مهرجان القلعة الموسيقي يراهن على الشباب في دورته الـ32

يكرّم 11 فناناً... ويستضيف كبار النجوم

نسمة عبد العزيز من المشاركين والمكرمين في المهرجان (وزارة الثقافة المصرية)
نسمة عبد العزيز من المشاركين والمكرمين في المهرجان (وزارة الثقافة المصرية)
TT

مهرجان القلعة الموسيقي يراهن على الشباب في دورته الـ32

نسمة عبد العزيز من المشاركين والمكرمين في المهرجان (وزارة الثقافة المصرية)
نسمة عبد العزيز من المشاركين والمكرمين في المهرجان (وزارة الثقافة المصرية)

يراهن مهرجان القلعة الدولي للموسيقى والغناء بمصر على الشباب في دورته الـ32 التي تنطلق الخميس 16 أغسطس (آب) وتستمر لمدة 14 يوماً، حيث تفتتح المهرجان فنانة الماريميا العازفة نسمة عبد العزيز، والمطربة الشابة كارمن سليمان، كما يكرّم المهرجان 11 شخصية ساهمت في إثراء الساحة الفنية في مصر والوطن العربي.

ويتنوع برنامج المهرجان الذي يتضمن 31 حفلاً موسيقياً وغنائياً بين حفلات تضم كبار النجوم مثل هاني شاكر، وعلي الحجار، وإيهاب توفيق، ومدحت صالح، ونادية مصطفى، وهشام عباس، وحفلات للمطربين الشباب مثل حمزة نمرة، ودينا الوديدي، ونسمة محجوب، وسمر طارق، ومصطفى حجاج، ولؤي وإيمان عبد الغني، بمصاحبة فرقة الموسيقى العربية.

في حين يشهد المهرجان حضور فرق شبابية عدّة مثل «بلاك تيما»، و«جلاس أونيون»، و«مواويل»، وحفلات لمركز تنمية المواهب، وحفل للفنان عمرو سليم، ودمجٌ بين الصوفية والحداثة في حفل مشترك بين المنشد الصوفي محمود التهامي والفنان فتحي سلامة، وأكثر من حفلٍ للإنشاد الصوفي، بالإضافة إلى حفلٍ للموسيقار عمر خيرت بمصاحبة أوركسترا أوبرا القاهرة.

قلعة صلاح الدين تستعد لاستقبال مهرجان الموسيقى والغناء (وزارة الثقافة المصرية)

وعَدّ الدكتور وليد شوشة، رئيس قسم النقد الموسيقي في أكاديمية الفنون المصرية أن «المهرجان يثري الحياة الفنية»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الربط بين القلعة بوصفها قيمة تاريخية والفعاليات الفنية والثقافية هو أمر مميز، ونتمنى أن يكون هناك اهتمام بالمناطق التاريخية والأثرية مثل الأهرامات وغيرها بإقامة مسابقات ومهرجانات في الموسيقى والغناء والفعاليات الثقافية المختلفة».

ويكرم المهرجان، الذي تقيمه وزارة الثقافة المصرية بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار، 11 شخصية من بينها عمرو القاضي، رئيس هيئة تنشيط السياحة، والكاتب يوسف القعيد، والدكتور مجدي صابر رئيس دار الأوبرا المصرية الأسبق، والفنان فتحي سلامة، الحائز على جائزة غرامي الموسيقية العالمية عام 2004، كما يكّرم المايسترو حازم القصبجي حفيد الموسيقار محمد القصبجي، والفنان ياسر الصيرفي، وعازفة الماريمبا نسمة عبد العزيز، واسم الراحل محمد سالم مدير عام النشاط الفني في دار الأوبرا سابقاً.

وتحدث المتخصص في النقد الموسيقي عن جمهور مهرجان القلعة قائلاً إن «إتاحة حفلات مهرجان القلعة للجمهور بأسعار مخفضة هو واجب تقوم به الدولة جيداً من خلال هذا المهرجان، خصوصاً أن الفعاليات موجودة في منطقة شعبية هي القلعة، كما أن حضور الجمهور الذي يعيش في هذه المنطقة أو مناطق مختلفة من مصر أجده أمراً إيجابياً للغاية».

كبار النجوم إلى جانب الفنانين الشباب يشاركون في المهرجان (وزارة الثقافة المصرية)

ومن المقرّر أن تقدم عازفة الماريمبا نسمة عبد العزيز بانوراما من الأعمال العربية والغربية، خلال افتتاح المهرجان، ومن ثَمّ تقدم الفنانة كارمن سليمان باقة من مختارات الطرب العربي، إلى جانب مجموعة من أغنياتها الخاصة.

وعن الدّمج بين النجوم الكبار وشباب الفنانين في الحفلات المختلفة، قال شوشة: «التواصل بين الأجيال الفنية القديمة والجديدة هو ما يصنع حيوية الفن، وكل من يكون له امتداد بالضرورة سيكون أصيلاً، ومن ليس له امتداد لا يكون مؤثراً في محيطه، والشباب تحديداً هم الذين يصنعون التقدم والتطور في الفن، مستفيدين طبعاً من الأجيال السابقة ذات الخبرة».

وكانت الدكتورة لمياء زايد رئيسة دار الأوبرا المصرية قد أكدت أن دورة العام الحالي من مهرجان قلعة صلاح الدين الأيوبي للموسيقى والغناء، ستشهد تطورات نوعية لخلق تجربة فنية فريدة تثري المشهد الإبداعي في مصر، وأشارت في تصريحات صحافية سابقة إلى أن المهرجان يتضمن مجموعة متنوعة من العروض الموسيقية والغنائية بمشاركة نخبة من أبرز الفنانين، في أجواء مميزة في قلعة صلاح الدين الأيوبي تجمع بين التراث والأصالة والفنون المعاصرة.

وشهد مهرجان القلعة في السنوات السابقة إقبالاً جماهيرياً رصدته وسائل إعلام محلية بما يتجاوز 100 ألف شخص حضروا حفلات الدورة الـ30 من المهرجان قبل عامين.


مقالات ذات صلة

بيروت تتألّق من جديد في حفل ضخم حضره الآلاف

يوميات الشرق جمهور غفير زحف إلى مكان الحفل بالآلاف (الشرق الأوسط)

بيروت تتألّق من جديد في حفل ضخم حضره الآلاف

جلس جورج وسوف على كرسيه مستهلاً حفله قبل رفع الستارة بكلمة «يا رب». وعمد إلى افتتاح الحفل بأغنية «حدّ ينسى قلبه»، التي صارت تقليداً يستهل به حفلاته.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق هيثم شاكر يستعد لطرح ألبومه الجديد (حسابه على «إنستغرام»)

هيثم شاكر لـ«الشرق الأوسط»: الراب لم يستهوني

أحيا الفنان المصري هيثم شاكر حفله في مهرجان صيف بنغازي، بليبيا، مساء الجمعة، وسط حضور جماهيري غفير.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق عمرو دياب قدّم العديد من أغنياته عبر مشواره (حسابه على «فيسبوك»)

عمرو دياب يُشعل مهرجان العلمين بـ«حفل حاشد»

أحيا الفنان المصري عمرو دياب حفلاً «حاشداً» بمدينة العلمين الجديدة، الجمعة، وسط حضور جماهيري كبير، ضمن فعاليات النسخة الثانية من مهرجان العلمين.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق جانب من عرض «فرقة رضا» في العلمين (وزارة الثقافة المصرية)

«فرقة رضا» تستعيد ذكريات التألق في «العالم علمين»

استعادت فرقة رضا للفنون الشعبية ذكريات التألّق خلال مشاركتها في مهرجان «العالم علمين» بحفل على «المسرح الروماني» بمدينة العلمين الجديدة.

محمد الكفراوي (القاهرة)
يوميات الشرق نشاطات من التراث اللبناني تواكب «اليوم الوطني للدبكة» (مهرجان الدبكة)

عيد شعبي للاحتفال بـ«اليوم الوطني للدبكة» في لبنان

في مبادرة لاستذكار تراث لبنان والحفاظ على رموزه الأصيلة ولد «اليوم الوطني للدبكة».

فيفيان حداد (بيروت)

مصر لتحسين تجربة زيارة الأهرامات بعد موجة انتقادات

تطوير منطقة الأهرامات ضمن خطة حكومية بالشراكة مع القطاع الخاص (وزارة السياحة والآثار المصرية)
تطوير منطقة الأهرامات ضمن خطة حكومية بالشراكة مع القطاع الخاص (وزارة السياحة والآثار المصرية)
TT

مصر لتحسين تجربة زيارة الأهرامات بعد موجة انتقادات

تطوير منطقة الأهرامات ضمن خطة حكومية بالشراكة مع القطاع الخاص (وزارة السياحة والآثار المصرية)
تطوير منطقة الأهرامات ضمن خطة حكومية بالشراكة مع القطاع الخاص (وزارة السياحة والآثار المصرية)

في محاولة لتحسين التجربة السياحية لزوار الأهرامات، تعكف الحكومة المصرية على «تحديد مسارات حركة الجمالة والخيالة بالمنطقة الأثرية، مع تنظيم عمل الباعة الجائلين»، أملاً في وضع حد لانتقادات من سياح وآثاريين ومواطنين، ذكروا أنهم «تعرضوا لمضايقات» أفسدت زيارتهم لواحد من أهم المعالم السياحية في مصر.

وتعهّد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري، خلال جولة تفقدية لأعمال تطوير مدخل المنطقة الأثرية بهضبة الأهرام، الاثنين، بـ«إعادة الوجه الحضاري للمنطقة بوصفها وجهة جذبٍ رئيسية للسياحة الوافدة الشغوفة باستكشاف أسرار الحضارة المصرية القديمة».

وعد مدبولي مشروع التطوير الذي يُنفّذ حالياً في الأهرامات، «متناسباً مع القيمة الحضارية للمنطقة الأثرية، كما يُسهم في تحسين التجربة السياحية للزائرين، وإحداث أثر إيجابي يدفعهم لتكرارها والترويج لها في بلدانهم واستقطاب زوار أكثر».

جاءت جولة مدبولي عقب اجتماع عقده الأحد لمتابعة مشروع تطوير الأهرامات، وبعد أيام من تجدّد الجدل والانتقادات لتأثير الخيالة والجمالة بالمنطقة الأثرية على جودة تجربة الزيارة السياحية، لدرجة دفعت البعض لوصفهم بـ«عصابات بلطجة مستقوية».

خطة تطوير منطقة الأهرامات تتضمن مسارات محددة للخيول والجمال (الشرق الأوسط)

وفي هذا السياق تفقد رئيس الوزراء المصري المسارات التي ستُتّخذ لحركة الدواب من الخيول والجمال فضلاً عن «الكارتات»، وكذا تنظيم عمل الباعة الجائلين بالمنطقة، «لتكون وفق محددات حضارية تتناسب مع القيمة التاريخية للمنطقة»، حسب إفادة رسمية للحكومة المصرية.

هذه المسارات هي جزءٌ من مشروع طال انتظاره لتطوير منطقة الأهرامات، لا سيما مع استمرار شكاوى من مضايقة الجمالة والخيالة للسياح والمصريين على حد سواء.

وهو ما أكده محمد كارم، الخبير السياحي المصري، وقال لـ«الشرق الأوسط»: إن «عدم التزام العاملين في منطقة البازارات السياحية وكذلك الخيالة والجمالة تسبب في مشاهد غير حضارية ومواقف غير لائقة في المنطقة الأثرية، ما أفسد التجرية السياحية لكثير من الزوار»، مشدداً على «أهمية تحديد أماكن لوجود وحركة الجمالة والخيالة، والعمل على محاسبة من يعمد إلى مضايقة الزوار سواء كانوا مصريين أو أجانب».

ولفت كارم إلى أن «أزمة الجمالة والخيالة قديمة وكثُر الحديث عنها والشكوى منها»، مؤكداً أن «هذا لا يعني أنها بلا حل، فلا بد من العمل على وضع حدٍّ لها، لا سيما مع قرب افتتاح المتحف المصري الكبير الذي سيسهم في زيادة زوار المنطقة الأثرية».

ونهاية الشهر الماضي، جدّد نجيب ساويرس، رجل الأعمال المصري، الجدل بشأن «الجمالة والخيالة»، حين كتب منشوراً عبر حسابه على «إكس»، تعليقاً على خبرٍ لشركته التي تتولى مشروع تطوير منطقة الأهرامات: «بس خلصونا من الجمال والخيل ومخلفاتهم والبلطجة والبهدلة عند المدخل»، مضيفاً في تعليق آخر: «كنت أتوقع أن تقوم الدولة بدورها بعد قيامي بدوري»، معداً أن هذا الأمر «مدمر لسمعتنا، ومضيع لملايين الدولارات».

وكان ساويرس قد أثار نقاشاً مماثلاً في شهر مارس (آذار) الماضي، عندما كتب عبر «إكس»: «مهما عملنا في منطقة الأهرام فلن ينصلح الحال إلا بإلغاء أو نقل الجمال والأحصنة إلى منطقة محددة».

وعدّ الدكتور حسين عبد البصير، مدير متحف مكتبة الإسكندرية والمدير السابق لمنطقة أهرامات الجيزة، جولة رئيس الوزراء اليوم في منطقة الأهرامات «دليلاً على إرادة سياسية ورغبة جدية في حل المشكلة المتواصلة منذ نحو 40 عاماً». وقال لـ«الشرق الأوسط»: إن «مشكلة الجمالة والخيالة تتطلب حلاً جذرياً يجبر الخيالة والجمالة على البقاء في المكان المخصص لهم جنوب المدخل الجديد لمنطقة الأهرامات حتى لا يتسببوا في مضايقات للسائحين».

وأضاف أنه «من دون حلّ هذه المشكلة فأي جهود لتطوير المنطقة ستكون بلا جدوى»، مشيراً إلى أن «المحافظة لديها سجل بنحو 1500 من مشغلي الدواب في المنطقة ومن الممكن أن تقنن وجودهم وتجبرهم على الالتزام بالتعليمات».

رئيس الوزراء وعد بإعادة الوجه الحضاري للمنطقة الأثرية (وزارة السياحة والآثار المصرية)

ولسنوات طويلة ظلت الشكوى من الجمالة والخيالة قائمة في الأهرامات، ما دفع الحكومة المصرية لبدء مشروع لتطوير المنطقة عام 2009، بوضع مخطط كان من المفترض الانتهاء منه عام 2012، لكن الأحداث السياسية عام 2011 عرقلت تنفيذه. ليظل حلم تطوير منطقة الأهرامات يراود المسؤولين المصريين حتى بدأ العمل به مجدداً عام 2017، لكن هذه المرة بشراكة مع القطاع الخاص في التطوير.

وفي منتصف ديسمبر (كانون الأول) 2018 وقّع المجلس الأعلى للآثار بمصر بروتوكول تعاون مع شركة «أوراسكوم بيراميدز» لتتولى عملية تطوير المنطقة خدمياً عبر توفير مطاعم وحافلات كهربائية.

وفي أكتوبر (تشرين الأول) 2022، بدأت وزارة السياحة والآثار تشغيل أول مجموعة من منظومة الحافلات والسيارات الكهربائية الصديقة للبيئة، والتي ستكون وسيلة التنقل داخل المنطقة الأثرية.

ووفقاً للمشروع فقد «تم تحديد مسارات لحركة السياح داخل المنطقة الأثرية، بعربات نقل كهربائية آمنة تراعي المعايير البيئية»، إضافةً إلى «إقامة مركز لخدمة السائحين، ودورات مياه فندقية، وبوابات ذكية بتذاكر إلكترونية، وقاعات سينما، ومركز طبي».

وفي هذا السياق، أشار محمد كارم، الخبير السياحي إلى ما عده «اهتماماً من جانب الحكومة بتطوير المنطقة». وقال: «هناك جهود مستمرة لتحسين التجربة السياحية بالمنطقة التي من المتوقع أن تشهد تدفقات سياحية كبيرة مع افتتاح المتحف الكبير».

وقالت شركة «أوراسكوم بيراميدز»، في بيان لها أخيراً إنها تستعد «خلال الفترة المقبلة لافتتاح مشروع تطوير منطقة أهرامات الجيزة». وضخّت الشركة استثمارات بقيمة 100 مليون دولار لتطوير الخدمات في المنطقة، خصّصت 40 مليون دولار منها لتحديث منظومة الصوت والضوء.