عن تبعات «تروما» الطفولة... دراسة تكشف أنها تزيد خطر الإصابة بالأمراض المزمنة

كل محنة في الطفولة ترفع احتمالية الإصابة بأمراض 12.9 %

كل حدث مؤلم أو مرهق إضافي تعرّض له الشخص أثناء الطفولة يزيد من احتمالات إصابته بأمراض مزمنة (رويترز)
كل حدث مؤلم أو مرهق إضافي تعرّض له الشخص أثناء الطفولة يزيد من احتمالات إصابته بأمراض مزمنة (رويترز)
TT

عن تبعات «تروما» الطفولة... دراسة تكشف أنها تزيد خطر الإصابة بالأمراض المزمنة

كل حدث مؤلم أو مرهق إضافي تعرّض له الشخص أثناء الطفولة يزيد من احتمالات إصابته بأمراض مزمنة (رويترز)
كل حدث مؤلم أو مرهق إضافي تعرّض له الشخص أثناء الطفولة يزيد من احتمالات إصابته بأمراض مزمنة (رويترز)

من المعروف أن الصدمات (التروما) التي يعانيها الأشخاص في طفولتهم تبقى آثارها النفسية إلى حين مواجهتها والتعامل معها... أو ربما إلى الأبد.

إلا أن الأبحاث تشير إلى أن الأشخاص الذين تعرّضوا لأحداث مؤلمة أو مرهقة (تروما) أثناء الطفولة لديهم خطر أعلى للإصابة بحالات صحية متعددة طويلة الأمد في مرحلة البلوغ.

ووجدت دراسة أجرتها جامعة «دندي» ونقلتها صحيفة «الإندبندنت» أن كل حدث مؤلم أو مرهق إضافي تعرّض له الشخص أثناء الطفولة يزيد من احتمالات إصابته بأمراض مزمنة متعددة في وقت لاحق من حياته بنحو 13 في المائة.

ويتم تعريف تجربة الطفولة السلبية (ACE) على أنها حدث مؤلم أو مرهق محتمل يحدث قبل سن 18 عاماً.

يمكن أن تشمل مجموعة واسعة من التجارب السلبية، بما في ذلك الإساءة والإهمال واختلال الأسرة وأشكال أخرى من الإجهاد، مثل التنمر أو المجاعة أو الحرب.

وتم ربط تجارب الطفولة السلبية سابقاً بزيادة خطر الإصابة بالكثير من المشاكل الصحية والاجتماعية السيئة المختلفة في مرحلة البلوغ.

ومع ذلك، فإن تأثيرها التراكمي على احتمالية إصابة شخص ما بحالات صحية مزمنة متزامنة، والمعروفة أيضاً باسم تعدد الأمراض، أثناء مرحلة البلوغ لا يزال غير واضح.

ولتحديد تأثير التجارب السلبية في الطفولة على الظروف الصحية طويلة الأمد، أجرى فريق من كلية الطب بالجامعة، بقيادة الدكتور دان سيناراتني، مراجعة منهجية وتحليلاً تلوياً لـ25 دراسة شملت أكثر من 370 ألف شخص.

وقال سيناراتني: «مع استمرار تقدم سكان العالم في السن، نشهد زيادة في عدد الأشخاص الذين يعانون حالات صحية متعددة طويلة الأمد».

وأضاف: «النتيجة الطبيعية هي الاعتقاد بأن هذه مشكلة تؤثر على البالغين في منتصف العمر أو في وقت لاحق، لكن أبحاثنا تشير إلى أن الجذور قد تحدث قبل عقود أي في الطفولة».

ولفت إلى أن البيانات تكشف عن أنه كلما زاد عدد أنواع الشدائد التي تواجهها أثناء طفولتك، زادت احتمالية إصابتك بحالات صحية متعددة طويلة الأمد، أو تعدد الأمراض، عندما تكون بالغاً، موضحاً أن التحليل الإحصائي كشف عن أنه مقابل كل محنة تواجهها في مرحلة الطفولة، فإن احتمالية إصابتك بتعدد الأمراض في وقت لاحق من العمر أعلى بنسبة 12.9 في المائة.


مقالات ذات صلة

علامات تساعد على التشخيص المبكر للتوحد

صحتك التوحد قد يؤثر على القدرات الإدراكية لدى الأطفال (جامعة ويست فيرجينيا)

علامات تساعد على التشخيص المبكر للتوحد

كشفت دراسة أميركية عن وجود سمات حركية حسية مبكرة لدى الأطفال الصغار الذين يتم تشخيصهم لاحقاً باضطراب طيف التوحد، مما يساعد على تشخيص المرض مبكراً.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك «النمو المبكر عند الأطفال»... الأسباب والحلول

«النمو المبكر عند الأطفال»... الأسباب والحلول

النمو الصحي للأطفال له مراحل متتالية وهي: مرحلة ما بعد الولادة، ومرحلة نمو الرضيع، ومرحلة نمو الطفل الصغير، ومرحلة ما قبل المدرسة، ومرحلة الطفل في سن المدرسة.

د. عبد الحفيظ يحيى خوجة (جدة)
صحتك ممارسة الرياضة والتفوّق الأكاديمي

ممارسة الرياضة والتفوّق الأكاديمي

على الرغم من اتفاق أولياء الأمور على الفوائد العظيمة لممارسة الرياضة على كل المستويات، فإن معظمهم يرفض أن يلتزم أبناؤهم بممارسة أي لعبة بشكل ثابت

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
يوميات الشرق «الكولونيل كاسترد» بين الألعاب (أ.ب)

جرذ الأرض «الكولونيل كاسترد» يتحوَّل أيقونةً في بنسلفانيا

اكتسب جرذ أرض عُثِر عليه في ولاية بنسلفانيا الأميركية، شهرةً جديدة، تتعلّق هذه المرّة بأمر آخر غير التنبؤ بقدوم الربيع مبكراً أو متأخراً.

«الشرق الأوسط» (هوليديسبورغ بنسلفانيا)
صحتك استخدام الأطفال للأجهزة اللوحية في سن ثلاث سنوات ونصف كان مرتبطاً بعدد أكبر من تعبيرات الغضب (رويترز)

دراسة تربط بين نوبات الغضب عند الأطفال واستخدامهم للأجهزة اللوحية

يعاني كل آباء وأمهات الأطفال الصغار تقريباً من نوبات الغضب غير المبررة في معظم الأحيان.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

سلام بشر يعزف مقطوعات تراثية وعالمية بمصاحبة «موسيقى الحجرة»

عازف العود السوري سلام بشر (الشرق الأوسط)
عازف العود السوري سلام بشر (الشرق الأوسط)
TT

سلام بشر يعزف مقطوعات تراثية وعالمية بمصاحبة «موسيقى الحجرة»

عازف العود السوري سلام بشر (الشرق الأوسط)
عازف العود السوري سلام بشر (الشرق الأوسط)

يمزج الفنان السوري سلام بشر بين المقطوعات الموسيقية العربية التراثية وبين الموسيقى العالمية، في حفل بـ«بيت العود العربي» في القاهرة الذي تشاركه فيه مجموعة موسيقى الحجرة «blue ensemble» الخميس في «بيت الهراوي» بالقاهرة التاريخية.

ووسط الزخم التراثي للمباني الأثرية المجاورة للجامع الأزهر، يصنع الفنان السوري حالة خاصة، تعبر عن عشقه القديم المستمر للموسيقى العربية التراثية، وكذلك الموسيقى العالمية، مع مجموعة مكونة من 6 عازفين لآلة العود هم: يوستينا موريس، ومنال ربيع، وعبير فوزي، وحسن الكاف، ومحمد السماني، وعمر المحمد، وبمشاركة عازف الإيقاع شريف طنطاوي.

ومن المقرر أن يطلق بشر عملاً جديداً «بوليفوني» يجمع بين أساليب التوزيع الغربي والتقنيات العربية.

وقد تخرج الفنان السوري في «المعهد العربي» في السويداء بسوريا، وأكمل دراسته في «المعهد العالي للموسيقى» في دمشق، ثم درس في «بيت العود العربي» بالقاهرة على يد الفنانين نصير شمة وإسلام طه، ليصبح أستاذاً ومدرساً بـ«بيت العود».

وعن حفله الأحدث يقول: «أعتز بتقديم تجربة دمج موسيقى الحجرة للعود على أرض مصر التي طالما أقدم الموسيقيون فيها على إدخال الموسيقى البوليفينية على الموسيقى العربية، وكان أولهم الموسيقار سيد درويش من خلال عمل (دقت طبول الحرب)، وهي موسيقى متعددة الأصوات، ثم تلاه الموسيقار عمار الشريعي».

ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «ثم أدخل الموسيقار عمر خيرت الآلات النفخية والوتريات والآلات الأوركسترالية في الأعمال الشرقية، ونراها من خلال الكثير من الأعمال الفنية التي يقدمها».

ويؤكد بشر أنه يسير على النهج نفسه: «إدخال الآلات الأوركسترالية مع الآلات العربية، بشرط أساسي، وهو كتابة توزيع موسيقي يتوافق مع البناء الموسيقي الكلاسيكي الذي هو أساس القواعد الفنية، إضافة إلى الحرص على التوافق مع الموسيقى العربية».

وعن تقديمه لموسيقى الحجرة في الحفل يقول: «كما هو معروف فإن (موسيقى الحجرة) أو (موسيقى الصالون/ Chamber Music)‏ هي من أشكال الموسيقى الكلاسيكية، التي تضم مجموعة صغيرة من الآلات الموسيقية، وأقل من العدد المعتاد للأوركسترا كأن يكون هناك نحو أربعين عازفاً أو أقل، وفي الغالب يمكن أن تحتضنها حجرة كبيرة، ومن هنا جاء اسمها».

سلام بشر مع الفنان نصير شمة (الشرق الأوسط)

ويوضح: «لأنني درست الموسيقى العربية والكلاسيكية، فقد استطعت أن أجمع بينهما، وتقديمهما معاً في حفلاتي، فجميع الأعمال في الحفل من توزيعي وإعدادي الموسيقي، ومن ذلك مجموعة من مقطوعات المؤلف العالمي يوهان سباستيان باخ الذي يُعد من أقدم وأهم الموسيقيين على مر العصور؛ إذ قمت بإعداد هذه الأعمال للعزف على آلة العود مع الفلوت والكونترباص، وهو ما قمت به أيضاً لعدد من أعمال الفنان نصير شمة».

ويقدم سلام بشر في حفله أعمالاً قام بإعادة توزيعها أوركسترالياً للفنان المصري بليغ حمدي وغناها المطرب المصري عبد الحليم حافظ، من بينها «أنا كل ما أقول التوبة»، بالإضافة إلى أعمال للفنانين المصريين رياض السنباطي ومحمد عبد الوهاب.

ويتبنى الفنان مجموعة مشاريع ثقافية متعددة بمصر بعد أن انتقل إليها، ويقول: «احتضنتني وزارة الثقافة بمصر وصندوق التنمية الثقافية وبيت العود العربي في القاهرة، وكان ذلك بشكل خاص ممثلاً في الموسيقار نصير شمة، مما ساعدني على تقديم عدد من الحفلات والمشاركات التي شملت البيوت الثقافية المصرية في قصر الأمير طاز، وقبة الغوري، وبيت الهراوي، ودار الأوبرا المصرية».

ويوضح بشر أن «المواهب التي يتم دعمها في (بيت العود) من مختلف الجنسيات العربية والغربية؛ مما يفتح في مصر آفاقاً واسعة ونوافذ متنوعة على الثقافات المختلفة»، ويتابع: «كما أنه من شأنه أن يوطد الترابط الفني بين الفنانين العرب، ويمثل من جهة أخرى جسراً بين الثقافتين العربية والغربية».

وأنشأ عازف العود العراقى نصير شمة «بيت العود العربي» عام 1998 في القاهرة، وكان أول مدرسة مخصصة لتعليم العود كأداة موسيقية منفردة، وبعده أطلق عدة فروع لـ«بيت العود» في الوطن العربي.