مشروب «سحري» بديل لـ«الأوزمبيك» ينتشر عبر «تيك توك»... ماذا نعرف عنه؟

حبات من الأرز (أرشيفية - رويترز)
حبات من الأرز (أرشيفية - رويترز)
TT

مشروب «سحري» بديل لـ«الأوزمبيك» ينتشر عبر «تيك توك»... ماذا نعرف عنه؟

حبات من الأرز (أرشيفية - رويترز)
حبات من الأرز (أرشيفية - رويترز)

اجتاح وسائل التواصل الاجتماعي في الأيام الأخيرة مشروب جديد يقال إنه بديل رخيص لحقن «الأوزمبيك» التي تُستخدم لإنقاص الوزن.

ويدعي مؤيدو المشروب الجديد، وهو مصنوع من ماء الأرز، أنه يقدم نتائج مماثلة للحقن الشهيرة للراغبين في إنقاص الوزن، دون دفع مبالغ باهظة، لكن خبراء رأوا أن تأثير المشروب لن يستمر طويلاً.

وقد ارتفعت شعبية حقن «أوزمبيك» وأخواتها التي جرى تطويرها في الأصل لعلاج مرض السكري من النوع الثاني، بشكل كبير بسبب المزاعم عن فوائدها في إنقاص الوزن. وعلى الرغم من التحذيرات الطبية، فإن كثيراً من الأشخاص يستخدمونها خارج نطاق السبب المرضي من أجل إنقاص الوزن بسرعة. ومع ذلك، فإن تكلفتها العالية وآثارها الجانبية المحتملة تمنع البعض من اختيارها بوصفه حلاً لإنقاص الوزن.

وتبلغ تكلفة حقنة «الأوزمبيك» 935 دولاراً شهرياً، ويحتاج الأمر أيضاً إلى وصفة من الطبيب من أجل الحصول عليها.

وانتشر عبر تطبيق «تيك توك» تحدٍّ باسم Rice-Zempic، أو «رايس زيمبيك»، وهو مشروب مصنوع عن طريق الجمع بين الأرز والماء وعصير الليمون.

ويجري تحضير المشروب عن طريق نقع الأرز غير المغسول وعصير الليمون في الماء الدافئ لمدة 5 إلى 30 دقيقة، على الرغم من أن البعض يفضل ترك الخليط ينقع طوال الليل. وفي الصباح، تجري تصفية الأرز وتناول المشروب.

على مدار الأسابيع القليلة الماضية، شارك مزيد من الأشخاص تجاربهم مع المشروب على منصة التواصل الاجتماعي «تيك توك»، وحصدت بعض مقاطع الفيديو أكثر من 3 ملايين مشاهدة. ويزعم أولئك الذين يقسمون بهذا المشروب «السحري» أنهم فقدوا ما يصل إلى 14 رطلاً في الأسبوع، وأنهم يشعرون بجوع أقل طوال اليوم.

وقال سكوت كيتلي، المالك المشارك لشركة طبية في نيويورك لصحيفة «ذا هيلث» إن المشروب «لا يحظى بأي سند علمي»، وقال: «لا يوجد دليل يشير إلى أن المشروب له أي خصائص من شأنها أن تؤدي بشكل كبير إلى إنقاص الوزن، خصوصاً بالطريقة التي تمتلكها الأدوية المضادة لمرض السكري مثل (أوزمبيك)».

وتحاكي الأدوية مثل «(أوزمبيك) و(يغفوي) الهرمون الذي يفرزه الجسم بشكل طبيعي للتحكم في عملية الهضم وآلام الجوع. وبالنسبة لمعظم الناس، فإن تعاطي هذه الحقن يخفف من جوعهم، ويساعدهم على الشعور بالشبع فترة أطول، وهذا بدوره يؤدي إلى تناول كميات أقل وإنقاص الوزن».

وقال مير علي، من مركز «ميموريال كير» الجراحي لإنقاص الوزن في كاليفورنيا: «إن المشروب لا يحاكي بأي حال من الأحوال (أوزمبيك)». وأضاف: «ليس له أي تأثيرات هرمونية مثل (أوزمبيك) لتحفيز المستقبلات».

إذن لماذا يزعم الناس حدوث إنقاص الوزن بسبب المشروب؟

وفقاً لكونال شاه، الأستاذ المساعد في قسم أمراض الغدد الصماء في مركز «روتجرز روبرت وود جونسون» الطبي، فإن «رايس - زيمبيك»، وهو ماء نشوي بشكل أساسي، يتوسع في المعدة، ويحفز الشعور بالامتلاء فترة وجيزة - ولكن هذا التأثير «قصير جداً».

ووفقاً للدكتور مير علي، فإن ماء الأرز منخفض السعرات الحرارية؛ لذلك إذا شربه الناس بدلاً من تناول وجبة، فسوف يستهلكون سعرات حرارية أقل بشكل عام، وقد يفقدون بعض الوزن، لكن النتائج لن تستمر طويلاً.

وبدلاً من ذلك، يؤكد الدكتور شاه أن نقص الوزن المستدام يجري تحقيقه على الأرجح من خلال التغييرات التدريجية في عادات النظام الغذائي وممارسة الرياضة. يتضمن هذا النهج دمج نظام غذائي غني بالخضراوات الغنية بالألياف والمغذيات والبروتينات الخالية من الدهون.

وأضاف الدكتور علي أن هذا يتطلب قدراً أكبر من الصبر مقارنة بمشروب ماء الأرز والليمون، لكنه سيحقق نتائج أفضل على المدى الطويل.


مقالات ذات صلة

كيف تحصل على نوم مثالي؟

صحتك كيف تحصل على نوم مثالي؟

كيف تحصل على نوم مثالي؟

أكد خبراء في النوم على ضرورة الحصول الإنسان على فترة راحة لا تقل عن 7 ساعات يومياً، وذكروا أن النساء بحاجة إلى 20 دقيقة من النوم أكثر من الرجال.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
يوميات الشرق عندما يجبر الناس أنفسهم على الاسترخاء يمكن أن يصبحوا أكثر قلقاً (أرشيفية- أ.ف.ب)

كيف تصبح الرغبة في الاسترخاء سبباً لمزيد من القلق والتوتر؟

قد تدفع رغبة بعض الأشخاص للراحة والاسترخاء إلى مزيد من القلق والتوتر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ الطاعون الدبلي سببه بكتيريا يرسينيا الطاعونية والتي من المحتمل أنها دخلت أميركا الشمالية عام 1900 من الفئران (رويترز)

تأكيد إصابة شخص بالطاعون في الولايات المتحدة

أكد مسؤولون صحيون في الولايات المتحدة إصابة شخص بالطاعون في مقاطعة بويبلو بولاية كولورادو.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك جين معين يشكل عاملاً حاسماً في تطور السمنة والمشاكل السلوكية واكتئاب ما بعد الولادة لدى الأمهات

دراسة وراثية تشير إلى الأوكسيتوسين علاجاً محتملاً للسمنة واكتئاب ما بعد الولادة

حددت دراسة حديثة جيناً معيناً بوصفه عاملاً حاسماً في تطور السمنة والمشاكل السلوكية واكتئاب ما بعد الولادة لدى الأمهات.

د. وفا جاسم الرجب (لندن)
صحتك ما الفرق بين «أرفيد» والنزق بالطعام؟ (رويترز)

اضطراب أكل يتعلّق بتركيبة الطعام أو لونه أو رائحته... ماذا نعرف عن «أرفيد»؟

يرهق بعض الأولاد والديهم عندما يتعلّق الأمر بالطعام، فمنهم من لا يتناول إلا أصنافاً محددة جداً، وأحياناً لا يتخطى عددها أصابع اليد الواحدة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

مهرجان عمّان السينمائي الدولي ملتقى للمواهب السينمائية العربية الصاعدة

جانب من أنشطة «أيّام عمّان لصناعة الأفلام» (إدارة مهرجان عمّان السينمائي الدولي)
جانب من أنشطة «أيّام عمّان لصناعة الأفلام» (إدارة مهرجان عمّان السينمائي الدولي)
TT

مهرجان عمّان السينمائي الدولي ملتقى للمواهب السينمائية العربية الصاعدة

جانب من أنشطة «أيّام عمّان لصناعة الأفلام» (إدارة مهرجان عمّان السينمائي الدولي)
جانب من أنشطة «أيّام عمّان لصناعة الأفلام» (إدارة مهرجان عمّان السينمائي الدولي)

بموازاة العروض السينمائية، واللقاءات مع الممثلين والمخرجين العرب والعالميين، والتنافس على جوائز «السوسنة السوداء»، وسائر الأنشطة التي ينظّمها «مهرجان عمّان السينمائي الدولي»، تنشط خليةٌ من نوعٍ آخر منبثقة عن هذا الحدث الثقافي السنويّ. يغلي في عروق تلك الخليّة دمٌ شاب أخذ على عاتقه مهمة النهوض بصناعة السينما المحلّيّة.

تسير «أيام عمّان لصناعة الأفلام - AFID» يداً بيَد مع المهرجان؛ تقدّم الدعم للمشاريع السينمائية الأولى، تنظّم ورشات تدريب ولقاءاتٍ مع روّاد المهنة، كما تشكّل ملتقىً للطاقات السينمائية الواعدة. يلفت المخرج والخبير السينمائي إلياس خلاط في هذا السياق إلى أنّه، «ومنذ دورته الأولى، كان القيّمون على المهرجان واعين لأهمية الصناعة السينمائية فأطلقوا أيام عمّان، على عكس باقي المهرجانات التي غالباً ما تتأخر في ذلك».

يستفيد المخرجون الصاعدون من خبرات من سبقوهم في المجال (إدارة المهرجان)

«أوّل فيلم»

يومياً خلال المهرجان، وما بين العاشرة صباحاً والخامسة مساءً، تزدحم الأروقة بعشرات الشابات والشبّان الوافدين من مختلف عواصم العالم العربي. لمسوا جدّيّةً في التعاطي مع مواهبهم من خلال الدعم الذي يقدّمه المهرجان لمشاريعهم. يفسّر مدير «أيام عمّان لصناعة الأفلام» بسّام الأسعد هذا التهافُت الشاب على الأنشطة الموازية للمهرجان، بالقول إن «صناعة الأفلام في الأردن ناشئة، ومن ثمّ فإن غالبية العاملين فيها هم من الجيل الصاعد، وما نشهده هو انعكاس بدهيّ لذلك الواقع». كما يتّخذ المهرجان لنفسه هوية «أول فيلم»، وغالباً ما يكون صانع أول فيلم من الجيل الشاب؛ من دون أن يعني ذلك أن الباب ليس مفتوحاً أمام المتقدّمين في السن الراغبين في تلقّي الدعم لتجاربهم السينمائية الأولى.

مدير «أيام عمّان لصناعة الأفلام» بسّام الأسعد (إدارة المهرجان)

منصات التقديم مفتوحة للجميع

تشارك زين دريعي وهي مخرجة أفلام أردنية شابة تجربتها مع «الشرق الأوسط»، مسترجعةً لحظاتٍ حاسمة عاشتها عام 2020: «تقدّمتُ بمشروع فيلمي الروائي الطويل الأول وفزت بجائزة الفيلم المستقل. كانت تجربة ممتازة شكلت أحد الأسباب الرئيسية لإطلاق عجلة العمل على فيلمي. وها أنا أعود إلى هنا في كل دورة، لأتواصل مع الخبراء وصنّاع الأفلام من حول العالم».

إلى جانب تركيز مهرجان عمّان السينمائي الدولي على المحتوى القيّم، وهو أمرٌ جذب الجيل الصاعد، فإنّه يتعامل بجدّية مع دعم المشاريع الناشئة. يوضح بسام الأسعد في حديثه مع «الشرق الأوسط» أن «منصات التقديم مفتوحة للأردنيين والعرب على حد سواء، في مرحلتَي تطوير الأفلام وما بعد الإنتاج». ويضيف أن «قيمة الجوائز تبلغ 200 ألف دولار مخصصة لكل نسخة من المهرجان، وهي تتنوّع ما بين مكافآت نقديّة واستشارات فنية ومعدّات تقنية تساعد الشباب على السير قدماً في مشاريعهم السينمائية».

إلى جانب دعم المشاريع تقدّم «أيام عمّان» ورشات تدريب للطلّاب والمهتمّين بالسينما (إدارة المهرجان)

عمَلياً، تفتح منصات التقديم الخاصة بـ«أيام عمّان لصناعة الأفلام» قبل 4 أشهر من المهرجان. يلفت الأسعد: «السنة مثلاً وصلنا أكثر من 100 مقترح من حول العالم العربي. خبراء المهرجان وهم من الأردن وخارجه، يقرأون المشاريع ويقيّمونها ويختارون من بينها الـ16 الأنسَب لهويّة الدورة، على أن تتنوّع ما بين وثائقية وروائية».

أما المحتوى الذي يجري التركيز عليه فهو الإبداعي والأصيل الذي يعكس هوية المنطقة العربية. يوضح الأسعد: «لا ينحصر في المواضيع الاجتماعية أو الثقافية بل لدينا أفلام رعب كذلك. نحن منفتحون على كل الأنواع شرط أن تكون فكرة إبداعية وجديدة».

من إحدى ورشات التدريب على صناعة الأفلام الوثائقية (إدارة المهرجان)

دور الهيئة الملكيّة الأردنية للأفلام

بعد اختيار المشاريع الـ16، يُدعى أصحابها إلى الأردن خلال فترة المهرجان، حيث يخضعون لتدريب حول كيفية تقديم مشاريعهم وإقناع لجان التحكيم التي تقرر مصير دعم الأفلام من عدمه. بعد ذلك، يجري اختيار المشاريع المستحقة الجوائز.

إلياس خلاط، وهو مواكبٌ لأنشطة «أيام عمّان لصناعة الأفلام» بوصفه قارئاً للمشاريع السينمائية، يشير إلى أن «خطة دعم السينما الشابّة ليست ابنة أمس، وقد وضعت الهيئة الملكية الأردنية للأفلام حجرها الأساس قبل عقدَين». ويضيف أن «أهمية الخطوة تكمن في اهتمام الأردن الكبير بالمواهب الشابة، وفي الوقت عينه في الانفتاح على العالم العربي من خلال المساواة بين صنّاع الأفلام الأردنيين والعرب اهتماماً ودعماً».

يؤكد الأسعد الأمر عندما يقول: «إن الحضور الشاب يزداد سنة تلو الأخرى، لا سيّما من الدول العربية. وقد بدأنا نلاحظ أن عدداً كبيراً من صنّاع الأفلام الشباب باتوا يسافرون على حسابهم الشخصي من أجل المشاركة والانغماس أكثر في كواليس الصناعة السينمائية العربية».

تشارك في «أيام عمّان لصناعة الأفلام» مواهب من مختلف أنحاء العالم العربي (إدارة المهرجان)

شغف شبابيّ متصاعد

تشعر زين دريعي بالفخر لأن بلدها يرسّخ تقليد استضافة مهرجان سينمائي سنويّ. تقول: «إن المهرجان صار حيوياً في الوطن العربي، وإن أنشطته انعكست تطوّراً في السينما الأردنية الشابة». هي التي تخرّجت في تورونتو بكندا، عادت إلى عمّان كي تحقّق حلمها بأن تصبح مخرجة في بلدها.

يلمس بسام الأسعد هذا الشغف الصاعد بين الشباب، هو الذي يزور وفريق «أيام عمّان» الجامعات التي تدرّس الإخراج والسينما. يقول: «الجامعات هي المنطلق الأساسي لاختيار المشاركين في المهرجان، وذلك على أساس زيارات يقوم بها فريق العمل، حيث نقيم جلسات تعريفية عن المهرجان ونشجّع الطلّاب على التسجيل».

الجامعات هي المنطلق الأساسي للمشاركين في الأنشطة (إدارة المهرجان)

يلفت إلياس خلاط في هذا السياق إلى أن «أهمية أيام عمّان لصناعة الأفلام تكمن في أن ندواتها وورشات تدريبها متنوّعة، ما يجذب الخرّيجين الجامعيين الشباب، خصوصاً أنها قد تكون مفيدة أكثر من الدراسة الجامعية».

كل تلك الأسباب مجتمعةً جاءت نتيجتها نمواً في الصناعة السينمائية الأردنية. يثبت الأسعد ذلك حين يقول إن الفيلمين الأردنيين المشاركين في المهرجان هذه السنة، انطلقا من منصات التقديم في «أيام عمّان» وحازا على دعم منها.

ولعلّ ما يقوله خلاط يعبّر بوضوح عن الأثر الكبير للمهرجان ولـ«أيام عمّان لصناعة الأفلام»: «منذ 12 سنة لم نكن نتحدث عن سينما أردنية، لكن منذ 5 سنوات بدأنا الحديث عن سينما ناشئة في الأردن. أما اليوم فما عدنا نسمّيها ناشئة بل نشيطة ومحترفة. لكن هذه السرعة القياسية في الصعود خالية من الدعسات الناقصة، فالسرعة لا تعني التسرّع هنا، بل التأنّي في الخطوات».