هل يمكن أن تتسبّب الاضطرابات الجوية في تحطّم الطائرات؟https://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/5040365-%D9%87%D9%84-%D9%8A%D9%85%D9%83%D9%86-%D8%A3%D9%86-%D8%AA%D8%AA%D8%B3%D8%A8%D9%91%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B6%D8%B7%D8%B1%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%AA%D8%AD%D8%B7%D9%91%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A7%D8%A6%D8%B1%D8%A7%D8%AA%D8%9F
هل يمكن أن تتسبّب الاضطرابات الجوية في تحطّم الطائرات؟
اضطراب الهواء الصافي أكثر خطورة
استخدام حزام الأمان أثناء الجلوس في مقعد الطائرة (شاترستوك)
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
هل يمكن أن تتسبّب الاضطرابات الجوية في تحطّم الطائرات؟
استخدام حزام الأمان أثناء الجلوس في مقعد الطائرة (شاترستوك)
يعتقد الخبراء أن الاضطرابات الجوية باتت تزداد سوءاً نتيجة لتغيّر المناخ، ويقولون إنه من المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه، حسب موقع «سكاي نيوز» البريطانية.
وحذّر البروفيسور بول ويليامز، عالم الأرصاد الجوية، والمؤلف المشارك لأول دراسة عالمية حول تأثير تغيّر المناخ على الاضطرابات الجوية، العام الماضي، من أنه ما لم يُتَّخذ إجراء لمواجهة أزمة تغيّر المناخ، فإن الرحلات الجوية ستشهد اضطرابات بشكل متزايد جرّاء ذلك.
لكن هل تُشكّل زيادة معدل الاضطرابات الجوية تهديداً حقيقياً، وهل يجب أن يشعر الركاب بالقلق؟ تحدثنا إلى بعض الطيارين في هذا الصدد لمعرفة الإجابة.
يقول كريس ماكغي، وهو طيار في شركة طيران تجارية منذ ما يقرب من 30 عاماً، وقام برحلات جوية طويلة وقصيرة: «فيما يخص تحطّم الطائرات بسبب الاضطرابات الجوية، فإن احتمال حدوث ذلك يقارب نفس احتمال خروجي من الباب وسقوط نيزك على رأسي».
واستطرد قائلاً: «الطائرات مبنية بشكل بالغ التحصين، ومع ظهور التكنولوجيا الجديدة، فإنه بات لدينا مواد جديدة، مثل ألياف الكربون، التي تُعدّ أكثر مرونةً بكثير، وأكثر قدرةً على تحمّل الاضطرابات بطريقة أكثر أماناً وراحة، ولذلك فإن هذا الاحتمال يبدو ضئيلاً للغاية».
وصحيح أنه قد يكون من غير المرجّح أن تتسبّب الاضطرابات الجوية في وقوع حوادث، لكن كانت هناك بعض التقارير التي أفادت بوجود حالات ذُعر أثناء الرحلات في الآونة الأخيرة.
ومؤخراً، اضطرت رحلة تابعة لشركة الخطوط الجوية الأوروبية «إير أوروبا» قادمة من مدريد، إلى الهبوط اضطرارياً في وقت سابق من هذا الشهر، بعد حدوث اضطرابات شديدة في الجو، ما أدى إلى نقل 30 شخصاً للمستشفى لتلقّي العلاج من إصابات طفيفة.
ووقع هذا الحادث بعد أسابيع فقط من وفاة رجل بريطاني يبلغ من العمر 73 عاماً، بسبب الاشتباه في إصابته بسكتة قلبية، وإصابة 30 شخصاً آخرين على الأقل، بعد «اضطرابات شديدة مفاجئة» على متن رحلة للخطوط الجوية السنغافورية، من لندن إلى الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا.
وغالباً ما ترتبط حالات الاضطرابات الجوية الأكثر شيوعاً بالسُّحب العاصفة، التي عادةً ما يتم التنبؤ بها ومراقبتها عادةً بشكل جيد، وهو ما يسمح للطائرات إما بالتحليق حولها، أو إعداد الركاب والطاقم قبل حدوث الاضطرابات، وذلك من خلال تشغيل إشارات أحزمة الأمان بشكل مسبق.
لكن النوع الأكثر تطرفاً من الاضطرابات الجوية الذي يشير إليه كريس، يُعرف باسم «اضطراب الهواء الصافي»، والذي يُعدّ أكثر خطورة من الاضطراب الجوي العادي؛ نظراً لأنه لا يسبقه أي مؤشرات مرئية مثل السُّحب.
إذا كنتَ مثل معظم البستانيين ذوي النوايا الحسنة، فقد تُفكّر ملياً في زراعة النباتات «المناسبة» لتغذية الملقحات وغيرها من الحيوانات البرية، بالرحيق وحبوب اللقاح.
متجر عتيق وسط القاهرة يداعب نوستالجيا المصريين بمنتجات فلكلوريةhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/5206248-%D9%85%D8%AA%D8%AC%D8%B1-%D8%B9%D8%AA%D9%8A%D9%82-%D9%88%D8%B3%D8%B7-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D9%87%D8%B1%D8%A9-%D9%8A%D8%AF%D8%A7%D8%B9%D8%A8-%D9%86%D9%88%D8%B3%D8%AA%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%8A%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%B1%D9%8A%D9%8A%D9%86-%D8%A8%D9%85%D9%86%D8%AA%D8%AC%D8%A7%D8%AA-%D9%81%D9%84%D9%83%D9%84%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A9
متجر عتيق وسط القاهرة يداعب نوستالجيا المصريين بمنتجات فلكلورية
صورة قديمة للمتجر (صفحة المتجر على «فيسبوك»)
يحافظ متجر بريموس، منذ إنشائه عام 1930 على يد رجل أعمال أرمني ثم انتقاله لإدارة مصرية، على طابعه العتيق الذي عُرف به في ميدان العتبة (وسط القاهرة)، ونوعية منتجاته النحاسية؛ بداية من «وابور الجاز» النحاسي، ثم «كلوب الإنارة» المتنقل، و«لمبات الجاز» بأحجامها المختلفة، و«مواقد الكحول» المخصصة لتحضير القهوة، وحتى ماكينات صناعة الكعك والبسكويت، وغيرها من المنتجات التي يتميز بها المتجر منذ 90 عاماً.
موقد الكحول للقهوة (صفحة المتجر على «فيسبوك»)
وتتراوح أسعار منتجات المتجر القديم بين 100 جنيه وحتى 1000 جنيه (الدولار يساوي نحو 47 جنيهاً مصرياً). ولكي يحافظ المتجر على هويته التاريخية خصص الطابق الأرضي للنحاسيات بالكامل، التزاماً من المالك المصري الذي آلَ إليه المتجر بالمحافظة على طابعه المعروف لدى المصريين. يقول ناجح نصر الدين، مدير «بريموس»: «حفاظنا على علامة (بريموس) ومنتجاته يأتي التزاماً منا ببنود عقد شراء المتجر الذي وقَّعناه قبل 27 عاما مع مؤسسه نارسيس تشيكجيان، فالرجل أصرّ على أن يستمر المحل في نشاطه الأصلي، ونحن نحافظ على طبيعته وشخصيته».
موقد الكحول بشكله القديم «السبرتاية» (الشرق الأوسط)
ويُعد متجر بريموس واحداً من أقدم المتاجر في وسط القاهرة، ويختص ببيع مواقد الكيروسين وأدوات التخييم والرحلات. ويضيف نصر الدين، لـ«الشرق الأوسط»: «جميع المنتجات التي اشتهر بها المتجر تُستورد من مصنع بريموس السويدي؛ فهو الذي أخذ المتجر منه علامته التجارية منذ بدايته قبل نحو قرن من الزمان، وما زال حتى الآن يزوّده بالسلع النحاسية بماركتها المعروفة».
ولم تتوقف إدارة «بريموس» عند مكانتها القديمة في السوق المصرية، بل سعت لمواكبة التطورات في صناعة الأدوات المنزلية، وقامت بإدخال كثير من التطور في تصميم ما تُقدمه من سلع، وهذا يمكن ملاحظته في أشكال مواقد الكحول الصغيرة «السبرتايات»، التي جاءت مزيَّنة بكثير من النقوش وبحوامل تساعد في تحضير القهوة، ويقدم «بريموس» منها أشكالاً متعددة؛ منها الموقد المزدوج، والمتعدد الرؤوس، وجميعها تشترك في خزان كحول واحد موصول بها.
مصباح الكيروسين «لمبة الجاز» جزء من الفلكلور المصري (صفحة المتجر على «فيسبوك»)
ويلفت نصر الدين إلى أنه «ما زال الطلب نشطاً على كثير من المنتجات، رغم التطورات الخاصة بالمواقد، ومصابيح الإنارة المحمولة، والحاجة لها تزيد في الريف بسبب طبيعة العمل في الحقول الذي يتطلب (كلوبات الكيروسين) بعد ارتفاع أسعار أسطوانات الغاز».
بعض العملاء يقتنون منتجات المتجر بوصفها ديكورات فلكلورية (الشرق الأوسط)
وفقاً لمدير «بريموس»: «هناك سعي دائم لدى إدارة المحل لمواكبة التطورات، فحين نقدم الكلوب المتنقل، الذي يعمل بالغاز نقوم بشرح طريقة تشغيله، وكذلك فانوس الأماكن الخالية، الذي كان ضرورياً لعمال التحويلة في السكة الحديد، يتحركون به في الخلاء دون أن ينطفئ، ولدينا حرص كبير على توفير المواقد الصغيرة التي تعمل بالكحول، وماكينات صناعة الحلوى، كل هذه السلع ما زالت مطلوبة لدى كثير من أبناء المدن المصرية».
نجيب الريحاني في لقطة من فيلم «لعبة الست» بالمتجر القديم (يوتيوب)
وعلى الرغم من أن بعض العملاء والزبائن يشترون منتجات المحل كنوع من الفلكلور أو الديكور لإضفاء طابع تراثي على منازلهم، لكن ما زالت «بريموس» تحافظ على مكانتها في قلب المطبخ المصري، تجمع الأُسر والأصدقاء في جلسات القهوة، وتستقبلهم في الأعياد، بماكينات الحلوى وفَرم اللحوم.
ويذكر نصر الدين أن «حرص المتجر على الحفاظ على طابعه القديم جعل الإدارة لا تُجري أي تغيير على واجهة المتجر، ولتأكيد ذلك الطابع ما زالت لقطة للفنان نجيب الريحاني الذي صور بعضاً من مشاهد فيلمه (لعبة الست) هنا تتصدر مدخل المتجر».
«السلم والثعبان 2» ينطلق من الرياض بعد 25 عاماً على جزئه الأولhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/5206245-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D9%85-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%B9%D8%A8%D8%A7%D9%86-2-%D9%8A%D9%86%D8%B7%D9%84%D9%82-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D8%B6-%D8%A8%D8%B9%D8%AF-25-%D8%B9%D8%A7%D9%85%D8%A7%D9%8B-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%AC%D8%B2%D8%A6%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%84
«السلم والثعبان 2» ينطلق من الرياض بعد 25 عاماً على جزئه الأول
حرص أبطال الفيلم على مشاهدته في عرضه الأول الخاص بالرياض (فوكس سينما)
بدأ الفيلم المصري «السلم والثعبان 2: لعب عيال» رحلته إلى صالات العرض السينمائي، بعرضه الأول في الرياض، مساء الخميس، بحضور صنّاعه ومجموعة من الإعلاميين والصحافيين، على أن ينطلق منافِساً في الصالات السعودية والمصرية اعتباراً من 13 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي.
وحرص أبطال وصنّاع الفيلم عمرو يوسف، وأسماء جلال، وظافر العابدين والمخرج طارق العريان، بالإضافة إلى المنتج موسى عيسى على حضور العرض في الرياض ومعرفة الانطباعات الأولى عن العمل الذي يأتي بعد 25 عاماً من عرض الجزء الأول الذي قام ببطولته هاني سلامة وحلا شيحة، وأخرجه العريان أيضاً، كما كتب الأخير قصة الجزء الجديد، بينما أعد السيناريو والحوار أحمد حسني.
ما بين الحب وطموحات الواقع، يعيد الفيلم طرح أسئلة الهوية والعاطفة من خلال قصة «أحمد» الذي يقوم بدوره عمرو يوسف، المعماري المبدع الذي يسعى لإعادة اكتشاف ذاته، و«ملك» التي تقوم بدورها أسماء جلال، رائدة الأعمال الطموحة التي تحاول الموازنة بين نجاحها المهني وحنينها العاطفي.
يحاول الاثنان التوفيق بين ما صارا إليه اليوم وما كانا عليه في الماضي، في رحلة تكشف عن هشاشة التوازن بين القلب والعقل، والحب والطموح.
أسماء جلال توقِّع على الملصق الترويجي للفيلم في الرياض (فوكس سينما)
ومع ازدياد المسافة بينهما، تتعقَّد خيوط الحكاية حين تعود ملك إلى التواصل مع «أمير» الذي يقوم بدوره ظافر العابدين، في حنين للعلاقة القديمة التي تعيد إليها مشاعر منسية، وتضعها أمام مفترق طرق جديد.
وهنا، يجد كل من «أحمد» و«ملك» نفسه في مواجهة ذاته القديمة وخياراته السابقة، في صراع يعيد تعريف الحب ليس بوصفه حلماً رومانسياً، بل بوصفه اختباراً حقيقياً لما تبقَّى من الإيمان بالماضي وما يمكن إنقاذه في الحاضر.
يعزو منتج الفيلم موسى عيسى حماسه لتقديم التجربة إلى قناعة المخرج طارق العريان بفكرة الفيلم وحماسه لها «بالإضافة إلى طابع الأحداث المرتبط بالرومانسية الاجتماعية، وهو نوع أصبح قليل الوجود بالسينما المصرية في الفترة الأخيرة»، وفق تعبيره، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «الفيلم صُوِّر بالكامل في 5 أسابيع ليكون أحد أكثر الأفلام التي صوَّرها العريان سرعة؛ بسبب اكتمال السيناريو وعدم وجود أي تعديلات عليه خلال فترة التصوير».
وكشف عيسى عن ارتفاع ميزانية العمل «بسبب المستوى الاجتماعي لأبطال الفيلم مما تطلب التصوير في مواقع مكلفة مادياً، بالإضافة إلى الحفلات التي جرى تصويرها وكانت تتطلب ميزانيات كبيرة لتخرج بالصورة التي أرادها المخرج»، وفق قوله، لافتاً إلى أن الفيلم يضم 6 أغانٍ طُرحت منها واحدة، وسيطرح الباقي تباعاً ضمن الحملة الترويجية التي انطلقت بالفعل خلال الأيام الماضية.
وأكد أن توقيت طرح الفيلم ارتبط بطبيعته التي تجعله مناسباً للوجود الشهر الحالي، خصوصاً أنه لا ينتمي لنوعية الأفلام التي يمكن طرحها في الأعياد، معرباً عن أمله في تحقيق إيرادات كبيرة مع طرحه بالتزامن في مصر والبلاد العربية بعد ما لمسه من ترقب لدى الجمهور للعمل.
وعبَّر بطل الفيلم، عمرو يوسف، عن سعادته بتكرار التعاون مع طارق العريان والعودة لتقديم تجربة رومانسية اجتماعية مليئة بالاختلاف عن التجارب التي قدمها من قبل، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» ترقبه لرد فعل الجمهور على الفيلم مع طرحه بالصالات.
عدد من صُنّاع الفيلم على السجادة الحمراء في الرياض (فوكس سينما)
ورغم رؤية الناقد المصري طارق الشناوي أن العودة لتقديم جزء ثانٍ من «السلم والثعبان» بعد 25 عاماً بفكرة مختلفة «تجربة مليئة بالمخاطر من الناحية النظرية، إلا أن تصدُّر المخرج طارق العريان للفكرة يشعرني بتفاؤل وترقب لما سأشاهده في السينما، خصوصاً أن فكرة تقديم جزء ثانٍ من عمل ناجح تتطلب أن يكون الجزء الجديد، سواء كان استكمالاً للحكاية أم عبر حكاية جديدة، أكثر نجاحاً»، وفق تصريحاته لـ«الشرق الأوسط».
وأضاف أن «الجزء الأول عندما قُدِّم كان المجتمع المصري من الناحية النظرية أكثر رحابة وتقبلاً عن الوقت الحالي، فضلاً عن سقف التوقعات المرتفع من الجزء الأول الذي أراه أيقونة سينمائية وعلامة فارقة بمسيرة أبطاله».
راما زوجة زهران ممداني أقامت في بيروت لتعانق جذورهاhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/5206240-%D8%B1%D8%A7%D9%85%D8%A7-%D8%B2%D9%88%D8%AC%D8%A9-%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D9%85%D9%85%D8%AF%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A3%D9%82%D8%A7%D9%85%D8%AA-%D9%81%D9%8A-%D8%A8%D9%8A%D8%B1%D9%88%D8%AA-%D9%84%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%86%D9%82-%D8%AC%D8%B0%D9%88%D8%B1%D9%87%D8%A7
راما زوجة زهران ممداني أقامت في بيروت لتعانق جذورها
راما دوجي وزوجها زهران ممداني عمدة مدينة نيويورك (رويترز)
رغم محاولتها البقاء في الظل، فإن السورية راما دوجي زوجة عمدة نيويورك الجديد زهران ممداني تُثير الفضول، لظهورها الخاطف وصمتها المطبق، خصوصاً بعد فوز زوجها في الانتخابات، وصعودها المنصة مع والديه لتحية مناصريه، وهي تلبس فستاناً أسود عليه رسومات من التراث الفلسطيني.
وراما الفنانة التشكيلية الشابة، التي تبلغ من العمر 28 عاماً، وتمنعت عن إجراء مقابلات بعد ترشح زوجها، كانت تعيش قبل زواجها من ممداني هذا العام، حياة أي خريجة جديدة في كُلية الفنون، تبحث عن عمل بعد تنفيذها مهمات متفرقة هنا وهناك، إلا أنها كانت بالفعل في فترة التفكير بالمكان والطريقة التي تريد أن تُدير بها مستقبلها.
بعد تخرجها في الجامعة بأميركا راودتها فكرة أن تقيم في دبي مع عائلتها التي لا تزال هناك، بعد أن زارت لبنان وعاشت فيه لأشهر قليلة، رغبة في العودة إلى الجذور، كما أُتيح لها لاحقاً أن تزور دمشق.
راما دوجي («إنستغرام» راما)
في عام 2019 بعد تخرجها مباشرة، وصلت راما إلى بيروت، وبقيت فيها لأشهر عدّة، في إقامة فنية مع «هافين فور أرتيستس»، وجالت في العاصمة اللبنانية كثيراً بحثاً عن الوجوه التي تلهمها. وقد رسمت بالفعل 80 وجهاً عرضتها في معرض خاص أقيم في بيروت، في أغسطس (آب) من العام نفسه، تحت عنوان «وجهاً لوجه».
وتتحدث راما بحماسة شديدة عن تلك الإقامة في بودكاست سُجّل في السنة نفسها، تقول فيه: «تلك العودة جاءت بعد غربة 10 سنوات عن سوريا، وشعرت بفرح لأنها كانت قريبة جداً من بلادها».
وتُدرك أن البلدين ليسا متشابهين تماماً، لكن القرب الجغرافي كان مؤثراً. مضيفة: «تلك كانت إقامتي الفنية الأولى في بلد عربي. حملت كاميرتي، وكنت أطلب من الناس أن أوثق وجوههم، وأن أصورهم، أردت أن أصور كل شيء، لا أعرف لماذا؟ كنت بحاجة لأن ألتقط اللحظة بعد الغياب الطويل».
وتابعت: «أحسست أنني قريبة من عالم ينتمي إلى ذاكرتي، ليس المكان الذي نشأت فيه، لكنه يُشبه شيئاً عشتُه أو سمعته أو تخيّلته عن البيت. بيروت جعلتني أقترب من انتمائي الذي أبحث عنه».
لوحة لراما دوجي عن النساء الفلسطينيات («إنستغرام» راما دوجي)
وتشرح راما دوجي، كيف شعرت بأنها ترى أشياء تتذكر نصفها وتتعلم نصفها الآخر في الوقت نفسه. «كان ثمة ما هو جديد بالنسبة لي، ولم أكن أعرفه، خصوصاً من الناحية الجمالية والبصرية. الشيء نفسه حصل معي في دمشق. تغيّرت أشياء كثيرة بعد الحرب. كنت أحاول رسم كل شيء، وأحاول وضع الأشياء في كلمات وصور». كان الأمر مثيراً بالنسبة لها وهي تكتشف منطقتها وهويتها، ووجوه الناس فيها.
على «إنستغرام» في تلك الفترة، نشرت راما صوراً أرشفتها من شوارع بيروت، لمبانٍ قديمة، وأطباق فطور، وسيارة شحن مزدانة بعبارات شعبية، وصورة حائط كتب عليه «ضحكتك أمل بهالبلد التعبان».
اكتشفت في تلك الزيارة النساء العربيات اللواتي يشبهنها. «أعجبني أنني بينهن جسداً وصوتاً وحضوراً، وذلك جعلني أقترب من ذاتي، وأكتشف نفسي».
بعد تلك الفترة، تقول راما دوجي إن ألوانها أصبحت أكثر دفئاً، وعادت إلى رسم الخطوط اليدوية الحية، وأخذت ترسم تفاصيل الحياة اليومية. «من هناك بدأ اهتمامي بتوثيق اللحظات الصغيرة، المحادثات، اللمسات، النظرات».
فهي ترسم لفهم دواخلها والتعبير عنها لأنها لا تُجيد استخدام الكلمات، ولا تفعل ذلك من أجل مهنة اختارتها، وترسم منذ كانت صغيرة، ولم تكن تعرف أنها تمارس فنّاً أو تمهد لطريق. «أدركتُ فقط، أنه المكان الوحيد الذي أستطيع أن أكون صادقة فيه مع نفسي».
لوحة ورق عنب («إنستغرام» راما دوجي)
ولدت راما دوجي في هيوستن لأبوين سوريين، والدها متخصص في هندسة الكمبيوتر. انتقلت العائلة إلى دبي وراما في التاسعة من عمرها. بدأت دراستها الجامعية في التصميم بقطر في «فرجينيا كومنولث»؛ ومن ثمّ انتقلت بعد السنة الأولى إلى حرم الجامعة في أميركا (ريتشمون) لإكمال دراستها. حصلت على درجة الماجستير في الرسم التوضيحي من كلية الفنون البصرية في نيويورك.
وقد نشرت أعمالها الفنية في «ذا نيويوركر»، و«واشنطن بوست»، و«فوغ»، وعلى «بي بي سي». وغالباً ما تتناول أعمالها الفنية موضوعات تدور حول النساء العربيات؛ حيث انشغلت طويلاً بالضغط النفسي الذي يمارس على النساء، وما يتعرضن له بإخضاعهن لمقاييس جمالية بعينها. «مثل كثير من النساء كبرت وسط صور مثالية للجسد تُفرض علينا من كل ناحية. أردت أن أرسم الجسد كما أراه أنا: حيّاً، ناعماً، هشاً، وقابلاً للتغيّر. ليس جسداً مصقولاً بالكامل، بل جسداً يتنفس».
الرسم الذي زين التيشرت التي يعود ريعها لغزة («إنستغرام» راما دوجي)
وراما دوجي ناشطة سياسية بامتياز، على طريقتها الفنية، تنشغل أعمالها بشكل كبير بالمضطهدين في العالم، رسمت المرأة السودانية، وطلبت جمع التبرعات لأهل السودان، وتجندت من أجل القضية الفلسطينية؛ حيث رسمت وكتبت على تيشرتات عبارة «خير يا طير» مقرونة برسوم يعود ريعها إلى غزة.
كما طالبت في منشوراتها بدعم غزة المنكوبة في مقابل المليارات التي تدفع لإسرائيل. وهي إذ تحب الرسم بالأبيض والأسود بعيداً عن الألوان فإنها ترسم أيضاً على السيراميك وجوه نسائها ملونة، وتحب الصور لأنها تسهل لها بناء الذاكرة التي تتمسك باستعادتها.
عبَّرت عن خوفها حين بدأ قمع التعبير للمدافعين عن القضية الفلسطينية في أميركا، وواصلت نشر رسوماته. وقالت «كل ما أملكه هو صوتي لأتحدث عمّا يحدث في أميركا وفلسطين وسوريا، بقدر استطاعتي».
عين على السودان ودعم فني من راما دوجي («إنستغرام» راما دوجي)
تعرفت على زهران ممداني من خلال تطبيق المحادثة «هينج» عام 2021، وكان قد انتخب للتو في جمعية ولاية نيويورك، والتقيا لأول مرة في مقهى يمني يدعى «بيت قهوة» في بروكلين، وتمت خطبتهما عام 2024، وتزوجا خلال العام الحالي في مانهاتن، وقيل إنهما نظّما حفلاً صغيراً في دبي، كذلك تسنّى لها حسب منشوراتها زيارة بلد زوجها، الهند.
وتقول إن «الفن يُصبح سياسياً عندما يتعامل مع الجسد، والذاكرة، والهوية». أما كيف تعيش حياتها فتشبّه نفسها بأنها تشعر كأنها تحضر فيلماً وتتفرج على مشاهده.