زخّات شهب تُضيء سماء بريطانيا اسمُها مُستمدّ من برج الدلو

ليست مناسبة للأطفال وتُحاكي الباحثين عن رومانسية النجوم

السماء لا تكفّ عن إبهار البشر (إ.ب.أ)
السماء لا تكفّ عن إبهار البشر (إ.ب.أ)
TT

زخّات شهب تُضيء سماء بريطانيا اسمُها مُستمدّ من برج الدلو

السماء لا تكفّ عن إبهار البشر (إ.ب.أ)
السماء لا تكفّ عن إبهار البشر (إ.ب.أ)

تصل أولى زخّات الشهب في سماء بريطانيا هذا الصيف إلى ذروتها في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء، فيأمل مراقبو النجوم في رؤية عشرات الشهب المتلألئة.

وذكرت «الغارديان» أنّ علماء الفلك ناقشوا أصول زخّات شهب الدلويات؛ إذ يُعدُّ المذنّب «96P/Machholz»، الذي يمرّ بالقرب من الشمس، المصدر الأكثر احتمالاً، علماً بأنّ كرة الغبار والصخور والجليد، البالغ قُطرها 4 أميال، تستغرق أكثر من 5 سنوات لإكمال مدارها حول الشمس.

تنشط عادةً شهب دلتا الدلويات بين منتصف يوليو (تموز) وأواخر أغسطس (آب)، ولكن يُتوقَّع أن يكون أفضل وقت لمشاهدة الزخَّة خلال الساعة أو الساعتين بعد منتصف الليل في بريطانيا، الاثنين، قبل أن يرتفع الهلال المتلاشي بدرجة كافية لإضاءة السماء.

تحدُث زخّات الشهب عندما تمرُّ الأرض عبر سيل من الغبار الذي يخلِّفه المذنّب، فتنتج جزيئات الغبار، الأصغر حجماً من حبّات الرمل، خطوطاً ساطعة من الضوء بتبخُّرها في الغلاف الجوّي.

وفي الليالي المُظلمة غير المُقمرة، يمكن لمراقبي النجوم توقُّع رؤية من 15 إلى 20 شهاباً ساطعاً في الساعة، في ذروة زخَّة دلتا الدلويات، وتستمد الزخّات اسمها من برج الدلو، إذ يبدو أنَّ الشهاب يأتي من اتجاه دلتا الدلو، وهو نجم ساطع وسط كوكبة النجوم.

المشهد المذهل يُضيء العتمات (غيتي)

وللعثور على برج الدلو، يُوصي علماء الفلك بالبحث عن «مربع بيغاسوس» (مربع الفرس الأعظم) في السماء الجنوبية الشرقية، ثم النظر نحو الأفق إلى ما يبدو كأنه نجم ساطع، لكنه في الحقيقة كوكب زحل في مدار هذا البرج.

في هذا السياق، قالت عالمة الفلك في أسكوتلندا، كاثرين هيمنز: «مفتاح الاستمتاع بأي زخة شهب هو العثور على موقع مُظلم بشكل حقيقي. فمن أجل الاستمتاع بهذا العرض الضوئي المذهل، ستحتاج إلى الابتعاد عن أضواء الشوارع والذهاب إلى الريف إذا استطعت، ثم كل ما عليك فعله هو الاستلقاء على ظهرك وانتظار الشهب وهي تعبُر السماء».

ومن بين شهب دلتا الدلويات، ستترك 5 إلى 10 في المائة منها أثراً دائماً مُمثَّلاً بخطوط مضيئة من الغاز المؤين تكون مرئية لثانية أو اثنتين بعد مرور الشهب. ونظراً إلى أنّ التلسكوبات والمناظير لها مجال رؤية ضيّق، فإنّ مراقبي الشهب يوصون بالمشاهدة بالعين المجرَّدة بعد أخذ الوقت للتكيُّف مع الظلام.

علّقت هيمنز: «تذكَّر، لا تنظر إلى هاتفك. تحتاج العينان إلى أكثر من 10 دقائق للتكيُّف مع الظلام. أي نظرة سريعة إلى الشاشة قد تعيدهما إلى وضعهما السابق، ما يعني أنّ شيئاً قد يفوتك».

ولا ينبغي القلق إنْ تدخَّلت السحب أو ضوء القمر، فشهب الدلويات تعود في أغسطس/آب عندما تندمج مع زخّات الشهب التي تكون عادةً أكثر كثافة وإشراقاً.

وختمت هيمنز: «لسوء الحظ، ليست زخّات الشهب الصيفية الأفضل للأطفال، إذ ينبغي الانتظار حتى وقت طويل بعد مغيب الشمس؛ لتصبح السماء مُظلمة بما يكفي لرؤيتها، لكنها مناسبة جداً للبالغين، خصوصاً للباحثين عن مناسبة لقضاء إجازة رومانسية تحت السماء المرصَّعة بالنجوم».


مقالات ذات صلة

دراسة تحذّر الحوامل: المكياج وصبغة الشعر يزيدان مستويات المواد السامة بحليب الثدي

صحتك استخدام الحوامل لمنتجات العناية الشخصية يؤدي إلى ارتفاع مستويات «المواد الكيميائية الأبدية» السامة في دمائهن (رويترز)

دراسة تحذّر الحوامل: المكياج وصبغة الشعر يزيدان مستويات المواد السامة بحليب الثدي

حذرت دراسة جديدة من الاستخدام الزائد لمنتجات العناية الشخصية مثل المكياج وخيط تنظيف الأسنان وصبغة الشعر بين النساء الحوامل.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الرجال المتزوجون يتقدمون في العمر أبطأ من الرجال العزاب (رويترز)

الزواج يبطئ شيخوخة الرجال

أظهرت دراسة جديدة أن الرجال المتزوجين يتقدمون في العمر أبطأ من الرجال العزاب، إلا إن الشيء نفسه لا ينطبق على النساء.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق النجم الشجاع أنقذ الموقف (مواقع التواصل)

نجم «ديزني» يتخلّص من أفعى على الطائرة... ويتلقّى مكافأة

نجح نجم «ديزني»، الأسترالي أندري ريريكورا، في التخلُّص من ثعبان على طائرة «فيرجين إيرلاينز»... فماذا كانت مكافأته؟

«الشرق الأوسط» (سيدني)
يوميات الشرق إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

«الشرق الأوسط» (برلين)
يوميات الشرق جمال لوتشيا بونتي من نوع مختلف عن جدّتها (موقع الحفل)

حفيدة صوفيا لورين «مختلفة الجمال» تخرج إلى المجتمع في «حفل المبتدئات»

جرتْ العادة أن تحضُر كل مُشاركة بصحبة فتى من أبناء المشاهير والأثرياء، وأن ترقص معه «الفالس» كأنهما في حفل من حفلات القصور في عهود ملوك أوروبا.

«الشرق الأوسط» (باريس)

«إثراء» تكرّس مؤتمر الفن الإسلامي بالظهران «في مديح الفنان الحِرفي»

الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية والأمير سلطان بن سلمان في افتتاح مؤتمر الفن الإسلامي بمركز «إثراء» بالظهران (الشرق الأوسط)
الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية والأمير سلطان بن سلمان في افتتاح مؤتمر الفن الإسلامي بمركز «إثراء» بالظهران (الشرق الأوسط)
TT

«إثراء» تكرّس مؤتمر الفن الإسلامي بالظهران «في مديح الفنان الحِرفي»

الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية والأمير سلطان بن سلمان في افتتاح مؤتمر الفن الإسلامي بمركز «إثراء» بالظهران (الشرق الأوسط)
الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية والأمير سلطان بن سلمان في افتتاح مؤتمر الفن الإسلامي بمركز «إثراء» بالظهران (الشرق الأوسط)

افتتح الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز، أمير المنطقة الشرقية، اليوم الأحد، أعمال مؤتمر الفن الإسلامي بنسخته الثانية، بحضور الأمير سلطان بن سلمان، المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين، رئيس مجلس الأمناء لجائزة عبد اللطيف الفوزان لعمارة المساجد.

وينظم المؤتمر مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي «إثراء» بالظهران، بالتعاون مع جائزة عبد اللطيف الفوزان لعمارة المساجد، ويستمر حتى 26 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، تحت شعار «في مديح الفنان الحِرفي».

ويحضر المؤتمر باحثون في الفن والتاريخ الإسلامي، ومثقفون وضيوف من مختلف دول العالم،

ويهدف إلى دعم وإحياء التقاليد الفنية الإسلامية بتسليط الضوء على أعمال الحِرفيين المعاصرين الذين يُبقون هذه التقاليد الفنية والحِرفية على قيد الحياة.

الحرف رحلة تعلّم

وفي كلمته، ثمن المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين ورئيس مجلس أمناء جائزة عبد اللطيف الفوزان لعمارة المساجد الأمير سلطان بن سلمان آل سعود، جهود «أرامكو» في مجال الإرث والحضارة ودعم المشاريع التراثية في المنطقة الشرقية، مستعرضاً الأهمية التاريخية للحِرف بوصفها مليئة بالتراث الحضاري للمناطق، وذلك عطفاً على إنجازات المملكة في المحافل الدولية والعالمية بمشاركات متنوعة، سواء من مؤسسات ومعارض ومؤتمرات ذات بُعد تاريخي واجتماعي تصبّ في المنفعة المجتمعية.

وأكد «الأهمية التاريخية للحرف على أنها رحلة تعلم وليست إنجازات»، لافتاً، في الوقت نفسه، إلى «دور المتاحف في تعزيز التاريخ بوصفها وجهة رئيسية لكل دولة». وأشار إلى جهود المملكة في تسجيل واحة الأحساء بصفتها موقعاً تراثياً عالمياً في منظمة اليونسكو.

الحرفي شاعر صامت

وفي كلمته ذكر مدير مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي «إثراء» عبد الله الراشد أن مدرسة الفنون الإسلامية يكاد يغيب عنها الصانع، قائلاً: «القطع الإسلامية لا تعرف من صنعها، أما القطع المعاصرة فيُحتفى بالصانع، وكأن الحرفي في الفنون الإسلامية يود أن يبقى في الظل والخفاء»، مشيراً إلى أن «الحرفي شاعر صامت»، فمن هذا المنطلق حرص «إثراء» على إقامة هذا المؤتمر «في مديح الفنان الحرفي»، والذي «يحوي أوراقاً بحثية وجلسات حوارية ومعارض مصاحبة من أنحاء العالم؛ لنستكشف جمال الحرف الإسلامية وتأثيرها العميق على الثقافة الإنسانية، ولنعبر بتقدير عالٍ لمن يبدعون بأيديهم تراثنا وهويتنا ويصنعونها في زمن جل ما يلمس ويستخدم يصنع بالآلة، لذا أتينا بهذه المعارض لنحتفي باليد البشرية».

ولفت الراشد إلى إطلاق ثلاثة معارض متزامنة مع أعمال المؤتمر في القطع الأثرية والفنون الإسلامية والأزياء التراثية من حول العالم، في حين يتزامن إطلاق المؤتمر مع تسمية عام 2025 عام الحرف اليدوية الذي أطلقته وزارة الثقافة، مما يضيف بعداً خاصاً لهذه المناسبة.

وأضاف: «جهودنا في (إثراء) للعام المقبل تتضمن تقديم عشرات البرامج الكبرى والمعارض والورش؛ كلها حول الحرف اليدوية نستهدف فيها آلاف الزوار».

كود المساجد

بدوره، أعلن رئيس مجلس أمناء الفوزان لخدمة المجتمع عبد الله بن عبد اللطيف الفوزان، اعتماد كود المساجد في المملكة، والذي عملت عليه الجائزة بالشراكة مع وزارة الشؤون الإسلامية واللجنة الوطنية لكود البناء، مشيراً إلى أنه سيجري تدشينه في شهر يناير (كانون الثاني) المقبل.

وأشار إلى أن المؤتمر ملهم لإحياء الإرث الحضاري والتاريخي للأجيال القادمة، منوهاً، في الوقت نفسه، بالمكانة التي يتمتع بها الفنان الحرفي عبر العصور، لذا جاءت الجائزة بوصفها مرجعاً ثقافياً وفكرياً ومظلة حاضنة للمبادرات، والتي تحافظ على الموروث بوصفه رؤية مستقبلية.