العروض الشبابية والاستعراضية تسيطر على المهرجان القومي للمسرح في مصر

دورته الـ17 تشهد منافسة 33 عملاً

وزير الثقافة المصري وفي الخلفية شعار الدورة الـ17 من المهرجان (وزارة الثقافة المصرية)
وزير الثقافة المصري وفي الخلفية شعار الدورة الـ17 من المهرجان (وزارة الثقافة المصرية)
TT

العروض الشبابية والاستعراضية تسيطر على المهرجان القومي للمسرح في مصر

وزير الثقافة المصري وفي الخلفية شعار الدورة الـ17 من المهرجان (وزارة الثقافة المصرية)
وزير الثقافة المصري وفي الخلفية شعار الدورة الـ17 من المهرجان (وزارة الثقافة المصرية)

تسيطر العروض الشبابية على فعاليات الدورة الـ17 من المهرجان القومي للمسرح المصري التي انطلقت مساء الثلاثاء.

وتتنافس في الدورة الجديدة 33 مسرحية تعكس أبرز تجارب الجيل الجديد في فن المسرح وما يهمهم من قضايا وهموم وهواجس تبرز رؤيتهم لأنفسهم وإلى العالم من حولهم.

ومن أبرز ملامح العروض المشاركة عودة اللون الاستعراضي الغنائي الذي تراجع نسبياً في السنوات الأخيرة مثل «أوبرا العتبة» للمخرج هاني عفيفي و«الطاحونة الحمراء» للمخرج حسام التوني و«الأرتيست» التي تستلهم السيرة الذاتية للفنانة الكوميدية زينات صدقي (1912 - 1978)، تأليف وإخراج محمد زكي و«العيال فهمت» للمخرج شادي سرور.

وزير الثقافة المصري وفي الخلفية شعار الدورة الـ17 من المهرجان (وزارة الثقافة المصرية)

بينما تستوحي مسرحية «مرايا إلكترا» الأساطير الإغريقية القديمة في قالب تشويقي يعزف على وتر الانتقام، بينما يجسد عرض «نساء بلا غد» مأساة 3 نساء سوريات ينتقلن من أزمة إلى أخرى، تأليف العراقي جواد الأسدي، إعداد وإخراج السورية نور غانم.

ومن المفارقات اللافتة في عروض الدورة الجديدة وجود عملين متنافسين مأخوذين عن أصل واحد هو رواية «العطل» الشهيرة للروائي السويسري فردريش دورنيمات، والعرضان هما «الجريمة البيضاء» معالجة يسري حسان وإخراج سامح بسيوني و«النقطة العميا»، إعداد وإخراج أحمد فؤاد.

جانب من الأعمال الاستعراضية بالمهرجان (وزارة الثقافة المصرية)

وعدّ المخرج المسرحي هاني عفيفي سيطرة الشباب على عروض الدورة الجديدة «نتيجة طبيعية لحضور الجيل الجديد القوي في منابع المسرح المصري مثل هيئة قصور الثقافة والفرق الحرة والمستقلة والجامعات»، معرباً في حديثه إلى «الشرق الأوسط» عن «أمنيته بالاحتفاء بالأعمال الشبابية التي سيعلن عن فوزها في ختام المهرجان من خلال وسائل غير تقليدية مثل حصولهم على منح لاستكمال دراستهم بالخارج وتنظيم عروض لها خارج القاهرة والجيزة وكذلك عرضها عبر قنوات التلفزيون المختلفة».

وأكد الناقد المسرحي د. عبد الكريم الحجراوي أن «الطابع الشبابي في العروض المتنافسة يعد أحد أبرز مكاسب المهرجان»، مشيراً في تصريح إلى «الشرق الأوسط» إلى أن «دورة هذا العام شبابية بامتياز لا سيما على مستوى العروض المرشحة للمشاركة والتي وصلت إلى 150 عرضاً وما تضمنته من مواهب على صعيد التأليف والتمثيل والإخراج، جنباً إلى جنب مع خبرات الأجيال السابقة».

وتحمل الدورة الجديدة اسم «سيدة المسرح العربي» سميحة أيوب التي شهد حفل الافتتاح عرض فيلم وثائقي يجسد مسيرتها وكان لافتاً مشاركة أيوب نفسها والممثل أيمن الشيوي في الفيلم مع عدد من طلبة ورش المهرجان، وقامت الفنانة إلهام شاهين بتقديم سميحة أيوب أثناء الحفل.

وشهد الحفل كذلك قيام الفنانين صلاح عبد الله ورانيا فريد شوقي وأحمد فؤاد سليم ومحمد محمود ومادلين طبر وطارق النهري وأحمد كمال وجميلة عوض والناقدة د. رانيا يحيى، عميد المعهد العالي للنقد الفني بتقديم المكرمين وهم الفنانون أحمد بدير وأحمد آدم وسلوى محمد علي وعزت زين وأسامة عباس وحسن العدل والمخرج عبد الله سعد والمنتج أحمد الإبياري والناقدة نجوى عانوس ومصمم الاستعراضات عاطف عوض.

تكريم أحمد بدير (وزارة الثقافة المصرية)

وأكد وزير الثقافة المصري د. أحمد فؤاد هنو أن «المسرح ليس مجرد فن بل هو جزء من الهوية الوطنية»، مشيراً في كلمته بحفل الافتتاح إلى أن «مهمة المهرجان تطوير الإرث المسرحي والانطلاق به إلى آفاق أرحب».

وأضاف الفنان محمد رياض، رئيس الدورة الـ17 من المهرجان، أن «الأعمال المشاركة تعكس تطوراً لافتاً في الحركة المسرحية المصرية»، موضحاً أن «الفن الجاد الراقي فقد مؤخراً بعض فرسانه على غرار أشرف عبد الغفور وطارق عبد العزيز والناقد عبد الغني داود».

تكريم الفنان حسن العدل (وزارة الثقافة المصرية)

واعتبر الناقد المسرحي أحمد عبد الرازق أبو العلا أن «أبرز سلبيات الدورة الجديدة تتمثل في استمرار تغيير اللائحة الأساسية للمهرجان مع تغيير رئيس المهرجان أو اللجنة العليا له بين الحين والآخر وهو ما يجعل الحدث يفقد الكثير من تقاليده الراسخة»، مشيراً في حديث إلى «الشرق الأوسط» إلى أن «قائمة المكرمين تشهد انحيازاً للمسرح الخاص لا سيما في حالة أحمد بدير وأحمد آدم وأحمد الإبياري رغم أن المسرح الخاص نفسه لا يشارك في المهرجان إلا بعرضين اثنين فقط».

جانب من تكريم الفنانة سلوى محمد علي (وزارة الثقافة المصرية)

وأضاف أنه «يأخذ على القائمين على أمر المهرجان استبعاد النقاد الأكاديميين من كتابة مطبوعات المكرمين والتعريف بتجربتهم وإسناد الأمر برمته إلى الصحافيين فقط، وهو ما انعكس على تراجع مستوى تلك الأعمال»، على حد تعبيره.


مقالات ذات صلة

منة شلبي تخوض أولى تجاربها المسرحية في «شمس وقمر»

يوميات الشرق الفنانة المصرية منة شلبي تقدم أول أعمالها المسرحية (حسابها على «فيسبوك»)

منة شلبي تخوض أولى تجاربها المسرحية في «شمس وقمر»

تخوض الفنانة المصرية منة شلبي أولى تجاربها للوقوف على خشبة المسرح من خلال عرض «شمس وقمر» الذي تقوم ببطولته، ويتضمن أغاني واستعراضات.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق عرض مسرحي

مهرجان للمسرح في درنة الليبية ينثر فرحة على «المدينة المكلومة»

من خلال حفلات للموسيقى الشعبية الليبية والأغاني التقليدية، استقطب افتتاح المهرجان أعداداً كبيرة من سكان درنة، لينثر ولو قليلاً من الفرح بعد كارثة الإعصار.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق حفل ختام مهرجان شرم الشيخ المسرحي شهد غياب مشاهير الفن (شرم الشيخ المسرحي)

«شرم الشيخ المسرحي» يُختتم بعيداً عن «صخب المشاهير»

اختتم مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي فعاليات دورته التاسعة، مساء الأربعاء، بعيداً عن صخب المشاهير.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق تملك المسرحية «اللؤم» المطلوب لتُباشر التعرية المُلحَّة للواقع المسكوت عنه (البوستر الرسمي)

«الماعز» على مسرح لندن تُواجه عبثية الحرب وتُسقط أقنعة

تملك المسرحية «اللؤم» المطلوب لتُباشر التعرية المُلحَّة للواقع المسكوت عنه. وظيفتها تتجاوز الجمالية الفنية لتُلقي «خطاباً» جديداً.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق مجموعة نشاطات فنّية يقدّمها الفريق في كل مركز (فضاء)

مؤسّسة «فضاء» تؤرشف للمسرح خلال الحرب

يختصر عوض عوض أكثر ما لفته في جولاته: «إنهم متعلّقون بالحياة ومتحمّسون لعيشها كما يرغبون. أحلامهم لا تزال تنبض، ولم تستطع الحرب كسرها».

فيفيان حداد (بيروت)

شكوك حول أسباب وفاة الملحن المصري محمد رحيم

الملحن المصري الراحل محمد رحيم خاض تجربة الغناء (حسابه على «فيسبوك»)
الملحن المصري الراحل محمد رحيم خاض تجربة الغناء (حسابه على «فيسبوك»)
TT

شكوك حول أسباب وفاة الملحن المصري محمد رحيم

الملحن المصري الراحل محمد رحيم خاض تجربة الغناء (حسابه على «فيسبوك»)
الملحن المصري الراحل محمد رحيم خاض تجربة الغناء (حسابه على «فيسبوك»)

أثار خبر وفاة الملحن المصري محمد رحيم، السبت، بشكل مفاجئ، عن عمر يناهز 45 عاماً الجدل وسط شكوك حول أسباب الوفاة، كما تصدر اسم رحيم «ترند» موقعي «غوغل»، و«إكس»، خلال الساعات الأخيرة.

وكان الفنان المصري تامر حسني قد أعلن عن موعد مراسم الجنازة عبر خاصية «ستوري» بصفحته الرسمية بموقع «إنستغرام»، لكنه سرعان ما أعلن تأجيل المراسم، لافتاً إلى أن طاهر رحيم، شقيق الفنان الراحل، سيعلن عن موعد الجنازة مجدداً، وكان الأخير أعلن تأجيلها «حتى إشعار آخر»، وفق ما كتب عبر حسابه بـ«فيسبوك».

وحسب مواقع إخبارية محلية، فقد تم تأجيل مراسم الجنازة عقب توقيع الكشف الطبي على جثمان الملحن الراحل، ووجود شكوك في شبهة جنائية حول وفاته، إذ تضمن تقرير طبي متداول إعلامياً ومنسوب لإحدى الإدارات الصحية بمحافظة الجيزة وجود «خدوش وخربشة»، و«كدمات» في الجثمان.

يذكر أن رحيم كان قد أعلن في شهر فبراير (شباط) الماضي عبر حسابه بموقع «فيسبوك» عن اعتزاله الفن، لكنه تراجع عن قراره ونشر مقطعاً مصوراً أكد خلاله عودته مجدداً من أجل جمهوره.

الملحن محمد رحيم والفنانة نانسي عجرم (حسابه على «فيسبوك») ‫‬

كان الراحل قد تعرض لذبحة صدرية في شهر يوليو (تموز) الماضي، دخل على أثرها إلى العناية المركزة، حسبما أعلنت زوجته مدربة الأسود المصرية أنوسة كوتة.

من جانبها، أعلنت أرملة رحيم قبل ساعات عبر صفحتها الشخصية بموقع «فيسبوك»، عن موعد الجنازة مجدداً بعد صلاة عصر اليوم (السبت)، من مسجد الشرطة بمدينة الشيخ زايد، لكنها قامت بحذف المنشور.

الشاعر والناقد الموسيقي المصري فوزي إبراهيم أكد أن «وفاة رحيم شكلت صدمةً لجمهوره ومحبيه حيث كان بصحة جيدة، وخرج من محنته المرضية الأخيرة وتعافى تماماً وذهب لأداء العمرة قبل شهر».

الملحن المصري محمد رحيم (حسابه على «فيسبوك»)

وتحدث فوزي لـ«الشرق الأوسط» عن رحيم الملحن، لافتاً إلى أن «إنتاجاته لها مذاق مختلف، وهذه السمة نادرة الوجود حيث عُرف بالتفرد والإبداع والابتكار الذاتي».

وذكر فوزي أن تعاونه مع رحيم بدأ مطلع الألفية الحالية واستمر حتى رحيله، حيث كان على موعد لتسجيل أحدث أغاني «الكينج» محمد منير من كلماته وتلحين رحيم.

ووصف فوزي، رحيم، بأنه «أحد عباقرة العصر وإحدى علامات الأغنية المصرية في الربع قرن الأخير»، لكنه كان يعاني بسبب تجاهله وعدم تقديره إعلامياً.

ويستكمل فوزي حديثه قائلاً: «إحساسه بعدم التقدير جعله يوظف طاقته بالعمل، ويبتعد عن السلبيات، حتى صار مؤخراً في المرتبة الأولى في قائمة التحصيل وحق الأداء العلني بالأرقام الرسمية من جمعية (المؤلفين والملحنين المصرية - الساسيرو)، حتى أن اسمه فاق اسم الموسيقار بليغ حمدي في التحصيل، كما جرى تكريمه بالعضوية الذهبية».

الملحن محمد رحيم والفنان محمد منير (حساب الملحن الراحل على «فيسبوك»)

وتعاون رحيم مع عدد من الفنانين، من بينهم نانسي عجرم، وعمرو دياب، ومحمد منير، وأصالة، وإليسا، ونوال الزغبي، وأنغام، وآمال ماهر، وروبي، ومحمد حماقي، وتامر حسني، وساندي، وكارول سماحة، وبهاء سلطان، وتامر عاشور، وجنات، وهيفاء وهبي، وغيرهم.

ومن بين الألحان التي قدمها محمد رحيم منذ بدايته قبل 26 عاماً أغنيات «وغلاوتك» لعمرو دياب، و«أنا لو قلت» لمحمد فؤاد، و«الليالي» لنوال الزغبي، و«يصعب علي» لحميد الشاعري، و«ياللي بتغيب» لمحمد محيي، و«أحلف بالله» لهيثم شاكر، و«جت تصالحني» لمصطفى قمر، و«مشتاق» لإيهاب توفيق»، و«أنا في الغرام» لشيرين، و«بنت بلادي» لفارس، و«ليه بيداري كده» لروبي، و«في حاجات» لنانسي عجرم.