على خريطة السعودية الكبيرة، بدأت تتوهَّج مواعيد ثقافية سخية بفنون الأدب والشعر والفكر والمعرفة منذ 3 سنوات، أضحى معها دويُّ الأحاديث الجانبية التي تغرق فيها المقاهي يمتزج مع أحاديث الثقافة الزاخرة بالتجارب والأفكار والمفاهيم.
وللموسم الثالث على التوالي، تتسع دائرة المقاهي السعودية التي تنخرط في «الشريك الأدبي»، وتنضم إلى مبادرة إشاعة الأدب في الفضاء السعودي العام، لتحقق قفزة في عدد المقاهي وحجم الأنشطة ومعدل المستفيدين من المساحات الأدبية والثقافية الثرية التي أتاحتها مبادرة الشريك الأدبي منذ أطلقتها هيئة الأدب والنشر والترجمة في السعودية لعقد شراكات أدبية مع المقاهي، والعمل على ترويج الأعمال الأدبية بشكل مبتكر وأقرب لمتناول المجتمع. ولـ3 سنوات تحولت المقاهي السعودية إلى منابع ثقافية. ومع ازدياد عدد المقاهي المنضوية ضمن المبادرة، اتسع النطاق الجغرافي لها، وشمل المدن الرئيسة والمحافظات المتوسطة، حيث يصل إليها أدباء ومثقفون للمشاركة في تقديم طروحات ثرية بالمعرفة لجمهور متطلع للنهل من منابع الثقافة.
الثقافة نمط حياة
وتُعد مبادرة الشريك الأدبي إحدى المبادرات الرئيسة في قائمة أعمال هيئة الأدب والنشر والترجمة، التي أعادت تعريف مفهوم المقهى وعلاقته بالفضاء الاجتماعي، وتقريب البُعد الثقافي منه وكسر الحاجز بين المجتمع والأدب، وجعله متداوَلاً وحاضراً في حياتهم اليومية بشكل مبتكر وأقرب لمتناول المجتمع، عبر إثراء تجربة الزائر للمقهى، وجعلها تجربة ثقافية ممتدة الأثر، تسهم في جعل الثقافة أسلوباً للحياة، وتعزز من قيمة الأدب في حياة الفرد.
وقال خالد الصامطي مدير عام الإدارة العامة لقطاع الأدب في هيئة الأدب والنشر والترجمة، إن تجربة الشريك الأدبي التي عاشها الجميع من شركاء وجمعيات وأندية وأدبياء ومثقفين، ورواد مقاهٍ متذوقين للأدب، قد تشكلت في حياتنا كعادة تضيف إلى جلسات المقاهي رونق المتعة وألق الفائدة.
وكشف الصامطي، في كلمة بمناسبة ختام الدورة الثالثة من المبادرة، أن هذه النسخة تألقت بشراكتها الاستراتيجية مع 80 مقهى نوعياً محققة بذلك نمواً في عدد الفعاليات والمساهمات التي غطَّت جميع مناطق المملكة، واستضافت مئات الأدباء والضيوف، قدموا أطروحاتهم المعرفية والإثرائية للمقاهي التي استقبلت أكثر من 100 ألف زائر من مختلف الفئات العمرية والخلفيات الثقافية.
نمو كبير في نوافذ الأدب
وحققت النسخة الثالثة ارتفاعاً كبيراً في إجمالي عدد الشركاء النشطين من 20 إلى 80 شريكاً أدبياً بمعدل نمو يبلغ 300 في المائة مقارنة بنسختها الأولى، وزيادة في معدل الحضور من 17 ألفاً إلى 100 ألف شخص، بمعدل نمو يبلغ 472 في المائة مقارنة بنسختها الأولى. وسجلت النسخة الثالثة نحو 3348 فعالية في مختلف المقاهي المشاركة، وشارك أكثر من 1300 ضيف في إغناء وإثراء ليالي الشريك الأدبي بمواعيد الفكر والشعر والمعرفة.
وسجل الشركاء الأدبيون إنجازات حسب مناطق السعودية، حيث اتسع نطاق المبادرة النوعية لتشمل 29 مدينة في مختلف المناطق، وتصدرت منطقة الرياض تحقيق أعلى عدد حضور بين الشركاء، فيما حققت منطقة جازان أعلى عدد حضور قياساً بعدد سكانها، وتصدرت منطقة مكة المكرمة في تحقيق أعلى عدد فعاليات ومساهمات، وبلغ مجموع المبادرات الأدبية المقدمة أكثر من 4 آلاف مبادرة في مختلف مدن ومناطق السعودية.
نهاية واعدة
واختتمت هيئة الأدب والنشر والترجمة النسخة الثالثة من «مبادرة الشريك الأدبي» إيذاناً بنهاية موسم وانطلاق آخر، وفي حفلٍ أُقيم (السبت) في قصر الثقافة بمدينة الرياض، احتفت من خلاله بإنجازات 80 مقهى حول المملكة من شركائها الأدبيين، بجوائز مالية تجاوزت المليون ريال سعودي. وأعلنت الهيئة في الحفل الختامي عن فوز 12 شريكاً أدبياً توزعت جوائزهم بناء على 3 فئات («أ»، «ب»، «ج»)، واعتمدت المنافسة بين الشركاء الأدبيين على أدائهم خلال فترة المنافسة التي امتدت 9 أشهر، وذلك من ناحية نوعية فعالياتهم، وجودتها وتنوعها وملاءَمتها للزوار، بمتابعة فريق المبادرة لأداء الشركاء خلال العام؛ لتقوم بعد ذلك لجنة تحكيمٍ متخصصة بفرز النتائج واختيار الفائزين وفقاً للمعايير التي تَنتهِجُها المبادرة كل عام.