روبوت قابل للارتداء يُحسِّن حركة المصابين بالشلل الدماغي

إضاءة على فاعلية التكنولوجيا في تحسين جودة الحياة

التكنولوجيا حين تمنح الأمل (جامعة نوتنغهام)
التكنولوجيا حين تمنح الأمل (جامعة نوتنغهام)
TT

روبوت قابل للارتداء يُحسِّن حركة المصابين بالشلل الدماغي

التكنولوجيا حين تمنح الأمل (جامعة نوتنغهام)
التكنولوجيا حين تمنح الأمل (جامعة نوتنغهام)

أظهرت دراسة إكلينيكية أُجريت في كوريا الجنوبية أنَّ تدريب المشي باستخدام روبوت جديد قابل للارتداء يُحسّن الوظائف الحركية لدى الأطفال المصابين بالشلل الدماغي.

وأوضح الباحثون في مستشفى جامعة تشونغنام الوطنية، أنّ هذا الروبوت يمكن أن يكون أكثر فاعلية من العلاج الطبيعي التقليدي؛ ونُشرت الدراسة في دورية «غاما نتورك».

والشلل الدماغي هو اضطراب عصبي حركي شائع يؤثّر في القدرة على المشي والنشاطات اليومية للأطفال، ما يؤدّي إلى ضعف وتشنُّج وفقدان السيطرة الحركية.

ويعاني الأطفال المصابون به عيوباً في المشي تؤثّر في نشاطاتهم واندماجهم الاجتماعي، ولذلك يُعدُّ تحسين القدرة على المشي هدفاً رئيسياً للعلاج.

وتُعدُّ تقنيات التدريب مثل التدريب على جهاز المشي فعّالة، لكنّ التدريب على المشي بمساعدة الروبوت يقدّم أنماطاً ثابتة من التدريب المكثف.

واستهدف الباحثون دراسة تأثير التدريب في المشي باستخدام بدلة روبوتية قابلة للارتداء، تسمح بالتدريب على تضاريس متنوّعة، وتُعزّز المشاركة النشطة.

وشملت الدراسة التي أجريت في 5 مؤسّسات تأهيلية بكوريا، 90 طفلاً مصاباً بالشلل الدماغي. قُسِم المشاركون لمجموعتين، أُخضعت الأولى لتدريب المشي بمساعدة الروبوت، وتلقّت الأخرى العلاج الطبيعي التقليدي.

وأظهرت النتائج أنّ الأطفال الذين تلقّوا تدريب المشي باستخدام الروبوت القابل للارتداء حقّقوا تحسّناً ملحوظاً في الوظائف الحركية العامة، والتحكُّم في التوازن، ونمط المشي.

وتفوّقت مجموعة تدريب الروبوت بشكل واضح على المجموعة الضابطة في جميع المقاييس الأساسية، مثل مقياس الوظائف الحركية الإجمالي، ومقياس التوازن للأطفال، ومؤشّر انحراف المشي.

وقال الباحثون إنّ هذه الدراسة تقدّم أملاً جديداً للأطفال المصابين بالشلل الدماغي وأُسرهم، إذ تُضيء على فاعلية التكنولوجيا في تحسين جودة حياتهم اليومية وتعزيز استقلاليتهم الحركية.

وأضافوا أنّ الروبوت القابل للارتداء، يمكن أن يكون أداة فعالة في تأهيل الأطفال المصابين بالشلل الدماغي عبر توفير المساعدة الكافية والدعم العلاجي لهم.

ويقترح الباحثون دمج هذا النوع من التدريب مع برامج التأهيل التقليدية لتعزيز النتائج الحركية وتقديم دعم علاجي فعّال.


مقالات ذات صلة

روبوت يسبح تحت الماء بشكل مستقل مستخدماً الذكاء الاصطناعي

تكنولوجيا يبرز نجاح «أكوا بوت» الإمكانات التحويلية للجمع بين الأجهزة المتطورة والبرامج الذكية (أكوا بوت)

روبوت يسبح تحت الماء بشكل مستقل مستخدماً الذكاء الاصطناعي

الروبوت «أكوا بوت»، الذي طوّره باحثون في جامعة كولومبيا، قادر على تنفيذ مجموعة متنوعة من المهام تحت الماء بشكل مستقل.

نسيم رمضان (لندن)
علوم باحثون بجامعة نورث كارولينا يعتمدون على روبوت لتنفيذ مهام بالمختبر (جامعة نورث كارولينا)

كيف يُسرّع الذكاء الاصطناعي مسار الاكتشافات العلمية؟

قد تشهد مختبرات العلوم في مجالات الكيمياء والكيمياء الحيوية وعلوم المواد، تحولاً جذرياً؛ بفضل التقدم في التشغيل الآلي للروبوتات والذكاء الاصطناعي لأتمتة المهام المتكررة في المختبرات؛ حيث تُمكّن الأتمتة، الروبوتات من إجراء التجارب بدقة وتناسق عالٍ دون تعب؛ ما يسرع من وتيرة البحث بشكل كبير ويقلل من المخاطر المرتبطة بالتعامل مع المواد الخطرة.

محمد السيد علي (القاهرة)
تكنولوجيا إيلون ماسك أثناء مشاركته الافتراضية بـ«مبادرة مستقبل الاستثمار» في الرياض (رويترز)

إيلون ماسك: سيكون هناك 10 مليارات روبوت بهيئة بشرية بحلول 2040

قال الملياردير إيلون ماسك، خلال «مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار» الذي انطلق الثلاثاء في الرياض، إنه بحلول عام 2040 سيكون هناك ما لا يقل عن عشرة مليارات روبوت.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق البدلة الروبوتية «ووك أون» (المعهد الكوري للعلوم والتكنولوجيا المتقدمة)

روبوت متطور لمساعدة مرضى الشلل التام على المشي

طوّر فريق من الباحثين من المعهد الكوري للعلوم والتكنولوجيا المتقدمة (KAIST) روبوتاً قابلاً للارتداء؛ ليساعد الأشخاص المصابين بالشلل التام على المشي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
تكنولوجيا السيدة اتهمت روبوت دردشة يعمل بالذكاء الاصطناعي بدفع ابنها إلى الانتحار (رويترز)

سيدة تتهم روبوت دردشة بدفع ابنها إلى الانتحار

اتهمت سيدة أميركية روبوت دردشة يعمل بالذكاء الاصطناعي بدفع ابنها إلى الانتحار بعد أن أصبح «مهووساً به».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

إنجاز علمي جديد... «ناسا» ترصد «مدينة تحت الجليد» مدفونة في غرينلاند

صورة رادارية تكشف عن قاعدة عسكرية مهجورة في غرينلاند (ناسا)
صورة رادارية تكشف عن قاعدة عسكرية مهجورة في غرينلاند (ناسا)
TT

إنجاز علمي جديد... «ناسا» ترصد «مدينة تحت الجليد» مدفونة في غرينلاند

صورة رادارية تكشف عن قاعدة عسكرية مهجورة في غرينلاند (ناسا)
صورة رادارية تكشف عن قاعدة عسكرية مهجورة في غرينلاند (ناسا)

كشفت صورة رادارية التقطها علماء «ناسا» أثناء تحليقهم فوق غرينلاند عن «مدينة» مهجورة من حقبة الحرب الباردة مدفونة تحت الجليد.

التقط العلماء والمهندسون صورة الرادار في أبريل (نيسان) 2024 أثناء تحليقهم فوق شمال غرينلاند على متن طائرة «ستريم 3» التابعة لناسا.

والمدينة المهجورة هي قاعدة عسكرية تسمى كامب سينتشري، تم بناؤها في عام 1959 عن طريق قطع شبكة من الأنفاق تحت طبقة قريبة من السطح من الغطاء الجليدي في غرينلاند، حسبما أفادت صحيفة «إندبندنت» البريطانية.

ويقول الباحثون إن الثلوج والجليد تراكمت فوق المخيم الذي هُجر في عام 1967، حيث أصبحت الهياكل الصلبة للمنشأة الآن على عمق 30 متراً (100 قدم) على الأقل تحت السطح.

وقال أليكس جاردنر من مختبر الدفع النفاث التابع لوكالة ناسا: «كنا نبحث عن طبقة الجليد وخرج معسكر سينتشري. لم نكن نعرف ما هو في البداية».

وقد أنتجت المسوحات الجوية السابقة للكتلة الأرضية صورة ثنائية الأبعاد للغطاء الجليدي، على النقيض من التحليق فوق الكوكب في أبريل (نيسان) عندما استخدم الباحثون أداة (رادار الفتحة الاصطناعية للمركبات الجوية غير المأهولة) التابعة لوكالة ناسا والمثبتة على بطن الطائرة، والقادرة على إنتاج «خرائط ذات أبعاد أكثر».

وقال تشاد غرين، وهو عالم من وكالة ناسا: «في البيانات الجديدة، تظهر الهياكل الفردية في المدينة السرية بطريقة لم يسبق لها مثيل من قبل».

كشفت الخريطة الأخيرة عن التصميم المخطط للقاعدة، بما في ذلك الهياكل الموازية التي يبدو أنها تتوافق مع الأنفاق التي تم بناؤها لإيواء العديد من المرافق.

وقد تم استخدام الخرائط التي تم رسمها باستخدام الرادار التقليدي لتأكيد تقديرات عمق معسكر سينتشري، ويساعد هذا في تحديد متى يمكن للجليد الذائب أن يعيد تعريض المعسكر وأي نفايات بيولوجية وكيميائية وإشعاعية متبقية مدفونة معه.

ويأمل الباحثون أن يساعد هذا النهج باستخدام مثل هذه الأدوات العلماء في قياس سمك الصفائح الجليدية في بيئات مماثلة في القارة القطبية الجنوبية وتقييد تقديرات ارتفاع مستوى سطح البحر في المستقبل.

وأضاف الدكتور غرين: «كان هدفنا هو إثبات وفهم قدرات وقيود الطائرات من دون طيار لرسم خرائط الطبقات الداخلية للغطاء الجليدي وواجهة طبقة الجليد». وقال غرين: «من دون معرفة تفصيلية بسمك الجليد، من المستحيل معرفة كيف ستستجيب الصفائح الجليدية للمحيطات والغلاف الجوي التي ترتفع درجة حرارتها بسرعة، مما يحد بشكل كبير من قدرتنا على توقع معدلات ارتفاع مستوى سطح البحر».

يأمل العلماء أن تمكن نتائج المسح التجريبي الأخيرة الجيل القادم من رسم الخرائط الجوية في غرينلاند والقارة القطبية الجنوبية وما بعد ذلك.