خطة للتنمية السياحية بمصر استعداداً لافتتاح المتحف الكبير

المتحف المصري الكبير يضم قاعات عرض وقطعا أثرية نادرة (المتحف المصري الكبير)
المتحف المصري الكبير يضم قاعات عرض وقطعا أثرية نادرة (المتحف المصري الكبير)
TT

خطة للتنمية السياحية بمصر استعداداً لافتتاح المتحف الكبير

المتحف المصري الكبير يضم قاعات عرض وقطعا أثرية نادرة (المتحف المصري الكبير)
المتحف المصري الكبير يضم قاعات عرض وقطعا أثرية نادرة (المتحف المصري الكبير)

أعلنت مصر استعدادها لوضع خطة للتنمية السياحية تتضمن مدينة القاهرة، والمنطقة المحيطة بالأهرامات، بالتزامن مع قرب افتتاح المتحف المصري الكبير في الجيزة، تتضمن إنشاء فنادق وفتح غرف فندقية جديدة في الفنادق الموجودة بمحيط الأهرامات، بالإضافة إلى تطوير منطقة الرماية والمناطق القريبة من موقع المتحف.

وأكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء المصري، على أهمية إقامة عدد من الفنادق العالمية في هذه المنطقة، والاستفادة من وجود مطار «سفنكس» في جذب أكبر عدد من السائحين من مختلف أرجاء العالم، خصوصاً المهتمين بالحضارة المصرية القديمة.

وقال مدبولي خلال اجتماع مع وزير السياحة المصري والمسؤولين عن المتحف ومسؤولين بالقطاع السياحي، الثلاثاء، إن العالم ينتظر الافتتاح الرسمي للمتحف، وعدّه «أكبر متحف في العالم لما يحويه من عدد كبير من القطع الأثرية المميزة والفريدة، وكذلك قاعات العرض التي تستخدم أحدث أساليب وتقنيات العرض المتحفي؛ لإظهار تاريخ الحضارة المصرية القديمة»، وفق بيان لمجلس الوزراء.

واستعرض الاجتماع الوزاري آخر مستجدات الوضع الحالي للمتحف، للوقوف على مدى «جاهزية كل من قاعات العرض المتحفي، ومتحف مراكب الملك خوفو للتشغيل، وكذلك قاعة عرض الملك توت عنخ آمون، وترتيبات العرض المتحفي المختلفة».

استعدادات مستمرة لافتتاح المتحف المصري الكبير (المتحف المصري الكبير)

وكان وزير السياحة والآثار المصري أحمد عيسى قد أكد خلال لقاء تلفزيوني مساء الاثنين قرب الإعلان الرسمي عن افتتاح المتحف المصري الكبير، أنه سيتم افتتاحه للزوار أول يوليو (تموز) المقبل.

وأضاف عيسى أن أهم خطط تنمية السياحة في القاهرة إنشاء المتحف المصري الكبير الذي خصصت له الدولة أكثر من 1.5 مليار دولار على مدى 20 عاماً، وأن هذا المتحف من شأنه أن يزيد من فرص التجربة السياحية وزيادة متوسط أعداد الليالي للسائحين القادمين إلى القاهرة.

وقال إن «مصر حققت رقماً قياسياً في السياحة على مستوى الأرقام حيث وصل عدد السائحين إلى نحو 5 ملايين سائح في أول 4 أشهر من عام 2024، وهو ثاني رقم بعد عام 2010».

وأشار الوزير إلى الدور الكبير للقطاع الخاص في تنمية السياحة بمصر، وقدرته على الاستجابة للأحداث، وتحسين التجربة السياحية في القاهرة بمواقعها الأثرية المختلفة في منطقتي الهرم وقلعة صلاح الدين وغيرهما من الأماكن.

ومن المقرر أن تشهد الاستعدادات لافتتاح المتحف المصري الكبير تطوير المنطقة المحيطة به بزراعة المساحات الخضراء والديكورات وأنظمة الإضاءة والإعلانات وتطوير ميدان الرماية والمسارات التي تؤدي إلى المتحف.

رئيس الوزراء المصري يناقش آخر المستجدات استعدادا لافتتاح المتحف الكبير (مجلس الوزراء)

وذكر رئيس شركة الداو للتنمية السياحية، باسل سامي، خلال الاجتماع مع رئيس الوزراء، أن تطوير المنطقة المحيطة بالمتحف شجّع الشركة على فتح 250 غرفة فندقية جديدة في الفنادق التابعة للشركة، بالإضافة إلى الاستعداد لافتتاح فنادق جديدة. مؤكداً أن المنطقة تستحق أن يكون بها أفخم الفنادق العالمية.

ويشغل المتحف المصري الكبير مساحة تزيد على 300 ألف متر مربع في موقع يطل على أهرامات الجيزة، وأعلنت الدولة المصرية، وتحت رعاية منظمة اليونيسكو، عن مسابقة دولية لأفضل تصميم للمتحف الذي وضع حجر أساسه عام 2002، وفازت بالمسابقة شركة آيرلندية بدأت إنشاء المتحف عام 2005 حتى عام 2021، ويضم قاعات للعرض المتحفي، ومن المقرر أن يضم قطعاً أثرية فريدة من بينها كنوز الملك الذهبي توت عنخ آمون التي تُعرض لأول مرة كاملة منذ اكتشاف مقبرته في نوفمبر (تشرين الثاني) 1922، وفق ما ذكرته وزارة السياحة والآثار المصرية.


مقالات ذات صلة

يوميات الشرق مدخل جناح نهاد السعيد الجديد الملاصق للمتحف الوطني (جناح نهاد السعيد للثقافة)

جناح جديد لـدعم «المتحف الوطني اللبناني»

أراد القيّمون على جناح «نهاد السعيد للثقافة»، الجناح الجديد للمتحف الوطني اللبناني، أن يكون وجوده دعماً للتراث الذي يتعرّض اليوم للقصف والخراب.

سوسن الأبطح (بيروت)
يوميات الشرق لوحة تشير لمتحف الفنان نبيل درويش (إدارة المتحف)

أزمة هدم متحف الخزاف المصري نبيل درويش تتجدد

تجددت أزمة متحف الخزاف المصري نبيل درويش (1936 – 2002) الصادر قرار بهدمه؛ لدخوله ضمن أعمال توسعة محور المريوطية بالجيزة (غرب القاهرة).

حمدي عابدين (القاهرة )
يوميات الشرق عائشة القذافي ابنة الزعيم الليبي السابق معمر القذافي تعرض أعمالها الفنية الجديدة المخصصة لأخيها وأبيها القتيلين خلال معرض «ابنة ليبيا» في متحف الشرق بموسكو17 أكتوبر 2024

«ابنة ليبيا»: معرض لعائشة القذافي في موسكو تمجيداً لذكرى والدها

افتتحت عائشة القذافي، ابنة الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، معرضاً فنياً في موسكو خصصته لتخليد ذكرى والدها، الذي حكم ليبيا لأكثر من أربعة عقود.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
يوميات الشرق حساء الطماطم على لوحة «زهور عباد الشمس» لفان جوخ (غيتي)

نفد الصبر... «ناشونال غاليري» يضاعف إجراءاته الأمنية ضد محتجي المناخ

على مر الزمن كانت حركات الاحتجاج تلجأ إلى وسائل مستفزة وصادمة مثل إيقاف المرور في الطرق السريعة، أو استخدام الصمغ لإلصاق الأيدي بالحواجز وواجهات المحال…

عبير مشخص (لندن)

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
TT

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

وقّعت هذه المرأة الأميركية التي تعيش وتعمل في العاصمة الألمانية، عقداً مع شركة «توموروو بايوستيتس» الناشئة المتخصصة في حفظ الموتى في درجات حرارة منخفضة جداً لإعادة إحيائهم في حال توصّل التقدم العلمي إلى ذلك يوماً ما.

وعندما تتوفى زيغلر، سيضع فريق من الأطباء جثتها في حوض من النيتروجين السائل عند حرارة 196 درجة مئوية تحت الصفر، ثم ينقلون الكبسولة إلى مركز في سويسرا.

وتقول زيغلر، وهي مديرة لقسم المنتجات في إحدى شركات التكنولوجيا في كاليفورنيا، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «بشكل عام، أحب الحياة ولدي فضول لمعرفة كيف سيبدو عالمنا في المستقبل».

ولم يعد علم حفظ الجسم بالتبريد الذي ظهر في ستينات القرن العشرين، مقتصراً على أصحاب الملايين أو الخيال العلمي كما ظهر في فيلم «ذي إمباير سترايكس باك» الذي تم فيه تجميد هان سولو، وفيلم «هايبرنيتس» حين يعود رجل تحرر من الجليد القطبي، إلى الحياة.

توفّر شركات في الولايات المتحدة هذه الخدمة أصلاً، ويُقدّر عدد الأشخاص الذي وُضعت جثثهم في التبريد الأبدي بـ500 فرد.

50 يورو شهرياً

تأسست «توموروو بايوستيتس» عام 2020 في برلين، وهي الشركة الأولى من نوعها في أوروبا.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول إميل كيندزورا، أحد مؤسسي الشركة، إن أحد أهدافها «هو خفض التكاليف حتى يصبح تبريد الجثة في متناول الجميع».

إميل كيندزورا أحد مؤسسي «توموروو بايوستيتس» يقف داخل إحدى سيارات الإسعاف التابعة للشركة خارج مقرها في برلين (أ.ف.ب)

ولقاء مبلغ شهري قدره 50 يورو (نحو 52.70 دولار) تتقاضاه من زبائنها طيلة حياتهم، تتعهد الشركة الناشئة بتجميد جثثهم بعد وفاتهم.

يضاف إلى الـ50 يورو مبلغ مقطوع قدره 200 ألف يورو (نحو 211 ألف دولار) يُدفع بعد الوفاة - 75 ألف يورو (نحو 79 ألف دولار) لقاء تجميد الدماغ وحده - ويمكن أن يغطيه نظام تأمين على الحياة.

ويقول كيندزورا (38 سنة) المتحدر من مدينة دارمشتات في غرب ألمانيا، إنه درس الطب وتخصص في الأبحاث المتعلقة بالسرطان، قبل أن يتخلى عن هذا الاختصاص بسبب التقدم البطيء في المجال.

وتشير «توموروو بايوستيتس» إلى أنّ نحو 700 زبون متعاقد معها. وتقول إنها نفذت عمليات تبريد لأربعة أشخاص بحلول نهاية عام 2023.

ويلفت كيندزورا إلى أنّ غالبية زبائنه يتراوح عمرهم بين 30 و40 سنة، ويعملون في قطاع التكنولوجيا، والذكور أكثر من الإناث.

عندما يموت أحد الزبائن، تتعهد «توموروو بايوستيتس» بإرسال سيارة إسعاف مجهزة خصيصاً لتبريد المتوفى باستخدام الثلج والماء. يتم بعد ذلك حقن الجسم بمادة «حفظ بالتبريد» ونقله إلى المنشأة المخصصة في سويسرا.

دماغ أرنب

في عام 2016، نجح فريق من العلماء في حفظ دماغ أرنب بحال مثالية بفضل عملية تبريد. وفي مايو (أيار) من هذا العام، استخدم باحثون صينيون من جامعة فودان تقنية جديدة لتجميد أنسجة المخ البشري، تبين أنها تعمل بكامل طاقتها بعد 18 شهراً من التخزين المبرد.

لكنّ هولغر رينش، الباحث في معهد «آي إل كاي» في دريسدن (شرق ألمانيا)، يرى أنّ الآمال في إعادة شخص متجمد إلى الحياة في المستقبل القريب ضئيلة جداً.

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نشكّ في ذلك. أنصح شخصياً بعدم اللجوء إلى مثل هذا الإجراء».

ويتابع: «في الممارسة الطبية، إنّ الحدّ الأقصى لبنية الأنسجة التي يمكن حفظها بالتبريد هو بحجم وسمك ظفر الإبهام، والوضع لم يتغير منذ سبعينات القرن العشرين».

ويقرّ كيندزورا بعدم وجود ضمانات، ويقول: «لا نعرف ما إذا كان ذلك ممكناً أم لا. أعتقد أن هناك فرصة جيدة، لكن هل أنا متأكد؟ قطعاً لا».

بغض النظر عما يمكن أن يحدث في المستقبل، تقول زيغلر إنها متأكدة من أنها لن تندم على قرارها. وتضيف: «قد يبدو الأمر غريباً، لكن من ناحية أخرى، البديل هو أن يضعوك داخل تابوت وتأكلك الديدان».