أحاديث مطربي المهرجانات عن الدين تثير الجدل

عمر كمال قال إن والدته رفضت أداء العمرة بأمواله

عمر كمال (حسابه على «فيسبوك»)
عمر كمال (حسابه على «فيسبوك»)
TT

أحاديث مطربي المهرجانات عن الدين تثير الجدل

عمر كمال (حسابه على «فيسبوك»)
عمر كمال (حسابه على «فيسبوك»)

أثارت تصريحات مطرب المهرجانات عمر كمال في أحد برامج «البودكاست» عن رفض والدته أداء العمرة من أمواله، واضطراره للادعاء بأنها «هدية» من صديق لديه شركة سياحة، جدلاً جديداً حول حديث مطربي المهرجانات عن الدين بين الحين والآخر.

ويتحدث مطربو المهرجانات عادةً عن الدين في لقاءاتهم الإعلامية، وكان من بينهم حسن شاكوش الذي أكد أن «علاقته جيدة مع ربنا» رغم تركه الصلاة قبل فترة، فيما ذكر مطرب المهرجانات مسلم طلبه الهدية من الله، مؤكداً أن «صوته تحسن بسبب تجويد القرآن».

و«تتسم تصريحات مطربي المهرجانات بالتناقض المستمر، وهو أمر مرتبط بأن جماهيريتهم الأكبر اعتمدت على هذه التصريحات وليس إنتاجهم الفني»، حسب الناقد الفني المصري محمد عبد الرحمن الذي يؤكد لـ«الشرق الأوسط» أنهم «يفتقدون التدريب على التعامل مع الإعلام، وهو الأمر الذي تحوّل تدريجياً إلى فرصة للظهور وتصدر (الترند)».

مسلم (حسابه على «فيسبوك»)

وهذا الرأي يدعمه الناقد الموسيقى مصطفى حمدي الذي يقول لـ«الشرق الأوسط» إن «هذه التصريحات يكون هدفها الأساسي إثارة الجدل مع افتقاد مطربي المهرجانات أي نجاحات كبيرة في أعمالهم الجديدة على غرار تجاربهم السابقة»، لافتاً إلى «محاولاتهم المستمرة لاستغلال الحياة الشخصية في تصدر (الترند)».

وأضاف أن «عمر كمال على سبيل المثال دأب في الفترة الأخيرة على الخوض في تفاصيل حياته الشخصية، والعمل على توظيف صورة والدته المنتقبة وكفاحه بالعمل قبل الشهرة من أجل مخاطبة عاطفة الجمهور بإظهار نفسه من منزل ملتزم ومتدين، الأمر الذي يسعى من خلاله لمخاطبة فئة من الجمهور يراها في متابعيه تدعو له بالهداية من خلال نظرتهم للفن باعتباره حراماً».

ويشير الناقد الموسيقي المصري محمود فوزي السيد إلى «مخاطبة مطربي المهرجانات الجمهور عبر أمور لها علاقة بالدين باعتبارها تحقق لهم وجوداً وزخماً في ظل مشكلة حقيقية باتت تواجههم في الوقت الحالي بانحسار الأضواء عنهم لظهور أسماء تحقق نجاحات أكثر منهم، وتراجع نشاطهم وإنتاجهم الفني، الأمر الذي يمكن رصده بوضوح في أرقام المشاهدات عبر (يوتيوب)، التي كانوا ينظرون إليها باعتبارها دليل نجاح».

وأضاف أن «ظهور مطربي المهرجانات في الوقت الحالي أصبح مرتبطاً بصورة أو موقف أو تصريح من أجل استعادة الأضواء التي تنحسر على المستوى الفني يوماً بعد الآخر».

وهذه ليست المرة الأولى التي يتحدث فيها عمر كمال عن الدين، خصوصاً مع ظهوره عدة مرات برفقة والدته التي ترتدي النقاب وطلبها الهداية له في البرامج التلفزيونية المختلفة التي ظهرت فيها.

حسن شاكوش (حسابه على «فيسبوك»)

ويشير عبد الرحمن إلى أنه «بالرغم من تصالح عمر كمال وحسن شاكوش على سبيل المثال بعد خلافهما عقب نجاح أغنيتهما الأولى (بنت الجيران) فإن تعاونهما لاحقاً لم يحقق النجاح نفسه أو يقترب منه، ويعتمدون في الحفلات على النجاحات التي تحققت قبل سنوات وليس على أغانيهم الجديدة».

ويؤكد مصطفى حمدي أن موقف عمر كمال ونظرته لـ«تحريم الفن»، «تعكس رؤية بعض المشاهير الذين يشكل الفن مصدر دخلهم الأساسي، فيما يتحدثون بين الحين والآخر باعتباره متعارضاً مع الالتزام الديني»، وعدّ أن هذه الرؤية «تروّج صورة سيئة للجمهور عن الفن وهو أمر يعكس تناقضاً».


مقالات ذات صلة

بين بيونسيه وتايلور سويفت... لماذا لم يكن دعم المشاهير لهاريس كافياً؟

الولايات المتحدة​ المغينة الشهيرة بيونسيه تحتضن المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس خلال تجمع انتخابي (د.ب.أ)

بين بيونسيه وتايلور سويفت... لماذا لم يكن دعم المشاهير لهاريس كافياً؟

رغم قدرة نجوم ونجمات من عيار بيونسيه وتايلور سويفت مثلاً على استقطاب الحشود الجماهيرية، لم ينجح دعمهما هاريس في التغلب على ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق الفنانة اللبنانية جاهدة وهبة (صور الفنانة)

جاهدة وهبة «تعيش مع الضوء» وتجول العواصم بصوتها دعماً للبنان

كان لا بد أن تعود الأغنية لتنبض في حنجرة جاهدة وهبة بعد صمت صدمة الحرب. وها هي الفنانة اللبنانية تحمل أغنيتها وتجول العواصم الأوروبية والعربية رافعةً صوت وطنها.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق نجومٌ في الصغر... ضحايا في الكبر

نجومٌ في الصغر... ضحايا في الكبر

من مايكل جاكسون إلى ليام باين، مروراً بماثيو بيري وغيرهم من النجوم... خيطان جمعا ما بينهم؛ الشهرة المبكّرة والوفاة التراجيدية التي تسببت بها تلك الشهرة.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق ليلة في الرياض للاحتفاء بعبقري الألحان محمد عبد الوهاب (بنش مارك)

روائع محمد عبد الوهاب في ليلة خلَّدها «موسم الرياض»

أضفت أبرز الأسماء الطربية العربية، بأصواتها البديعة، لمسة خاصة على مساء الجمعة في الرياض، بإحيائها إرث عبقري الألحان وموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق 
مع أبنائه محمد وأحمد وعائشة وعفت وعصمت (من أرشيف أسرة الفنان لـ«الشرق الأوسط»)

«موسيقار الأجيال»... جهود لترميم أفلامه وأغانيه

أبدت عفّت محمد عبد الوهاب، ابنة «موسيقار الأجيال»، امتنانها لتكريم والدها في «موسم الرياض»، عبر حفل خاص تُقيمه هيئة الترفيه السعودية.

داليا ماهر (القاهرة)

أول عمل فنّي أنجزه روبوت «بشريّ» يُباع بمليون دولار

آفاق جديدة في سوق الفنّ العالمية (إ.ب.أ)
آفاق جديدة في سوق الفنّ العالمية (إ.ب.أ)
TT

أول عمل فنّي أنجزه روبوت «بشريّ» يُباع بمليون دولار

آفاق جديدة في سوق الفنّ العالمية (إ.ب.أ)
آفاق جديدة في سوق الفنّ العالمية (إ.ب.أ)

بيعت لوحة فنّية أنجزها روبوت الذكاء الاصطناعي لشخصية عالم الرياضيات الشهير، آلان تورينغ، الذي كان رمزاً لفكّ الشيفرات خلال الحرب العالمية الثانية، بمبلغ 1084800 دولار أميركي (836667 جنيهاً إسترلينياً) في مزاد علني.

وذكرت «بي بي سي»، أنه وفق دار «سوذبيز» للمزادات، كان ثمة 27 عرضاً لشراء العمل الفنّي الرقمي «معبود الذكاء الاصطناعي»، الذي قُدِّر في البداية أن يُباع بين 120 ألف دولار (9252 إسترلينياً) و180 ألفاً (139 ألف إسترليني).

وإذ يُعدّ آلان تورينغ رائداً في مجال علوم الكومبيوتر، ويُعرف بأنه «والد الذكاء الاصطناعي»، قالت دار المزادات إنّ هذه الصفقة التاريخية «تفتح آفاقاً جديدة في سوق الفنّ العالمية، وتُحدّد معياراً لبيع الأعمال الفنّية التي أنجزتها الروبوتات بشرية الشكل».

وأضافت أنّ العمل من إنتاج الروبوت «آي - دا»، وهو «أول عمل فنّي يُباع في مزاد بواسطة روبوت بشري الشكل».

العمل هو صورة كبيرة الحجم للعالِم الذي درس في كلية «كينغز كوليدج» بكامبريدج. ولعب تورينغ دوراً حاسماً في فوز الحلفاء على ألمانيا النازية خلال الحرب العالمية الثانية، إذ ساعد في فكّ الشيفرات وفهم آلة «إنيغما» الشهيرة في «بلتشلي بارك»، التي كانت ألمانيا ترسل من خلالها رسائل سرّية مشفَّرة.

بعد الحرب، صمَّم مفصلاً لجهاز كومبيوتر رقمي بالمعنى الحديث.

وقالت «سوذبيز» إنّ المزاد الإلكتروني أسفر عن شراء اللوحة من مشترٍ مجهول بمبلغ «تجاوز كثيراً التقدير الأولي للسعر».

لحظة مهمة في عالم الفنون البصرية (إ.ب.أ)

وأضافت أنّ السعر الذي حقّقه «يُعدّ لحظة فارقة في تاريخ الفنّ الحديث والمعاصر، ويعكس التزاوج المتنامي بين تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وسوق الفنّ العالمية».

بدوره، قال روبوت «آي - دا»، الذي يستخدم نموذجَ لغة متقدِّماً للتحدُّث: «القيمة الرئيسية لعملي هي قدرته على تحفيز الحوار حول التقنيات الناشئة». وأضاف أن العمل «يدعو المشاهدين للتفكير في طبيعة الذكاء الاصطناعي والحوسبة، وفي الوقت عينه النظر في التحدّيات الأخلاقية والاجتماعية لهذه التطوّرات».

وتابع الروبوت: «آلان تورينغ أدرك هذه الإمكانية، وهو ينظر إلينا، بينما نركض نحو هذا المستقبل».

في السياق عينه، قال مدير استديوهات روبوت «آي - دا»، آيدان ميلر: «يمثّل المزاد لحظة مهمة في عالم الفنون البصرية، إذ يلفت عمل (آي - دا) الأنظار إلى التغيّرات في عالم الفنّ والمجتمع، بينما نتعامل مع عصر الذكاء الاصطناعي المتنامي».