رحيل أنوك إيميه بطلة أفلام لولوش المفضلة

نالت بريقاً عالمياً مستحقاً

وُلدت أنوك إيميه باسم جوديث درايفوس (إ.ب.أ)
وُلدت أنوك إيميه باسم جوديث درايفوس (إ.ب.أ)
TT

رحيل أنوك إيميه بطلة أفلام لولوش المفضلة

وُلدت أنوك إيميه باسم جوديث درايفوس (إ.ب.أ)
وُلدت أنوك إيميه باسم جوديث درايفوس (إ.ب.أ)

رحلت اليوم (الثلاثاء)، الممثلة الفرنسية أنوك إيميه عن 92 سنة، وأكثر من 80 فيلماً آخرها قبل 5 أعوام، وهو «أفضل سنوات حياة (The Best Years of a Life)»، الذي يصلح أن يكون عنواناً لمجمل أعمالها.

الممثلة الفرنسية أنوك إيميه والممثل البريطاني ألبرت فينّي بعد زفافهما في لندن (أ.ف.ب)

وُلدت باسم جوديث درايفوس في 27 أبريل (نيسان) سنة 1932، وغيّرت اسمها إلى أنوك، وهو اسم شخصيتها في أول أفلامها «المنزل على البحر (La maison sour la mer)» لهنري كاليف عام 1947، كانت في الرابعة عشرة من العمر حينها، لكنها وجدت في التمثيل ذلك الملجأ الواعد والآمن. لاحقاً ما أضافت إلى أنوك (وهو اسم والدتها) كلمة إيميه، وانطلقت به تفادياً لاحتمال إلقاء القبض عليها وتسفيرها إلى أحد تلك المعسكرات النازية كونها يهودية.

أنوك إيميه والمخرج الفرنسي كلود لولوش (أ.ف.ب)

واصلت الممثلة العمل وتعرّفت على المخرج كلود لولوش لأول مرّة في فيلم حققه بعنوان «عشاق ڤيرونا» عام 1949، وهي لم تنقطع عن العمل المتواصل طوال الخمسينات تحت إدارة مخرجين من الجيل المؤسس مثل ألكسندر أستروك، وأندريه كايات، وجاك بَكير، وجوليان دوفيفيه.

وأتتها الشهرة على مرحلتين. الأولى عندما اختارها المخرج الإيطالي فديريكو فيلليني للمشارَكة في بطولة فيلمه النيّر «لا دولتشي ڤيتا» عام 1960 ومن ثَمّ في «8 ونصف» عام 1963، والثانية قبل أن يعاود كلود لولوش اختيارها لبطولة «رجل وامرأة» أمام جان-لوي ترنتينيان عام 1966.

الممثلة الفرنسية أنوك إيميه وزوجها الشاعر الغنائي بيار باروخ (أ.ب)

في مقابلة أجرتها مجلة «باري ماتش» ذكرت أن فيلليني هو المخرج الذي علّمها كيف تصوغ نفسها بوصفها ممثلة: «علمني أن أنصت إلى الشخصيات الأخرى، وأن آخذ شخصيّتي بالقدر الكافي من الهزء».

في المقابلة نفسها ذكرت كذلك أنها اكتشفت الضحك وحب الحياة من خلال عملها مع فيلليني: «لقد تعلمت كيف أحب عملي بصفتي ممثلة».

رغم ذلك، حافظت على علاقة مهنية جيدة مع كلود لولوش استمرت حتى سنوات حياتها الأخيرة.

لولوش بعد 20 سنة من نجاحها حوّلها إلى نجمة محبوبة وناجحة في معظم العقود التالية. شوهدت في أفلام إيطالية عديدة، وبولندية، وأميركية، معظمها من الدراميات العاطفية والاجتماعية مع كمّ من الأفلام الكوميدية والتاريخية.

أنوك إيميه وكلود لولوش عام 2019 (أ.ب)

اختارها المخرج سِيدني لومَيت لدور رئيسي في «الموعد» سنة 1969، ومن ثَمّ وضعها المخرج المخضرم جورج كيوكر في بطولة أحد آخر أفلامه «جوستين» عام 1970، وبعد أن أدّت مرّة أخرى بطولة فيلم للولوش هو «فرصة ثانية» عام 1976 توجّهت إلى إيطاليا في سلسلة من الأفلام أهمها في ذلك الحين «وثبة إلى الظلام (A Leap in the Dark)» لماركو بيلوكيو عام 1980، و«تراجيديا رجل سخيف» لبرناردو برتولوتشي عام 1981. عادت لإدارة لولوش في فيلم «حياة طويلة (Long Live Life)» سنة 1984، قبل أن يجمعها ثانية مع جان-لوي ترنتينيان في «رجل وامرأة بعد 20 سنة» عام 1986، وهذا لن يكون الفيلم الأخير للمخرج لولوش معها، إذ قامت سنة 1999 ببطولة «واحد للجميع (Une pour toutes)».

بعد 3 أعوام نالت جائزة سيزار شرفية تقديراً لتاريخها، ثم عادت لفيلم آخر من أعمال لولوش هو «ما قد تعود به الحرب» عام 2009. في عام 2019 قامت بتمثيل آخر أدوارها وكان أيضاً من إخراج لولوش وهو «أفضل سنوات حياة».


مقالات ذات صلة

ثلاثة أفلام تسجيلية تمر على أحداث متباعدة

يوميات الشرق من «واحد لواحد: جون ويوكو» (مركوري ستديوز)

ثلاثة أفلام تسجيلية تمر على أحداث متباعدة

«رايفنشتال» للألماني أندريس فايَل فيلم مفعم بالتوثيق مستعيناً بصور نادرة ومشاهد من أفلام عدّة للمخرجة التي دار حولها كثير من النقاشات الفنية  والسياسية.

محمد رُضا (ڤينيسيا)
يوميات الشرق السيناريست المصري عاطف بشاي (صفحته على «فيسبوك»)

الوسط الفني بمصر يودّع السيناريست عاطف بشاي

ودّع الوسط الفني بمصر المؤلف والسيناريست المصري عاطف بشاي، الذي رحل عن عالمنا، الجمعة، إثر تعرضه لأزمة صحية ألمت به قبل أيام.  

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق أنجلينا جولي في مهرجان ڤنيسيا (إ.ب.أ)

«الشرق الأوسط» بمهرجان «ڤنيسيا-4»... ماريا كالاس تعود في فيلم جديد عن آخر أيام حياتها

إذا ما كانت هناك ملاحظة أولى بالنسبة للأيام الثلاثة الأولى التي مرّت على أيام مهرجان ڤنيسيا فهي أن القدر الأكبر من التقدير والاحتفاء ذهب لممثلتين أميركيّتين.

محمد رُضا (فينيسيا)
يوميات الشرق جمانا الراشد رئيسة مجلس أمناء «مؤسسة البحر الأحمر السينمائي» خلال مشاركتها في افتتاح مهرجان البندقية (الشرق الأوسط)

«البحر الأحمر السينمائي» تشارك في مهرجان البندقية بـ4 أفلام

تواصل «مؤسسة البحر الأحمر السينمائي» حضورها بالمهرجانات الدولية من خلال مشاركتها في الدورة الـ81 من مهرجان البندقية السينمائي بين 28 أغسطس و7 سبتمبر.

«الشرق الأوسط» (البندقية)
سينما جيمس ستيوارت في «انعطاف نهر» (يونيڤرسال)

كلاسيكيات السينما على شاشة «ڤينيسيا»

داوم مهرجان «ڤينيسيا» منذ سنوات بعيدة على الاحتفاء بالأفلام التي حفرت لنفسها مكانات تاريخية وفنية راسخة. ومنذ بضعة أعوام نظّمها في إطار برنامج مستقل

محمد رُضا‬ (ڤينيسيا)

الواقع الافتراضي يمنح ذوي الإعاقة الذهنية استقلالية أكبر

نظارات الواقع الافتراضي تتيح لذوي الإعاقة الذهنية تعلم مهارات حياتية بشكل أسرع (جامعة كالجاري)
نظارات الواقع الافتراضي تتيح لذوي الإعاقة الذهنية تعلم مهارات حياتية بشكل أسرع (جامعة كالجاري)
TT

الواقع الافتراضي يمنح ذوي الإعاقة الذهنية استقلالية أكبر

نظارات الواقع الافتراضي تتيح لذوي الإعاقة الذهنية تعلم مهارات حياتية بشكل أسرع (جامعة كالجاري)
نظارات الواقع الافتراضي تتيح لذوي الإعاقة الذهنية تعلم مهارات حياتية بشكل أسرع (جامعة كالجاري)

أظهرت دراسة أسترالية أن استخدام نظارات الواقع الافتراضي يُمكِن أن يفتح آفاقاً جديدة للأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية، مما يتيح لهم تعلم مهارات حياتية عملية بشكل أسرع دون الحاجة إلى الاعتماد على مقدمي الرعاية.

وأوضح الباحثون بجامعة «جنوب أستراليا» وجامعة «نيو ساوث ويلز»، أن هذه التقنية يمكن أن تتيح لهؤلاء الأشخاص تعلم مهارات أساسية مثل النظافة الشخصية وإدارة المهام اليومية، ونشرت النتائج، الجمعة، بدورية (Intellectual Disability Research).

ونظارات الواقع الافتراضي (VR) هي أجهزة إلكترونية يتم ارتداؤها على الرأس، مصممة لخلق تجربة غامرة في بيئة افتراضية ثلاثية الأبعاد. وتعتمد هذه النظارات على عرض صور ومقاطع فيديو بزاوية 360 درجة، بحيث يشعر المستخدم وكأنه موجود داخل البيئة الافتراضية.

وتستخدم نظارات الواقع الافتراضي بشكل واسع في الألعاب الإلكترونية، والتعليم، والتدريب المهني، والطب، حيث تتيح للمستخدم التفاعل مع بيئة محاكية للواقع دون مغادرة مكانه. وتوفر هذه التقنية تجربة غنية وحسية تحاكي الواقع، ما يجعلها أداة فعالة لتعلم المهارات والتفاعل مع العالم الافتراضي بطريقة واقعية.

ويواجه معظم الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية تحديات كبيرة في أداء المهارات الحياتية الأساسية مثل الطهي، والاستحمام، والتنظيف دون مساعدة من مقدمي الرعاية، مما يمنعهم من العيش باستقلالية والتمتع بجودة حياة أفضل.

وقام الباحثون بمقارنة فعالية نظارات الواقع الافتراضي الغامرة مع البيئات الافتراضية غير الغامرة مثل التدريب على جهاز لوحي، لتدريب 36 بالغاً من ذوي الإعاقة الذهنية على كيفية فصل النفايات العامة عن النفايات القابلة لإعادة التدوير، والنفايات العضوية من الحدائق والطعام.

وشملت الدراسة، 12 جلسة تدريب افتراضية. وأظهرت النتائج أن المجموعة التي استخدمت نظارات الواقع الافتراضي الغامرة حققت أداءً أفضل بشكل ملحوظ في الحياة الواقعية مقارنة بالمجموعة التي استخدمت جهازاً لوحياً للتدريب.

وأكد الباحثون أن تقنية التدريب باستخدام الواقع الافتراضي الغامر يمكن أن تُستخدم أيضاً لتعليم مهارات أساسية أخرى مثل الطهي وأمان المطبخ، والنظافة الشخصية، والتنقل في وسائل النقل العامة، والمهارات الاجتماعية.

وقال الباحث الرئيسي للدراسة بجامعة نيو ساوث ويلز، الدكتور ستيفان ميشالسكي، إن «الواقع الافتراضي الغامر يتيح للأفراد تجربة الأنشطة في بيئة آمنة ومتحكم بها وقابلة للتكرار».

وأضاف عبر موقع الجامعة، أن البحث يظهر أن التعلم بالممارسة، المعروف أيضاً باسم التعلم التجريبي، يبدو أكثر فعالية لهذه الفئة مقارنةً بالأساليب التعليمية التقليدية، مشيراً إلى أن هناك أدلة متزايدة على فوائد الواقع الافتراضي، لكننا بحاجة لسد الفجوة بين البحث والتطبيق حتى يتمكن المزيد من الناس من الاستفادة من هذه التكنولوجيا.