«الجونة السينمائي» للتفاعل مع صناع الأفلام على مدار العام

أطلق منصة في القاهرة بحضور نجوم ومواهب ناشئة

عمرو منسي المدير التنفيذي للمهرجان وماريان خوري المديرة الفنية
عمرو منسي المدير التنفيذي للمهرجان وماريان خوري المديرة الفنية
TT

«الجونة السينمائي» للتفاعل مع صناع الأفلام على مدار العام

عمرو منسي المدير التنفيذي للمهرجان وماريان خوري المديرة الفنية
عمرو منسي المدير التنفيذي للمهرجان وماريان خوري المديرة الفنية

أطلق مهرجان الجونة السينمائي منصة تفاعلية لدعم وتمكين صانعي الأفلام المصريين والعرب بهدف توفير تجربة مؤثرة ودائمة في القاهرة لمنصة «سيني جونة»، التي تقام بالتوازي مع مهرجان الجونة، بإقامة ورش عمل ودورات تدريبية ومناقشات بيومي 9 و10 يونيو (حزيران) الحالي، وذلك عبر تعاون بين «سيني جونة» و«o WEST» إحدى مدن شركة «أوراسكوم» التي يقام بها الملتقى السينمائي.

وحضر حفل الافتتاح مساء (السبت) عدد من نجوم الفن من بينهم، يسرا وإلهام شاهين ونيللي كريم، ومحمود حميدة، وإنجي كيوان، ومريم الخشت، إلى جانب الكاتبة مريم نعوم والمخرج عمر هلال، إضافة إلى عدد كبير من المواهب الناشئة من طلبة معاهد السينما وكليات الإعلام الذين يشاركون في حلقات النقاش المتخصصة والندوات الرئيسية والدورات التدريبية المهمة بما يضمن حضوراً ثرياً ويوفر للشباب فرصاً للتعلم والمشاركة مع المحترفين.

ماريان خوري المديرة الفنية لمهرجان الجونة (الجونة السينمائي)

وتوقعت ماريان خوري المديرة الفنية لمهرجان الجونة تحقيق هذه المبادرة نظاماً حيوياً لازدهار الإبداع والابتكار، ما يوفر فرصاً لا تقدر بثمن لكل من المواهب الراسخة والناشئة، وقالت خلال كلمتها في حفل الافتتاح إنه بعد النجاح الذي حققه مهرجان الجونة السينمائي أصبحت الاستراتيجية هي التوسع خارج الموقع الأصلي للجونة ليس فقط من خلال برمجة الأفلام، ولكن أيضاً من خلال منصة وجسر ومنطلق الجونة، وبرنامج الناشئين، مشيرة إلى أن الهدف من التوسع وراء الجدران هو إفادة عدد أكبر من المشاركين والفاعلين في الصناعة.

وأوضحت ماريان خوري في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن الفكرة هي العمل خارج مدينة الجونة التي بدأناها بعرض أفلام للمهرجان في سينما (زاوية)، ونعمل مشاريع موازية في «سيني جونة»، بما يتيح مشاركات أوسع.

وعدّت ماريان خوري برنامج «Emerge»، الذي استحدثه المهرجان العام الماضي من أهم البرامج، مؤكدة أنه استقطب شباباً من جميع المحافظات وصلوا إلى 100 شاب حضروا فعاليات المهرجان، لافتة إلى أنه سيتم زيادتهم لـ200 شاب في الدورة المقابلة من 24 أكتوبر (تشرين الأول) إلى 1 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024.

نيللي كريم خلال حفل افتتاح المبادرة (الجونة السينمائي)

وتتضمن مناقشات هذه المبادرة موضوعات عدة من بينها نماذج الإنتاج المشترك في السوق المصرية والعربية والمرأة في السينما. كما تشمل ورشة للمواهب الناشئة حول كيفية عرض أفلامهم القصيرة على شركات الإنتاج.

وقال عمرو منسي المؤسس المشارك والمدير التنفيذي لمهرجان الجونة، إن هذا التعاون يُعدّ فصلاً جديداً ومثيراً في مهمتنا لدعم صانعي الأفلام في جميع أنحاء المنطقة من خلال جمع النجوم والمواهب الناشئة، ممّا يوجد مساحة فريدة للإبداع والتعاون، متطلعاً لرؤية المشاريع والأفكار المبتكرة التي ستنبثق عن هذه المنصة.

يسرا والمؤلفة مريم نعوم في حفل افتتاح مبادرة سيني جونة (الجونة السينمائي)

فيما عبّر تامر دويدار الرئيس التنفيذي لـ«o West» عن سعادته بوجود منصة تفاعلية مستدامة طوال العام لتمكين الشباب وتبادل المعرفة.

ويركز البرنامج على المواهب الناشئة ويمنح الفرص لجمهور عريض ومتنوع يضمّ طلاب السينما والإعلام للحضور والتعلم، ويقام برعاية مريم نعوم وآية دوارة، وسيمنح الفرصة للشباب لمشاهدة الأفلام القصيرة الفائزة في مهرجانات عالمية ومقابلة المحترفين من صناع الأفلام ليتعرفوا على الخطوات الأولى في صناعة السينما.

ورأى الناقد خالد محمود إن أي خطوة في سبيل دعم الشباب تُعدّ مهمة ومطلوبة لأنها تُعطي أملاً بطرح مواهب واعدة على الشاشة، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «خروج نشاط المهرجان من أسوار الجونة ودعوة الناشئين لحضوره والاحتكاك بالمحترفين من مخرجين وكتاب أمر رائع».

وتطلع محمود لإقامة «أكثر من أسبوع عرض لأفلام المهرجان في القاهرة ومناقشتها، لا سيما وهو ينفرد بعروض عالمية وعربية متميزة، وأنه مؤهل لتوسيع دائرة نشاطه»، وفق قوله.


مقالات ذات صلة

أسماء المدير: «كذب أبيض» فتح أمامي أبواب السينما العالمية

يوميات الشرق أسماء المدير أمام بوستر المهرجان في مدينتها سلا (إدارة مهرجان سلا)

أسماء المدير: «كذب أبيض» فتح أمامي أبواب السينما العالمية

قالت المخرجة المغربية أسماء المدير، إن رحلتها من أجل الحصول على تمويل لفيلمها «كذب أبيض» لم تكن سهلة.

انتصار دردير (سلا (المغرب))
يوميات الشرق الإعلان عن تفاصيل الدورة الجديدة لمهرجان الموسيقى العربية في دورته الـ32 (دار الأوبرا المصرية)

مصر: 115 فناناً يشاركون في مهرجان الموسيقى العربية

أهدت دار الأوبرا المصرية الدورة الـ32 لمهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية المقرر عقدها بين 11 إلى 24 أكتوبر (تشرين الأول) إلى اسم «فنان الشعب سيد درويش».

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق مسابقات اختيار أفضل جواد وفرس (محافظة الشرقية)

مصر: مهرجان الخيول العربية الأصيلة يلفت الاهتمام

للعام الـ28، تستضيف محافظة الشرقية (دلتا مصر)، مهرجان الخيول العربية الأصيلة، ليتسابق نحو 200 جواد عربي أصيل على لقب الأفضل.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق داليا تشدّد على أنها لن تطلب العمل من أحد (الشرق الأوسط)

داليا البحيري لـ«الشرق الأوسط»: لن أطرق باب أحد من أجل العمل

قالت الفنانة المصرية داليا البحيري إن التكريم الذي يحظى به الفنان يكون له وقع رائع على معنوياته إذ يُشعره بأنه يسير في الطريق الصحيح.

انتصار دردير (سلا (المغرب))
يوميات الشرق الفنان المصري محمود حميدة (صفحته على «فيسبوك»)

«الجونة السينمائي» يكرّم محمود حميدة بجائزة الإنجاز الإبداعي

أعلن مهرجان «الجونة السينمائي» في مصر عن تكريم الفنان محمود حميدة بمنحه جائزة الإنجاز الإبداعي في الدورة السابعة من المهرجان.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

صغار البطريق تنجو بأعجوبة من جبل جليدي شارد

جدران الجبل الجليدي حاصرت صغار البطاريق (غيتي)
جدران الجبل الجليدي حاصرت صغار البطاريق (غيتي)
TT

صغار البطريق تنجو بأعجوبة من جبل جليدي شارد

جدران الجبل الجليدي حاصرت صغار البطاريق (غيتي)
جدران الجبل الجليدي حاصرت صغار البطاريق (غيتي)

انفصل في مايو (أيار) الماضي جبل جليدي ضخم عن جرف جليدي في القارة القطبية الجنوبية، لتجرفه التيارات ويتوقف مباشرةً أمام ما يمكن أن تُوصف بأنها أتعس البطاريق حظاً في العالم ليعرّض حياتها للخطر.

وشكّلت جدران الجبل الجليدي الضخمة حاجزاً، كما لو كانت باباً فاصلاً، بين مستعمرة خليج هالي والبحر، مما جعل صغار البطاريق مُحاصَرة في الداخل.

وبدا الأمر كأنه سيشكّل نهاية مأساوية للمئات من فراخ البطريق هناك، التي كانت قد فقست لتوها، والتي ربما لم تَعُد أمهاتها، التي خرجت للصيد بحثاً عن الطعام، قادرة على الوصول إليها، لكن قبل بضعة أسابيع من الآن تحرّك الجبل الجليدي مرة أخرى.

وُصفت بأنها أتعس البطاريق حظاً في العالم (غيتي)

واكتشف العلماء أن البطاريق المتشبثة بالحياة هناك، وجدت طريقة للتغلب على الجبل الجليدي الضخم، حيث تُظهر صور الأقمار الاصطناعية التي حصلت عليها هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) بشكل حصري، هذا الأسبوع، وجود حياة في المستعمرة.

وقد عاش العلماء فترة طويلة من القلق والتّرقب حتى هذه اللحظة، إذ إن الفراخ لا تزال تواجه تحدياً آخر قد يكون مميتاً خلال الأشهر المقبلة، ففي أغسطس (آب) الماضي، عندما سألت «بي بي سي»: «هيئة المسح البريطانية للقطب الجنوبي»، عمّا إذا كانت بطاريق الإمبراطور قد نجت، لم يتمكن أعضاؤها من الإجابة، إذ قال العالِم بيتر فرتويل: «لن نعرف الإجابة حتى تشرق الشمس (على المكان)».

وكان ذلك في فصل الشتاء في القطب الجنوبي، ولذا لم تتمكن الأقمار الاصطناعية من اختراق الظلام الدّامس هناك لالتقاط صور للطيور.

ووصفها فرتويل بأنها «أتعس البطاريق حظاً في العالم»، وهو شارك في متابعة حياتها طوال سنوات، إذ تتأرجح هذه الكائنات على حافة الحياة والموت، ولم يكن ما جرى مؤخراً سوى أحدث حلقة في سلسلة الكوارث التي تعرّضت لها.

كانت المستعمرة مستقرة في الماضي، حيث كان عدد الأزواج الذين يتكاثرون يتراوح بين 14 و25 ألفاً سنوياً، مما جعلها ثاني أكبر مستعمرة في العالم، ولكن في عام 2019، وردت أنباء عن فشل كارثي في عملية التكاثر، حينها اكتشف فرتويل وزملاؤه أنه على مدى 3 سنوات، فشلت المستعمرة في تربية أي صغار.

وتحتاج فراخ البطريق إلى العيش على الجليد البحري حتى تُصبح قوية بما يكفي للبقاء على قيد الحياة في المياه المفتوحة، لكن تغيُّر المناخ يؤدي إلى ارتفاع درجات حرارة المحيطات والهواء، ممّا يُسهم في زيادة اضطراب الجليد البحري وجعله أكثر عرضة للتفكك المفاجئ في أثناء العواصف، ومع فقدان الجليد البحري، فإن الأمر انتهى بالصغار بالغرق.

وانتقل بضع مئات من البطاريق المتبقية إلى مرتفعات ماكدونالد الجليدية القريبة، واستمرت المجموعة في العيش هناك، إلى حين انفصال الجبل الجليدي «A83»، الذي يبلغ حجمه نحو 380 كيلومتراً مربعاً (145 ميلاً مربعاً).

اكتشف العلماء أن البطاريق وجدت طريقة للتغلب على الجبل الجليدي (غيتي)

وكان فرتويل يخشى حدوث انقراض لهذه الطيور بشكل كامل، وهو ما حدث لمستعمرات البطريق الأخرى، فقد حاصر جبل جليدي مجموعة منها في بحر «روس» لسنوات عدّة، مما أدى إلى فشل عملية التكاثر، وفق قوله.

وقبل أيام قليلة، عادت الشمس مرة أخرى إلى القطب الجنوبي، ودارت الأقمار الاصطناعية «Sentinel-1» التي يستخدمها فرتويل فوق خليج «هالي» لتلتقط صوراً للغطاء الجليدي.

وفتح فرتويل الملفات قائلاً: «كنت أخشى ألّا أرى شيئاً هناك على الإطلاق»، ولكن، رغم كل الصعوبات، وجد ما كان يأمل به: بقعة بُنية اللون على الغطاء الجليدي الأبيض، وهو ما يعني أن البطاريق لا تزال على قيد الحياة، وهو ما جعله يشعر «براحة كبيرة».

بيد أن كيفية نجاتها تظلّ لغزاً، حيث يصل ارتفاع الجبل الجليدي إلى نحو 15 متراً، مما يعني أن البطاريق لم تتمكن من تسلّق الجبل، ولكن فرتويل أشار إلى أن «هناك صدعاً جليدياً، ولذا ربما تمكنت من الغوص من خلاله». موضحاً أن الجبل الجليدي يمتد على الأرجح لأكثر من 50 متراً تحت الأمواج، ولكن البطاريق يمكنها الغوص حتى عُمق 500 متر، وأوضح: «حتى لو كان هناك صدع صغير، فقد تكون غاصت تحته».

وسينتظر الفريق الآن الحصول على صور ذات دقة أعلى تُظهر عدد البطاريق الموجودة هناك بالضبط، كما أنه من المقرر أن تزور مجموعة من العلماء من قاعدة الأبحاث البريطانية في خليج «هالي»، للمستعمرة للتّحقق من حجمها ومدى صحتها.

وتظل أنتاركتيكا (القارة القطبية الجنوبية) منطقة سريعة التغير تتأثر بارتفاع درجة حرارة الكوكب، بالإضافة إلى الظواهر الطبيعية التي تجعل الحياة صعبة فيها.

وتُعدّ مرتفعات ماكدونالد الجليدية، حيث تعيش البطاريق الآن، منطقة ديناميكية ذات تغيرات غير متوقعة، كما أن مستويات الجليد البحري الموسمية في القارة القطبية الجنوبية تقترب من أدنى مستوياتها على الإطلاق.

ومع تحرك جبل «A83» الجليدي، تغيّرت تضاريس الجليد هناك، مما يعني أن موقع تكاثر البطاريق بات الآن «أكثر عرضة للخطر»، وفق فرتويل، حيث ظهرت شقوق في الجليد، كما أن الحافة المواجهة للبحر باتت تقترب يوماً بعد يوم.

ويحذّر فرتويل من أنه في حال تفكك الجليد تحت صغار البطاريق قبل أن تتمكن من السباحة، بحلول ديسمبر (كانون الأول) المقبل، فإنها ستموت، قائلاً إنها «حيوانات مذهلة للغاية، لكن الأمر كئيبٌ بعض الشيء، فهي مثل العديد من الحيوانات الأخرى في القارة القطبية الجنوبية، تعيش على الجليد البحري، بيد أن الوضع يتغيّر، وإذا تغيّر موطنها، فلن يكون الوضع جيداً على الإطلاق».