جدة تستعد لاستقبال أول حفل لآمال ماهر في المملكة

بقيادة الموسيقار وليد فايد

جدة تستعد لاستقبال أول حفل لآمال ماهر في المملكة
TT

جدة تستعد لاستقبال أول حفل لآمال ماهر في المملكة

جدة تستعد لاستقبال أول حفل لآمال ماهر في المملكة

تشهد مدينة جدة (غرب السعودية) في يوم 3 مايو (أيار) 2024، حدثاً موسيقياً مميزاً، وذلك بعد أن أعلنت الشركة المنظمة «بنش مارك» عن إقامة أول حفل غنائي للمطربة آمال ماهر في السعودية، بقيادة المايسترو وليد فايد.

وتستعد آمال ماهر لحفلها الغنائي في مدينة جدة، معلقة عبر حسابها الشخصي في منصة «إكس» قائلة: «جمهوري الغالي مشتاقة لكم جداً، لقاؤنا يوم 3 مايو في حفل أسطوري من تنظيم بنش مارك، اكتبولي نفسكم تسمعوا إيه في الحفلة؟».

وأشارت الشركة المنظمة «بنش مارك» إلى أن الحفل سيقام على مسرح «أونيكس أرينا» جدة، التابع لشركة «ميدل بيست» الذي سيُفتتح في نهاية شهر أبريل (نيسان) الحالي، وتقدر مساحته بأكثر من 26 ألف متر مربع، ويتّسع لحفلات الوقوف نحو 12 ألف فرد وفي حفلات الجلوس 2500 فرد، فيما تتسع منطقة المواقف نحو 12 ألف سيارة، ومن المقرر أن يستضيف المسرح حفلات صيف جدة والأحداث العالمية مثل المصارعة الحرة، إلى جانب الفعاليات المتنوعة والمعارض والمنتديات، وبذلك يكون ثاني موقع بعد «جدة سوبر دوم» لاستضافة أهم الفعاليات والحفلات.

وسجلت آمال ماهر عودتها لإحياء الحفلات الغنائية داخل مصر وخارجها بعد انقطاع دام سنوات عدّة، بإقامتها حفلاً يوم الجمعة الماضي 19 أبريل وُصف بالأسطوري، في «كايرو فيستفال سيتي» بالتجمع الخامس في مدينة القاهرة، الذي شهد إقبالاً جماهيرياً كبيراً، تصدرّت به مواقع التواصل الاجتماعي في عدة دول عربية.

وشهدت مسيرة آمال ماهر الفنية تغيرات كثيرة، أثارت حيرة جمهورها، فبعد النجاح الذي حققته، أعلنت اعتزالها المجال الفني في يونيو (حزيران) 2021 لظروف خارجة عن إرادتها، وكتبت حينها على موقعها في «فيسبوك»: «جمهوري العزيز الذي ساندني لسنوات وسنوات وكان رفيق دربي الدائم، نظراً لظروف خاصة بي وخارجة عن إرادتي، أُعلن ابتعادي تماماً عن الوسط الفني والنشاط الفني». وبحلول فبراير (شباط) 2022 أعلنت عودتها إلى جمهورها، ولكنها لم تعد للغناء أو إحياء الحفلات، وفي 29 يونيو من العام نفسه بررت سبب غيابها بإصابتها بفيروس «كورونا»، وبعد انقطاع عن الحفلات الغنائية دام لمدة 3 سنوات أحيت آمال ماهر في 30 يوليو (تموز) 2022، حفلاً غنائياً في مدينة العلمين بالساحل الشّمالي، ومن ثَمّ عادت الجمعة الماضي 19 أبريل 2024 لتحيي حفلها في القاهرة، ومنه إلى مدينة جدة مطلع الشهر المقبل.

وتعود بدايات الفنانة آمال ماهر، للموسيقار محمد المليجي الذي اكتشفها في إحدى الحفلات الفنية الخاصة بمدرستها، لتقرّر بعد ذلك التحاقها بمعهد الموسيقى العربية، وفي أثناء وجودها بنقابة المهن الموسيقية، قابلت صلاح عرام الذي كان همزة وصل بينها وبين الموسيقار عمار الشريعي، ليسجل بذلك انطلاقتها بمسلسل «أم كلثوم».

وشاركت آمال ماهر خلال مسيرتها الفنية بصوتها المتميز في غناء العديد من تترات المسلسلات والأفلام المصرية منها: مسلسل «أولاد الشوارع»، و«ليه لأ؟!»، و«قضية رأي عام»، و«عمارة يعقوبيان»، و«في أيدٍ أمينة»، وأيضاً في فيلم «خيانة مشروعة»، و«ريجاتا»، وأطلقت ألبومها الأخير في يونيو الماضي 2024، بعنوان «أنا كويسة» الذي لقي نجاحاً كبيراً وتصدّر مواقع الاستماع بملايين المشاهدات.

 


مقالات ذات صلة

جمال الألحان والأداء ارتقى بلغة الضاد في «مهرجان الغناء بالفصحى»

يوميات الشرق لطفي بوشناق خلال مشاركته في المهرجان (هيئة الموسيقى)

جمال الألحان والأداء ارتقى بلغة الضاد في «مهرجان الغناء بالفصحى»

عَكَسَ المهرجان للجمهور من خلال القصائد المغنّاة وأداء الفنانين، براعة اللغة العربية في تجسيد المشاعر والصور، وقدراتهم الصوتية، وكان فرصة لاستعادة القصائد.

عمر البدوي (الرياض)
يوميات الشرق السعودية ثمّنت حرص البرازيل على دعم استمرارية المسار الثقافي بمجموعة العشرين (واس)

السعودية تؤكد التزامها بالحفاظ على التراث الثقافي

أكدت السعودية التزامها بالحفاظ على التراث الثقافي، وتطلّعها لتوطيد مكانة الثقافة بوصفها قوة دافعة للتنمية المستدامة، ومصدر إلهام لأجيال المستقبل لبناء عالم أفضل

«الشرق الأوسط» (سلفادور)
الخليج وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان ونظيره الأميركي أنتوني بلينكن (الشرق الأوسط)

وزيرا خارجية السعودية وأميركا يناقشان المستجدات الإقليمية

ناقش الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن، الجهود المبذولة بشأن تداعيات المستجدات الإقليمية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق «SRMG Labs» أكثر الوكالات تتويجاً في مهرجان «أثر» للإبداع بالرياض (SRMG)

«الأبحاث والإعلام» تتصدّر مهرجان «أثر» للإبداع بـ6 جوائز مرموقة

حصدت «SRMG Labs»، ذراع الابتكار في المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام (SRMG)، 6 جوائز مرموقة عن جميع الفئات التي رُشّحت لها في مهرجان «أثر» للإبداع.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق الفنون السودانية زيّنت فعاليات اليوم الأول من الفعاليات (الشرق الأوسط)

تعزيزاً للتواصل مع المقيمين... «أيام السودان» تنطلق في الرياض

أطلقت مبادرة «انسجام عالمي» السعودية، فعالية «أيام السودان»؛ بهدف تعزيز التواصل مع آلاف من المقيمين السودانيين في البلاد.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

أنار مدرسة بالقاهرة القديمة... مصباح نادر من العصر المملوكي للبيع في لندن

مصباح صرغتمش يُعرَض في المزاد (بونامز)
مصباح صرغتمش يُعرَض في المزاد (بونامز)
TT

أنار مدرسة بالقاهرة القديمة... مصباح نادر من العصر المملوكي للبيع في لندن

مصباح صرغتمش يُعرَض في المزاد (بونامز)
مصباح صرغتمش يُعرَض في المزاد (بونامز)

عرف عصر المماليك في مصر صراعات دامية ونزاعات مريرة، ولكن في عالم التحف والآثار تتسم القطع الباقية من ذلك العصر بالجمال والأناقة والصنعة رفيعة المستوى بدءاً من النحاس إلى الزجاج وصولاً للمخطوطات.

نتوقف عند الزجاج الذي برع الصناع في ذلك العصر في نفخه وتشكيله وزخرفته، وتجلى ذلك في مصابيح المساجد المزخرفة بالمينا بكتابات بديعة التشكيل من آيات القرآن الكريم. لا يخلو متحف عالمي به قسم للفن الإسلامي من نسخة من تلك المصابيح سواء كانت صُنعت في عهد المماليك أو صنعت بالطراز نفسه لاحقاً في أوروبا، ويمكن القول إنَّه لا توجد قطع مماثلة خارج المتاحف حتى الآن. ولكن السوق الفنية ملأى بالمفاجآت، إذا تعرض «دار بونامز» في لندن في مزادها القادم مصباحاً أثرياً من ذلك العهد؛ فهو يحمل نَسباً تاريخياً يعود للأمير المملوكي سيف الدين صرغتمش الناصري، وهو أحد مماليك السلطان الناصر محمد بن قلاوون. ما نعرفه عن تاريخ انتقال ملكية المصباح قليل، ولكن المعلومة الرئيسية هي أنه كان بحوزة عائلة نوبار باشا، أول رئيس وزراء لمصر في العصر الحديث، وظل مع العائلة حتى يومنا هذا.

جماليات تعكس صناعة وحِرفة باهرة (بونامز)

نستكشف قصة المصباح مع نيما ساغارتشي، رئيس قسم الفن الإسلامي والشرق الأوسط بـ«دار بونامز»، الذي يبدأ حديثه بالتأكيد على ندرة المصابيح المملوكية في السوق «في القرن الحالي لم تظهر سوى ثلاثة مصابيح مملوكية في الأسواق، فهو أمر نادر الحدوث لسبب بسيط، وهو أن غالبيتها تقبع في المتاحف مثل متحف الفن الإسلامي في القاهرة الذي يضم عدداً كبيراً منها». وإلى جانب عامل الندرة، هناك عامل آخر تحرص عليه دور المزادات، ويمنح القطع المعروضة أهمية مزدوجة، وهو وجود تاريخ وثيق من الملاك السابقين، وهو ما يتحدث عنه ساغراتشي.

تنقلات المصباح

لا نعرف الكثير عن المصباح وتنقلاته في السوق قبل القرن التاسع عشر؛ لهذا ستبدأ حكايته عند وصوله إلى يد دبلوماسي وجامع فنون فرنسي يُدْعَى تشارلز شيفر نشأ في باريس، ودرس العربية والتركية والفارسية. عُيّن شيفر مترجماً في وزارة الخارجية الفرنسية في 1843، وحتى 1857، وتنقل في أماكن مختلفة في أرجاء الإمبراطورية العثمانية، وفي مصر، ويعتقد أنه ابتاع المصباح في تلك الفترة، وأخذه معه إلى باريس. بعد ذلك وفي عام 1906 انتقل المصباح لمجموعة بوغوص باشا، وهو ابن أول رئيس وزراء في مصر نوبار باشا 1825-1899) وظل المصباح مع العائلة منذ ذلك الوقت.

بوغوص باشا ابن أول رئيس وزراء في مصر نوبار باشا 1825 - 1899)

يشير ساراغتشي إلى أن عائلة نوبار باشا الأرمينية الأصل كانت تقيم بين القاهرة وباريس، واستقرت في باريس بعد ثورة 1952. وتنقل المصباح مع العائلة حتى استقر في شقة بجنيف، «لم يكن أحدهم يعرف عن أهمية المصباح، ولا تاريخه ولا ندرته». بعد خروجه من مصر في القرن التاسع عشر ظل المصباح في أوروبا وبعد وفاة بوغوص باشا، ولم ينل المصباح اهتمام العائلة، وظل قابعاً في شقتهم في جنيف. من الملاحظ أن المصباح بحالة جيدة، ويرجع الخبير ذلك إلى أنه ظل في حوزة مالك واحد وعائلته «بشكل ما وجوده في مكان واحد ربما على مدى 100 عام حافظ على حالته، رغم ذلك يجب أن أقول إنه من النادر جداً أن نجد مصباحاً بهذه الحالة، لا يوجد به شروخ وحالة الزخارف جيدة والكتابات ما زالت معظمها موجودة». الأصل في عرض المصابيح الزجاجية القديمة كان تعليقها بواسطة حبال تتدلى من أسقف المساجد وقبابه، وهو أمر لا يمكن تخيل حدوثه اليوم، خصوصاً وأن المصابيح المتبقية من ذلك العصر قيّمة جداً، وفي حالة مصباح صرغتمش فسعره يقارب مليون جنيه إسترليني، بحسب الخبير.

جماليات وزخارف

هناك الكثير مما يميز المصابيح الزجاجية إلى جانب تاريخها وقصصها؛ فالجماليات فيها تعكس صناعة وحِرفة باهرة «الشيء الخاص جداً والمميز في المصابيح من هذا النوع هو صعوبة تنفيذ الزخارف والكتابات بالمينا على الزجاج. عندما ننظر إلى النماذج المصنوعة في أوروبا في الفترة نفسها نجد أن الصناعة كانت فقيرة وبدائية. ولهذا أن تكون هناك القدرة في القرن الرابع عشر على تنفيذ مثل هذه الكتابات متعددة الألوان والمزينة بالزخارف والأزهار مباشرة على الزجاج فهذا أمر مدهش، وقد برع فيه الصانع والحرفي المملوكي، واختفى بعد ذلك».

مدرسة الأمير صرغتمش في حي السيدة زينب بالقاهرة (بونامز)

الحديث عن الزخارف والألوان يأخذنا لحرفة عتيقة ومدهشة في آن واحد، أسأله عن الألوان المستخدمة التي حافظت على لمعانها وثباتها عبر القرون، يقول: «فعلاً، فهي من نوعية عالية الجودة، وكان الحرفي يكتب، ويلوّن على الزجاج في أثناء تشكيله مباشرة، فبينما كان الزجاج يتشكل بالنفخ كان الحرفي يضيف الألوان التي تكونت في العادة من الأحمر والذهبي والأزرق، وما نعرفه الآن أن كل لون كان يوضع في درجة حرارة معينة مناسبة له، كان أمراً صعباً، وليس بسهولة الرسم على القماش على سبيل المثال الذي يمكن تصحيحه».

زخارف وكتابات بالمينا على الزجاج (بونامز)

نرى على الجزء العلوي من المصباح الآية الكريمة «اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ» من سورة النور، كما تحمل اسم الأمير صرغتمش وشعاره واسم السلطان الناصر محمد بن قلاوون، وكانت معلقة في مدرسة صرغتمش بالقاهرة. يقول ساراغتشي إن الأمير صرغتمش وهو أحد أمراء السلطان المملوكي البحري الناصر محمد بن قلاوون أسس مدرسة باسمه في حي السيدة زينب عام 757هـ/ 1356م، قد أمر بصنع المصباح ليضعه فيها. يعرض المصباح في «مزاد بونامز» للفن الإسلامي والهندي في لندن يوم 12 نوفمبر (تشرين الثاني) بسعر تقديري يتراوح ما بين 600 ألف ومليون جنيه إسترليني.