابون قد تكون نظام التوصيل المناسب لمثل هذا العقار المنقذ للحياة، ليس فقط لأنه بسيط، ولكن لأنه سيكون أكثر بأسعار معقولة من تلك التي يكلفها علاج سرطان الجلد عادةً، وفق مجلة «تايم».

هيمان بيكيلي «ديسكفري إديوكيشن»

ويعمل الصابون على إعادة تنشيط الخلايا الشجيرية للجلد، مما يساعد على حماية الجلد من خلال تعزيز الاستجابة المناعية.

وقال بيكيلي لـشبكة «بي بي إس نيوز» في وقت سابق من هذا العام: «أعتقد أن هدفي الرئيسي هنا لم يكن فقط محاربة سرطان الجلد، ولكن إيجاد نهج أكثر فاعلية من حيث التكلفة ويمكن الوصول إليه. وبالتالي، فأنت بحاجة حقاً إلى إيجاد طريقة مختلفة تماماً نحو الشكل التقليدي لعلاج سرطان الجلد، والذي يتمثل في الجراحة أو العلاج الإشعاعي أو شيء من هذا القبيل». قاده هذا إلى التفكير في «التطبيق الموضعي» ووصل إلى صابون كمنتج نهائي له.

يتذكّر بيكيلي كيف كان عليه أن يفكّر في شيء يكون ذا تأثير كبير، والأهم أن يتمكّن الجميع من استخدامه، بغضّ النظر عن الطبقة الاجتماعية والاقتصادية. وتوصّل إلى الإجابة المنتظرة: «الجميع تقريباً يستخدمون الصابون والماء للتنظيف، لذلك سيكون الصابون هو الخيار الأفضل».

ومُنح هيمان بيكيلي مؤخراً شرف أن يكون طفل العام لمجلة «تايم» لعام 2024، متحدثاً عن مدى شعبيته وإبداعه المهم المحتمل. يقول بيكيلي في ملفه الشخصي في مجلة «تايم»: «لا يزال هناك طريق طويل لنقطعه»، وهو يعمل على تحسين منتجه ليصبح قابلاً للتطبيق في السوق بحلول عام 2028.

وقد يستغرق الأمر سنوات قبل أن يصل مثل هذا المنتج إلى السوق، لكن هيمان يقضي بالفعل جزءاً من كل يوم من أيام الأسبوع في العمل في مختبر في كلية «جونز هوبكنز بلومبرغ» للصحة العامة في بالتيمور، على أمل تحقيق حلمه، وفقاً لمجلة «تايم».

ويرى الشاب النابغ أنّه «يمكن لأي شخص القيام بما قمت به. لقد توصّلتُ إلى فكرة، وعملتُ جاهداً عليها، ونجحت في تحويلها إلى واقع ملموس. لذلك، أقول لأي شخص لديه فكرة (استمرّ في الابتكار والتفكير بطريقة جديدة لتحسين عالمنا، واعمل على جعله مكاناً أفضل)».


مقالات ذات صلة

الإنجاب في سن صغيرة قد يقلل خطر الإصابة بسرطان الثدي

صحتك إنجاب الأطفال في سن صغيرة يوفر تأثيراً وقائياً ضد سرطان الثدي (رويترز)

الإنجاب في سن صغيرة قد يقلل خطر الإصابة بسرطان الثدي

كشفت دراسة علمية جديدة أن إنجاب الأطفال في سن صغيرة يوفر تأثيراً وقائياً ضد سرطان الثدي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك صورة توضيحية تُظهر ورماً في المخ (أرشيفية)

الأول من نوعه... نموذج ذكاء اصطناعي يمكنه اكتشاف سرطان الدماغ

يفترض الباحثون أن شبكة الذكاء الاصطناعي التي تم تدريبها على اكتشاف الحيوانات المتخفية يمكن إعادة توظيفها بشكل فعال للكشف عن أورام المخ من صور الرنين المغناطيسي.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك استهلاك الأطعمة التي تحتوي على «أوميغا 3» و«أوميغا 6» مثل الأسماك الزيتية يقلل معدل خطر الإصابة بالسرطان (جمعية الصيادين الاسكوتلنديين)

أطعمة تقلل من خطر الإصابة بـ14 نوعاً مختلفاً من السرطان

وجدت دراسة أن استهلاك «أوميغا 3» و«أوميغا 6»، وهي الأحماض الدهنية التي توجد في الأطعمة النباتية والأسماك الزيتية، قد يؤثر على معدل خطر الإصابة بالسرطان.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فطر "الزر الأبيض" قد يبطئ تطور سرطان البروستاتا (رويترز)

نوع من الفطر يبطئ نمو سرطان البروستاتا... تعرف عليه

أكدت دراسة جديدة أنَّ فطر «الزر الأبيض» قد يبطئ تطور سرطان البروستاتا عن طريق إعاقة نمو الورم، ودعم الخلايا المناعية المقاومة للسرطان.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك بحث يؤكد أن حالات الوفاة بالسرطان بين البريطانيين في ازدياد (رويترز)

بريطانيا: أكثر من وفاة مبكرة من بين كل 4 حالات «ستكون بسبب السرطان»

خلص تقرير جديد إلى أن أكثر من حالة وفاة مبكرة من بين كل 4 حالات في المملكة المتحدة ما بين الآن وعام 2050 ستكون بسبب السرطان.

«الشرق الأوسط» (لندن)

عقود من الرّيادة السعودية في فصل التوائم

جانب من حضور الجلسات الحوارية في اليوم الأخير من «المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة»... (تصوير: تركي العقيلي)
جانب من حضور الجلسات الحوارية في اليوم الأخير من «المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة»... (تصوير: تركي العقيلي)
TT

عقود من الرّيادة السعودية في فصل التوائم

جانب من حضور الجلسات الحوارية في اليوم الأخير من «المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة»... (تصوير: تركي العقيلي)
جانب من حضور الجلسات الحوارية في اليوم الأخير من «المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة»... (تصوير: تركي العقيلي)

بينما تتواصل جلسات «المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة»، بالعاصمة السعودية الرياض لليوم الثاني، أظهرت ردهات المكان، والمعرض المصاحب للمؤتمر بما يحتويه، تاريخاً من الريادة السعودية في هذا المجال على مدى 3 عقود، وفقاً لردود الفعل من شخصيات حاضرة وزوّار ومهتمّين.

جانب من المعرض المصاحب لـ«المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة»... (تصوير: تركي العقيلي)

على الجهة اليُمنى من مدخل مقر المؤتمر، يكتظ المعرض المصاحب له بالزائرين، ويعرّج تجاهه معظم الداخلين إلى المؤتمر، قُبيل توجّههم لحضور الجلسات الحوارية، وبين مَن يلتقط الصور مع بعض التوائم الموجودين ويستمع لحديثٍ مع الأطباء والطواقم الطبية، برزت كثير من المشاعر التي باح بها لـ«الشرق الأوسط» عددٌ من أشهر حالات التوائم السياميّة التي نجحت السعودية في عمليات فصلها خلال السنوات الأخيرة.

«أعمل في المستشفى حيث أُجريت عملية فصلنا»

السودانيتان التوأم هبة وسماح، من أوائل التوائم الذين أُجريت لهم عمليات الفصل قبل 3 عقود، وقد عبّرتا لـ«الشرق الأوسط» عن فخرهما بأنهما من أولى الحالات الذين أُجريت عملية فصلهما في السعودية.

قالت هبة عمر: «مَدّتنا عائلتنا بالقوة والعزيمة منذ إجرائنا العملية، وهذا الإنجاز الطبي العظيم ليس أمراً طارئاً على السعودية، وأرجو أن يجعل الله ذلك في ميزان حسنات قيادتها وشعبها».

التوأم السيامي السوداني هبة وسماح (تصوير: تركي العقيلي)

أما شقيقتها سماح عمر فتضيف فصلاً آخر من القصة :«لم نكن نعرف أننا توأم سيامي إلّا في وقت لاحق بعد تجاوزنا عمر الـ10 سنوات وبعدما رأينا عن طريق الصّدفة صورة قديمة لنا وأخبرنا والدنا، الذي كافح معنا، بذلك وعاملنا معاملة الأطفال الطبيعيين»، وتابعت: «فخورون نحن بتجربتنا، وقد واصلنا حياتنا بشكل طبيعي في السعودية، وتعلّمنا فيها حتى أنهينا الدراسة الجامعية بجامعة المجمعة، وعُدنا إلى السودان عام 2020 شوقاً إلى العائلة ولوالدتنا»، وبعد اندلاع الحرب في السودان عادت سماح إلى السعودية لتعمل في «مستشفى الملك فيصل ومركز الأبحاث»، وهو المستشفى نفسه الذي أُجريت لها ولشقيقتها فيه عملية الفصل.

ووجهت سماح عبر «الشرق الأوسط» رسالةً إلى التوائم السيامية طالبتهم فيها باستكمال حياتهم بشكل طبيعي: «اهتموا بتعليمكم وصحتكم؛ لأن التعليم على وجه الخصوص هو الذي سيقوّيكم لمواجهة صعوبة الحياة».

«وجدتُ العلاج في السعودية»

بوجهين تغشاهما البراءة، ويشع منهما نور الحياة، بينما لا يتوقع من يراهما أن هاتين الطفلتين قد أجرتا عملية فصل؛ إذ تظهرا بصحة جيدة جداً، تقف الباكستانيتان التوأم فاطمة ومشاعل مع أبيهما الذي يتحدث نيابةً عنهما قائلاً :«بحثت في 8 مستشفيات عن علاج للحالة النادرة لفاطمة ومشاعل، ولم أنجح في مسعاي، وعندما رفعت طلباً إلى الجهات الصحية في السعودية، جاء أمر العلاج بعد شهرين، وتوجهت إلى السعودية مع تأشيرة وتذاكر سفر بالإضافة إلى العلاج المجاني. رافقتني حينها دعوات العائلة والأصدقاء من باكستان للسعودية وقيادتها على ما قدمته لنا».

التوأم السيامي الباكستاني فاطمة ومشاعل (تصوير: تركي العقيلي)

«السعودية بلد الخير (...) فاطمة ومشاعل الآن بأفضل صحة، وأصبحتا تعيشان بشكل طبيعي مثل أخواتهما الثلاث الأخريات»؛ يقول الوالد الباكستاني... «أشكر القيادة السعودية والشعب السعودي الطيب والدكتور عبد الله الربيعة على الرعاية التي تلقيناها منذ كان عمر ابنتيّ عاماً واحداً في 2016».

وقبل أن تغادرا الكاميرا، فاضت مشاعر فاطمة ومشاعل بصوتٍ واحد لميكروفون «الشرق الأوسط»: «نحن فاطمة ومشاعل من باكستان، ونشكر السعودية والملك سلمان والأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، والدكتور عبد الله الربيعة».

عُماني فخور بالسعودية

أما محمد الجرداني، والد العُمانيتين التوأم صفا ومروة، فلم يُخفِ شعوره العارم بالفخر بما وصلت إليه السعودية من استخدام التقنيات الحديثة في المجال الطبي حتى أصبحت رائدة في هذا المجال ومجالات أخرى، مضيفاً أن «صفا ومروة وُلد معهما شقيقهما يحيى، غير أنه كان منفرداً».

الجرداني وهو يسهب في الحديث لـ«الشرق الأوسط»، وسط اختلاط المشاعر الإنسانية على وجهه، أكّد أن صحة ابنتيه اليوم «في أفضل حالٍ بعدما أُجريت لهما عملية الفصل في السعودية عام 2007، وأصبحتا تمارسان حياتهما بأفضل طريقة، ووصلتا في دراستهما إلى المرحلة الثانوية»، وأضاف: «نعزو الفضل في ذلك بعد الله إلى الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز، ثم الملك سلمان، والأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، اللذين واصلا المسيرة الإنسانية للسعودية... وصولاً إلى هذا المؤتمر، وتحديد يوم 24 نوفمبر (تشرين الثاني) من كل عامٍ (يوماً للتوائم الملتصقة)».

الجرداني أشاد بجهود الدكتور عبد الله الربيعة في قيادة الفرق الطبية المختصة، وقال إنه «مدين بالشكر والعرفان لهذا المسؤول والطبيب والإنسان الرائع».

المؤتمر الذي يُسدَل الستار على أعماله الاثنين ينتشر في مقرّه وبالمعرض المصاحب له عدد من الزوايا التي تسلّط الضوء على تاريخ عمليات فصل التوائم، والتقنيات الطبية المستخدمة فيها، بالإضافة إلى استعراضٍ للقدرات والإمكانات الطبية الحديثة المرتبطة بهذا النوع من العمليات وبأنشطة «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية».