سلوى محمد علي لـ«الشرق الأوسط»: لم أندم على أي دور

عدَّت تكريمها في «القومي للمسرح» انتصاراً لجيلها

الفنانة المصرية سلوى محمد علي (صفحتها على فيسبوك)
الفنانة المصرية سلوى محمد علي (صفحتها على فيسبوك)
TT

سلوى محمد علي لـ«الشرق الأوسط»: لم أندم على أي دور

الفنانة المصرية سلوى محمد علي (صفحتها على فيسبوك)
الفنانة المصرية سلوى محمد علي (صفحتها على فيسبوك)

عدَّت الممثلة المصرية سلوى محمد علي تكريمها أخيراً في المهرجان القومي للمسرح «انتصاراً لجيلها» ولمسرح التسعينات في مصر.

وقالت لـ«الشرق الأوسط»، إن «هذا التكريم له مكانة خاصة عندي، بوصفه يسلط الضوء على الفِرَق التي قدمت عروضاً كثيرة خلال التسعينات، ولم تحظَ بتسليط الضوء عليها، رغم الانتعاشة الكبيرة التي شهدتها الحركة المسرحية خلال تلك الفترة».

ووصفت سلوى هذه الفترة بـ«الثرية مسرحياً»، وعدَّتها «تشبه ما حدث في مسرح الستينات، مع وجود تيارات فكرية متعددة وعروض كثيرة وفرق مستقلة قدمت عروضاً مسرحية متميزة، لدرجة أن مسرحيين أوروبيين كانوا يحضرون إلى مصر، من أجل إعطاء ورشات مسرحية، وهو أمر لم ينل حظه في التوثيق المسرحي بالصورة الكافية».

سلوى محمد علي (حسابها على فيسبوك)

وأضافت أن «المسرح في التسعينات لم يكن قائماً على الإبهار، في ضوء أن غالبية المسرحيات كانت تُنتج بميزانيات محدودة؛ لكنه اعتمد على رؤية وثقافة صُنَّاعه، فكانت المسرحيات تحمل وجهة نظر صُنَّاعها، وحققت هذه العروض نجاحات كبيرة مع امتلاء المسارح بالجمهور لمشاهدتها».

وأشارت الممثلة المصرية إلى أن «مفهوم الثقافة نفسه اختلف في الوقت الحالي عن التسعينات التي اعتمدت على القراءة والاطلاع بشكل أساسي، على العكس من اليوم مع إتاحة المعلومات وتوفر (اليوتيوب)، فسيولة المعلومات حالياً لا تعطي الإنسان الفرصة أو الوقت الكافي للتأثر بالمعلومة والتأمل في الحياة».

وتقول سلوى محمد علي: «إن مسرح التسعينات والفِرَق التي قدمت عروضاً مميزة أفرزت نجوماً عدة على الساحة الفنية، منهم الراحل خالد صالح، بالإضافة إلى خالد الصاوي، وسيد رجب، وغيرهم من الفنانين الذين أشاد بهم الجمهور فور مشاهدتهم في أعمال سينمائية أو درامية، بينما هم في الحقيقة أبناء للمسرح».

وتؤكد الفنانة المصرية: «لم أشعر بالندم على أي عمل قدمته؛ سواء في المسرح أو التلفزيون أو السينما؛ لأنني استفدت من كل تجربة اشتركت فيها، حتى لو لم تخرج للنور بالشكل الذي توقعته»، لافتة إلى أن «هناك مشاهد صورتها في بعض الأعمال، وبذلت مجهوداً كبيراً فيها؛ لكنها لم ترَ النور بعد حذفها في المونتاج».

وذكرت أنها لم يكن لديها وقت لتقع فيما سمَّته «رفاهية الإحباط» لأن لديها أسرة والتزامات تسعى للوفاء بها، الأمر الذي جعلها تقدم أدواراً باستمرار حتى لو صغيرة، من أجل الوفاء بالالتزامات المفروضة عليها، وهي أدوار لم تندم عليها أيضاً لكونها وفرت لها دخلاً سددت به التزامات ضرورية، وفق قولها.

وترى سلوى أن «الحركة المسرحية تشهد حراكاً جيداً في الوقت الحالي، وبها عروض ومستوى جيد من الأداء التمثيلي، بجانب الكتابة المميزة؛ لكن في الوقت نفسه تفتقد وجود تيارات مسرحية تعبر عن أفكار، بجانب غياب الممثل النجم الذي يأتي إليه الجمهور من داخل وخارج مصر لمشاهدة أعماله، كما كان يحدث مع الفنان عادل إمام».

سلوى محمد علي مع الفنانة عايدة عبد العزيزة في مسرحية «أحلام شقية» (فيسبوك)

ومن أصعب المواقف التي تتذكرها سلوى محمد علي في عروضها المسرحية، أولى ليالي عرض مسرحية «الملك لير» مع الفنان يحيى الفخراني بقلعة صلاح الدين الأيوبي، موضحة: «مع الحضور الجماهيري الكبير ووجود أعداد كبيرة من الأطفال، حدثت مشكلة في الصوت، ولم يتمكن الحضور من الاستماع إليهم بشكل واضح، ما تسبب في تأخير تفاعل الجمهور مع العرض».

وتشير الفنانة المصرية إلى أن «أكثر ما يحمسني للمسرح هو أنه عمل دون مونتاج، فالجمهور يشاهد الممثل ويتفاعل معه في كل ليلة بطريقة مختلفة، وهو ما يشجعها ويحفزها لتقديم العروض المسرحية باستمرار».

وإلى جانب المسرح، شاركت الفنانة سلوى محمد علي في عدد كبير من الأفلام والأعمال الدرامية خلال مسيرتها الفنية، وكان آخرها المسلسل الكوميدي «أشغال شقة» الذي عُرض في رمضان الماضي.


مقالات ذات صلة

«الخطايا السبع المميتة» تُجسِّد إنسان الحروب على مسرح بيروتي

يوميات الشرق مشهد «النهم» الصامت يرفع شأن العرض لتألُّق قدرته التعبيرية (الشرق الأوسط)

«الخطايا السبع المميتة» تُجسِّد إنسان الحروب على مسرح بيروتي

في سجن المقارنة والثقة المهزوزة... يطول «الجلوس في الصفر»، ويصبح الوطن البديل عن أوطان لا تُنجب سوى بؤساء.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق المخرجة رنين كسرواني تتمنى تحقيق أمنيتها عبر المسرحية (رنين كسرواني)

مسرحية «11:11» هل تتحقق الأمنية؟

يتفاءل البعض بأرقام متشابهة قد تصادفهم في يوم وشهر معينين، تلفت أنظارهم ويختارونها لتكون موعد حفل زفاف أو خطوبة، أو يغمضون أعينهم ويضمرون أمنية علّها تتحقق.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق العمل اعتمد على البطولة الجماعية (إدارة المهرجان القومي للمسرح)

«حاجة تخوّف»... الكشف درامياً عن المشاعر المظلمة داخلنا

رغم أن الخوف شعور إنساني طبيعي، فإن المبالغة في هذا الشعور تجعله عائقاً يحول دون انطلاقة الفرد، ويصيبه بـ«العجز النفسي»، وفق رسالة المسرحية المصرية.

رشا أحمد (القاهرة )
يوميات الشرق الممثلة مريم حسين في لقطة من مسرحية «ولادة منتظرة» التي عُرضت خلال حفل الافتتاح (الشرق الأوسط)

مسابقة «المسرحيات القصيرة»... عروض سعودية مُبهرة تتنافس على 12 جائزة

عاماً تلو الآخر، تشهد «مسابقة إثراء للمسرحيات القصيرة»، التي انطلقت فعاليات الدورة الرابعة منها هذا الأسبوع في مركز «الملك عبد العزيز الثقافي العالمي» (إثراء).

إيمان الخطاف (الدمام)
يوميات الشرق أكرم حسني (حسابه على انستغرام)

مسرحية «تطبق الشروط والأحكام» للعرض مجدداً في السعودية

ضمن فعاليات «جولة المملكة»، ينطلق الموسم الثاني من مسرحية «تُطبَّق الشروط والأحكام» بمدينة جدة.

داليا ماهر (القاهرة)

جماليات «البيتلز» والتراث الهندي في مهرجان القلعة المصري

أغنيات «البيتلز» ضيفة مهرجان القلعة (وزارة الثقافة المصرية)
أغنيات «البيتلز» ضيفة مهرجان القلعة (وزارة الثقافة المصرية)
TT

جماليات «البيتلز» والتراث الهندي في مهرجان القلعة المصري

أغنيات «البيتلز» ضيفة مهرجان القلعة (وزارة الثقافة المصرية)
أغنيات «البيتلز» ضيفة مهرجان القلعة (وزارة الثقافة المصرية)

وجهٌ آخر لـ«البيتلز» يطلّ في أحد المعالم الأثرية بالقاهرة، خلال مهرجان قلعة صلاح الدين الدولي للموسيقى والغناء، حيث تشارك الفرقة المصرية «غلاس أونيون» بحفل تقدّم خلاله أعمال الفرقة البريطانية التي ذاعت شهرتها عبر العالم في ستينات القرن الماضي وسبعيناته، بالإضافة إلى مشاركة فرقة هندية بتقديم أعمال من الفولكلور الهندي وأغنيات «بوليوود».

وانطلقت فعاليات الدورة الـ32 لمهرجان القلعة، الخميس، بتكريم 11 شخصية مؤثّرة فنياً وأدبياً، وبحفل لعازفة «الماريمبا» نسمة عبد العزيز، والفنانة المصرية كارمن سليمان.

ووصف وزير الثقافة المصري الدكتور أحمد هنو المهرجان بأنه «أهم المنصات الموسيقية في مصر والمنطقة»، وقال في بيان، إنه «من المشروعات الثقافية التي تفتخر بها الوزارة، ويأتي ضمن جهودنا المستمرّة لتحقيق العدالة الثقافية، فنقدّم من خلاله تجربة متنوّعة تلبّي حاجات جميع فئات المجتمع».

دمج الآلات الشعبية والحديثة في افتتاح المهرجان (وزارة الثقافة المصرية)

وتقدّم «غلاس أونيون» أغنيات «البيتلز» الشهيرة، وهي تأسّست في مصر عام 2009، وأحيت حفلات في أماكن ثقافية عدّة.

وعدَّ رئيس هيئة تنشيط السياحة في مصر، عمرو القاضي، «هذا المهرجان من أهم الفعاليات الفنية»، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أنه «يُقام في أحد أبرز الأماكن في العالم العربي، ويقدّم فنوناً مميّزة تدعمها القيمة الأثرية والثقافية والتاريخية للمكان».

وتابع القاضي، وهو أحد المكرَّمين في المهرجان، أنّ «حفلاته تمثّل فرصة للأسرة المصرية لتمضية وقت ممتع في الصيف عبر حضور الحفلات؛ وفرصة أيضاً لزائري القاهرة من السائحين العرب للاستمتاع بأجواء تشبه (جرش) و(قرطاج) وغيرهما من المهرجانات الفنية الكبرى».

وتشارك في المهرجان أيضاً، الإثنين المقبل، فرقة «سانديب بانيرجي» الهندية، عبر تقديم مقطوعات موسيقية وأغنيات فلكلورية شعبية هندية و«بوليوودية»؛ إلى مزيج من المقطوعات الغربية.

فرقة هندية تقدم أغنيات فولكلورية خلال المهرجان (وزارة الثقافة المصرية)

وأكد وزير الثقافة أنّ «الموسيقى تُسهم في بناء الجسور بين الثقافات، وتُعزّز التفاهم والسلام، كما يعكس المهرجان التزامنا بتقديم الفنون الراقية في أبهى صورها، بما يدعم مكانة مصر واحدةً من أهم المراكز الإبداعية الفنية في العالم»، مشيراً إلى أنّ «هذه المهرجانات شهادة ضمان تؤكد أنّ مصر آمنة تماماً. كما أنها دعاية سياحية ممتازة للمكان وللثقافة والفن المصري الحقيقي».

ولفت القاضي إلى أنّ «هيئة تنشيط السياحة تدعم دائماً هذه المهرجانات الفنية، وكذلك الفعاليات والأحداث الرياضية».

ويستمرّ مهرجان القلعة حتى 28 أغسطس (آب) الحالي، ويتضمّن 31 حفلاً موسيقياً وغنائياً متنوّعاً، بمشاركة نجوم الطرب المصري، من بينهم هشام عباس الذي يُحيي حفله الاثنين المقبل، وهاني شاكر، وعلي الحجار، ومدحت صالح، ونادية مصطفى، وإيهاب توفيق، بالإضافة إلى عدد من الفنانين الشباب، من بينهم لؤي، وحمزة نمرة، ومصطفى حجاج. ويتضمن المهرجان أيضاً حفلات للغناء والإنشاد الصوفي، وحفلاً للموسيقار عمر خيرت.