«تمكينها»... معرض قاهري يبرز معاناة المرأة في قطاع غزة

بمشاركة 144 فنانة من 40 دولة

لوحة للفنانة أسماء النواوي تمثل «بوستر» الملتقى (ملتقى التمكين بالفن)
لوحة للفنانة أسماء النواوي تمثل «بوستر» الملتقى (ملتقى التمكين بالفن)
TT

«تمكينها»... معرض قاهري يبرز معاناة المرأة في قطاع غزة

لوحة للفنانة أسماء النواوي تمثل «بوستر» الملتقى (ملتقى التمكين بالفن)
لوحة للفنانة أسماء النواوي تمثل «بوستر» الملتقى (ملتقى التمكين بالفن)

أبرز ملتقى «تمكينها» للفن التشكيلي الذي بدأ في المتحف القومي للحضارة المصرية مساء الأحد، ويستمر حتى الأربعاء 22 مايو (أيار) الجاري، قضايا المرأة في المنطقة العربية، خصوصاً معاناة النساء في قطاع غزة، واللاجئات من السودان.

ويعدّ الملتقى الذي تشارك فيه 144 فنانة من 40 دولة، امتداداً لفعاليات تشكيلية وفنية نظمها «ملتقى التمكين بالفن» برئاسة شيرين بدر. وذكرت شيرين لـ«الشرق الأوسط» أن «الملتقى يتضمن جناحاً لفلسطين، وهناك فنانات رسمن لنا من داخل الخيام من رفح، واستطعنا أن نحضر أعمالهن للمشاركة في الملتقى للتعبير عن معاناة المرأة في غزة وأيضاً قوتها وصمودها».

وكان إطلاق الملتقى قد شهد كلمة مصورة لفنانة فلسطينية شاركت بلوحاتها في الملتقى من مخيمات رفح، وعبرت خلال كلمتها ومشاركتها عن صمود المرأة الفلسطينية.

وأوضحت شيرين أن الملتقى أطلق مبادرة عنوانها «الفن التشكيلي والمرأة العربية»، بالاشتراك مع مؤسسة «البيت»، بهدف إلقاء الضوء على أعمال الفنانات العربيات وكيف يعبرن عن أنفسهن عن طريق الفن.

وتابعت: «الملتقى يعمل مع مفوضية الأمم المتحدة للاجئين، ويشارك في هذه الدورة مجموعة من الفنانات السودانيات، نحو 9 فنانات، بأعمال ترصد إبداع المرأة السودانية».

الفن السوداني حضر بقوة في المعرض (ملتقى التمكين بالفن)

ويستهدف الملتقى إطلاق مبادرات فنية واسعة المجال لتمكين المرأة في المجتمع، وهو ما أكدته سوزان ميخائيل الدهاجن، المديرة الإقليمية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في الدول العربية، عبر كلمة مصورة حول الملتقى، أوضحت فيها أنه «يمكن تمكين المرأة في المجتمعات العربية عبر التأكد من أن القوانين تدعم المرأة لتولي المناصب القيادية»، ولفتت إلى «استراتيجيات أخرى كثيرة لتمكين المرأة على أساس الجدارة»، وتحدثت عن مشاركة الأمم المتحدة ودعمها لـ«ملتقى التمكين بالفن» العام الماضي والانبهار بعدد العارضات الذي وصل إلى 130 عارضة، وكذلك «المشاركة في الملتقى الحالي كدعم للمبادرات التي تعمل على ربط الدول والأمم والقارات المختلفة».

فنانات من اتجاهات ومدارس مختلفة شاركن في الملتقى (ملتقى التمكين بالفن)

يتضمن الملتقى عديداً من أعمال ترصد واقع المرأة وقضاياها، ليس فقط في المجتمعات العربية، ولكن عبر العالم أيضاً، ولا يقتصر الأمر على اللحظة الراهنة، بل تتوغل بعض الأعمال في عمق التاريخ لترصد رموزاً قديمة دالة على رسوخ المرأة، مثل لوحة تظهر فيها رموز فرعونية، وكذلك مشاركة المرأة في ثورة 1919 بمصر ضد الاحتلال الإنجليزي.

لوحات الملتقى تنوعت بين مدارس فنية مختلفة (ملتقى التمكين بالفن)

الفنانة التشكيلية المصرية أماني زهران، إحدى المشاركات في الملتقى، قالت لـ«الشرق الأوسط» إنها شاركت بلوحة اسمها «حلم الغلابة»، موضحة أنها «رسمتها من وحي أزمة الغاز التي مرت بها مصر في وقت سابق، من خلال رسم مجموعة من أنابيب البوتاغاز، وهي لوحة واقعية تماماً رسمتها بألوان الإكريلك».

واعتبرت أماني أن «المعرض يضم أعمالاً حول تمكين المرأة عن طريق الفن، باعتبار الفن قوى ناعمة»، وأشارت إلى أن «المعرض يضم أعمال فنانات من السودان، بالإضافة إلى أعمال فنانات من غزة».


مقالات ذات صلة

السعودية تحصد 23 جائزة في «آيسف 2025»

يوميات الشرق الطلبة السعوديون شاركوا بمشاريع نوعية ومتميزة في مجالات علمية واعدة (واس)

السعودية تحصد 23 جائزة في «آيسف 2025»

حقَّق المنتخب السعودي 23 جائزة في معرض ريجينيرون الدولي للعلوم والهندسة "آيسف 2025"، بينها 9 خاصة، و14 كبرى منها 3 في المركز الثاني، و5 ثالثاً، و6 رابعاً.

«الشرق الأوسط» (كولومبوس)
يوميات الشرق اتجاه حكومي نحو التوسُّع في تصدير نباتات الظلّ والزينة (الشرق الأوسط)

زهور الربيع «تذبل» تحت عبء الغلاء في مصر

تبرز في المعرض أجنحة مخصَّصة لنباتات الظلّ المنزلية التي لا تحتاج إلى ضوء شمس مباشر؛ مما يستلزم إعداد الأجنحة بحيث تكون أسطحها مغطّاة.

منى أبو النصر (القاهرة )
يوميات الشرق يقدّم لوحاته تكريماً لمجتمع يستحق (الشرق الأوسط)

«ظلال في الداخل»... وقفة مع الحياة لمجتمع يستحق

الحشود حاضرة في جميع لوحات أنطوان مطر، ومعها تغيب الفردية التي تُهيمن على معارض فنية أخرى. يصوغها في إطار مشترك، فتبدو كتلة مترابطة ومتماسكة في آن.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق الخيال أداة لبناء واقع بديل وفضاء يمكن العيش فيه (صور رأفت مجذوب)

الخيال أداةٌ معمارية... اللبناني رأفت مجذوب يبني عوالم ممكنة

يبتكر رأفت مجذوب فضاءات مادية ومُتخيَّلة تتيح للناس أن يشاركوا في نسج سردياتهم الخاصة، وتفتح المجال للغات متعدّدة كي تتجاور وتتحاور، على مستويات الفكر والمعرفة.

فاطمة عبد الله (الشارقة)
يوميات الشرق معرض «نبض المحروسة» يقدم رؤية فنية للقاهرة الآسرة في ساعات الليل (الشرق الأوسط)

«نبض المحروسة»... معرض بانورامي عن سحر ليالي القاهرة

من الطاقة المتدفقة في شرايين القاهرة، بفعل حركتها الدائبة ليلاً ونهاراً، يستمد الفنان المصري محمد عبد الجليل أفكار لوحاته.

محمد عجم (القاهرة)

20 دقيقة تُحدث فرقاً... لماذا يجب على الآباء قضاء وقت ممتع مع أطفالهم يومياً؟

الآباء يُنصحون بتهيئة بيئة منزلية خالية من الصراعات حيث يمكن للأطفال الضحك بصوت عالٍ والاهتمام بالدراسة (أ.ب)
الآباء يُنصحون بتهيئة بيئة منزلية خالية من الصراعات حيث يمكن للأطفال الضحك بصوت عالٍ والاهتمام بالدراسة (أ.ب)
TT

20 دقيقة تُحدث فرقاً... لماذا يجب على الآباء قضاء وقت ممتع مع أطفالهم يومياً؟

الآباء يُنصحون بتهيئة بيئة منزلية خالية من الصراعات حيث يمكن للأطفال الضحك بصوت عالٍ والاهتمام بالدراسة (أ.ب)
الآباء يُنصحون بتهيئة بيئة منزلية خالية من الصراعات حيث يمكن للأطفال الضحك بصوت عالٍ والاهتمام بالدراسة (أ.ب)

غالباً ما ينشغل الآباء والأمهات بسعيهم وراء أهدافهم وطموحاتهم، وتوفير حياة مريحة ومستقرة مادياً لأطفالهم. لكن ما يريده الأطفال أكثر من أي شيء آخر هو قضاء الوقت مع والديهم وتوطيد علاقتهم كعائلة. لنموهم وتنشئتهم، يجب على الآباء تهيئة بيئة منزلية خالية من الصراعات، حيث يمكن للأطفال الضحك بصوت عالٍ، والاهتمام بالدراسة، وتحقيق أهدافهم التنموية، مع الحفاظ على لياقتهم البدنية والعقلية.

أهمية النمو الشامل

على مدى العقود القليلة الماضية، بدأت نسبة كبيرة من العائلات في تعزيز النمو الشامل للأطفال. ووفقاً لمونو لال شارما، الأستاذ في معهد ماناف راشنا الدولي للأبحاث والدراسات في الهند، فإن النمو الشامل «يعني نموهم المعرفي، والبدني والحركي، ونموهم الاجتماعي والعاطفي، ونموهم في القراءة والكتابة والحساب، ونموهم الروحي والأخلاقي، ونموهم الفني... حيث تحتاج الأسرة إلى توفير بيئة محفزة ووقت جيد للأطفال».

وتابع: «وخاصة بالنسبة للأطفال الصغار، تشكل العلاقة بين الوالدين والطفل الأساس للتنمية الاجتماعية والعاطفية، والارتباط، والتعلم عن الحياة والرضا، والرفاهية العامة».

أشار الخبير إلى أن العديد من الباحثين في علم الأعصاب والنفس أكدوا أن التجارب المبكرة تُرسي أسس الأداء المعرفي والتنفيذي وتنظيم المشاعر لاحقاً. وينصح قائلاً: «هذا ممكن فقط إذا كان لدى الأطفال تعلق آمن وصحي بوالديهم. ولبناء تعلق آمن وعلاقات صحية مع الأطفال، يحتاج الآباء إلى قضاء وقت ممتع معهم».

كيف نُعرّف الوقت المُفيد؟

وفقاً لشارما، فإن الوقت المُفيد هو علمٌ يُعنى برعاية وتشجيع النمو الشامل لدى الأطفال، وتشكيل بنيتهم ​​المعرفية لتحقيق نتائج تعليمية أفضل، وبناء المرونة والفضول والرضا عن الحياة. وقال: «يحدث ذلك عندما يُخصص الآباء أو مُقدمو الرعاية وقتاً للمشاركة في أنشطة تُحبها الأطفال».

وهناك نوعان مختلفان من قضاء وقت ممتع:

- مشاركة الوالدين، بما في ذلك قراءة الكتب، وغناء الأغاني، وتمثيل الأدوار، ولعب الدمى، واللعب الموجَّه، وأنشطة مفاهيم اللغة والحساب.

- مشاركة الوالدين في الأنشطة اليومية، بما في ذلك تحضير الغداء أو العشاء معاً، واصطحاب الأطفال للعب في الخارج، ومساعدتهم في أداء مهامهم اليومية، ومشاهدة التلفزيون/ الأفلام معاً... إلخ.

اقضِ 20 دقيقة على الأقل يومياً

يقترح الخبير قضاء 20 دقيقة على الأقل مع الأطفال يومياً بشكل ممتع، والتي تحدث فرقاً، وإشراكهم في أنشطة لا تتضمن استخدام التلفزيون أو الهاتف المحمول أو وسائل التواصل الاجتماعي أو الحاسوب أو الجهاز اللوحي.

وأوضح شارما: «إن قضاء وقت ممتع مع الأطفال له تأثير كبير على صحتهم النفسية والاجتماعية، ويساعدهم على تعلم القيم والتقاليد والمهارات والسلوكيات الإيجابية. يؤثر الوقت العائلي الجيد على صحة الأطفال ورفاههم بشكل مختلف باختلاف الفئات العمرية ومراحل النمو».

وأضاف: «ففي سن مبكرة، وخاصةً في مرحلة الرضاعة والطفولة المبكرة، يساعد الوقت العائلي الجيد الأطفال على تطوير مهارات التواصل واللغة. وفي مرحلة المراهقة المبكرة والمتأخرة، يساعد الوقت العائلي الجيد الأطفال على تطوير العمليات العقلية العليا، والقدرة على حل المشكلات، والشعور بالانتماء، والتعرف على البيئة الاجتماعية وغيرها من الأمور التي تساهم في نجاحهم الأكاديمي».

أمور مهمة يجب على الآباء معرفتها:

- للوقت العائلي الجيد فوائد صحية فسيولوجية ونفسية كبيرة.

- بالنسبة للمراهقين والبالغين في بداية حياتهم، يقلل الوقت العائلي من خطر الإصابة بالاكتئاب والقلق والتوتر والسلوكيات الإشكالية، وما إلى ذلك.

- يُشعر الوقت العائلي الجيد الأطفال بالحب والتقدير، ويمنحهم شعوراً بالهدف، ويزيد من ثقتهم بأنفسهم واحترامهم لذاتهم.

- يمكن للآباء إشراك أطفالهم في أنشطة مختلفة في المنزل أو خارجه، بطريقة صحية.

- يمكن للأهل تهيئة بيئة إيجابية ومحفزة في المنزل، والمشاركة معاً في أنشطة تُعزز السلوكيات ونتائج التعلم.