خيوط وفاة ماثيو بيري تُكشَف... مساعده وطبيبان لم يتردّدوا بتعريضه لخطر كبير

اتّهام 5 أشخاص باستغلال إدمان نجم «فريندز» لإثراء أنفسهم

في وداع ماثيو بيري (رويترز)
في وداع ماثيو بيري (رويترز)
TT

خيوط وفاة ماثيو بيري تُكشَف... مساعده وطبيبان لم يتردّدوا بتعريضه لخطر كبير

في وداع ماثيو بيري (رويترز)
في وداع ماثيو بيري (رويترز)

خيوط تتّضح تباعاً في قضية وفاة نجم مسلسل «أصدقاء» (فريندز) ماثيو بيري، ويبدو أنّ للواقعة فصولاً يُنتَظر الكشف عنها، تُبيّن جوانب رحيله الذي أحزن الملايين حول العالم.

جديد هذه الخيوط، إعلان مدّعين عامّين أميركيين أنهم وجّهوا اتهامات إلى 5 أشخاص، من بينهم طبيبان، في قضية وفاة النجم الأميركي - الكندي العام الماضي بعد سنوات من معاناته الإدمان.

في هذا السياق، نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن المدّعي العام لمنطقة وسط كاليفورنيا مارتن إسترادا، قوله إنّ «هؤلاء المتّهمين استغلّوا مشكلات إدمان بيري لإثراء أنفسهم»، مُلاحظاً أنهم «كانوا يعلمون أنّ ما يفعلونه خطأ، ويُعرّض بيري لخطر كبير، لكنهم مع ذلك فعلوه».

ومن بين المتّهمين الخمسة، طبيبان ومساعد الممثل.

نجم الذاكرة (أ.ب)

وأضاف إسترادا أنّ «هذين (الطبيبين) المتّهمين كانا في نهاية المطاف أكثر اهتماماً بالكسب (المادي) مما بصحّة بيري». ويواجه أحدهما، ويُدعى سالفادور بلاسينسيا، عقوبةً تصل إلى الحبس 120 عاماً في سجن فيدرالي. وأضاف أنه قُبض على اثنين من الأشخاص، بينهما أحد الأطباء؛ وقد أقرا بالذنب في التهم بالفعل. كما أكّد المدعي العام أنّ المتّهمين تبادلوا رسائل بعد وفاة بيري بمدّة تشير إلى أن الكيتامين هو سبب الوفاة.

وتابع إسترادا أنَّ المُدّعى عليهم كانوا جزءاً من «شبكة إجرامية سرّية كبيرة» كانت توزّع للممثل ولآخرين كميات ضخمة من مخدر الكيتامين الذي لا يُصرف إلا بوصفة طبّية. ومن بين أفراد الشبكة أيضاً، امرأة يُطلق عليها لقب «ملكة الكيتامين» في لوس أنجليس.

وعُثر على بيري الذي اشتُهر بشخصية «تشاندلر بينغ» في مسلسل «فريندز» بين 1994 و2004، فاقداً الوعي داخل حوض السباحة في منزله بلوس أنجليس في 28 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وأظهر تشريح الجثة أنّ وفاته عن 54 عاماً نجمت عن «الآثار الحادّة» لتعاطيه مادة الكيتامين، في إطار علاج كان يخضع له الممثل الذي تعافى من الإدمان، وكان يُحقن به خلال جلسات بإشراف طبّي.

ورغم عدم العثور إلا على كمّيات صغيرة في معدته، تبيّن أنّ مستوى هذه المادة مرتفع في مجرى دمه.

وأصبحت الطريقة التي حصل بها الممثل على الدواء رغم عدم خضوعه منذ أيام لجلسة حَقْن، موضوع تحقيق قانوني. وأكدت شرطة لوس أنجليس في مايو (أيار) الماضي أنها تحقّق في الوفاة.

بجانب مكان عقد المؤتمر الصحافي للإعلان عن المتّهمين (أ.ف.ب)

بدوره، نسب موقع «تي إم زي» إلى مصادر في أجهزة إنفاذ القانون أنّ «طبيباً واحداً على الأقل أُوقف، بجانب عدد من التجّار الذين ساعدوا في ترتيب الكيتامين وتسليمه إلى بيري».

ويُخصّص الكيتامين للتخدير الطبّي والبيطري، ودرس الباحثون إمكان استخدامه علاجاً من الاكتئاب، ولكن يُساء استخدامه أحياناً لأغراض ترويحية، مثل التحفيز أو النشوة بسبب تأثيراته المهلوسة.

وحظي مسلسل «فريندز» بشعبية كبيرة عندما كانت قناة «إن بي سي» تعرض بين 1994 و2004 مواسمه العشرة التي تضمّنت 230 حلقة عن حياة 6 شباب نيويوركيين.

وجعل المسلسل من ممثليه غير المعروفين نسبياً، آنذاك، نجوماً بارزين؛ وهم إضافة إلى بيري، جنيفر أنيستون، وكورتني كوكس، وليزا كودرو، ومات لوبلان، وديفيد شويمر.

وكان بيري الذي جسّد إحدى الشخصيات المفضَّلة لدى الجمهور يجهد لسنوات للتخلُّص من إدمانه الأدوية والكحول، ولجأ مرات عدّة إلى مراكز لإعادة التأهيل.

صورة تُظهر ما يوصف بأنه وصفة طبّية مزوّرة للكيتامين (رويترز)

وفي مذكراته التي نُشرت العام الماضي، أقرّ بأنه خضع لـ65 جلسة إعادة تأهيل ليتخلّص من إدمانه، وأنفق أكثر من 9 ملايين دولار لهذا الغرض.

وهو خضع لعمليات جراحية عدّة مرتبطة بمشكلات إدمان المخدّرات، من بينها واحدة في القولون استمرّت 7 ساعات عام 2018، حتى إنه ذهب إلى حدّ القول «كان يُفترض أن أكون ميتاً».

وخلال أحدث ظهور له عبر التلفزيون، فاجأ بيري الجمهور باعترافه بأنه كان يعاني قلقاً كبيراً «كل ليلة» خلال فترة تصوير مسلسل «فريندز».

وخلال حلقة لمّ شمل فريق المسلسل التي عُرضت عام 2021، أثار قلق معجبيه بسبب تلعثمه الواضح في الكلام.


مقالات ذات صلة

ما المدة الآمنة لتعرض الأطفال للشاشات يومياً؟

يوميات الشرق الحد من وقت استخدام الأطفال للشاشات له تأثير إيجابي على السلوك والصحة العقلية (أ.ف.ب)

ما المدة الآمنة لتعرض الأطفال للشاشات يومياً؟

أكدت دراسة جديدة أن الحد من وقت استخدام الأطفال للشاشات لـ3 ساعات أسبوعياً فقط له «تأثير إيجابي» على السلوك والصحة العقلية.

«الشرق الأوسط» (كوبنهاغن)
يوميات الشرق الممثلة اللبنانية سيرين عبد النور بطلة مسلسل «النسيان» (برايم فيديو)

سيرين عبد النور: من بين كل أدواري شخصية «ميا» هي التي تفوز

عن تحدّيات أداء دور «ميا» في مسلسل «النسيان» وعن تقديم الشخصية المدمنة للمرة الأولى، تتحدث الممثلة سيرين عبد النور العائدة إلى الشاشة بعد غياب.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق 20 عاماً مرّت على فسحة الألوان الجميلة وبراءة الأحلام (أرشيف ديدي فرح)

«سيادة الفراغ» بعد 20 عاماً على برنامج الأطفال الأيقوني «كيف وليش»

لم تُقدّم ديدي فرح في «كيف وليش» الغناء الحالم فقط، ولا الرسم والتلوين والأشغال اليدوية وتحريك المخيّلات... قدَّمت أيضاً قيم العائلة وأعلت روح المحبة والخير.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق حذرت أبحاث كثيرة من تناول الطعام خلال مشاهدة التلفزيون (رويترز)

هل تناول الطعام أمام التلفزيون مُضِر حقاً؟

أشار تقرير جديد إلى أن تناول الطعام خلال مشاهدة التلفزيون ليس جيداً لنا، بغض النظر عما نأكله.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق المسلسل الجديد مقتبس من قصة كُتبت في القرن الـ14 (نتفليكس)

«ذا ديكاميرون» على «نتفليكس»... حفلةُ جنون عبثيّ وضياعٌ في الهويّة الدراميّة

من بين أغرب إنتاجات «نتفليكس»، مسلسل «ذا ديكاميرون» يقتبس قصته من القرون الوسطى ويدخل في متاهاتٍ كثيرة شكلاً ومضموناً.

كريستين حبيب (بيروت)

ما الوقت المناسب لطرح مسألة الراتب أثناء مقابلات العمل؟ وماذا تقول؟

كيف تطرح مسألة الراتب في المقابلة الأولى لأي وظيفة؟ (رويترز)
كيف تطرح مسألة الراتب في المقابلة الأولى لأي وظيفة؟ (رويترز)
TT

ما الوقت المناسب لطرح مسألة الراتب أثناء مقابلات العمل؟ وماذا تقول؟

كيف تطرح مسألة الراتب في المقابلة الأولى لأي وظيفة؟ (رويترز)
كيف تطرح مسألة الراتب في المقابلة الأولى لأي وظيفة؟ (رويترز)

اعتدنا ألّا نطرح موضوع الراتب في مقابلات العمل، ظناً منا أن هذا الموضوع سيوحي بأننا نهتم بالمال لا بالوظيفة.

حتى إن إحدى المدارس الفكرية اقترحت أنه من السيئ أن يكون المرشحون هم مَن يطرحون قضية الراتب أولاً، إلا أن ستايسي هالر، المستشارة المهنية الرئيسية في «ResumeBuilder»، التي تتمتع بخبرة تزيد على 30 عاماً في التوظيف، لديها رأي مختلف.

وقالت هالر لشبكة «سي إن بي سي»: «اعتدنا أن نقول لا تطرح مسألة الراتب مبكراً لأنك تريد خوض عملية المقابلة، واجعلهم يقعون في حبك تماماً، وبعد ذلك يمكنك التفاوض على راتب أعلى، لكنه من الجيد أن يبدأ المرشحون محادثة الراتب في فحص أو مقابلة مبكرة».

كذلك، يحذّر آخرون من أن مديري التوظيف قد يرون حماس المتقدم للوظيفة للحديث عن الراتب علامةً على أنه يتقدم للعمل فقط لأنه مهتم بالمال، وليس الوظيفة نفسها.

حتى إن بعض الأبحاث أشارت إلى أن مناقشة الراتب مبكراً أسهمت في فجوة الأجور، خصوصاً عندما يذكر المرشحون الذين يتقاضون أجوراً منخفضة تاريخياً توقعاتهم للراتب الأقل من السوق، أو عندما يقارنون رواتبهم المرغوب فيها بالأرباح المنخفضة سابقاً، ويقدم أصحاب العمل عروضاً بناءً على هذه الأرقام المنخفضة.

لكن جهود الشفافية في الأجور غيّرت هذه الآراء.

المال يأتي في وقت مبكر من محادثات التوظيف

لقد أصبح من الشائع أن يناقش أصحاب العمل بشكل استباقي ميزانياتهم لدور ما في وقت مبكر من عملية التوظيف، وفي بعض الولايات، من غير القانوني لصاحب العمل أن يسأل عن تاريخ راتب المرشح بوصفه وسيلةً لقياس توقعاته لدور جديد.

وتقوم مزيد من الولايات والمناطق بتمرير قوانين، حيث يُطلب من أصحاب العمل تحديد نطاق الراتب لدور ما في قائمة الوظائف نفسها، أو في مرحلة ما خلال عملية المقابلة سواء طلب المرشح ذلك أم لا.

وتحظى هذه السياسات بشعبية لدى الباحثين عن عمل، الذين يريدون مزيداً من الشفافية في عملية التوظيف والتعويض، ومن غير المرجح أن يؤجلوا المحادثة.

وتقول الأغلبية، (58 في المائة من العمال)، إنهم يفضّلون إعلانات الوظائف التي تتضمن نطاقاً للأجور للوظيفة، وفقاً لمسح أجراه «مركز القانون الوطني للمرأة»، و«مورنينغ كونسلت» في سبتمبر (أيلول) 2023 على 4402 بالغ.

كيف تسأل عن الراتب في المقابلة الأولى؟

نظراً للمواقف المتغيرة، رأت هالر أنه من الجيد تماماً أن يبدأ المرشحون محادثة الراتب في فحص أو مقابلة مبكرة.

وقالت: «إن رؤية نطاق الراتب المنشور تمنحك طريقة جيدة لتأكيد أن الأرقام تتوافق مع ما تبحث عنه، والاستعداد للتفاوض لاحقاً».

وأضافت: «لنفترض أن إحدى الوظائف تدرج نطاق راتب محسوباً يتراوح بين 50 ألف دولار و70 ألف دولار. اسأل مَن يجري المقابلة: ما الذي تبحث عنه في المرشح الذي قد يحصل على نطاق 70 ألف دولار؟ وهذا سيرشدك في المقابلة».

ووفقاً لهالر، حتى إذا كنت لا تعرف النطاق مقدماً، يمكنك أن تطلب مِن مَن يجري المقابلة أن يشاركك الميزانية المخصصة للوظيفة.

واقترحت هالر أن يقول المتقدم للوظيفة السيناريو التالي: «أنا متحمس للغاية بشأن الدور. أريد فقط التأكد من أننا ننظر إلى الشيء نفسه في المستقبل. ما نطاق الراتب لهذا المنصب؟».

وأوضحت أن معظم موظفي الموارد البشرية لن يذكروا رقماً محدداً، ولكن على الأقل يمكنك الحصول على فكرة أنكما على الصفحة نفسها، لأن لا أحد يريد إضاعة وقت الآخر.

الحجة لعدم إثارة مسألة الراتب أولاً

في حين قد يشعر المتقدمون للوظائف بمزيد من المعلومات والتمكين للسؤال عن الراتب أولاً، يقول بعض الخبراء إن هناك أسباباً للانتظار.

وقالت بريانا دو، مؤسسة ومديرة تنفيذية لشركة «فيرباتيم» للتسويق، دع المحاور يطرح مسألة الراتب أولاً لإلقاء نظرة أفضل على ثقافة الشركة وقيمها.

وأشارت إلى أنه «في عصر الشفافية في الأجور هذا، أعتقد بأن أصحاب العمل يجب أن يكونوا أول مَن يشاركون الميزانية، لأن ميزانية الدور لا ينبغي أن تعتمد على المرشح الذي تتحدث إليه».

وأضافت: «إذا نجحت في تجاوز مناقشتين، على سبيل المثال فحص مع مسؤول التوظيف، ومحادثة أولية مع مدير التوظيف، ولم يذكر أحد الراتب، أرى ذلك بمثابة علامة حمراء».

وهناك سبب محتمل آخر للانتظار، وهو التأكد من أنك لا تقلل من قدرتك التفاوضية.

ويؤكد الخبراء أنه يجب أن تفهم الراتب الذي تبحث عنه بالنظر إلى مسمى وظيفتك وخبرتك وموقعك الجغرافي وعوامل أخرى. ومع ذلك، إذا انتظرت حتى يناقش الشخص الذي يجري المقابلة الميزانية التي لديه لدور ما أولاً، فيمكنك تجنب ذكر نطاق الراتب المطلوب عن غير قصد أقل مما يعرضه.