«الصلح» يُسدل الستار على تريند «ضرب الحماة» في مصر

الأم المعتدى عليها (صفحة نجلها على «فيسبوك»)
الأم المعتدى عليها (صفحة نجلها على «فيسبوك»)
TT

«الصلح» يُسدل الستار على تريند «ضرب الحماة» في مصر

الأم المعتدى عليها (صفحة نجلها على «فيسبوك»)
الأم المعتدى عليها (صفحة نجلها على «فيسبوك»)

أُسدل الستار على واقعة «ضرب الحماة»، التي حظيت باهتمام كبير على مواقع «السوشيال ميديا» المصرية، خلال الأيام الماضية، وتصدرت «التريند»، بعقد الصلح بين السيدة التي تعرضت للضرب وزوجة ابنها.

وكانت الواقعة، التي حدثت في محافظة الشرقية (دلتا مصر)، قد نشرها في مقطع فيديو نجل السيدة حنان مبروك، التي تعرضت للضرب، ويُدعى علي نبيل، وكتب معلقاً على الفيديو: «حقك عليّ يا أمي»، وأوضح، بعد ذلك، أنه نشر فيديو الاعتداء لأن الناس كانت تدَّعي أن والدته هي من بدأت الاعتداء على زوجته.

وبعد انتشار الفيديو أعلنت وزارة الداخلية القبض على الزوجة المعتدية على سيدة بالشرقية، وقررت النيابة حبسها 4 أيام، كما قرر قاضي المعارضات حبسها 15 يوماً.

وأوضحت حنان مبروك، في تصريحات لوسائل إعلام محلية، أن الواقعة بدأت حين طالبتها زوجة ابنها بـ«مواسم متأخرة»، وهي هدايا عينية أو مادية يقدمها أهل العريس للعروس في الأعياد والمناسبات، وذكرت أن ابنها متزوج منذ عام ونصف العام، فكيف بعد هذه الفترة تطالبها بـ«مواسم»!

وأكد المحامي سعيد أبو طامع، القريب من أسرة المتهمة نداء حمدي (20 عاماً)، أنه جرى التوافق على الصلح. وقال، في تصريحات، لـ«الشرق الأوسط»، إن «السيدة حنان مبروك وقَّعت على اتفاق للصلح في جلسة موضوعية، اليوم الأحد، بعد جلسات ودية وعرفية بين العائلتين، وجارٍ إخلاء سبيل زوجة الابن نداء».

وأشار إلى أن «هناك أموراً ما زالت عالقة حول ما إذا كانت الزوجة ستستمر مع زوجها في المنزل نفسه»، لافتاً إلى أنه «بمتابعة حالة نداء، فقد وجد أنها فعلاً في حالة غير طبيعية، وأنها تصرفت بطريقة تبدو كأنها مسحورة بالفعل»، وكان هذا ما ذكرته أمام جهات التحقيق، حيث قالت إنها لم تكن في حالتها الطبيعية أثناء التعدي على حماتها، وأنها تعاني من تعرضها لأعمال السحر، وفق ما نشرته وسائل إعلام محلية.

وعدّت أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس المصرية، الدكتورة هالة منصور «هذه الواقعة تشير إلى الهشاشة والإهمال فيما يخص القيم الاجتماعية». وقالت، لـ«الشرق الأوسط»: «هناك جرائم عائلية تحدث ويكون سببها الخلل النفسي الذي يؤدي إلى عدم التحكم في الفعل وردّ الفعل، ومن الممكن أن يكون خللاً مؤقتاً ليس بالضرورة له تاريخ مَرَضي».

وأضافت أن «الحالة التي نحن بصددها تدخل إطار المشاكل العائلية التي جرى التعامل معها بشكل سلبي أو أسلوب غير متعارف عليه، ولم تحدث من قبل، وهذا مرتبط بأمرين مهمين: الشيء الأول هو ضعف العقوبات الاجتماعية، فمنذ فترة طويلة والمجتمع يعوِّل على المرجعية القانونية مقابل الاجتماعية والأخلاقية، فما دام الفعل لا يقع تحت طائلة القانون فسيكون هناك من يبرره».

وأشارت أستاذة علم الاجتماع إلى أن «المرجعية الاجتماعية تجعل الإنسان يخاف من عقوبات رمزية لكنها كانت قوية جداً؛ مثل النبذ والاحتقار والتوبيخ والتجريس وعدم التعامل، كلها عقوبات كان يمارسها المجتمع ضد من يخالف العادات والقيم السائدة ولم تعد موجودة».

وأرجعت غياب هذه المرجعية وضعفها إلى وجود نوع من «السيولة الاجتماعية»، وتبرير الأفعال الخاطئة لخدمة مصالح مجموعات خاصة، ومن يحاول تطبيق العرف الاجتماعي يجد من ينهره ويقول له «لا تتدخل»، أو «خليك في حالك»، وذكرت أن «هذه العبارات تُقال أحياناً للأب والأم».

وعدَّت أن «الهروب من العقوبة يؤدي إلى تكرار هذا الأمر، ويؤدي إلى إضعاف النسيج الاجتماعي»، مشددة على أن «ذلك سيجعل الكثيرين يفكرون في أخذ حقهم بأيديهم، ما دامت العقوبة لن تطولهم».

وذكرت أن «تبرير الأمر بأنه سحر أو حسد هو نوع من الهروب»، وأشارت إلى أن «الحل في رد الاعتبار لمنظومة القيم الاجتماعية والتشديد على عقوباتها».


مقالات ذات صلة

حادث مروري لنور خالد النبوي يثير اهتماماً في مصر

يوميات الشرق نور النبوي (حسابه بموقع فيسبوك)

حادث مروري لنور خالد النبوي يثير اهتماماً في مصر

أثار حادث مروري تعرض له الفنان نور خالد النبوي اهتماماً كبيراً في مصر، وتصدر اسم الفنان الشاب «التريند»، بموقع «غوغل»، الاثنين.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق المذيعة بوسي شلبي (حسابها بموقع «فيسبوك»)

أزمة بوسي شلبي وورثة محمود عبد العزيز إلى مزيد من التصعيد

أثار البيان القانوني الجديد الذي نشره ورثة الفنان الراحل محمود عبد العزيز مزيداً من التصعيد تجاه الأزمة التي أثيرت الأيام الماضية بينهم وبين المذيعة بوسي شلبي.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق أنوسة كوتة مدربة الحيوانات المفترسة (صفحتها على «فيسبوك»)

مصر: محاكمة مدربة السيرك أنوسة كوتة بتهمة الإهمال في «حادث طنطا»

أحالت جهات التحقيق في مصر مدربة السيرك أنوسة كوتة إلى المحاكمة بتهمة الإهمال في حادث التهام نمر ذراع أحد مساعديها في أحد العروض بطنطا.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق بوسي شلبي (حسابها بفيسبوك)

إعلاميون يتضامنون مع بوسي شلبي في أزمتها ضد ورثة محمود عبد العزيز

أعلن عدد من الإعلاميين والفنانين تضامنهم مع المذيعة المصرية بوسي شلبي، بعد أزمتها الأخيرة مع ورثة الفنان الراحل محمود عبد العزيز.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق تُعلن التزامها بنسق آخر من المعرفة يُعاش ولا يُدرَّس (صور «بنت مبارح»)

فيضُ الذاكرة يُجابه شحَّ المطر... الفلسطينية «بنت مبارح» تُقاوم بالموسيقى

ما تصنعه «بنت مبارح» هو «خريطة مؤدّاة»، لا تُقرأ في الكتب، ولا تُرسم على الورق، وإنما تنبض في الذاكرة، ونَفَس العيش...

فاطمة عبد الله (الشارقة)

شرط جديد للحاضرين على السجادة الحمراء في مهرجان كان... «لا للتعري»

قصر المهرجانات قبل انطلاق الدورة الثامنة والسبعين لمهرجان كان السينمائي الدولي في جنوب فرنسا (أ.ب)
قصر المهرجانات قبل انطلاق الدورة الثامنة والسبعين لمهرجان كان السينمائي الدولي في جنوب فرنسا (أ.ب)
TT

شرط جديد للحاضرين على السجادة الحمراء في مهرجان كان... «لا للتعري»

قصر المهرجانات قبل انطلاق الدورة الثامنة والسبعين لمهرجان كان السينمائي الدولي في جنوب فرنسا (أ.ب)
قصر المهرجانات قبل انطلاق الدورة الثامنة والسبعين لمهرجان كان السينمائي الدولي في جنوب فرنسا (أ.ب)

أعلنت إدارة مهرجان كان السينمائي شرطاً جديداً لظهور النجوم على السجادة الحمراء، وهو منع التعري، وذلك قبل انطلاقه اليوم (الثلاثاء).

في حين لم يُعتمد التعري سابقاً في المهرجان، حدّث مهرجان كان سياسة الملابس عشية دورته الثامنة والسبعين لتنص على أن «العري ممنوع على السجادة الحمراء، وكذلك في أي ركن آخر من المهرجان».

في حين أن سياسة «عدم ارتداء القمصان وعدم ارتداء الملابس» شائعة في أماكن أقل بريقاً بكثير من مهرجان كان، إلا أن هذا التعديل في السياسة أثار اهتماماً واسع النطاق أمس (الاثنين) بسبب الاتجاه الأخير نحو الفساتين الشفافة و«العارية»، مثل ظهور بيانكا سينسوري في حفل توزيع جوائز غرامي.

وعندما طُلب من مسؤولي الصحافة في «كان» توضيح السياسة، قالوا إن المهرجان «أوضح في ميثاقه بعض القواعد التي كانت سارية منذ فترة طويلة». وجاء في البيان: «ليس الهدف تنظيم الملابس بحد ذاتها، بل منع التعري الكامل على السجادة الحمراء، بما يتوافق مع الإطار المؤسسي للحدث والقانون الفرنسي».

وأشار مهرجان كان أيضاً إلى أن «الملابس الضخمة، وخاصة تلك ذات المؤخرة الكبيرة، التي تعيق حركة الضيوف وتُعقّد الجلوس في المسرح، غير مسموح بها».

مع ذلك، لطالما استعرضت نجمات ومشاهير مثل بيلا حديد ونعومي كامبل وكيندال جينر أجسادهن في مهرجان الريفييرا الفرنسية، ولطالما خالف المشاهير قواعد اللباس، وفق ما أفادت وكالة «أسوشييتد برس». ففي العروض الأولى المسائية في مسرح غراند تياتر لوميير بقصر الأفلام، يُشترط ارتداء ربطة عنق سوداء وملابس سهرة. ورغم أن ذلك لم يحدث في السنوات الأخيرة، فإن مسؤولي الأمن في كان منعوا النساء أحياناً من دخول المهرجان لعدم ارتدائهن أحذية بكعب عالٍ.

كما حظر المهرجان صور السيلفي في عام 2018 - ووصفها مدير مهرجان كان، تييري فريمو، بأنها «غريبة» - إلا أن نجوم الصف الأول يلتقطون أحياناً صوراً سريعة.