ختام سلسلة من الحفلات الموسيقية في جدة

مزيج غربي وعربي تغنّى بـ«المدينة الساحلية»

الفنان المعروف باسم «جيد» تغنّى بالمدينة الساحلية جدة في فقرته الموسيقية وسط تفاعل جماهيري كبير (الشرق الأوسط)
الفنان المعروف باسم «جيد» تغنّى بالمدينة الساحلية جدة في فقرته الموسيقية وسط تفاعل جماهيري كبير (الشرق الأوسط)
TT

ختام سلسلة من الحفلات الموسيقية في جدة

الفنان المعروف باسم «جيد» تغنّى بالمدينة الساحلية جدة في فقرته الموسيقية وسط تفاعل جماهيري كبير (الشرق الأوسط)
الفنان المعروف باسم «جيد» تغنّى بالمدينة الساحلية جدة في فقرته الموسيقية وسط تفاعل جماهيري كبير (الشرق الأوسط)

اُختتمت في المدينة الساحلية جدة (غرب السعودية) سلسلة الحفلات الموسيقية الضخمة التي أُقيمت ضمن فعاليات الموسم الترفيهي، بمشاركة ألمع نجوم الموسيقى العالميين، وسط حضور تجاوز 12 ألفاً من أهالي وزوار المدينة التي تُعرف بـ«عروس البحر الأحمر».

الفنان الأميركي جاك هارلو قدّم مزيجاً متنوعاً من الأغاني وسط تفاعل كبير من الجماهير (الشرق الأوسط)

وجاء ختام سلسلة الحفلات التي نظّمتها «مدل بيست»، الجمعة، بمشاركة الفنانة الأميركية بيبي ريكسا والهولندي أفروجاك، والمنسق الموسيقي السعودي علي عاصي، المعروف باسم «لوش»، الذي بدأ مشواره في عام 2000 هاوياً، قبل أن يتحوّل في 2009 إلى محترف يقوم بجولات وعروض دولية يقدّم فيها إلى محبيه موسيقى «الهاوس» الميلودية.

وفي الوقت الذي نبضت فيه جدة بصوت الموسيقى على مدار 3 أسابيع، حضر الفنان السعودي عبد المجيد الزاير، المعروف باسم «جيد»، في الأسبوع الثاني في سلسلة الحفلات الموسيقية، برفقة مواطنه المنتج الموسيقي سعود، مقدماً فقرة موسيقية بـ«اللغة الإنجليزية» شهدت تفاعلاً كبيراً من الزوار.

شارك في سلسلة الحفلات الموسيقية ألمع النجوم (الشرق الأوسط)

ويُعد الزاير أحد أبرز فناني «الهيب هوب» في الشرق الأوسط، ويمتلك قدرات صوتية رائعة، ولفت الأنظار فور طرحه عدداً من الإصدارات الموسيقية.

وقدّم الفنان الأميركي جاك هارلو أبرز أغاني ألبومه الأخير، في حين قدّم منسق الأغاني السويدي سالفاتور غاناتشي مزيجاً من الأغاني الغربية والعربية بطابع حماسي تفاعل معها الحضور.

وكان منسق الأغاني «شاولين» افتتح أول الحفلات الموسيقية في جدة، مقدماً باقة من أفضل المقاطع الموسيقية التي تفاعل مع إيقاعاتها ونغماتها الحضور، في حين بهر الفنان الأميركي ليل إيزي الجماهير بأداء موسيقي عكس حيوية وشغفاً لا مثيل لهما، وسط تفاعل جماهيري كبير تواصل مع فقرة نجم «الراب» الأميركي دون تيليفر، قبل أن يختتم منسق الأغاني السويدي أكسويل العرض بمقاطع موسيقية التي ألهبت حماس الحضور.

سلسلة الحفلات الموسيقية امتزجت بعروض الليزر المبهرة (الشرق الأوسط)

يُشار إلى أن مسرح «أونكس أرينا» يُعدّ ملتقى للفعاليات الإبداعية الذي يحاكي المستقبل في المنطقة، ويوفّر مساحة مثالية لابتكار وتنظيم واستضافة فعاليات استثنائية وتجارب فريدة، ويمتاز بموقع استراتيجي، ومزود بأحدث التجهيزات الفنية وأفضل معدات الصوت والإضاءة، ويضم مواقف تتسع لـ12 ألف سيارة، في الوقت الذي تُعنى فيه الشركة السعودية الرائدة في الترفيه والموسيقى «مدل بيست» بتقديم المواهب المحلية والإقليمية والعالمية ضمن سلسلة الحفلات التي تنظمها.

أسهم التنظيم المميّز بسلاسة في دخول الجمهور إلى مسرح «أونكس أرينا» الذي يُعد ملتقى للفعاليات الإبداعية (الشرق الأوسط)


مقالات ذات صلة

«صوت الياقوت»... أقدم فرقة روك في السعودية برصيد 70 أغنية

يوميات الشرق المؤسِّس محمد الحجاج مع أخيه الممثل إبراهيم الحجاج في عرض موسيقي (الشرق الأوسط)

«صوت الياقوت»... أقدم فرقة روك في السعودية برصيد 70 أغنية

عام 1996، أسَّس شاب سعودي من مدينة الدمام فرقة متخصّصة بموسيقى الروك؛ تُعدّ الأولى من نوعها في البلاد باسم «Sound of Ruby» أو «صوت الياقوت»... هذه قصتها.

إيمان الخطاف (الدمام)
يوميات الشرق أكرم حسني (حسابه على انستغرام)

مسرحية «تطبق الشروط والأحكام» للعرض مجدداً في السعودية

ضمن فعاليات «جولة المملكة»، ينطلق الموسم الثاني من مسرحية «تُطبَّق الشروط والأحكام» بمدينة جدة.

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق مكنت «رؤية 2030» من تجسيد الأحلام واقعاً يعيشه السعوديون والمقيمون والزوار على حد سواء في البلاد (واس)

نقلات نوعية كبرى تجسد الأحلام واقعاً لـ«جودة الحياة» في السعودية

يأتي برنامج «جودة الحياة» ضمن 11 برنامجا أنشأته الحكومة السعودية للعمل على تحقيق رؤيتها وفق 3 محاور أساسية «مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر ووطن طموح» نحو مستقبل واعد.

إبراهيم القرشي (جدة)
يوميات الشرق شهدت أولى الحفلات الموسيقية بـ«أونكس أرينا» حضوراً جماهيرياً كبيراً (الشرق الأوسط)

حفلات موسيقية عالمية تدشن ملتقى الفعاليات «أونكس أرينا»

سلسلة من الحفلات العالمية تدشن أحدث المواقع الموسيقية في جدة «أونكس أرينا»، والمزود بأحدث التجهيزات ومعدات الصوت والإضاءة ليقدم تجربة فريدة ترسخ في الذاكرة.

«الشرق الأوسط» (جدة)
رياضة سعودية الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل (واس)

الفيصل: ملعب الملك سلمان سيكون مركزاً عالمياً لاستضافة أهم الأحداث الرياضية

رفع الأمير عبد العزيز بن تركي بن فيصل بن عبد العزيز وزير الرياضة رئيس اللجنة الأولمبية السعودية الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

«الخطايا السبع المميتة» تُجسِّد إنسان الحروب على مسرح بيروتي

مشهد «النهم» الصامت يرفع شأن العرض لتألُّق قدرته التعبيرية (الشرق الأوسط)
مشهد «النهم» الصامت يرفع شأن العرض لتألُّق قدرته التعبيرية (الشرق الأوسط)
TT

«الخطايا السبع المميتة» تُجسِّد إنسان الحروب على مسرح بيروتي

مشهد «النهم» الصامت يرفع شأن العرض لتألُّق قدرته التعبيرية (الشرق الأوسط)
مشهد «النهم» الصامت يرفع شأن العرض لتألُّق قدرته التعبيرية (الشرق الأوسط)

مرَّت مشهديات منحت مسرحية «ساليغيا» لحظات تألُّق. بطَلاها، السوري «ورد» (حسن عقّول) واللبنانية «رهف» (فرح ورداني) مثَّلا التهشُّم الإنساني المُغلَّف بابتسامات مدّعية. من خلال 7 مَشاهد، تعبُر «الخطايا السبع المميتة»، مُبيّنة الحِمْل الكبير خلف أنْ يحيا المرء. العرض مشغول بوعي وجودي؛ نظرتُه نازفة إلى الحياة لإدراك أنها مُجرَّدة من الرحمة.

يبرز الهامش المتعلّق بعدم الاكتمال بوصول الأشياء إلى منتصف الطريق، حيثُ تَعْلق أو تُصاب بالجمود. فالعرض (فكرة حمزة عبد الساتر وإخراجه، يستضيفه مسرح «استوديو لبن» بمنطقة الصنائع البيروتية) يحوم لساعة حول ما لا يتحقّق، بينما يطوله بعضٌ بوسائل ملتوية. هذه حكاية بشر «بسمنٍ» وآخرين «بزيت» وفق اللسان الشعبي، فتُجسّد «رهف» تكسُّر الحلم أمام الواقع، ليختزل «ورد» الانقباض وحماية الذات المُبالَغ فيها من وحشية الخارج.

لا يمنح التخصُّص المسرحي لـ«رهف» امتيازاً لمواجهة عالم متقلِّب، يملك أدوات متطوّرة لسحق إنسانه، فالشغف هنا «لعنة»، والطموح قدرُه التقزُّم. يقول العملُ كثيراً عن انحراف مسار الخطط، والتعوُّد حدَّ إعلان التخلّي. تخلٍّ عن اليوم والغد والعُمر. وعن الضوء الساطع؛ بجرِّه، بإرادته، إلى إفساح المجال للجوّ الضاغط وألوانه الداكنة. بحوارات محكية، وأخرى يتولّاها الجسد (تعبيراً ورقصاً)، يتبيّن أنّ «الخطيئة» محاولة للنجاة من الارتكاب الأكبر، وهو الحياة نفسها.

المسرحية مشغولة بوعي وجودي ونظرتها نازفة إلى الحياة (الشرق الأوسط)

تتسلَّل أغنيات بين تجسيد «خطيئة» وأخرى، فترمز «بلا ولا شي» لزياد الرحباني للقبول بالأمر الواقع، و«لا تندهي ما في حدا» بصوت والدته فيروز لآهات لا تُسمَع، وعلاقات مبتورة، واتّكاء خائب، وانتظار يطول. وإذا كانت «الخطايا السبع المميتة» تُجسّد، في الميثولوجيا، الغرور والكبرياء والشهوة والحسد والشراهة والغضب والكسل، وهي أصناف «الشرور» وفظاظة الطبع البشري، فإنها على الخشبة بدت تصوُّراً لإنسان الحروب والوحشية الكونية، ولمنطق اختلال التوازن السائد. الإنسان المقتول لمائة سبب وبألف «سلاح»، لكنه يُكذِّب موته ويتحايل على وجوده.

يمرُّ «القتل» بوصفه أحد الخيارات المطروحة لنجاة مُحتَملة من تعامل الإنسان مع واقع يُفضي به حتماً إلى الجنون. بزعْمِه وسيلةً للتخلُّص من مسألة مزعجة، وتغيير معادلة ما، يتسلّل من بين الخطايا لتصدُّر المشهد. تمتلئ كفُّ «رهف» بالدم المسفوك، بينما «ورد» يلتفّ بصَمْته أمام زوجته الجانبة، معلناً عجزه حيال هستيريا مصيرهما. هنا تلتحق المواجهة بسلسلة سبقتها عنوانُها «الفردُ في العالم وأحلامه المُبعثرة»؛ فتبلغ ذروة تفجّرها لحظة تبادُل التُّهم، وإسقاط ورقة التوت الأخيرة عن علاقة هشَّمها التردُّد والاختباء والترقيع.

البطلان مثَّلا التهشُّم الإنساني المُغلَّف بابتسامات مدّعية (الشرق الأوسط)

كل ما في العرض يدور حول «الجلوس في الصفر» مدّةً طويلة، في تلك الرقعة المشوَّهة، حيث لا حُبّ ولا حياة، وحيث يتعذَّر الحصول على المُبتغى، فيُمضي المرء عمرَه بقبول ما يُعارض قناعاته، مُرغَماً، خانعاً، صامتاً، مُحترقاً من الداخل وخارجه يتظاهر بالبرودة؛ في تلك الرقعة تقول الخطيئة إنها مطروحة بوصفها حَلّاً، ويدّعي التلطُّخ بالدم أنه انتقام مُحتَمل من اللاعدالة. فإذا بصوت فيروز «يا ريت ضوّينا هالقنديل العتيق بالقنطرة»، في ختام المواجهة يُخبر الضحيتين عما فات وانقضى أمره، مُلطّفاً بعذوبته خسائرهما الباهظة.

يحضُر الشام أسوةً ببيروت، أرضَ بهجةٍ وليلَ سهر، ثم ميدان نار مشتعلة، فيذكُر «ورد» ماضياً عتيقاً من عمق حاضره المُلتهب. ابنة المسرح «رهف» تعلّق حياتها على خشبة لم تطأها، بعد انصياع لوظيفة حوّلتها سجينة. بيروتها وشامُه، كلاهما المسرح الأكبر؛ أو السجن المريع. معضلةُ الإنسان والوطن، بارتباطهما المصيري وتبعاته الجنائزية، تأبى اكتمال الأشياء. يبقى المرء ناقصاً لأنّ أرضه تحترق، أو لأنه غريب، أو ضحية، أو رقماً بلا جدوى. «لا تندهي ما في حدا»، تقول الأغنية: «يا قلب آخرتا معك تعّبتني»، تتابع في ملامة وَقْع الألم على العضلة الخافقة.

من خلال 7 مَشاهد تعبُر «الخطايا السبع المميتة» (الشرق الأوسط)

مشهد «النهم» الصامت يرفع شأن العرض، جوعٌ وجوعٌ ومزيد منه، والمائدة خاوية! «ورد» يُبرهن مهارة في «الفَرم»، وهو التقطيع بعنف كأنه ثأر مما جرى (أو ترجمة لآثاره). و«رهف» تلتهم بلا اكتراث لتشوُّه النكهات تحت لسانها. بقدونس مع الفوشار، حدّ انقطاع النَفَس! خطيئة «النهم» تجسِّد أقصى الوجع. لا الحواس تمتلئ ولا الطعم يتحقّق. هذه الحياة على شكل وجبة تُسخَّن بعد فوات الأوان لتؤكد بؤس قدَرها. التهامها أشدُّ سوءاً من المعدة الخاوية. لا تُشبِع لكونها مُعذِّبة. في السجن الإنساني، وأمام سؤال «رهف»: «لِمَ لا أنال ما يناله سواي؟»، في سجن المقارنة والثقة المهزوزة، يطول «الجلوس في الصفر»، ويصبح الوطن البديل عن أوطان لا تنجب سوى بؤساء.