مصر تكثّف أنشطة السياحة الرياضية في الأماكن الأثرية

ماراثونات دولية في الأهرامات والأقصر وسيناء

السياحة الرياضية ظهرت في ماراثونات كثيرة (وزارة الشباب والرياضة المصرية)
السياحة الرياضية ظهرت في ماراثونات كثيرة (وزارة الشباب والرياضة المصرية)
TT

مصر تكثّف أنشطة السياحة الرياضية في الأماكن الأثرية

السياحة الرياضية ظهرت في ماراثونات كثيرة (وزارة الشباب والرياضة المصرية)
السياحة الرياضية ظهرت في ماراثونات كثيرة (وزارة الشباب والرياضة المصرية)

كثفت مصر إقامة الأنشطة الرياضية في عدد من الأماكن السياحية والأثرية، مثل سفح الأهرامات ومعابد الأقصر ومدينة دهب في جنوب سيناء، حيث نُظّمت ماراثونات دولية للجري في هذه الأماكن مؤخراً.

وأحدث الفعاليات التي أقامتها وزارة الشباب والرياضة المصرية، إطلاق ماراثون الجري لمسافة 10 كيلومترات في مدينة دهب بجنوب سيناء، الجمعة، بحضور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، وبمشاركة متسابقين من 13 دولة.

وقال صبحي إن «الفعاليات الرياضية أصبحت تمثّل أحد أوجه الدّعم الاقتصادي الوطني من خلال السياحة الرياضية»، مضيفاً في بيان للوزارة عقب إعطاء إشارة البدء للنسخة التاسعة من ماراثون دهب الرياضي: «نعمل على دمج الرياضة في الأماكن السياحية والأثرية، لإبراز ما تتمتع به مصر من تراثٍ كبيرٍ وطبيعةٍ ساحرةٍ».

الماراثون رياضة تجذب متسابقين من جنسيات متعددة (وزارة الشباب والرياضة)

وكانت منطقة الأهرامات الأثرية في الجيزة استضافت الدورة الخامسة من ماراثون الأهرامات، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بمشاركة 4 آلاف متسابق من 82 دولة، وسط حضور لاسم فلسطين وعلمها على قمصان عدد من المتسابقين.

ورأى الناقد الرياضي المصري محمد الشحات، أن «الماراثونات ليست مجرد أحداثٍ رياضية، بل تتضمن أهدافاً قد تكون اجتماعية أو اقتصادية أو سياحية أو إنسانية»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: إن «أهم ميزة في هذه الأحداث أنها تجذب النجوم من كل أنحاء العالم، سواء أكانوا من الرياضيين أنفسهم، أو من نجوم الفن، أو في مجالات مختلفة، حتى إن البعض قد باتوا يدّخرون إجازاتهم لتوافق مواعيد ماراثونات مشهورة في مصر أو غيرها من الدول».

وأضاف أن «مصر تمتلك نسبة كبيرة من آثار العالم، ويمكن إقامة أكثر من ماراثون في أماكن متفرقة، كما رأينا تحت سفح الأهرامات ومنطقة أبو الهول التي شهدت كثيراً من هذه الفعاليات الناجحة»، وعدّ الشحات مصر من أكثر الدّول المهيأة بما تملك من أماكن سياحية لإقامة مثل هذه الماراثونات بوصفها نوعاً من الجذب السّياحي والتعريف بالدول.

ماراثون الجري في مدينة دهب بجنوب سيناء (وزارة الشباب والرياضة المصرية)

بدورها، شهدت مدينة الأقصر (جنوب مصر)، انطلاق النسخة 31 من ماراثون مصر الدّولي في يناير (كانون الثاني) الماضي، حيث احتشد عشرات العدّائين من 20 دولة عربية وأجنبية في ساحة معبد حتشبسوت، ومرّ الماراثون على عدد من الآثار المصرية القديمة في البرّ الغربي.

من جانبه، ذكر الخبير السياحي الدكتور محمود محمدي، أن «وزارة السّياحة تعمل مع وزارة الشباب والرياضة على نشر السياحة الرياضية في مصر، لذلك نجد مسابقات وفعاليات في أماكن كثيرة من مصر، ومن أهمها، الفعاليات الرياضية التي كانت تُقام سابقاً وعادت مرة أخرى مثل (رالي الفراعنة) الذي بدأ منذ عام 1982»، مشيراً لـ«الشرق الأوسط» إلى تسليط الضوء على السياحة الرياضية بكثافة من خلال دورة الألعاب الأفريقية التي أقيمت عام 2019، لافتاً إلى أن «هذه الفعاليات والماراثونات التي أقيمت في الفترة الأخيرة تسلط الضوء على الأماكن السياحية المصرية، وتجذب الزائرين إليها من كل مكان».

وفي السياق، قال الخبير السياحي المصري محمد كارم، إن «الاهتمام بالسياحة الرياضية وإقامة ماراثونات في الأهرامات أو المناطق السياحية في سيناء، يساهمان بشكل كبير في وضع مصر على الخريطة السياحية الرياضية بالعالم»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «هذه الفعاليات تُساعد في التّرويج للمقاصد السياحية المصرية بشكل غير مباشر، ما يؤدي إلى تدفق الحركة السياحية، كما أنها تفتح الطريق أمام أنواع مختلفة يستفيد منها القطاع السياحي، فأصبح لدينا إقبال ملحوظ على السياحة الرياضية والعلاجية والبيئية وغيرها من البرامج السياحية النوعية».


مقالات ذات صلة

إنقاذ 28 شخصاً والبحث عن 17 آخرين بعد غرق مركب سياحي في مصر

شمال افريقيا اللنش السياحي «سي ستوري» (محافظة البحر الأحمر - فيسبوك)

إنقاذ 28 شخصاً والبحث عن 17 آخرين بعد غرق مركب سياحي في مصر

أفادت وسائل إعلام مصرية، اليوم (الاثنين)، بغرق أحد اللنشات السياحية بأحد مناطق الشعاب المرجانية بمرسي علم بالبحر الأحمر.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق ستقدم للزوار رحلة فريدة لمعايشة أجواء استثنائية مشابهة لسلسلة الأفلام الأيقونية الشهيرة (منصة ويبوك)

تركي آل الشيخ و«براذرز ديسكفري» يكشفان عن «هاري بوتر: مغامرة موسم الرياض»

في حدث يجمع المتعة والإثارة، سيكون زوار موسم الرياض 2024 على موعد لمعايشة أجواء استثنائية مشابهة لسلسلة الأفلام الأيقونية الشهيرة «هاري بوتر: موسم الرياض».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق المجدف الهولندي يبدأ رحلته من بني سويف حتى القاهرة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

هولندي يروّج للسياحة المصرية بالتجديف في النيل لمدة أسبوع

دشن المجدف الهولندي المحترف، روب فان دير آر، مشروع «التجديف من أجل مصر 2024»، بهدف الترويج لمنتج السياحة الرياضية المصرية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
سفر وسياحة قرية النزلة بمحافظة الفيوم قبلة عالمية لصناعة الفخار اليدوي (رويترز)

قرى مصرية تبتكر نوعاً جديداً من السياحة التقليدية

في الخلف من البقع السياحية السحرية بأنحاء مصر توجد قرى مصرية تجذب السائحين من باب آخر حيث يقصدونها للتعرف على الحرف التقليدية العتيقة والصناعات المحلية التي تنتجها هذه القرى وتتخصص فيها منذ عشرات السنوات وفاقت شهرتها حدود البلاد

محمد عجم (القاهرة)
يوميات الشرق كلب ضال أمام هرم خوفو في منطقة أهرامات الجيزة (أ.ف.ب)

بفضل «أبولو»... «كلاب الأهرامات» تجذب السياح وتنشِّط المبيعات

مقطع مصور غير اعتيادي لكلب يتسلق الهرم يجذب الزوار والسائحين.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

انطلاق «بيروت للأفلام الفنية» تحت عنوان «أوقفوا الحرب»

انطلاق مهرجان بيروت للأفلام الفنية (المهرجان)
انطلاق مهرجان بيروت للأفلام الفنية (المهرجان)
TT

انطلاق «بيروت للأفلام الفنية» تحت عنوان «أوقفوا الحرب»

انطلاق مهرجان بيروت للأفلام الفنية (المهرجان)
انطلاق مهرجان بيروت للأفلام الفنية (المهرجان)

تُثابر أليس مغبغب منظمة مهرجان «بيروت للأفلام الفنية» (باف) على تجاوز أي مصاعب تواجهها لتنظيم هذا الحدث السنوي، فترفض الاستسلام أمام أوضاع مضطربة ونشوب حرب في لبنان. وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «علينا الانتصاب دائماً ومواجهة كل من يرغب في تشويه لبنان الثقافة. نعلو فوق جراحنا ونسير بثباتٍ للحفاظ على نبض وطن عُرف بمنارة الشرق. كان علينا أن نتحرّك وننفض عنّا غبار الحرب. ندرك أن مهمتنا صعبة، ولكننا لن نستسلم ما دمنا نتنفس».

الصورة وأهميتها في معرض العراقي لطيف الآني (المهرجان)

انطلقت في 25 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي فعاليات مهرجان «بيروت للأفلام الفنية»، ويحمل في نسخته العاشرة عنوان «أوقفوا الحرب»، وتستمر لغاية 6 ديسمبر (كانون الأول). يعرض المهرجان 25 فيلماً، ويقيم معرض صور فوتوغرافية. ويأتي هذا الحدث بالتوازي مع الذكرى الـ50 للحرب الأهلية اللبنانية، وتجري عروضه في المكتبة الشرقية في بيروت.

وتتابع مغبغب: «رغبنا في لعب دورنا على أكمل وجه. صحيح أن كل شيء حولنا يتكسّر ويُدمّر بفعل حرب قاسية، بيد أننا قررنا المواجهة والمقاومة على طريقتنا».

تقع أهمية النسخة الـ10 بتعزيزها لدور الصورة الفوتوغرافية. ويحمل افتتاحه إشارة واضحة لها. فأُطلق في 25 نوفمبر معرض هادي زكاك عن صالات السينما في مدينة طرابلس، يحمل عنوان «سينما طرابلس والذاكرة الجماعية»، وذلك في المكتبة الشرقية في العاصمة بيروت. ويسلّط المعرض الضوء على هذه المدينة الثقافية بأسلوبه. كما عرض المهرجان في اليوم نفسه الوثائقي «أسرار مملكة بيبلوس» لفيليب عرقتنجي. وقد نال عنه مؤخراً جائزة لجنة التحكيم الكبرى في الدورة الـ24 لمهرجان السينما الأثرية (FICAB) في مدينة بيداسوا الإسبانية.

يُختتم المهرجان بالفيلم اللبناني «وعاد مارون بغدادي إلى بيروت»

وفي السابعة مساءً، اختُتم أول أيام الافتتاح بعرض المهرجان لفيلم هادي زكاك «سيلّما»، ويوثّق فيه سيرة صالات السينما في طرابلس، يومَ كانت السينما نجمة شعبيّة في المدينة الشماليّة.

وكما بداية المهرجان كذلك ختامه يحمل النفحة اللبنانية، فيعرض في 6 ديسمبر (كانون الأول) فيلم فيروز سرحال «وعاد مارون بغدادي إلى بيروت»، وذلك في الذكرى الـ30 لرحيله. في الفيلم زيارة أماكن عدّة شهدت على حياة بغدادي وأعماله، والتقاء بالمقربين منه لتمضية يوم كامل معهم في بيروت، حيث يسترجعون مسيرة بغدادي المهنية في ذكريات وصور.

وتشير مغبغب، في سياق حديثها، إلى أن المهرجان ولّد حالة سينمائية استقطبت على مدى نسخاته العشر صنّاع أفلام عرب وأجانب. وتضيف: «تكثر حالياً الإنتاجات الوثائقية السينمائية. في الماضي كانت تقتصر على إنتاجات تلفزيونية، توسّعت اليوم وصار مهرجان (باف) خير عنوان لعرضها».

فيلم فؤاد خوري يُوثّق الحرب اللبنانية (المهرجان)

ومن النشاطات التي تصبّ في تعزيز الصورة الفوتوغرافية أيضاً، معرضٌ للعراقي لطيف الآني، يحكي قصة العراق منذ 50 سنة ماضية، ينقل معالمه ويومياته كما لم نعرفها من قبل. وتعلّق مغبغب: «أهمية الصورة الفوتوغرافية تأتي من حفاظها على الذاكرة. ولذلك سنشاهد أيضاً فيلم فؤاد خوري عن ذاكرة الحرب اللبنانية».

ويغوص فيلم خوري في مسار هذا الفنان الذي أخذ دور موثّق الحرب، والشاهد على النّزاعات في الشرق الأوسط.

مغبغب التي تأمل بأن تجول بالمهرجان في مناطق لبنانية بينها بعلبك وصور، تقول: «الناس متعطشة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى الموضوعات الفنية. إنها تشكّل لهم متنفساً ليتخلصوا من همومهم ولو لبرهة. وهذه الأفلام الواقعية والموثقة بكاميرات مخرجين كُثر، تجذبهم بموضوعاتها الاجتماعية والجمالية».

تقول أليس مغبغب إن عملها في المهرجان كشف لها عدد أصدقاء لبنان من دول أجنبية وعربية. ولذلك نتابع عروضاً لأفلام أجنبية من بينها مشاركة من إنجلترا بعد غياب عن المهرجان لـ4 سنوات. وسيُعرض بالمناسبة «الرجل المقاوم» و«شكسبيرز ماكبث» ثاني أيام المهرجان في 26 نوفمبر.

ويُخصّص «بيروت للأفلام الفنية» أيام عرضٍ خاصة ببلدان أجنبية، من بينها الإيطالي والبلجيكي والسويسري والبرازيلي والإسباني والألماني.

«أسرار مملكة بيبلوس» لفيليب عرقتنجي (المهرجان)

ويبرز فيلما «لاماتوري» و«أخضر على رمادي» للإيطاليين ماريا موتي وإميليا أمباسز في المهرجان. وفي ذكرى مئوية الفن السوريالي تشارك إسبانيا من خلال المخرجَين بالوما زاباتا وكانتين ديبيو، فيُعرض «لا سينغالا» و«دالي»، ويُعدّ هذا الأخير من أهم الأفلام الوثائقية عن الفنان الإسباني الراحل والشهير.

وفي 5 ديسمبر (كانون الأول) سيُعرض فيلم خاص بالمكتبة الشرقية مستضيفة المهرجان. وتوضح مغبغب: «عنوانه (المكتبة الشرقية إن حكت) من إخراج بهيج حجيج، ويتناول عرَاقة هذه المكتبة وما تحويه من كنوز ثقافية».

ومن الأفلام الأجنبية الأخرى المعروضة «إيما بوفاري» وهو من إنتاج ألماني، ويتضمن عرض باليه للألماني كريستيان سبوك مصمم الرقص الشهير، وهو يقود فرقة «ستانس باليه» المعروفة في برلين.

وفي فيلم «جاكوميتي» للسويسرية سوزانا فانزون تتساءل هل يمكن لمكانٍ ما أن يكون مصدر موهبة عائلة بأسرها. وتحت عنوان «من الخيط إلى الحبكة» يتناول مخرجه البلجيكي جوليان ديفو، فنّ النّسيج وما تبقّى منه حتى اليوم، فينقلنا إلى مصانع بروكسل وغوبلان مروراً بغوادا لاخارا في المكسيك.