حفاضات مُعاد تدويرها «أفقياً» تُطرح للبيع في اليابان لأول مرة عالمياً

تلبيةً لاحتياجات «مجتمع الشيخوخة» في البلاد

أفراد من كبار السن يستريحون بأحد المعابد في طوكيو (أرشيفية - أ.ف.ب)
أفراد من كبار السن يستريحون بأحد المعابد في طوكيو (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

حفاضات مُعاد تدويرها «أفقياً» تُطرح للبيع في اليابان لأول مرة عالمياً

أفراد من كبار السن يستريحون بأحد المعابد في طوكيو (أرشيفية - أ.ف.ب)
أفراد من كبار السن يستريحون بأحد المعابد في طوكيو (أرشيفية - أ.ف.ب)

بدأت شركة في اليابان في بيع أول حفاضات مُعاد تدويرها «أفقياً» في العالم، حيث يشهد المجتمع الياباني تحولاً في الطلب على حفاضات كبار السن أكثر من حفاضات الأطفال.

وذكرت صحيفة «ماينيتشي شيمبون» أن شركة «يونيشارم»، ومقرها مقاطعة كاجوشيما الجنوبية الغربية، عرضت حفاضات البالغين والأطفال للبيع هذا الشهر في مراكز التسوق في كيوشو - إحدى الجزر الأربع الرئيسية في اليابان - بالتعاون مع الحكومات المحلية.

ويتم وصف الحفاضات بأنها «أفقية»؛ لأن العناصر المعاد إنتاجها في حفاضات كبار السن هي نفسها التي تم إعادة التدوير منها، بدلاً من تحويلها إلى منتجات مختلفة.

وتتمتع اليابان بأحد أدنى معدلات المواليد في العالم، وقد كافحت منذ فترة طويلة في كيفية تلبية احتياجات سكانها المسنين.

وتظهر البيانات الوطنية أيضاً أن 29.1 % من السكان البالغ عددهم 125 مليون نسمة يبلغون من العمر 65 عاماً أو أكثر - وهو رقم قياسي، فيما يبلغ عمر واحد من كل 10 أشخاص في اليابان (أو أكثر من شخص) 80 عاماً أو أكثر، حسبما أفاد تقرير سابق لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).

وقالت «يونيشارم» إنها استخدمت تكنولوجيا التعقيم والتبييض وإزالة الروائح الكريهة التي تتضمن الأوزون للتأكد من أن الحفاضات المعاد تدويرها خالية من الروائح الكريهة والبكتيريا.

وقال تسوتومو كيدو، أحد كبار المسؤولين التنفيذيين في شركة يونيشارم: «لقد حصلنا على موافقة الخبراء فيما يتعلق بالنظافة».

تم استخدام الحفاضات المعاد تدويرها في المستشفيات ومرافق رعاية التمريض في كاجوشيما منذ تطويرها في عام 2022.

وتشمل المجموعة المعروضة للبيع الآن تلك المخصصة للأطفال، التي تكلف أكثر قليلاً من الحفاضات العادية التي تستخدم لمرة واحدة، وفقاً لشركة «يونيشارم»، ونشرته صحيفة «الغارديان» البريطانية.

وقالت الشركة في بيان: «العملاء الذين استخدموا هذه المنتجات قالوا إنهم كانوا مرتاحين ولم يشعروا بأي اختلاف عن (الحفاضات) العادية».

وفي حين أدت التركيبة السكانية في اليابان إلى انخفاض الطلب على حفاضات الأطفال، فمن المتوقع أن تستمر مبيعات حفاضات كبار السن في الارتفاع.

وفي الشهر الماضي، قالت شركة «أوجي هولدينجز»، وهي شركة للمنتجات الورقية، إنها ستتوقف عن تصنيع حفاضات الأطفال في وقت لاحق من هذا العام وسط انخفاض حاد في الطلب، وبدلاً من ذلك ستعزز إنتاج المنتجات الصحية لكبار السن.

وفي اليابان، من المتوقع أن يمثل الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاماً 34.8 في المائة من السكان بحلول عام 2040، وفقاً للمعهد الوطني لأبحاث السكان والضمان الاجتماعي.


مقالات ذات صلة

أطفال لبنان عرضة للقتل والصدمات النفسية

المشرق العربي طفل يراقب ماذا يحصل حوله بينما تحاول عناصر أمنية طرد النازحين من فندق قديم بمنطقة الحمرا في بيروت (رويترز)

أطفال لبنان عرضة للقتل والصدمات النفسية

أصبح خبر مقتل أطفال في لبنان بشكل يومي، بغارات تنفذها إسرائيل بحجة أنها تستهدف عناصر ومقرات وأماكن وجود «حزب الله»، خبراً عادياً يمر مرور الكرام.

بولا أسطيح (بيروت)
يوميات الشرق من المهم مراقبة مسارات تطوّر تنظيم المشاعر لدى الأطفال (جامعة واشنطن)

نوبات غضب الأطفال تكشف اضطراب فرط الحركة

الأطفال في سنّ ما قبل المدرسة الذين يواجهون صعوبة في التحكُّم بمشاعرهم وسلوكهم عبر نوبات غضب، قد يظهرون أعراضاً أكبر لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
آسيا طفل باكستاني يتلقى لقاح شلل الأطفال (رويترز)

وسط ارتفاع معدلات العنف... حالات شلل الأطفال تواصل الانتشار في باكستان

سجلت باكستان اليوم (الجمعة)، حالتي إصابة إضافيتين بشلل الأطفال، مما رفع عدد الإصابات بالمرض المسبب للإعاقة إلى 52 حتى الآن خلال العام الجاري

«الشرق الأوسط» (إسلام أباد)
العالم إيلون ماسك خلال مؤتمر في فندق بيفرلي هيلتون في بيفرلي هيلز - كاليفورنيا بالولايات المتحدة 6 مايو 2024 (رويترز)

إيلون ماسك ينتقد مقترح أستراليا بحظر منصات التواصل الاجتماعي على الأطفال

انتقد الملياردير الأميركي إيلون ماسك، مالك منصة «إكس»، قانوناً مُقترَحاً في أستراليا لحجب وسائل التواصل الاجتماعي للأطفال دون 16 عاماً.

«الشرق الأوسط» (سيدني)
صحتك الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

كشفت أحدث دراسة تناولت العوامل المؤثرة على ضغط الدم، عن الخطورة الكبيرة للحياة الخاملة الخالية من النشاط على الصحة بشكل عام، وعلى الضغط بشكل خاص.

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)

مهرجان للفيلم الأوروبي في العاصمة طرابلس لكسر حاجز الانقسام

بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي المشارك في مهرجان الفيلم الأوروبي بطرابلس (السفارة الفرنسية)
بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي المشارك في مهرجان الفيلم الأوروبي بطرابلس (السفارة الفرنسية)
TT

مهرجان للفيلم الأوروبي في العاصمة طرابلس لكسر حاجز الانقسام

بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي المشارك في مهرجان الفيلم الأوروبي بطرابلس (السفارة الفرنسية)
بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي المشارك في مهرجان الفيلم الأوروبي بطرابلس (السفارة الفرنسية)

بعيداً عن التكلس السياسي الذي تعانيه ليبيا، انطلق في العاصمة طرابلس مهرجان للفيلم الأوروبي تحت إشراف بعثة الاتحاد الأوروبي إلى البلاد، بالتعاون مع الهيئة العامة للسينما والمسرح والفنون، في خطوة تستهدف توسيع الشراكة الثقافية وكسر حاجز الانقسام، من خلال تجميع الليبيين بالثقافة والفن.

وتشارك في النسخة الأولى من المهرجان، التي انطلق الأحد، 5 سفارات أوروبية عاملة في ليبيا، بأعمال يتم عرضها للجمهور مجاناً لمدة 5 أيام، تنتهي الخميس المقبل. وعبّر سفير بعثة الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا، نيكولا أورلاندو، عن سعادته لافتتاح أول مهرجان سينمائي ليبي - أوروبي في طرابلس، إلى جانب الهيئة العامة للسينما والمسرح والفنون، وسفارات فرنسا وألمانيا وإيطاليا ومالطا وإسبانيا. وعدّ هذا الحدث «علامة فارقة في الشراكة الثقافية بين ليبيا والاتحاد».

ويعرض مساء اليوم (الاثنين) فيلم «راعي البقر من الحجر الجيري» المقدم من سفارة مالطا، بقاعة الهيئة العامة للسينما والمسرح في شارع الزاوية بطرابلس، التي دعت الجمهور للاستمتاع بمشاهدته.

البوستر الترويجي لفيلم «فتاة عادت» الإيطالي (إدارة المرجان)

وبجانب الفيلم المالطي، فإن العروض المفتوحة للجمهور تتضمن، وفق ما أعلنت إدارة المهرجان، ورئيس بعثة الاتحاد، «طفلة عادت» من إيطاليا، و«قصر الحمراء على المحك»، إسباني، ويعرض الثلاثاء، ثم «كليو» (ألمانيا) الذي يعرض للجمهور الأربعاء، على أن يختتم المهرجان بفيلم «عاصفة» الفرنسي.

ولوحظ أن الدول المشاركة في المهرجان حرصت على تروّج الأعمال المشاركة، من هذا المنطلق دعا المركز الثقافي الفرنسي والسفارة الفرنسية في ليبيا الجمهور الليبي لحضور الفيلم الفرنسي الذي أخرجه كريستيان دوغواي، وقالا في رسالة للجمهور الليبي: «نحن في انتظاركم لتشاركونا هذه اللحظة السينمائية الاستثنائية».

جانب من افتتاح مهرجان الفيلم الأوروبي في طرابلس (البعثة الأوروبية إلى ليبيا)

وكان رئيس هيئة السينما والمسرح والفنون، عبد الباسط بوقندة، عدّ مبادرة الاتحاد لإقامة المهرجان «خطوة إيجابية في مسار الشراكة بين ليبيا، متمثلة في هيئة السينما والمسرح والفنون، والاتحاد الأوروبي والدول الخمس المشاركة».

وأضاف بوقندة، في كلمة الافتتاح، الذي بدأ الأحد بعرض الأفلام، أن المناسبة «تفتح آفاقاً واسعة في مجالات السينما كواحدة من أهم أنواع التواصل بين الشعوب ومرآة عاكسة لكثير من القضايا الاجتماعية والإنسانية والثقافية التي تسهم بفاعلية في توعية الناس، وتدفع بهم تجاه الارتقاء والإحساس بالمسؤولية».

بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي (السفارة الفرنسية لدى ليبيا)

وخلال مراسم الافتتاح، عُرض فيلم «شظية» الليبي الذي أنتج في الثمانينات، من تأليف الأديب الليبي المعروف إبراهيم الكوني، ويحكي قصة معاناة الليبيين مع الألغام التي زرعت في صحراء ليبيا خلال الحرب العالمية الثانية، وراح ضحيتها كثير من المواطنين في مدن ومناطق مختلفة من البلاد.

وبجانب العروض السينمائية في ليبيا، تُجمّع الفنون في ليبيا عادةً من فرقت بينهم السياسة، ويحشد المسرح على خشبته ممثلين من أنحاء البلاد، كانت قد باعدت بينهم الآيديولوجيات في زمن ما، يحكون جميعاً أوجاعهم عبر نصوص ولوحات إبداعية، ويفتحون نوافذ جديدة للتلاقي والحوار بعيداً عن النزاع والانقسام السياسي.

وسبق أن تعطلت الحركة الفنية المسرحية في ليبيا، مُتأثرة بالفوضى الأمنية التي شهدتها ليبيا عقب اندلاع ثورة «17 فبراير» التي أسقطت نظام الرئيس الراحل معمر القذافي عام 2011. لكن مع الاستقرار النسبي الذي تشهده ليبيا يظل الرهان على الفن في اختبار الانقسام السياسي، الذي ضرب البلاد، لتوحيد الليبيين.