يعتقد الخبراء أن الاضطرابات الجوية باتت تزداد سوءاً نتيجة لتغيّر المناخ، ويقولون إنه من المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه، حسب موقع «سكاي نيوز» البريطانية.
وحذّر البروفيسور بول ويليامز، عالم الأرصاد الجوية، والمؤلف المشارك لأول دراسة عالمية حول تأثير تغيّر المناخ على الاضطرابات الجوية، العام الماضي، من أنه ما لم يُتَّخذ إجراء لمواجهة أزمة تغيّر المناخ، فإن الرحلات الجوية ستشهد اضطرابات بشكل متزايد جرّاء ذلك.
لكن هل تُشكّل زيادة معدل الاضطرابات الجوية تهديداً حقيقياً، وهل يجب أن يشعر الركاب بالقلق؟ تحدثنا إلى بعض الطيارين في هذا الصدد لمعرفة الإجابة.
يقول كريس ماكغي، وهو طيار في شركة طيران تجارية منذ ما يقرب من 30 عاماً، وقام برحلات جوية طويلة وقصيرة: «فيما يخص تحطّم الطائرات بسبب الاضطرابات الجوية، فإن احتمال حدوث ذلك يقارب نفس احتمال خروجي من الباب وسقوط نيزك على رأسي».
واستطرد قائلاً: «الطائرات مبنية بشكل بالغ التحصين، ومع ظهور التكنولوجيا الجديدة، فإنه بات لدينا مواد جديدة، مثل ألياف الكربون، التي تُعدّ أكثر مرونةً بكثير، وأكثر قدرةً على تحمّل الاضطرابات بطريقة أكثر أماناً وراحة، ولذلك فإن هذا الاحتمال يبدو ضئيلاً للغاية».
وصحيح أنه قد يكون من غير المرجّح أن تتسبّب الاضطرابات الجوية في وقوع حوادث، لكن كانت هناك بعض التقارير التي أفادت بوجود حالات ذُعر أثناء الرحلات في الآونة الأخيرة.
ومؤخراً، اضطرت رحلة تابعة لشركة الخطوط الجوية الأوروبية «إير أوروبا» قادمة من مدريد، إلى الهبوط اضطرارياً في وقت سابق من هذا الشهر، بعد حدوث اضطرابات شديدة في الجو، ما أدى إلى نقل 30 شخصاً للمستشفى لتلقّي العلاج من إصابات طفيفة.
ووقع هذا الحادث بعد أسابيع فقط من وفاة رجل بريطاني يبلغ من العمر 73 عاماً، بسبب الاشتباه في إصابته بسكتة قلبية، وإصابة 30 شخصاً آخرين على الأقل، بعد «اضطرابات شديدة مفاجئة» على متن رحلة للخطوط الجوية السنغافورية، من لندن إلى الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا.
وغالباً ما ترتبط حالات الاضطرابات الجوية الأكثر شيوعاً بالسُّحب العاصفة، التي عادةً ما يتم التنبؤ بها ومراقبتها عادةً بشكل جيد، وهو ما يسمح للطائرات إما بالتحليق حولها، أو إعداد الركاب والطاقم قبل حدوث الاضطرابات، وذلك من خلال تشغيل إشارات أحزمة الأمان بشكل مسبق.
لكن النوع الأكثر تطرفاً من الاضطرابات الجوية الذي يشير إليه كريس، يُعرف باسم «اضطراب الهواء الصافي»، والذي يُعدّ أكثر خطورة من الاضطراب الجوي العادي؛ نظراً لأنه لا يسبقه أي مؤشرات مرئية مثل السُّحب.