الجانب المظلم لتمكين طفلك ومنحه ثقة زائدة بالنفس

هناك مخاطر محتملة وعواقف لتمكين الأطفال بشكل غير مناسب (رويترز)
هناك مخاطر محتملة وعواقف لتمكين الأطفال بشكل غير مناسب (رويترز)
TT

الجانب المظلم لتمكين طفلك ومنحه ثقة زائدة بالنفس

هناك مخاطر محتملة وعواقف لتمكين الأطفال بشكل غير مناسب (رويترز)
هناك مخاطر محتملة وعواقف لتمكين الأطفال بشكل غير مناسب (رويترز)

غالباً ما يتم الاحتفال بالتمكين باعتباره استراتيجية أبوة إيجابية، ويُعتقد أنه يعزز الاستقلال والثقة بالنفس والمرونة لدى الأطفال. ومع ذلك، عندما يتم تطبيق التمكين بشكل خاطئ أو مفرط، فقد يؤدي ذلك إلى عواقب سلبية غير مقصودة، وفقاً لما نشره موقع «سيكولوجي توداي» المعني بالصحة النفسية والعقلية والعلوم السلوكية.

ويرى مستشار الصحة العقلية في ولاية واشنطن الأميركية، الدكتور دان باتس، أن هناك مخاطر محتملة وعواقب لتمكين الأطفال بشكل غير مناسب، كما يقدم طريقة للآباء لتجنب هذه السلبيات.

قضايا الاستحقاق والسلطة

عندما يعامل الآباء أطفالهم كأقران، قد يبدأ الأطفال في رؤية أنفسهم على قدم المساواة في عملية صنع القرار، مما قد يؤدي إلى الشعور بالاستحقاق. وقد يعتقدون أن لديهم الحق في إملاء القواعد داخل المنزل، متحدين السلطة الأبوية التقليدية اللازمة لتوفير الحدود. وتشير الأبحاث إلى أن الأطفال يحتاجون إلى حدود واضحة ليشعروا بالأمان ويطوروا الانضباط الذاتي واحترام السلطة.

وعندما يُمنح الأطفال كثير من السلطة أو الاستقلال، دون تحمُّل مسؤوليات مقابلة، فقد تتطور لديهم توقعات غير واقعية بشأن قدراتهم وحقوقهم. ويمكن أن يتجلى ذلك في صعوبة قبول القواعد والسلطة، والصراع مع الإحباط وخيبات الأمل.

ويمكن أن يكون للمشاكل في المنزل آثار مضاعفة طوال حياة الطفل؛ فقد تظهر مشكلات سلوكية في المدرسة أو البيئات الاجتماعية، حيث قد لا يقبلون الحدود التي وضعها المعلمون مثلاً. وأظهرت الدراسات أن الحدود الواضحة ضرورية للنمو النفسي الصحي والأداء الاجتماعي.

موازنة التمكين مع التوجيه

لمنع الآثار السلبية للتمكين غير المناسب، يجب على الآباء التركيز على توفير التمكين المتوازن. ويتضمن ذلك تحديد توقعات واضحة، وتقديم التوجيه والدعم، وتشجيع الأطفال على مواجهة التحديات مع تقديم التعليقات المناسبة. ومن الضروري أن يكون الآباء حاضرين ومتفاعلين، ويقدمون الثناء والنقد بطريقة مدروسة وذات معنى تعزز النمو بدلاً من مجرد تعزيز احترام الذات.

وهناك بعض الاستراتيجيات لتحقيق التوازن بين التمكين والتوجيه المناسب، وهي:

وضع حدود واضحة: وضع القواعد وتنفيذها يساعد الأطفال على فهم الحدود واحترام السلطة.

تقديم توجيهات متسقة: تقديم توجيهات متسقة وعادلة يساعد الأطفال على تعلُّم الصواب من الخطأ وتنمية الشعور بالأمان.

تشجيع الاستقلال ضمن الحدود: السماح للأطفال باتخاذ خيارات ضمن حدود معينة يعزز الاستقلالية دون أن يضخم الاستحقاق.

ساعد الأطفال على تقييم السلطة: علّم الأطفال فهم السلطة وتقييمها، وأكد على أن احترام السلطة لا يُعدّ تعدياً على تمكينهم، بل دليل لنموهم وسلامتهم.

اعتماد الأبوة والأمومة الموثوقة: الأبوة والأمومة الموثوقة، التي توازن بين الحزم والدفء، هي الأمثل. على عكس الأساليب الاستبدادية (الصارمة والعقابية)، أو المتساهلة (المتسامحة)، أو المهملة (غير المتورطة واللامبالية).

ومن خلال دمج هذه الاستراتيجيات، يمكن للوالدين تجهيز الأطفال بشكل فعال مع الحفاظ على الهيكل والسلطة اللازمين لتوجيه تطورهم، وضمان نموهم ليصبحوا أفراداً يتمتعون بالمرونة والقدرة على التغلب على تعقيدات الحياة.


مقالات ذات صلة

حفيدة صوفيا لورين «مختلفة الجمال» تخرج إلى المجتمع في «حفل المبتدئات»

يوميات الشرق جمال لوتشيا بونتي من نوع مختلف عن جدّتها (موقع الحفل)

حفيدة صوفيا لورين «مختلفة الجمال» تخرج إلى المجتمع في «حفل المبتدئات»

جرتْ العادة أن تحضُر كل مُشاركة بصحبة فتى من أبناء المشاهير والأثرياء، وأن ترقص معه «الفالس» كأنهما في حفل من حفلات القصور في عهود ملوك أوروبا.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق مبهجة ودافئة (جامعة «أبردين»)

أقدم آلة تشيللو أسكوتلندية تعزف للمرّة الأولى منذ القرن الـ18

خضعت آلة تشيللو يُعتقد أنها الأقدم من نوعها في أسكوتلندا لإعادة ترميم، ومن المقرَّر أن تعاود العزف مرّة أخرى في عرض خاص.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق جزء من التجهيز يظهر مجموعة الرؤوس (جناح نهاد السعيد)

«نشيد الحب» تجهيز شرقي ضخم يجمع 200 سنة من التاريخ

لا شيء يمنع الفنان الموهوب ألفريد طرزي، وهو يركّب «النشيد» المُهدى إلى عائلته، من أن يستخدم ما يراه مناسباً، من تركة الأهل، ليشيّد لذكراهم هذا العمل الفني.

سوسن الأبطح (بيروت)
يوميات الشرق نادرة جداً (مواقع التواصل)

للبيع... تذكرة لدخول مسرح بريستول تعود إلى عام 1766

من المتوقَّع أن تُحقّق ما وُصفَت بأنها «قطعة حقيقية من تاريخ بريستول» آلاف الجنيهات منذ عرضها للبيع في مزاد ببريطانيا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق تجمعهما الإنسانية (مواقع التواصل)

شاي «وأمور مشتركة» جمعت أطول وأقصر امرأتين في العالم

التقت أطول النساء في العالم، وأقصرهن، لاحتساء شاي الظهيرة احتفالاً بيوم موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية. إليكم تفاصيل اللقاء...

«الشرق الأوسط» (لندن)

عمرو سعد: أعود للشاشة بفيلم «الغربان»... وأحل ضيفاً على «الست»

عمرو سعد يتحدث عن مشواره الفني (إدارة المهرجان)
عمرو سعد يتحدث عن مشواره الفني (إدارة المهرجان)
TT

عمرو سعد: أعود للشاشة بفيلم «الغربان»... وأحل ضيفاً على «الست»

عمرو سعد يتحدث عن مشواره الفني (إدارة المهرجان)
عمرو سعد يتحدث عن مشواره الفني (إدارة المهرجان)

قال الفنان المصري عمرو سعد إن غيابه عن السينما في السنوات الأخيرة جاء لحرصه على تقديم أعمال قوية بإمكانات مادية وفنية مناسبة، وأكد أنه يعود للسينما بأحدث أفلامه «الغربان» الذي قام بتصويره على مدى 4 سنوات بميزانية تقدر بنصف مليار جنيه (الدولار يساوي 49.73 جنيه)، وأن الفيلم تجري حالياً ترجمته إلى 12 لغة لعرضه عالمياً.

وأضاف سعد خلال جلسة حوارية بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، الخميس، أنه يظهر ضيف شرف لأول مرة من خلال فيلم «الست» الذي يروي سيرة سيدة الغناء العربي أم كلثوم، وتقوم ببطولته منى زكي وإخراج مروان حامد، ومن إنتاج صندوق «بيج تايم» السعودي و«الشركة المتحدة» و«سينرجي» و«فيلم سكوير».

وعرض سعد لقطات من فيلم «الغربان» الذي يترقب عرضه خلال 2025، وتدور أحداثه في إطار من الحركة والتشويق فترة أربعينات القرن الماضي أثناء معركة «العلمين» خلال الحرب العالمية الثانية، ويضم الفيلم عدداً كبيراً من الممثلين من بينهم، مي عمر، وماجد المصري، وأسماء أبو اليزيد، وهو من تأليف وإخراج ياسين حسن الذي يخوض من خلاله تجربته الطويلة الأولى، وقد عدّه سعد مخرجاً عالمياً يمتلك موهبة كبيرة، والفيلم من إنتاج سيف عريبي.

وتطرق سعد إلى ظهوره ضيف شرف لأول مرة في فيلم «الست» أمام منى زكي، موضحاً: «تحمست كثيراً بعدما عرض علي المخرج مروان حامد ذلك، فأنا أتشرف بالعمل معه حتى لو كان مشهداً واحداً، وأجسد شخصية الرئيس جمال عبد الناصر، ووجدت السيناريو الذي كتبه الروائي أحمد مراد شديد التميز، وأتمنى التوفيق للفنانة منى زكي والنجاح للفيلم».

وتطرق الناقد رامي عبد الرازق الذي أدار الحوار إلى بدايات عمرو سعد، وقال الأخير إن أسرته اعتادت اصطحابه للسينما لمشاهدة الأفلام، فتعلق بها منذ طفولته، مضيفاً: «مشوار البدايات لم يكن سهلاً، وقد خضت رحلة مريرة حتى أحقق حلمي، لكنني لا أريد أن أسرد تفاصيلها حتى لا يبكي الحضور، كما لا أرغب في الحديث عن نفسي، وإنما قد أكون مُلهماً لشباب في خطواتهم الأولى».

عمرو سعد في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي (إدارة المهرجان)

وأرجع سعد نجاحه إلي «الإصرار والثقة»، ضارباً المثل بزملاء له بالمسرح الجامعي كانوا يفوقونه موهبة، لكن لم يكملوا مشوارهم بالتمثيل لعدم وجود هذا الإصرار لديهم، ناصحاً شباب الممثلين بالتمسك والإصرار على ما يطمحون إليه بشرط التسلح بالموهبة والثقافة، مشيراً إلى أنه كان يحضر جلسات كبار الأدباء والمثقفين، ومن بينهم الأديب العالمي نجيب محفوظ، كما استفاد من تجارب كبار الفنانين.

وعاد سعد ليؤكد أنه لم يراوده الشك في قدرته على تحقيق أحلامه حسبما يروي: «كنت كثيراً ما أتطلع لأفيشات الأفلام بـ(سينما كايرو)، وأنا أمر من أمامها، وأتصور نفسي متصدراً أحد الملصقات، والمثير أن أول ملصق حمل صورتي كان على هذه السينما».

ولفت الفنان المصري خلال حديثه إلى «أهمية مساندة صناعة السينما، وتخفيض رسوم التصوير في الشوارع والأماكن الأثرية؛ لأنها تمثل ترويجا مهماً وغير مباشر لمصر»، مؤكداً أن الفنان المصري يمثل قوة خشنة وليست ناعمة لقوة تأثيره، وأن مصر تضم قامات فنية كبيرة لا تقل عن المواهب العالمية، وقد أسهمت بفنونها وثقافتها على مدى أجيال في نشر اللهجة المصرية.

وبدأ عمرو سعد (47) عاماً مسيرته الفنية خلال فترة التسعينات عبر دور صغير بفيلم «الآخر» للمخرج يوسف شاهين، ثم فيلم «المدينة» ليسري نصر الله، وقدمه خالد يوسف في أفلام عدة، بدءاً من «خيانة مشروعة» و«حين ميسرة» و«دكان شحاتة» وصولاً إلى «كارما»، وقد حقق نجاحاً كبيراً في فيلم «مولانا» للمخرج مجدي أحمد علي، وترشح الفيلم لتمثيل مصر في منافسات الأوسكار 2018، كما لعب بطولة عدد كبير من المسلسلات التلفزيونية من بينها «يونس ولد فضة»، و«ملوك الجدعنة»، و«الأجهر»، بينما يستعد لتصوير مسلسل «سيد الناس» أمام إلهام شاهين وريم مصطفى الذي سيُعْرَض خلال الموسم الرمضاني المقبل.