هل تستعيد مصر زخم موسم «حفلات الربيع»؟

إقامة أكثر من فعالية في القاهرة والإسكندرية

حفلات أعياد الربيع  في مسارح الأوبرا (دار الأوبرا المصرية)
حفلات أعياد الربيع في مسارح الأوبرا (دار الأوبرا المصرية)
TT

هل تستعيد مصر زخم موسم «حفلات الربيع»؟

حفلات أعياد الربيع  في مسارح الأوبرا (دار الأوبرا المصرية)
حفلات أعياد الربيع في مسارح الأوبرا (دار الأوبرا المصرية)

كانت حفلات الربيع الغنائية من أهم المواسم الفنية التي ينتظرها الجمهور قديماً، ويتسابق إليها المطربون من كل أنحاء الوطن العربي. وأشهر من غنى في هذه الحفلات في الستينات والسبعينات كان، فريد الأطرش بأغنيته الشهيرة «آدي الربيع»، كما غنى عبد الحليم حافظ في هذه المناسبة «قارئة الفنجان» عام 1976.

ولطالما شهدت هذه الحفلات زخماً في الفقرات المنوّعة التي يقدّمها كبار النجوم، وها هي مصر تعود لتحتفل بتلك المناسبة عبر حفلات كبرى بدار الأوبرا، فهل تنجح في استعادة هذا الزخم لموسم حفلات الربيع؟

الفنان هاني شاكر يحيي حفل أعياد الربيع (دار الأوبرا المصرية)

أعدت الأوبرا المصرية برنامجاً ثرياً ومتنوعاً احتفالا بأعياد الربيع، يتضمن تقديم ألوان فنية متنوعة، ومن أبرز الحفلات التي شهدها الموسم حفل للمطرب المصري هاني شاكر في المسرح الكبير، قدّم من خلاله عدداً من أغانيه الشهيرة مثل «لو رحت بعيد»، و«ما تهدديش»، و«أصاحب مين»، و«يا ريتني»، و«نسيانك صعب أكيد»، و«علّي الضحكاية»، بالإضافة إلى أغاني قدّمها من التراث الغنائي وسط حضور جماهيري رفع لافتة «كامل العدد».

ووصف أحمد سعد الدين، الناقد الفني المصري حفلات الربيع في السبعينات والثمانينات بأنها كانت «شعبية أكثر مما نراه الآن»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «في الحفلات القديمة كان عبد الحليم وفريد وأم كلثوم يجهّزون دائماً أغنية جديدة لحفلة الربيع، وكانوا يقدمونها في سينما قصر النيل، وسينما ريفولي، وأحيانا في النوادي الرياضية مثل الجزيرة والترسانة وغيرها». وأضاف: «بعد ذلك بدأت الحفلات تأخذ شكلاً آخر، بحيث تنحصر في الحفلات التلفزيونية».

وضمن حفلات الربيع قدّمت فرقة «أوبرا الإسكندرية للموسيقى والغناء العربي» بقيادة المايسترو علاء عبد السلام، حفلاً غنائياً على المسرح الكبير تضمّن مختارات من أعمال بليغ حمدي، والمطربة وردة الجزائرية، قدّمها المطربون مروة ناجي، وأمير الرفاعي، وولاء طلبه، ومحمد الخولي، وياسر سعيد. ومن الأغاني التي شهدها الحفل «أكدب عليك»، و«العيون السود» ، و«حكايتي مع الزمان»، و«بتونس بيك»، و«لولا الملامة»، بالإضافة إلى مجموعة من مؤلفات بليغ حمدي من بينها «عدوية»، و«كان يا مكان»، و«تخونوه».

أكثر من فنان وفنانة شاركوا في احتفالات الأوبرا بأعياد الربيع (دار الأوبرا المصرية)

وفي حين أشار سعد الدين إلى أن «الأوبرا هي أكثر الأماكن المنوط بها تقديم الحفلات»، فإنه رأى أيضاً أنّ «لها جمهوراً خاصاً، هو جمهور (السميعة)، ولها تقاليدها حتى في ارتداء الملابس لحضور الحفلات، وهي تأخذ شكلاً من أشكال استعادة حفلات الربيع، لكنها ليست في حد ذاتها روح حفلات الربيع الأساسية»، موضحاً أن «الحفلات الأساسية كانت تخرج للحدائق والنوادي والمسارح وكان يحضرها الجميع من كل أفراد الأسرة، من دون شروط أو قيود».

إحدى فقرات حفل عيد الربيع من أعمال بليغ حمدي (دار الأوبرا المصرية)

وضمن الاحتفالات بأعياد الربيع أيضاً، تُنظم دار الأوبرا حفلاً لأعمال الموسيقار محمد الموجي تقدّمه «الفرقة القومية العربية للموسيقى» بقيادة المايسترو مصطفى حلمي، مساء السبت، على مسرح سيد درويش «أوبرا الإسكندرية»، ويتضمن الحفل أغاني «تمر حنة»، و«ليه يا قلبى ليه»، و«شباكنا ستايره حرير»، و«يا دلالي»، و«الحلوة داير شباكها»، وغيرها من الأغنيات التي يقدّمها المطربون أحمد عفت، وهند النحاس، ونهى حافظ، ونهاد فتحي.


مقالات ذات صلة

أديل... هل هي النهاية حقاً أم أنها استراحة موسيقية وبداية هوليووديّة؟

يوميات الشرق المغنية البريطانية أديل خلال عرضها الموسيقي في لاس فيغاس والذي استمر سنتين (إنستغرام)

أديل... هل هي النهاية حقاً أم أنها استراحة موسيقية وبداية هوليووديّة؟

ودّعت المغنية البريطانية جمهورها بالدموع من دون تحديد موعد العودة إلى الغناء والمسرح. وتشير مصادر مقرّبة منها إلى أنها قد تتّجه إلى التمثيل.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق مطرب المهرجانات مجدي شطة (صفحته على فيسبوك)

إدانات متجددة لمطربي «المهرجانات» بتعاطي المخدرات

تواصلت إدانات مطربي «المهرجانات» أمام القضاء بتهمة تعاطي المخدرات أو حيازتها، وكان أحدثها واقعة المطرب مجدي شطة.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق المطرب المصري بهاء سلطان (صفحته على «فيسبوك»)

بهاء سلطان يعود لساحة الطرب بميني ألبوم «كإنك مسكّن»

بعد عدة أغانٍ فردية طرحها على مدى العام، عاد المطرب المصري بهاء سلطان إلى ساحة الطرب بـ«ميني ألبوم» بعنوان «كإنك مسكّن»، يتضمن 3 أغانٍ.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق الفنان اللبناني نادر الأتات (صور الفنان)

«أنا لبناني»... نادر الأتات يغنّي الأمل فوق ركام البيوت التي دمّرتها الحرب

تهدّم بيت والدَيه، وخسر أحد عناصر فريقه، واختبر تجربة النزوح... الفنان اللبناني نادر الأتات قرر تخطّي الجراح بالغناء لوطنه وللأمل بغدٍ أفضل.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق مقابل الصدمة والاهتزاز واليأس... موسيقى ونغمات وأمل (مترو المدينة)

موسيقى تحت النار تصدح في «مترو المدينة» لإعلان الحياة

«مقابل الصدمة والاهتزاز واليأس، موسيقى ونغمات وأمل».

فاطمة عبد الله (بيروت)

«القاهرة للسينما الفرانكفونية» يراهن على أفلام عالمية تعالج الواقع

تكريم عدد من الفنانين خلال افتتاح المهرجان (إدارة المهرجان)
تكريم عدد من الفنانين خلال افتتاح المهرجان (إدارة المهرجان)
TT

«القاهرة للسينما الفرانكفونية» يراهن على أفلام عالمية تعالج الواقع

تكريم عدد من الفنانين خلال افتتاح المهرجان (إدارة المهرجان)
تكريم عدد من الفنانين خلال افتتاح المهرجان (إدارة المهرجان)

بالتضامن مع القضية الفلسطينية والاحتفاء بتكريم عدد من السينمائيين، انطلقت فعاليات النسخة الرابعة من مهرجان «القاهرة للسينما الفرانكفونية»، الخميس، وتستمر فعالياته حتى الثاني من ديسمبر (كانون الأول) المقبل، بعرض 75 فيلماً من 30 دولة فرانكفونية.

وشهد حفل الافتتاح تقديم فيلم قصير منفذ بالذكاء الاصطناعي، للتأكيد على أهمية تطويع التكنولوجيا والاستفادة منها في إطار تحكم العقل البشري بها، بجانب عرض راقص يمزج بين ألحان الموسيقار الفرنسي شارل أزنافور احتفالاً بمئويته، وموسيقى فريد الأطرش في ذكرى مرور 50 عاماً على رحيله.

وكرّم المهرجان المخرج المصري أحمد نادر جلال، والإعلامية المصرية سلمى الشماع، إلى جانب الممثلة إلهام شاهين التي تطرقت في كلمتها للتطور الذي يشهده المهرجان عاماً بعد الآخر، مشيدة بالأفلام التي يعرضها المهرجان كل عام من الدول الفرانكفونية.

وأكد رئيس المهرجان ياسر محب «دعم المهرجان للشعب الفلسطيني في الدورة الجديدة»، مشيراً إلى أن السينما ليست بمعزل عما يحدث في العالم من أحداث مختلفة.

وأوضح أنهم حرصوا على تقديم أفلام تعبر عن التغيرات الموجودة في الواقع الذي نعيشه على كافة المستويات، لافتاً إلى أن من بين الأفلام المعروضة أفلاماً تناقش الواقع السياسي.

جانب من الحضور في حفل الافتتاح (حساب إلهام شاهين على «فيسبوك»)

وشهد حفل الافتتاح كلمة للمستشار الثقافي للسفارة الفلسطينية بالقاهرة ناجي الناجي، أكد فيها على دور الفن في دعم القضية الفلسطينية، مشيداً بدور الأعمال الفنية المتنوعة في التعبير عن القضية الفلسطينية وعرض 14 فيلماً عنها ضمن فعاليات الدورة الجديدة للمهرجان.

وتضمن حفل الافتتاح رسالة دعم ومساندة للشعب اللبناني من خلال عرض الفيلم التسجيلي «ثالث الرحبانية» عن حياة وإبداعات الموسيقار اللبناني إلياس الرحباني، وحظي بتفاعل كبير من الحضور.

وقال المنتج الفلسطيني حسين القلا الذي يترأس مسابقة الأفلام الروائية والتسجيلية القصيرة لـ«الشرق الأوسط» إن «السينما ليست مجرد مشاهدة للأفلام فحسب، ولكن ربط بين الثقافات والحضارات المختلفة»، مشيراً إلى طغيان ما يحدث في غزة على كافة الفعاليات السينمائية.

ويترأس القلا لجنة التحكيم التي تضم في عضويتها الفنانة التونسية عائشة عطية، والفنان المصري تامر فرج الذي أكد لـ«الشرق الأوسط» أن «المهرجان ليس منصة فقط لعرض الأفلام السينمائية للدول الفرانكفونية، ولكنه مساحة للتعبير عن المبادئ التي تجمع هذه الدول، والقائمة على المساواة والأخوة والسعي لتحقيق العدل، الأمر الذي ينعكس على اختيارات الأفلام».

وعدّ الناقد الفني المصري أحمد سعد الدين، المهرجان «من الفعاليات السينمائية المهمة التي تهدف لتعزيز التبادل الثقافي مع 88 دولة حول العالم تنتمي للدول الفرانكفونية، الأمر الذي يعكس تنوعاً ثقافياً وسينمائياً كبيراً»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «المهرجان يركز على استقطاب وعروض أفلام متنوعة وليس (الشو الدعائي) الذي تلجأ إليه بعض المهرجانات الأخرى».

وعبر عن تفاؤله بالدورة الجديدة من المهرجان مع أسماء الأفلام المتميزة، والحرص على عرضها ومناقشتها ضمن الفعاليات التي تستهدف جانباً ثقافياً بشكل بارز ضمن الفعاليات المختلفة.