80 جسراً ثقافياً يقود رواد المقاهي السعودية إلى حقول الأدب والفكر والمعرفة

سجل الشركاء الأدبيون إنجازات بمختلف مناطق السعودية واتسع نطاق المبادرة لتشمل 29 مدينة (هيئة الأدب)
سجل الشركاء الأدبيون إنجازات بمختلف مناطق السعودية واتسع نطاق المبادرة لتشمل 29 مدينة (هيئة الأدب)
TT

80 جسراً ثقافياً يقود رواد المقاهي السعودية إلى حقول الأدب والفكر والمعرفة

سجل الشركاء الأدبيون إنجازات بمختلف مناطق السعودية واتسع نطاق المبادرة لتشمل 29 مدينة (هيئة الأدب)
سجل الشركاء الأدبيون إنجازات بمختلف مناطق السعودية واتسع نطاق المبادرة لتشمل 29 مدينة (هيئة الأدب)

على خريطة السعودية الكبيرة، بدأت تتوهَّج مواعيد ثقافية سخية بفنون الأدب والشعر والفكر والمعرفة منذ 3 سنوات، أضحى معها دويُّ الأحاديث الجانبية التي تغرق فيها المقاهي يمتزج مع أحاديث الثقافة الزاخرة بالتجارب والأفكار والمفاهيم.

وللموسم الثالث على التوالي، تتسع دائرة المقاهي السعودية التي تنخرط في «الشريك الأدبي»، وتنضم إلى مبادرة إشاعة الأدب في الفضاء السعودي العام، لتحقق قفزة في عدد المقاهي وحجم الأنشطة ومعدل المستفيدين من المساحات الأدبية والثقافية الثرية التي أتاحتها مبادرة الشريك الأدبي منذ أطلقتها هيئة الأدب والنشر والترجمة في السعودية لعقد شراكات أدبية مع المقاهي، والعمل على ترويج الأعمال الأدبية بشكل مبتكر وأقرب لمتناول المجتمع. ولـ3 سنوات تحولت المقاهي السعودية إلى منابع ثقافية. ومع ازدياد عدد المقاهي المنضوية ضمن المبادرة، اتسع النطاق الجغرافي لها، وشمل المدن الرئيسة والمحافظات المتوسطة، حيث يصل إليها أدباء ومثقفون للمشاركة في تقديم طروحات ثرية بالمعرفة لجمهور متطلع للنهل من منابع الثقافة.

مع ازدياد عدد المقاهي المنضوية ضمن المبادرة اتسع النطاق الجغرافي لها وشمل المدن الرئيسية والمحافظات المتوسطة (واس)

الثقافة نمط حياة

وتُعد مبادرة الشريك الأدبي إحدى المبادرات الرئيسة في قائمة أعمال هيئة الأدب والنشر والترجمة، التي أعادت تعريف مفهوم المقهى وعلاقته بالفضاء الاجتماعي، وتقريب البُعد الثقافي منه وكسر الحاجز بين المجتمع والأدب، وجعله متداوَلاً وحاضراً في حياتهم اليومية بشكل مبتكر وأقرب لمتناول المجتمع، عبر إثراء تجربة الزائر للمقهى، وجعلها تجربة ثقافية ممتدة الأثر، تسهم في جعل الثقافة أسلوباً للحياة، وتعزز من قيمة الأدب في حياة الفرد.

وقال خالد الصامطي مدير عام الإدارة العامة لقطاع الأدب في هيئة الأدب والنشر والترجمة، إن تجربة الشريك الأدبي التي عاشها الجميع من شركاء وجمعيات وأندية وأدبياء ومثقفين، ورواد مقاهٍ متذوقين للأدب، قد تشكلت في حياتنا كعادة تضيف إلى جلسات المقاهي رونق المتعة وألق الفائدة.

وكشف الصامطي، في كلمة بمناسبة ختام الدورة الثالثة من المبادرة، أن هذه النسخة تألقت بشراكتها الاستراتيجية مع 80 مقهى نوعياً محققة بذلك نمواً في عدد الفعاليات والمساهمات التي غطَّت جميع مناطق المملكة، واستضافت مئات الأدباء والضيوف، قدموا أطروحاتهم المعرفية والإثرائية للمقاهي التي استقبلت أكثر من 100 ألف زائر من مختلف الفئات العمرية والخلفيات الثقافية.

أضحى دويّ الأحاديث الجانبية التي تغرق فيها المقاهي يمتزج مع أحاديث الثقافة الزاخرة بالأفكار (واس)

يشارك أدباء ومثقفون في تقديم أطروحات ثرية بالمعرفة لجمهور متطلع للنهل من منابع الثقافة (واس)

نمو كبير في نوافذ الأدب

وحققت النسخة الثالثة ارتفاعاً كبيراً في إجمالي عدد الشركاء النشطين من 20 إلى 80 شريكاً أدبياً بمعدل نمو يبلغ 300 في المائة مقارنة بنسختها الأولى، وزيادة في معدل الحضور من 17 ألفاً إلى 100 ألف شخص، بمعدل نمو يبلغ 472 في المائة مقارنة بنسختها الأولى. وسجلت النسخة الثالثة نحو 3348 فعالية في مختلف المقاهي المشاركة، وشارك أكثر من 1300 ضيف في إغناء وإثراء ليالي الشريك الأدبي بمواعيد الفكر والشعر والمعرفة.

وسجل الشركاء الأدبيون إنجازات حسب مناطق السعودية، حيث اتسع نطاق المبادرة النوعية لتشمل 29 مدينة في مختلف المناطق، وتصدرت منطقة الرياض تحقيق أعلى عدد حضور بين الشركاء، فيما حققت منطقة جازان أعلى عدد حضور قياساً بعدد سكانها، وتصدرت منطقة مكة المكرمة في تحقيق أعلى عدد فعاليات ومساهمات، وبلغ مجموع المبادرات الأدبية المقدمة أكثر من 4 آلاف مبادرة في مختلف مدن ومناطق السعودية.

اختتمت هيئة الأدب النسخة الثالثة من مبادرة الشريك الأدبي إيذاناً بنهاية موسم وانطلاق آخر (هيئة الأدب)

نهاية واعدة

واختتمت هيئة الأدب والنشر والترجمة النسخة الثالثة من «مبادرة الشريك الأدبي» إيذاناً بنهاية موسم وانطلاق آخر، وفي حفلٍ أُقيم (السبت) في قصر الثقافة بمدينة الرياض، احتفت من خلاله بإنجازات 80 مقهى حول المملكة من شركائها الأدبيين، بجوائز مالية تجاوزت المليون ريال سعودي. وأعلنت الهيئة في الحفل الختامي عن فوز 12 شريكاً أدبياً توزعت جوائزهم بناء على 3 فئات («أ»، «ب»، «ج»)، واعتمدت المنافسة بين الشركاء الأدبيين على أدائهم خلال فترة المنافسة التي امتدت 9 أشهر، وذلك من ناحية نوعية فعالياتهم، وجودتها وتنوعها وملاءَمتها للزوار، بمتابعة فريق المبادرة لأداء الشركاء خلال العام؛ لتقوم بعد ذلك لجنة تحكيمٍ متخصصة بفرز النتائج واختيار الفائزين وفقاً للمعايير التي تَنتهِجُها المبادرة كل عام.



هند الفهاد: أنحاز للأفلام المعبرة عن روح المغامرة

هند الفهاد على السجادة الحمراء مع لجنة تحكيم آفاق عربية (إدارة المهرجان)
هند الفهاد على السجادة الحمراء مع لجنة تحكيم آفاق عربية (إدارة المهرجان)
TT

هند الفهاد: أنحاز للأفلام المعبرة عن روح المغامرة

هند الفهاد على السجادة الحمراء مع لجنة تحكيم آفاق عربية (إدارة المهرجان)
هند الفهاد على السجادة الحمراء مع لجنة تحكيم آفاق عربية (إدارة المهرجان)

عدّت المخرجة السعودية هند الفهاد مشاركتها في لجنة تحكيم مسابقة «آفاق السينما العربية» بمهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ45، «تشريفاً تعتز به»، ومسؤولية في الوقت نفسه، مؤكدة أن «السينما العربية حققت حضوراً جيداً في المهرجانات الدولية». وأشارت، في حوارها مع «الشرق الأوسط»، إلى أنها تنحاز للأفلام التي تُعبر عن أصالة الفكرة وروح المغامرة، منوهة بعملها على فيلمها الطويل الأول منذ 3 سنوات، لكنها لا تتعجّل تصويره؛ كون الأفلام الطويلة تتطلّب وقتاً، ولا سيما الأفلام الأولى التي تحمل تحديات على صُعُد القصة والإنتاج والممثلين، مُشيدة بالخطوات التي قطعتها السينما السعودية عبر أفلام حقّقت صدى محلياً ودولياً على غرار «نورة» و«مندوب الليل».

بدأت هند الفهاد عملها عام 2012، فأخرجت 4 أفلام قصيرة شاركت في مهرجانات عدة وهي: «بسطة» الذي فاز بجائزة في «مهرجان دبي» 2015، و«مقعد خلفي»، و«ثلاث عرائس وطائرة ورقية»، و«المرخ الأخير» الذي جاء ضمن فيلم «بلوغ»، وتضمّن 5 أفلام قصيرة لـ5 مخرجات سعوديات، وشارك قبل 3 أعوام في «مهرجان القاهرة السينمائي».

وبين حضورها المهرجان في أحد أفلامها قبل سنوات، ومشاركتها بلجنة تحكيم العام الحالي، ترى هند الفهاد فرقاً كبيراً، موضحة: «أن أكون مشاركة في فيلم ويعتريني القلق والترقب شيء، وأن أكون أحد الأعضاء الذين يُسمّون هذه المشروعات شيء آخر، هذا تشريف ومسؤولية، إذ أشاهد الأفلام بمنظور البحث عن الاختلاف والتميز وأساليب جديدة لصناع أفلام في تناول موضوعاتهم، وأجدني أنحاز للأفلام التي تعبّر عن أصالة الفكرة وتقدم حكاية لا تشبه أي حكاية، وتنطوي على قدر من المغامرة الفنية، هذه من الأشياء المحفزة في التحكيم، وقد ترأستُ قبل ذلك لجنة تحكيم أفلام الطلبة في مهرجان أفلام السعودية».

لا تتعجل الفهاد فيلمها الطويل الأول (الشرق الأوسط)

وعن رؤيتها للسينما العربية بعد مشاهدتها أحدث إنتاجاتها في «مهرجان القاهرة»، تقول هند الفهاد: «لا شك في أنها قطعت خطوات واسعة في السنوات الأخيرة بحضورها في المهرجانات الكبرى؛ لأن لدينا حكايات تخصّنا، وهناك مخرجون ومخرجات أثبتوا حضورهم القوي عبر أفكار وأساليب متباينة، وأنا أقول دائماً إن الفكرة ليست في القصة، وإنما في كيف تروي هذه القصة ليتفاعل معها الجمهور في كل مكان».

وتكشف المخرجة السعودية عن استعدادها لتصوير فيلمها الروائي الطويل الأول الذي تعمل عليه منذ سنوات، قائلة: «كتبته المخرجة هناء العمير، ووصلنا أخيراً لنسخة السيناريو المناسبة، لكن الأفلام الطويلة، ولا سيما الأولى تحتاج إلى وقت للتحضير، خصوصاً إذا كان في المشروع تحديات على صُعُد القصة والممثلين والإنتاج».

وتتابع هند: «لم أحدّد بعدُ توقيت التصوير. وعلى الرغم من أنه مشروعي الأساسي، لكن هناك مشروعات أخرى أشتغل عليها، وفي تعدّدها أضمن استمرارية العمل لأكون حاضرة في المجال، فقد تكون هناك فكرة رائعة، لكن حين تُكتب نكتشف أنه من الصعب تنفيذها، لأسباب عدة».

وعن نوعية الفيلم تقول: «اجتماعيّ دراميّ، تدور أحداثه في غير الزمن الحالي. وانتهت مرحلة تطوير النص لفيلمي القصير، ووصل إلى النسخة المناسبة، وأنا، الآن، أختار أبطاله، وهو يروي حكاية تبدو في ظاهرها بسيطة، وتحمل أوجهاً عدّة، فأنا لا أُعدّ الأفلام القصيرة مرحلة وانتهت، بل أحب العمل عليها بشغف كبير في ظل ما أريده، والمعطيات من حولي وكيف أتقاطع مع هذه الأشياء».

وحاز مشروع فيلمها الطويل «شرشف» على منحة إنتاج من معمل البحر الأحمر، وترى هند الفهاد أن التّحدي الحقيقي ليس في التمويل؛ لأن النص الجيد والسيناريو المكتمل يجلبان التمويل، مُشيدة بتعدّد جهات الدعم في المملكة من منطلق الاهتمام الجاد بالسينما السعودية لتأسيس بنية قوية لصناعة السينما أوجدت صناديق تمويل متعددة.

وعلى الرغم من عمل هند الفهاد مستشارة في تطوير المحتوى والنصوص الدرامية، فإنها تواصل بجدية الانضمام إلى ورش السيناريو؛ بهدف اكتساب مزيد من الخبرات التي تُضيف لها بصفتها صانعة أفلام، وفق تأكيدها.

هند الفهاد على السجادة الحمراء مع لجنة تحكيم آفاق عربية (إدارة المهرجان)

بدأت هند الفهاد مشوارها قبل القفزة التي حققتها صناعة السينما السعودية. وعن ذلك تقول: «كنا نحلم بخطوة صغيرة فجاءنا بحرٌ من الطموحات، لذا نعيش لحظة عظيمة لتمكين المرأة ورعاية المواهب المحلية بشكل عام، وقد كنّا نتطلع لهذا التّحول، وأذكر في بداياتي أنه كان وجود السينما أَشبه بالحلم، لا شك في أن نقلة كبيرة تحقّقت، لكن لا تزال التجربة في طور التشكيل وتتطلّب وقتاً، ونحن مهتمون بتطوير المواهب من خلال مشاركتها في مشروعات عربية وعالمية لاكتساب الخبرات، وقد حقّقت أعمالٌ مهمة نجاحاً دولياً لافتاً على غرار (نورة) و(مندوب الليل)».

وتُعبر هند الفهاد عن طموحاتها قائلة: «أتطلع لأحكي قصصنا للعالم، فالسينما هي الصوت الذي يخترق جميع الحواجز».