هل يمكن أن تتسبّب الاضطرابات الجوية في تحطّم الطائرات؟

اضطراب الهواء الصافي أكثر خطورة

استخدام حزام الأمان أثناء الجلوس في مقعد الطائرة (شاترستوك)
استخدام حزام الأمان أثناء الجلوس في مقعد الطائرة (شاترستوك)
TT

هل يمكن أن تتسبّب الاضطرابات الجوية في تحطّم الطائرات؟

استخدام حزام الأمان أثناء الجلوس في مقعد الطائرة (شاترستوك)
استخدام حزام الأمان أثناء الجلوس في مقعد الطائرة (شاترستوك)

يعتقد الخبراء أن الاضطرابات الجوية باتت تزداد سوءاً نتيجة لتغيّر المناخ، ويقولون إنه من المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه، حسب موقع «سكاي نيوز» البريطانية.

وحذّر البروفيسور بول ويليامز، عالم الأرصاد الجوية، والمؤلف المشارك لأول دراسة عالمية حول تأثير تغيّر المناخ على الاضطرابات الجوية، العام الماضي، من أنه ما لم يُتَّخذ إجراء لمواجهة أزمة تغيّر المناخ، فإن الرحلات الجوية ستشهد اضطرابات بشكل متزايد جرّاء ذلك.

لكن هل تُشكّل زيادة معدل الاضطرابات الجوية تهديداً حقيقياً، وهل يجب أن يشعر الركاب بالقلق؟ تحدثنا إلى بعض الطيارين في هذا الصدد لمعرفة الإجابة.

يقول كريس ماكغي، وهو طيار في شركة طيران تجارية منذ ما يقرب من 30 عاماً، وقام برحلات جوية طويلة وقصيرة: «فيما يخص تحطّم الطائرات بسبب الاضطرابات الجوية، فإن احتمال حدوث ذلك يقارب نفس احتمال خروجي من الباب وسقوط نيزك على رأسي».

واستطرد قائلاً: «الطائرات مبنية بشكل بالغ التحصين، ومع ظهور التكنولوجيا الجديدة، فإنه بات لدينا مواد جديدة، مثل ألياف الكربون، التي تُعدّ أكثر مرونةً بكثير، وأكثر قدرةً على تحمّل الاضطرابات بطريقة أكثر أماناً وراحة، ولذلك فإن هذا الاحتمال يبدو ضئيلاً للغاية».

وصحيح أنه قد يكون من غير المرجّح أن تتسبّب الاضطرابات الجوية في وقوع حوادث، لكن كانت هناك بعض التقارير التي أفادت بوجود حالات ذُعر أثناء الرحلات في الآونة الأخيرة.

ومؤخراً، اضطرت رحلة تابعة لشركة الخطوط الجوية الأوروبية «إير أوروبا» قادمة من مدريد، إلى الهبوط اضطرارياً في وقت سابق من هذا الشهر، بعد حدوث اضطرابات شديدة في الجو، ما أدى إلى نقل 30 شخصاً للمستشفى لتلقّي العلاج من إصابات طفيفة.

ووقع هذا الحادث بعد أسابيع فقط من وفاة رجل بريطاني يبلغ من العمر 73 عاماً، بسبب الاشتباه في إصابته بسكتة قلبية، وإصابة 30 شخصاً آخرين على الأقل، بعد «اضطرابات شديدة مفاجئة» على متن رحلة للخطوط الجوية السنغافورية، من لندن إلى الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا.

وغالباً ما ترتبط حالات الاضطرابات الجوية الأكثر شيوعاً بالسُّحب العاصفة، التي عادةً ما يتم التنبؤ بها ومراقبتها عادةً بشكل جيد، وهو ما يسمح للطائرات إما بالتحليق حولها، أو إعداد الركاب والطاقم قبل حدوث الاضطرابات، وذلك من خلال تشغيل إشارات أحزمة الأمان بشكل مسبق.

لكن النوع الأكثر تطرفاً من الاضطرابات الجوية الذي يشير إليه كريس، يُعرف باسم «اضطراب الهواء الصافي»، والذي يُعدّ أكثر خطورة من الاضطراب الجوي العادي؛ نظراً لأنه لا يسبقه أي مؤشرات مرئية مثل السُّحب.


مقالات ذات صلة

أمير «الحدود الشمالية» يضع حجر الأساس لـ16 مشروعاً تنموياً

الاقتصاد الأمير فيصل بن خالد بن عبد العزيز مستقبلاً وزير المياه والبيئة والزراعة (واس)

أمير «الحدود الشمالية» يضع حجر الأساس لـ16 مشروعاً تنموياً

دشَّن الأمير فيصل بن خالد بن عبد العزيز، أمير منطقة الحدود الشمالية، عدداً من المشروعات التنموية بقيمة تجاوزت 221 مليون دولار.

«الشرق الأوسط» (عرعر)
آسيا رجل يغطي وجهه أثناء ركوبه دراجة وسط الغبار والتلوث في أحمد آباد في الهند (أ.ب)

كلنا تقريباً نتنفس هواءً ملوثاً... إليك ما يمكنك فعله

الهواء الذي نتنفسه في كثير من الأحيان لا يكون نقياً على الإطلاق. فماذا نفعل؟

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق تستهدف السعودية زراعة أكثر من 100 مليون شجرة مانجروف (واس)

المانجروف والسواحل السعودية... جهود متواصلة لزراعة 100 مليون شجرة

برزت عدة حملات لزراعة أكثر من 10 آلاف شتلة على سواحل 5 مناطق في السعودية، تزامناً مع اليوم العالمي للأراضي الرطبة، بمشاركة لافتة من قبل المتطوعين.

غازي الحارثي (الرياض)
يوميات الشرق يُصوّر علاقة الإنسان بالطبيعة على أنها عملية متواصلة من إعادة التفاوض (الصور بإذن من الفنان)

أيمن زيداني يُعيد تأهيل علاقة الإنسان بالأرض فنّياً

أعمال أيمن زيداني بحثية قبل اللمسة الفنّية. اعتمادُها جوهري على التقصّي وخَلْط المعلومة الواقعية بالخيال، ليملأ الجانب الخيالي فراغ الواقع غير المُكتَشف بعد.

فاطمة عبد الله (الشارقة)
بيئة رجل يشرب المياه تحت درجات الحرارة المرتفعة في البرازيل (أ.ف.ب)

تحذيرات من دخول العالم «عصراً مناخياً جديداً» من الاحترار

في عام 2024 شهد العالم احتراراً تخطّى 1.5 درجة مئوية، وقد أكدت دراستان نُشرتا الاثنين أن تجاوز هذه العتبة التي حددها «اتفاق باريس للمناخ» وارد على المدى البعيد.

«الشرق الأوسط» (باريس)

عبارة «سحرية» لتهدئة طفلك الغاضب على الفور

يُعد الغضب أحد أكثر المشاعر تعقيداً التي يواجهها الأطفال (سيكولوجي توداي)
يُعد الغضب أحد أكثر المشاعر تعقيداً التي يواجهها الأطفال (سيكولوجي توداي)
TT

عبارة «سحرية» لتهدئة طفلك الغاضب على الفور

يُعد الغضب أحد أكثر المشاعر تعقيداً التي يواجهها الأطفال (سيكولوجي توداي)
يُعد الغضب أحد أكثر المشاعر تعقيداً التي يواجهها الأطفال (سيكولوجي توداي)

يُعد الغضب أحد أكثر المشاعر تعقيداً التي يواجهها الأطفال. وقد يكون من الصعب تعامل الوالد مع طفل مُحبط أو غاضب. سواء كان طفلاً صغيراً أو طالباً في صفوفه الأولى أو مراهقاً. ويمكن أن تؤدي استجابة الوالد في تلك اللحظات المتوترة إلى تصعيد الصراع أو جلب الهدوء.

ووفقاً لما نشره موقع «سيكولوجي توداي» المعنيّ بالصحة النفسية والعقلية والعلوم السلوكية، فإن الخبر الجيد هو أن هناك عبارة بسيطة «تصنع المعجزات» لنزع فتيل غضب الطفل في أي عمر كان.

«أرى أنك منزعج الآن... وأنا هنا من أجلك»

قد تبدو هذه العبارة بسيطة، لكنها تحمل تأثيراً نفسياً عميقاً. إنها تقوم بثلاثة أشياء في وقت واحد: تعترف بمشاعر الأطفال، وتطمئنهم بأنهم ليسوا بمفردهم، وتخلق مساحة للتهدئة دون شعور الأطفال بالحُكم عليهم أو التحكم بهم.

لماذا تحمل هذه العبارة تأثيراً كبيراً؟

تعترف بصحة المشاعر

عندما يكون الطفل، سواء كان عمره 5 أو 25 عاماً، غاضباً، فإنه غالباً ما يشعر بأنه يُساء فهمه أو يتم تجاهله. إن قول «أرى أنك منزعج» يوضح لهم أن مشاعرهم مهمة. وغالباً ما يقوم الأطفال (والكبار) بتصعيد مشاعرهم عندما يشعرون بأن لا أحد يستمع إليهم. والاعتراف بصحة مشاعرهم يمنع ذلك.

توفر الطمأنينة

بدلاً من القفز إلى وضع التصحيح، بقول أشياء مثل «اهدأ» أو «توقف عن المبالغة في رد الفعل»، هذه العبارة «أرى أنك منزعج الآن... وأنا هنا من أجلك» تؤكد للأطفال أنك موجود من أجلهم وتمنحهم الطمأنينة.

تدعو إلى التواصل بدلاً من التحكم

يقاوم الناس السيطرة، خصوصاً عندما يكونون مُثقلين بالهموم أو الغضب. ويعد إخبارهم بما يجب عليهم فعله في لحظاتهم الأكثر غضباً قد لا يكون التصرف الأنسب. ومن خلال تقديم حضورك ودعمك ببساطة، فإنك تحول الديناميكية من صراع على السلطة إلى فرصة للتواصل الفعال.

نصائح لاستخدام هذه العبارة بشكل فعال:

حافظ على هدوء نفسك: نبرة صوتك مهمة. قلها بحرارة، وليس بإحباط.

استخدم لغة الجسد اللطيفة تعبر عن التودد والقبول وليس الاستنكار والرفض.

امنح الأطفال الوقت: قد لا يستجيبون لك على الفور، لكن كلماتك ستسجل في ذاكرتهم.

المتابعة مع الأطفال عندما يصبحون جاهزين: ساعدهم على إيجاد الحلول بعد أن يهدأوا.

وفي النهاية، لن تمحو هذه العبارة كل مسببات الغضب بطريقة سحرية، لكنها تخلق الأساس للثقة والتواصل. وبمرور الوقت، سيتعلم طفلك أنك «مكان آمن» حتى في أسوأ لحظاته، وهذا يُمكن أن يُحدث فرقاً كبيراً.