لا يريد رجل الأعمال البريطاني ريتشارد برانسون أن يتم تعريفه بأمواله. وعلى وجه التحديد، يجد الأمر «مهيناً للغاية» عندما يتم تقديمه على أنه «الملياردير ريتشارد برانسون»، وليس كمؤسس مشارك لمجموعة «فيرجن»، كما قال لقناة «سي إن بي سي». ويقول عن السبب إنه لا ينبغي لأحد أن ينظر إلى صافي ثروته بكونه مقياساً نهائياً للنجاح. ومن «المحزن للغاية» أن يكون كسب المال هو المحور الوحيد لحياة الشخص، حسب برانسون.
ويقول: «ربما يكون مصطلح (الملياردير) في أميركا علامة على النجاح، لكن هذا يزعجني». ويضيف: «أعتقد أن سمعتك هي ما تصنعه».
في حالة برانسون، غالباً ما يتم تحديد سُمعته من قبل مجموعة «فيرجن»، وهي شركة رأسمال استثماري وشركة قابضة تمتلك أعمالاً في مجموعة واسعة من الصناعات، من شركات الطيران والاتصالات إلى رحلات الفضاء.
هذه الشركة هي مسؤولة إلى حد كبير عن صافي ثروة برانسون المقدرة بـ2.5 مليار دولار، وفقاً لمجلة «فوربس»، لكنه غاضب من فكرة أنه أنشأها لكسب المال.
يقول برانسون: «سُمعتك هي ما إذا كان فريقك من الأشخاص الذين يعملون معك فخورين بما قاموا بإنشائه... إن دفع الفواتير في نهاية العام أمر مهم، ولكن ما يفعله رواد الأعمال في جميع أنحاء العالم اليوم - والسبب الوحيد لنجاحهم - هو أنهم يحدثون فرقاً في حياة الآخرين. وهذا هو كل ما يهم حقاً».
ويشير برانسون إلى أنه كلما أطلق مشروعاً جديداً - مستشهداً بمشروعي «فيرجن أتلانتيك» عام 1984 و«فيرجن موبايل» في عام 1999 - يسأل نفسه سؤالين:
إذا قمت بإنشاء هذا، فهل يمكن أن يكون أفضل مما يفعله الآخرون؟
هل يمكن أن يحدث فرقاً حقيقياً في العالم؟
غالباً ما يتبع المشروع النجاح المالي، لكن برانسون يصرّ على أن المال لم يكن أبداً القوة الدافعة الرئيسية له.
ويشير برانسون إلى أن أول مشروع تجاري ناجح له، وهو مجلة ثقافية شبابية تسمى «الطالب»، كان يهدف في المقام الأول إلى تحدي المنشورات التقليدية «التي لا معنى لها». تناولت مجلّته قضايا ثقافية مثل الموسيقى الشعبية والحملات ضد حرب فيتنام.
«أردت أن تبقى (المجلة) على قيد الحياة. ونعم، كنت أرغب في الحصول على ما يكفي من الإعلانات لدفع تكاليف المطابع ومصنعي الورق. لكن المال لم يكن بالتأكيد الدافع وراء إدارة مجلة».
ويعطي برانسون نصائح لتحقيق النجاح:
«ابحث عن الفرص التي تجدها ممتعة ومثيرة». ويقول إنها وصفة لمزيد من السعادة، ومن المرجح أن ينتهي بك الأمر إلى النجاح أكثر مما لو كنت تفكر فقط في النتيجة النهائية.
ويضيف برانسون: «لدينا حياة واحدة فقط. نحن نقضي الكثير من الوقت في العمل وسيكون من المحزن أن نفعل ذلك من أجل رواتبنا فقط».