كينيا تفرض «ضريبة القطط»... والمُخالِف مُهدَّد بالسجن

المطلوب تحمُّل مسؤولية سلوكها وضمان عدم إصدارها أصواتاً مزعجة

المخلوق اللطيف (شاترستوك)
المخلوق اللطيف (شاترستوك)
TT

كينيا تفرض «ضريبة القطط»... والمُخالِف مُهدَّد بالسجن

المخلوق اللطيف (شاترستوك)
المخلوق اللطيف (شاترستوك)

أثار مشروع قانون اقترحه مجلس مدينة نيروبي بفرض ضريبة سنوية على القطط، الجدل بين محبّي الحيوانات الأليفة في كينيا.

ووفق «بي بي سي»، يُفرَض على أصحاب القطط تسجيلها عبر شراء ترخيص سنوي بتكلفة 200 شلن كيني (1.50 دولار أميركي)، بالإضافة إلى إثبات أنّ الحيوان قد تلقّى لقاح داء الكلب.

وينصّ مشروع قانون السيطرة على الحيوانات ورفاهيتها في المدينة، على أصحاب القطط تحمُّل مسؤولية سلوك حيواناتهم، وضمان عدم إصدارها أصواتاً تزعج السكان، كما سيتعيَّن عليهم احتواؤها خلال فترة التزاوج.

وبموجب المشروع المقترح، سيكون أصحاب القطط الذين يفشلون في الامتثال لمعايير الترخيص مذنبين، ويُعرّضون أنفسهم لعقوبات تشمل الغرامات وربما السجن.

ويعارض عدد من سكان المدينة الفكرة، ويعدّونها محاولة لزيادة الإيرادات الحكومية، رغم أنّ الهدف المُعلن هو تقليل انتشار داء الكلب.

والقطط في نيروبي غير معروفة العدد، وموجودة في كل مكان، وتتجوّل في الشوارع، وتسترخي في المتاجر، وتبحث عن الطعام في مكبّات القمامة والمطاعم، ويمكن أن تُصدر أصواتاً مرتفعة في أوقات مختلفة من الليل، خصوصاً خلال موسم التزاوج.

ويشكّ البعض في فاعلية تنفيذ المقترح، نظراً للعدد الكبير من القطط الضالة في نيروبي، بينما ترى جمعية كينيا لحماية الحيوانات ورعايتها أنّ تقديم خدمات طبّية منخفضة التكلفة وتعقيم القطط الضالة سيكونان مفيدَيْن أكثر.

وأكدت نعومي موتوا، مديرة مجموعة عبر «فيسبوك» لعشاق القطط، والتي تصف نفسها بـ«أم القطط في نيروبي» أنه وَجَب على السلطات استشارة أصحاب القطط والمنظّمات والبيطريين قبل صياغة القانون.

وأشارت إلى أنّ إدخال لقاحات داء الكلب الإلزامية خطوة جيّدة، لكنها تساءلت عن كيفية تحقيق ذلك في الواقع. ووفق وزارة الصحة الكينية، يموت نحو 2000 كيني سنوياً بسبب داء الكلب الناتج عن عضّات الكلاب أو القطط.

وتُخطّط المدينة لتنظيم مشاورات عامة لإتاحة الفرصة لسكان نيروبي للتعبير عن آرائهم حول مشروع القانون، وهو ما قد يؤدّي إلى تعديلات إضافية ستنظر الجمعية المحلّية فيها.


مقالات ذات صلة

أسد يفترس طفلاً في ليبيا مخلِّفاً الأحزان ومُشعلاً «جرس الإنذار»

يوميات الشرق الطفل الضحية (متداولة على صفحات أقاربه في فيسبوك)

أسد يفترس طفلاً في ليبيا مخلِّفاً الأحزان ومُشعلاً «جرس الإنذار»

ألقت فاجعة افتراس أسد لطفل في إحدى المزارع بمدينة أجدابيا بشرق ليبيا بظلالها القاتمة على البلاد، مخلِّفةً حالة من الحزن.

جمال جوهر (القاهرة)
أوروبا ماعز مع أحد المواشي في اليونان (أرشيفية - وسائل إعلام محلية)

اليونان تعدم 8 آلاف حيوان لاحتواء «طاعون الماعز»

تسعى اليونان لاحتواء عدوى فيروسية تعرف باسم «طاعون الماعز» بعد اكتشاف حالات جديدة.

«الشرق الأوسط» (أثينا )
يوميات الشرق إذا كانت الحشرة تحمل بكتيريا ضارة أو طفيليات فقد تسبب مشاكل في الجهاز الهضمي (رويترز)

حال ابتلاعك حشرة... ما الذي يجب عليك فعله؟

مرّ الكثير من الناس بتلك اللحظة من الانزعاج عندما يدركون أن حشرة قد وصلت إلى مكان لا ينبغي لها أن تكون فيه؛ القصبة الهوائية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق دجاجة تجلس داخل قفص في مزرعة بمقاطعة سان دييغو الأميركية (رويترز)

دراسة: الدجاج يحمر خجلاً عندما يكون متحمساً أو خائفاً

كان يُعتقد في السابق أن الاحمرار بسبب الخجل أو المشاعر القوية صفة ترتبط بالبشر فقط، لكن دراسة جديدة وجدت أن الدجاج يشترك في هذه الصفة معنا.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق صورة لطائر من بيكسباي

حديقة في كوبا تحوَّلت ملاذاً لأصغر طائر في العالم

تحولت حديقة برنابي هيرنانديز ملاذاً للطائر الطنان الموجود فقط في كوبا، وهو أصغر طائر في العالم، إذ يتراوح طوله بين 5 و6 سنتيمترات.

«الشرق الأوسط» (هافانا)

لبنان يودّع كوليت نوفل مديرة «مهرجان بيروت الدولي للسينما»

أوصت بإكمال مشوارها وإعطاء الفرص لجيل الشباب (باسم الحاج)
أوصت بإكمال مشوارها وإعطاء الفرص لجيل الشباب (باسم الحاج)
TT

لبنان يودّع كوليت نوفل مديرة «مهرجان بيروت الدولي للسينما»

أوصت بإكمال مشوارها وإعطاء الفرص لجيل الشباب (باسم الحاج)
أوصت بإكمال مشوارها وإعطاء الفرص لجيل الشباب (باسم الحاج)

ودّع لبنان، ظهر الأربعاء الفائت، كوليت نوفل، مديرة مهرجان بيروت الدولي للسينما. وكانت السبّاقة في إطلاق مشروع من هذا النوع في العاصمة في عام 1997. وأقيمت الدورة الأولى من المهرجان في وسط بيروت المدمر، قبل إعادة إعماره، وضمّ يومها عروضاً لنحو 15 فيلماً.

وعلى مرّ السنوات توسع نطاق المهرجان ليؤلّف منصة سينمائية تضم سنوياً ما بين 60 و80 فيلماً. ولم تكتف بطبعه بدمغة محلية وعربية، فزوّدته ببعد إقليمي وعالمي، واستضافت نجوم سينما عالميين لبّوا دعوتها إلى المشاركة في عدة نسخات، ومن بينهم المخرج العالمي فرانسيس فورد كوبولا الذي زار لبنان في عام 2010، وكذلك جولييت بينوش التي استضافها المهرجان في عام 2017.

أخر نسخات مهرجان بيروت الدولي السينمائي جرت في عام 2019. وفي عام 2020 أطلقته ضمن نسخة مصغّرة، بعدها غابت نوفل عن الواجهة. فالمرض كان قد بدأ يرخي بآثاره السلبية عليها.

عانت كوليت نوفل التي رحلت عن عمر يناهز الـ78 عاماً، من مرض التليّف الرئوي. ولم يستطع الأطباء إنقاذها بسبب ملامسة المرض قلبها. ولكنها بقيت صامدة ومتفائلة إلى آخر حدّ. ويقول ابن شقيقها أوليفييه نوفل في حديث لـ«الشرق الأوسط» إنها استمرت حتى لحظاتها الأخيرة تعدّ في رأسها الأفكار والمشاريع المستقبلية. ويصف أوليفييه عمّته بالمرأة المحاربة من دون كلل. ويتابع: «لم تكن أبداً حزينة لحالتها. ولم تراودها أفكار سلبية عن مصيرها. فهي مشهورة بإيجابيتها التي لا تفارقها. كانت حتى وهي على فراش المرض تنظر إلى الأمام».

يقول أوليفييه إنه تأثر كثيراُ بعمّته صاحب القامة القصيرة والشخصية القوية. «كانت تبدو الأصغر بين ضيوفها في المهرجان، لكنها كانت الأكثر فاعلية وعزماً. تتمسك بقراراتها مهما واجهت من تحديات ومصاعب. لم تكترث يوماً لحواجز صادفتها فتقفز فوقها كي تعطي الفرص لصناع السينما للتعبير عن أفكارهم الحرّة».

أكثر من مرة تجاوزت كوليت نوفل مشكلات واجهتها مع لجنة الرقابة للأفلام في بيروت. وكانت في كل مرة تحارب وتجتهد كي تخرجها إلى صالات السينما.

بقيت نوفل حتى اللحظات الأخيرة تنشر إيجابيتها على المحيطين بها (باسم الحاج)

تصفها الإعلامية ريتا الحاج التي رافقتها في أيامها الأخيرة بالمرأة اللامعة في كل الميادين. امرأة لا تهدأ وبحركة دائمة تشغل نفسها باستمرار وتحرّك المحيطين بها. وتتابع: «إنها مخططة ومنظمة ومنفذة من الطراز الأول. تحب الكمال والجمال، ولا تساوم على أفكارها ولا تتنازل عنها». وعن فترة مرضها تكمل ريتا لـ«الشرق الأوسط»: «واجهت مرضها بشجاعة، وغالباً ما كانت أفكارها تتعلق بمصير من تحب. كانت تحب التحدّث عن ذكرياتها الطفولية في مدينة طرابلس. وكذلك عن هجرتها إلى أستراليا وتجربة العيش في أميركا واليابان».

من اهتماماتها الرئيسية إتاحة الفرص لعروض أفلام لم يشاهدها اللبنانيون من قبل. كما كانت تعلّق الآمال على مواهب إخراجية شبابية، فتعطيهم المساحة في نسخات مهرجانها كي يبرزوا طاقتهم ورؤيتهم في هذا المجال.

نجحت كوليت نوفل بإعطاء مهرجانها السينمائي صبغة عالمية، ففتحت الأبواب أمام مهرجانات مشابهة كانت تنظم محلياً وعربياً. فالثقة المتينة بينها وبين صنّاع سينما عالميين أسهمت في تحقيقها الانتشار العالمي.

رافقها باسم الحاج بصفته مسؤولاً إعلامياً في نسخات مهرجان بيروت الدولي للسينما. وعن ذكرياته المهنية معها يذكر لـ«الشرق الأوسط»: «لقد عملت معها من عام 2012 حتى 2019. كانت امرأة لا تشبه غيرها بغيرتها على نجاح لبنان وتسليط الضوء على دوره الثقافي. استطاعت أن تحدث الفرق من لا شيء. تحرص على معرفة جميع التفاصيل، من خلال تنظيمها البارع للمهرجان».

قدّمت كوليت نوفل نحو 18 نسخة متتالية من مهرجان بيروت الدولي للسينما. وفي دورته السابعة عشرة اختارت السجادة الزرقاء ليمر عليها المشاهير خلال حفل الافتتاح، فهي بذلك أرادت إخراجه عن المألوف وطبعه برمزية خاصة به.

ويختم أوليفييه نوفل لـ«الشرق الأوسط»: «لقد بدأت العمل معها عندما كنت يافعاً. طلبت مني أن أساعدها في تحضيراتها لنسخات المهرجان. لم تشأ أن أتميز عن غيري كونها عمّتي. فكنت الصبي الذي يحمل الأغراض والرسائل ويساعدها في تنظيم أرشيفها. لقد بدأت معها من الصفر، وأدركت بعدها أنها كانت على حق في اختيار طبيعة عملي. فمن الأرض تعلمت الكثير من التجارب التي أفادتني في ترقيتي بعدها. تعلمت منها الكثير والصورة التي أحفظها عنها محورها (المرأة المحاربة). أحاول أنا أيضاً أن أتشبه بها، وأحارب للوصول إلى أهدافي. لقد أوصتنا بإكمال مشوارها. وبالتطلع إلى لبنان أفضل من خلال الحفاظ على الحريات وإعطاء الفرص لجيل الشباب».